سلط تقرير لصحيفة "غارديان" البريطانية، الضوء على أشخاص في قطاع غزة، فقدوا عائلاتهم بأكملها، وأصبحوا الناجين الوحيدين من بين أسر كبيرة، جراء الضربات الإسرائيلية على القطاع.

وشنت حماس (المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة الأميركية ودول أخرى)، هجوما على بلدات ومناطق إسرائيلية، أسفر عن مقتل 1400 شخص أغلبهم من المدنيين، وبينهم نساء وأطفال، واختطاف أكثر من 240 شخصا.

وردت إسرائيل بضربات على قطاع غزة تسببت في مقتل أكثر من 10 آلاف فلسطيني، أغلبهم من المدنيين وبينهم نساء وأطفال، بحسب السلطات الصحية في القطاع.

كما تسببت الحصار الشامل الذي تفرضه إسرائيل على القطاع الفلسطيني، في أزمة إنسانية حادة، تتمثل في غياب حاجيات العيش الأساسية، في انتظار إقرار هدنات أو وقف لإطلاق نار لم يتحقق حتى الآن.

"مغطاة بدماء الآخرين"

كانت صاحبة الـ43 عاما، رشدية توتة، تجلس في ساحة المستشفى الأهلي المعمداني يوم 17 أكتوبر، مع نازحين آخرين اعتقدوا أنهم بمأمن هناك.

استهدفت ضربة المستشفى، والتي تبادلت إسرائيل وحماس الاتهامات بشأنها. وقالت السلطات الصحية في غزة إن نحو 500 شخص قتلوا إثرها.

كان من بين الضحايا أفراد من عائلة توتة، وحينما علمت بمقتل أغلب أفراد عائلتها صرخت باكية: "لماذا بقيت هنا؟ أريد الذهاب معهم. كنا دائما معا، لماذا لا نموت سويًا؟".

"قطرة في محيط".. كم يبلغ حجم المساعدات التي دخلت غزة مقارنة بما يحتاجه السكان فعلا؟ مع إعلان الحكومة الإسرائيلية قطع جميع الإمدادات عن قطاع غزة البالغ عدد سكانه 2.2 مليون نسمة، أعلن البيت الأبيض، الثلاثاء، أن ما لا يقل عن 569 شاحنة مساعدات دخلت غزة منذ 21 أكتوبر الماضي.

تعيش العائلات في غزة في منزل واحد يتكون من عدة طوابق، وفي المعتاد يكون كل طابق به أسرة، وتعيش العائلة تقريبا وتتشارك كافة تفاصيل الحياة اليومية سويًا.

وفي يوم ضربة المستشفى، حذر شقيق رشدية العائلة من أن الضربات قد تستهدف منزلهم، وطالبهم بالتوجه إلى مكان آمن.

وتعاني رشدية وواحدة من شقيقاتها من إعاقة حركية، وتستخدم كرسيا متحركا، لذلك كان الانتقال لمكان بعيد صعبا عليهم، فانتقلت الأسرة التي يبلغ عدد أفرادها حوالي 40، إلى مستشفى المعمداني. وقالت رشدية: "شعرنا بالأمان هناك. كان هناك الآلاف من الناس ومن بينهم أطفال".

نصبت الأسرة الخيام في محيط المستشفى، واستقروا رغم سماعهم بشكل مستمر أصوات الطيران الإسرائيلي في الأجواء.

وقالت السيدة الأربعينية للغارديان، حول يوم الضربة: "كل ما أتذكره أن الأطفال كانوا جائعين، فبدأت أمهاتهم بإعداد الشطائر لهم، وطلبن منهم اللعب في ساحة المستشفى. رأيتهم يضحكون ويلعبون والأمهات في سعادة خلال تجهيز الطعام".

وأضافت أنه بعد ذلك، استفاقت لتجد نفسها "مغطاة بدماء الآخرين في مستشفى الشفاء، حيث نقلها مسعفون".

قتل خلال ضربة المستشفى، والديها وشقيقيها وزوجتيهما وشقيقتها القعيدة، وفقط ظل على قيد الحياة ابن أخيها يامن، وتعيش حاليا مع أخت أخرى لها كانت تسكن في مكان آخر بقطاع غزة، اصطحبتها والطفل من المستشفى إلى المنزل. وبحسب حديثها لغارديان، تعيش الاثنتان على وقع اهتزاز المنزل بشكل يومي جراء الضربات.

"لا أحلام ولا خطط"

كانت ديما اللمداني (18 عاما)، تحلم بأن تكون سيدة أعمال ناجحة، حيث كانت تعيش بمخيم الشاطئ في غزة.

وحينما طالب الجيش الإسرائيلي سكان شمالي قطاع غزة بالتوجه جنوبا، وبالتحديد يوم 13 أكتوبر، قرر والدها وشقيقه وكل الأسرة مغادرة المخيم.

بعد يومين من رحلة إلى منزل أحد أصدقاء العائلة، حيث قرروا البقاء لفترة لإعادة شحن المولدات والهواتف، جلست اللمداني تحتسي القهوة مع قريبتها، ولم تتذكر أي شيء بعد ذلك سوى أنها كانت وسط الركام وتسمع أصوات صرخات الناس من حولها.

"سباق مع الموت".. 5500 ولادة مرتقبة في غزة هذا الشهر خلال الأسابيع القادمة، تتوقع الأمم المتحدة أن تلد حوالي 5500 امرأة في غزة، حيث يقوم الأطباء في المستشفيات، التي تعاني من ويلات الحرب، بتوليد النساء بدون تخدير أو بتخدير بسيط، وأحياناً على ضوء الهواتف المحمولة.

كان نحو 50 شخصا في المبنى الذي تعرض للقصف، وبينهم 17 شخصا من عائلة اللمداني، بحسب غارديان.

وقالت اللمداني: "كانت أسوأ اللحظات المرعبة بالنسبة لي هي الفترة التي انتظرت فيها حتى عثروا علي بين الركام. كدت أفقد عقلي، صرخت وبكيت حينما وجدوني".

لم تتوقف مأساتها عند هذا الحد، بل كان عليها التوجه نحو المشرحة للتعرف على جثث ذويها، وقالت: "بالكاد تعرفت عليهم، حيث تغيرت ملامحهم. حينها توسلت إليهم بالقول: لا تتركوني وحدي، فأنا لا أستطيع الحياة دونكم".

تتحمل اللمداني حاليا مسؤولية اثنين من أبناء عمومتها الصغار، وقالت: "أنا مدمرة حاليا، لا أحلام ولا آمال ولا خطط. لا أتخيل الحياة دون أمي وأبي وأختي. خدعتنا القوات الإسرائيلية، فلا يوجد مكان آمن".

"كيف تعيش دون والديها؟"

واصل تقرير "غارديان" تسليط الضوء على الأسر المكلومة، حيث كانت سماح العيداني، تبكي ابنتها التي رحلت إثر قصف منزلها في دير البلح وسط غزة يوم 24 أكتوبر.

مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان: إسرائيل وحماس ارتكبتا جرائم حرب قال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، الأربعاء، إن إسرائيل وحركة حماس ارتكبتا جرائم حرب في الصراع الذي اندلع قبل ما يزيد قليلا عن شهر.

تتولى العيداني حاليا مسؤولية تربية حفيدتها ذات الست سنوات، والتي نجت من القصف، وقالت للصحيفة: "أتذكر ابنتي المقتولة، فكيف يمكن لابنتها الصغيرة الحياة دون والديها؟".

جلست الطفلة نعيمة، جوار جدتها، بعدما قتلت الضربة الإسرائيلية، والديها وأجدادها وإخوتها.

وأكدت الجدة رغبتها في حصول حفيدتها على علاج نفسي بعد الصدمة، وقالت: "علينا انتظار نهاية الحرب، ولو نجونا، سأعمل على علاجها".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: قطاع غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

”شباب يمضغون القات أمام عائلات الزوار: غضب شعبي في عدن”

”شباب يمضغون القات أمام عائلات الزوار: غضب شعبي في عدن”

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة: وقف إطلاق النار في لبنان أعظم أمل لإنهاء المعاناة
  • ”شباب يمضغون القات أمام عائلات الزوار: غضب شعبي في عدن”
  • لحظات مرعبة في قلب البحر الأحمر بمصر.. الناجون من غرق اللنش السياحي يروون التفاصيل
  • موقف لافت.. البابا يدين غطرسة المحتل في فلسطين وأوكرانيا
  • البابا فرنسيس يندد بالغطرسة الإسرائيلية في فلسطين
  • بالصور.. 12 أجنبيًا و 4 مصريين مفقودون وفنادق مرسى علم تستقبل الناجين
  • تفاصيل جديدة ومروعة حول الجريمة التي هزت إسطنبول
  • نكشف عن جنسيات الناجين والمفقودين في حادث غرق لانش سياحي بمرسى علم
  • كشف أعداد الناجين من حادثة غرق المركب.. والجيش المصري يتدخل
  • مصدر عسكري يكشف معلومات خطيرة عن معركة الكدحة التي وقعت قبل ساعات.. تفاصيل مدوية