يشهد الفيلم الوثائقي بعيدًا عن النيل للمخرج شريف القطشة عرضه الأول في الولايات المتحدة الأمريكية وذلك يوم السبت 18 نوفمبر الساعة 2 مساءً في سينما دي سي تي في فايرهاوس في مدينة نيويورك، وسيعقب العرض مناقشة مع المخرج. وسيحصل على عرض آخر يوم الثلاثاء 21 نوفمبر الساعة 7 مساءً.
حصل الفيلم على عرضه العالمي الأول في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي حيث فاز بجائزة أفضل فيلم وثائقي، والجائزة الفضية لأفضل فيلم طويل في مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية، كما حصل على جائزة الامتياز الاستثنائي من مهرجان أطباء بلا حدود السينمائي الدولي، وشارك في مهرجان طرابلس السينمائي في لبنان، ومهرجان ميتا السينمائي في الإمارات، ومهرجان أيام الفيلم العربي في النرويج، ومهرجان الفيلم الإفريقي الجديد في الولايات المتحدة الأمريكية.

وعلى الصعيد النقدي كتب موقع سكرين دايلي "لقد قام شريف القطشة بتجميع فيلم وثائقي ترفيهي بالكامل، وفي كثير من الأحيان يبعث على البهجة." فيما أثنى محمود مجدي على الفيلم ومخرجه "نجح القطشة في تحويل تلك الرحلة الغنائية إلى منتج بصرى رائع، يمعن في التفاصيل اليومية للرحلة، بكل قفشاتها وتوترها وطرائفها، وخناقاتها، بمتعة الحفلات وإرهاق السفر المستمر، والبروفات التي لا تنتهى باختلاف الثقافات ومفارقات اللغة والرغبة في النجاح في بلد غريب عنهم تمامًا."

في فيلم بعيدًا عن النيل يلجأ ١٢ موسيقيًا من ١١ دولة تطل على النيل إلى الموسيقى باعتبارها نموذجًا للتعاون يتجاوز الحدود والخلافات. وخلال جولة في الولايات المتحدة الأمريكية، تخضع رسالة الاتحاد للاختبار.

الفيلم من إخراج وتصوير شريف القطشة، وبطولة محمد أبو ذكري (مصر)، مايكل بازيبو (أوغندا)، نادر الشاعر (مصر)، آسيا مدني (السودان)، عادل ميخا (النوبة)، كاسيفا موتوا (كينيا)، أحمد عمر (إريتريا، إثيوبيا)، صليب فوزي (مصر)، إبراهيم فانوس (إريتريا)، ديف أوتيينو (كينيا)، ستيفن سوغو (بوروندي)، سيلامنيش زيميني (إثيوبيا)، وإنتاج شريف القطشة (قطشة فيلمز) وكريستوفر ماكيلروين (The American Vicarious) ومونتاج شريف القطشة وبيير هايبرر، وتتولى MAD Solutions مهام توزيع الفيلم في العالم العربي.

شريف القطشة وُلد في الولايات المتحدة الأمريكية، ونشأ في القاهرة، ويعيش حاليًا بين القاهرة ونيويورك. في عام 2013، عرض القطشة فيلمه الوثائقي الطويل الثالث "القيادة في القاهرة"، والذي حصل على جائزة أفضل فيلم من العالم العربي في مهرجان أبوظبي السينمائي 2013، وجائزة لجنة التحكيم الكبرى في مهرجان نيويورك للفيلم الوثائقي، وتنويه خاص في مهرجان أوبن سيتي للأفلام الوثائقي في لندن في العام نفسه.كان القطشة أيضًا هو مصور لفيلم (Cairo Garbage (2009 للمخرجة ميكالا كروغ وعمل في Cities On Speed.

شارك في إخراج فيلم "مصر: نحن نراقبك" (2007)، الذي يدور حول سياسات ما قبل الثورة في مصر، من خلال عيون مجموعة النشطاء Shayfeen.com، كجزء من سلسلة "لماذا الديمقراطية".

حصل فيلمه الوثائقي الأول "Butts Out"، الذي كان يدور حول خمسة مدخنين وكفاحهم للإقلاع عن التدخين، على جائزة أفضل فيلم وثائقي في مهرجان نيو إنجلاند للسينما والفيديو لعام 2006.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الولايات المتحدة الأمريكية فی الولایات المتحدة الأمریکیة فی مهرجان حصل على

إقرأ أيضاً:

أمريكا من إمبراطورية إلى دولة

 

 

علي بن سالم كفيتان

نشأت عقيدة الولايات المتحدة الأمريكية لتصبح إمبراطورية مهيمنة على العالم عقب الحرب العالمية الثانية والنصر الذي حققه الحلفاء بعد تدخلها الدامي في اليابان واستخدام السلاح النووي للمرة الأولى، وهذا مهَّد لطموح سيادة العالم والتنافس مع الاتحاد السوفييتي- آنذاك- عبر الدخول في صراع تسلُّح وحرب النجوم، ومن ثم الحرب الباردة، حتى انهار الاتحاد السوفييتي في 25 ديسمبر 1991.

وانفردت الولايات المتحدة بقيادة العالم عبر قوتها العسكرية الضاربة وتسييرها لمنظمة الأمم المتحدة من نيويورك، في ظل انشغال الدول الأوروبية بلملمة شتاتها بعد الحرب، ومن ثم إنشاء الاتحاد الأوروبي والتوجه للتنمية الاقتصادية واعتمادها على حلف "الناتو"، الذي تُهيمن علية الولايات المتحدة الأمريكية من الناحية الأمنية والعسكرية، في الوقت الذي كانت فيه جمهورية الصين الشعبية ترسم خطتها بعيدة المدى للنهوض عبر بناء منظومة إنتاجية وقاعدة صناعية ضخمة، وبقي العالم يدور في فُلك أمريكا الواعدة التي استقبلت كل الشعوب وفتحت أذرعها لهجرة العقول، وبنت سلاسل تبادل تجاري مع مختلف شعوب الدنيا؛ فصارت ذلك الحلم الذي يتمناه الجميع، في ظل اهتمام بالغ بحقوق الإنسان والمجتمعات المُهمَّشة حسب الظاهر، فمارست عبر هذه الملفات ضغوطًا على كل دول العالم.

نمو الصين الهائل ومنافستها لبلوغ سقف الاقتصاد العالمي وإعادة تشكيل الاتحاد الروسي على يد الرئيس فلاديمير بوتين وقفزات النمو الاقتصادي والسياسي الكبيرة التي حققها الاتحاد الأوروبي، كل هذه الأسباب مجتمعة أوجدت توجسًا أمريكيًا عميقًا حول سيادتها للعالم، وأفرز ذلك تغيُّرًا في مزاج الرأي العام الأمريكي؛ حيث أصبح بموجبه رجل الأعمال الأمريكي دونالد ترامب رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية للمرة الأولى بتاريخ 20 يناير 2017، دون خلفية سياسية أو عسكرية. الرجل لم يكن عضوًا في مجلس الشيوخ ولا في مجلس النواب، ولم يكن يومًا ما حاكمًا لولايةٍ، ولم يتقلد في حياته منصبًا أمنيًا أو عسكريًا، ولم يستوعب أن الولايات المتحدة الأمريكية إمبراطورية تحكم العالم وتُسيِّر اقتصاده وترسم الخطوط العريضة لسياسته؛ فدخل ترامب في مواجهات غير مدروسة مع حلفاء أمريكا قبل أعدائها، عبر حسبة اقتصادية بحتة، تقوم على الفارق في الميزان التجاري، ومقدار الرسوم على السلع، وأقحم بلاده في ملفات سياسية شائكة، ومنها مشكلة الشرق الأوسط عبر عرض مبادرات مثل صفقة القرن واتفاقيات إبراهام؛ لإدماج الكيان الصهيوني في المنطقة، وفرض التطبيع، ومنح إسرائيل كامل الأراضي الفلسطينية المحتلة، وإلغاء دور منظمة التحرير الفلسطينية، وإغلاق مكتبها في أمريكا. كل ذلك وَلَّدَ احتقانًا سياسيًا عميقًا في الداخل الفلسطيني؛ حيث انقلبت أمريكا على صنيعتها السلطة الفلسطينية، فبرز تيار المقاومة كخيارٍ قائمٍ بعد فشل الخيار السياسي، وانكشاف عورة اتفاقيات أوسلو، وحسب اعتقادنا هذا هو السبب الرئيسي لما حدث في السابع من أكتوبر 2023.

لم يُوَفَّق ترامب في تجديد انتخابه لدورة ثانية تالية للأولى، وخسر انتخابات 2020 أمام جو بايدن الديمقراطي المخضرم وصاحب التاريخ السياسي الحافل، لكن الأخير لم يستطع إصلاح ما أحدثه ترامب من مغامرات في العالم؛ فمارس سياسة ضعيفة هي أقرب إلى تسيير الأعمال، وكان عامل السن ضاغطًا على ولايته المُتعثرة كتعثُّر خطواته المُتكرِّر على سلالم الطائرة الرئاسية، وسرحانه في المناسبات العامة، وهيامه على وجهه في أحيان كثيرة في الاحتفالات الرسمية، كل ذلك إضافة إلى انحيازه السافر للكيان الصهيوني وازدواجية المعايير في التعامل مع قضيتيْ فلسطين وأوكرانيا؛ مما ولَّد احتجاجات طلابية ضخمة في مختلف الجامعات الأمريكية، عقب السابع من أكتوبر 2023؛ فضعف موقفه؛ لينسحب من السباق الانتخابي في وسط المنافسة، ويخسر الحزب الديمقراطي مرة أخرى، ويعود ترامب في 2025 الى البيت الأبيض، ليُكمل مغامراته التي بدأها في 2017.

قد يتساءل البعض: لماذا انتخب الأمريكيون ترامب؟ والجواب هو أن الرجل عمل على ابتزاز حلفاء وأصدقاء أمريكا وجلب مليارات الدولارات التي حسَّنت الأداء الاقتصادي وخلقت ملايين الفرص الوظيفية، والمعلوم أن الشعب الأمريكي لا يُعير اهتمامًا كبيرًا بسياسة بلاده الخارجية، بقدر نجاح الأداء الاقتصادي في الداخل، وهذا ما حققه ترامب في دورته الأولى.

الولايات المتحدة الأمريكية بدأت تنكفئ على نفسها منذ اليوم الأول لرئاسة ترامب الثانية، عبر منع الهجرة، وترحيل المهاجرين غير الشرعيين بل والمعارضين لسياسات أمريكا من الطلبة والناشطين السياسيين، الذين يحظون بحق الإقامة، مع فرض رسوم جمركية على الواردات القادمة من أكبر الاقتصاديات التي تتعامل مع السوق الأمريكي، مثل كندا والمكسيك والاتحاد الأوروبي والصين، علاوة على طرد السفراء الذين تنتهج دولهم سياساتٍ إنسانية تدعم القضايا العادلة مثل جنوب افريقيا، وإحراج الحلفاء التاريخيين لواشنطن عند زياراتهم للبيت الأبيض، كل هذا يقود لأفولٍ تدريجيٍ لنجم الإمبراطورية الأمريكية، وتحولها لمجرد دولة على خارطة العالم، مع صعود الصين لريادة العالم.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • التحديات الإيرانية في المفاوضات النووية مع أمريكا
  • أمريكا من إمبراطورية إلى دولة
  • بحضور الشيباني.. مؤتمر المانحين حول سوريا يبحث في بروكسل رفع العقوبات
  • أمريكا تعلن القضاء على قادة حوثيين في الضربات العنيفة أمس السبت
  • بعد غارات أمريكا على الحوثيين.. لافروف يؤكد ضرورة وقف استخدام القوة
  • قيادة الشرق الأوسط بعيدًا عن أمريكا
  • الفيلم المصري "المستعمرة" في المسابقة الرسمية لمهرجان فيسكال السينمائي
  • نسيم عباسي يتيح أفلامه السينمائي للجمهور عبر "يوتيوب"
  • مصرع 34 شخصا وإصابة العشرات جراء العواصف والأعاصير وسط وجنوب أمريكا
  • بمشاركة جارموش ولينكليتر.. مهرجان كان السينمائي يستعد لنسخة استثنائية