اللجنة الاستشارية بالخارجية الصينية: مصر دولة هامة بالعالمين العربي والإسلامي وإفريقيا
تاريخ النشر: 9th, November 2023 GMT
قال عضو اللجنة الاستشارية للدبلوماسية العامة بوزارة الخارجية الصينية والسفير الصيني السابق لدى الاتحاد الإفريقي كوانج ويلين إن مصر تعد شريكًا استراتيجياً للصين، حيث أن هناك تعاونًا شاملا بكافة المجالات من بينها مشروعات البنية التحتية.
وثمن كوانج ويلين - في كلمته خلال افتتاح مؤتمر حوار منتدى هونج تينج في القاهرة بعنوان "مسارات التحديث للصين والدول الإفريقية" - دعوة مصر لعضوية "البريكس" لأنها تعد دولة هامة في العالمين العربي والإسلامي وفي القارة الإفريقية.
وأوضح التوافق بين مبادرة "الحزام والطريق" مع رؤية مصر 2030 التي تسعي إلى تحقيق التنمية، منوهًا بأن بكين استضافت مؤخرًا اجتماعات كبار المسؤولين لمنتدى الصيني الإفريقي، لبحث الإعداد للمؤتمر الوزاري الذي سيعقد العام المقبل.
وأضاف أن الدورة الثالثة لمنتدى "الحزام والطريق" التي عقدت مؤخرًا في بكين بمشاركة زعماء 130 دولة من بينهم الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء تكللت بالنجاح، حيث تم الموافقة على 8 إجراءات لتعزيز التعاون المشترك، وإبرام عقود تجارية بقيمة تصل لـ100 مليار دولار.
وتابع أن قمة البريكس التي عقدت في أغسطس الماضي بجنوب إفريقيا وافقت على انضمام 6 دول جديدة، مشيرًا إلى ان تجمع البريكس يضم أكثر من 40% من سكان العالم، ويسهم بـ25% من الناتج الإجمالي المحلي في العالم.
ولفت إلى أن توسيع البريكس يأتي في إطار تعزيز التعاون بين دول الجنوب في مواجهة التحديات العالمية، ويسهم في نمو الاقتصاد والحوكمة عالمية، موضحا أن توسيع البريكس يشهد مرحلة جديدة من تمثيل الدول النامية.
وأشار إلى أن بلاده تعمل على تنفيذ خطة التحديث الصيني النمط التي أعلن عنها الرئيس الصيني شي جين بينج من أجل نهضة الأمة الصينية، منوهًا بأن هذا تحديث يأتي رغبة في تحقيق أكبر قدر من النمو الاقتصادي وتحسين المعيشة، حيث أن عدد سكان الصين يبلغ 1.4 مليار نسمة وقد تم انتشال 800 ألف شخص من الفقر ورفع 400 ألف آخرين للطبقة المتوسطة.
ونوه بأن التحديث الصيني النمط يحقق الرخاء ليس فقط للشعب الصيني وإنما لجميع سكان العالم من خلال تقاسم المنفعة، حيث أن بكين تعد شريكًا لأكثر من 140 دولة ومنطقة وتجذب 320 مليون دولار كاستثمارات أجنبية مباشرة يوميًا.
وقال إن 120 دولة شاركت مؤخرًا في المعرض الصيني الدولي للاستيراد الذي عقد في شنغهاي، مما يعكس رغبتها في تعزيز التعاون الدولي وفتح أسواقها، للاستفادة من نمو الاقتصاد الصيني، مؤكدا اهتمام الصين بالتعاون مع جميع الدول بما في ذلك الدول النامية.
وأفاد بأن التحديث الصيني النمط يسعي لتحقيق الحضارة المادية والروحية من خلال تحقيق التنمية الشاملة للدول الإفريقية ماديًا وروحانيًا، مشيرا إلى أن بكين تدعم التسامح والتعايش السلمي لإقامة مجتمع مشترك للبشرية في المستقبل.
وأضاف أن الصين تسعى للتناغم بين الإنسان والطبيعة والحفاظ النظام الأيكولوجي ومواجهة تغير المناخ من خلال خفض الإنبعاثات الكرتونية وتحقيق الحياد الكربوني عن طريق تغيير الهياكل الصناعية، لافتا إلى أن الصين تحتل المرتبة الأولى في صناعة السيارات الكهربائية في العالم.
وقال كوانج ويلين إن بكين تدعو لحل النازعات من خلال التشاور والحوار والحل السلمي من خلال الطرق الدبلوماسية وتعزيز التعاون لدعم استقرار العالم، مؤكدا أهمية مبادرة "الحزام والطريق" باعتبارها منصة للتعاون الدولي.
وبدوره، قال المستشار بسفارة الصين بالقاهرة تشاو ليانج إن بلاده تسعى لدعم الدول الإفريقية نحو عالم أكثر إنصافًا وتوازنًا في ضوء أن أكثر الدول النامية من القارة الإفريقية، مؤكدا أن بكين تعد شريكًا مهمًا لإفريقيا، كما أنها تدعم التحديث فيها.
وأوضح أن بكين ساهمت في إقامة مشروعات هامة في البنية التحتية من بينها القطار الخفيف ومركز المؤتمرات للاتحاد الإفريقي، ومركز مكافحة الأمراض، فضلًا عن بناءها أكثر من 6 آلاف كم من خطوط السكك الحديدية و6 آلاف كم من الطرق.
وأكد تطلع الصين نحو دعم التعددية في إطار البريكس، وأهمية تبادل الخبرات بين الدول الإفريقية والصين في إطار مبادرة "الحزام والطريق".
اقرأ أيضاًالصين: نسعى إلى تحقيق وقف إطلاق النار في غزة
بقوة 5.4 درجة.. زلزال يضرب شمال شرق الصين
انخفاض واردات مصر من الحديد والصلب من الصين وروسيا بنسبة 14.2%
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الاتحاد الافريقي الخارجية الصينية الرئيس الصيني السفير الصيني الصين رئيس الصين وزارة الخارجية الصينية الحزام والطریق أن بکین من خلال إلى أن
إقرأ أيضاً:
«تطور الفن العربي خلال فترة ما بعد الانطباعية» في محاضرة بـ«اللوفر أبوظبي»
فاطمة عطفة (أبوظبي)
أخبار ذات صلة «إكسبوجر».. 420 فناناً بصرياً عالمياً يقدمون 3100 عمل فني «مجمع اللّغة العربيّة بالشّارقة» يبحث المحاور العلميّة لـ«مؤتمر الدّراسات العربيّة في أوروبا»شهد بهو متحف اللوفر- أبوظبي السبت الماضي، محاضرة بعنوان: «تطور الفن العربي خلال فترة ما بعد الانطباعية»، قدمها الشيخ سلطان بن سعود القاسمي، الباحث، مؤسّس مؤسسة «بارجيل للفنون»، حيث طرح وجهات نظر جديدة حول هذه الفترة التحويلية، وتأثيرها الدائم على العالم العربي. جاءت المحاضرة ضمن البرنامج الثقافي الموسمي، بالتزامن مع معرض «ما بعد الانطباعية»، الذي يقام في قاعات العرض باللوفر. وفي مستهل الجلسة، رحّبت بالحضور عائشة الأحمدي، مساعدة أمين المتحف في اللوفر.
قدم القاسمي لمحة تاريخية مهمة عن مطلع القرن العشرين، والتطورات الكبيرة التي حصلت على مستوى العالم، بما في ذلك في مجال الفنون. فقد ظهرت حركة ما بعد الانطباعية (1886 - 1906) في فرنسا، وشكّلت حقبة فنية رئيسة يحتفى بها على نطاق واسع حتى اليوم. وفي الفترة ذاتها، كان العالم العربي يعيش عصر النهضة العربية، الذي امتّد من منتصف القرن التاسع عشر إلى أوائل القرن العشرين، وشهد مساهمات ملحوظة في مجالات الأدب، والعمارة، والفن، وكانت تغذيها القومية العربية المتنامية آنذاك، والتي بلغت ذروتها في تجمع فكري كبير في باريس. وعرض الشيخ القاسمي في محاضرته الفصل الثري من تاريخ الثقافة العربية، حيث تطرّق إلى التطورات الفنية الغنية التي شهدها العالم العربي في مطلع القرن العشرين، خلال فترة من التحولات الفكرية والمجتمعية والسياسية العميقة. وجاءت تلك الفترة المعروفة بـ«عصر النهضة العربية» مواكبة للحركات الحداثية في العالم، مع تطور هوية فنية مميزة تعكس التطلعات الثقافية، والدينية، والسياسية للعالم العربي، حيث سعى الفنانون والمثقفون على حد سواء إلى استعادة الجماليات العربية التقليدية مع تبني التأثيرات الحديثة، الأمر الذي أسفر عن سرد واضح ونابض بالحياة، ومفعم بمفاهيم النهضة، والتجديد، والتعبير عن الذات.
ورافق المحاضرة عرض بالصور لشخصيات رئيسية في عصر النهضة، مثل محمود مختار، وجبران خليل جبران، ونيكولا صايغ، مثالاً على المزج بين التقاليد والابتكار.
ويعتبر مختار أول نحّات مصري في العصر الحديث، حيث اعتنى في أعماله الضخمة بأن تكون بمثابة رموز للفخر الوطني والنهضة الثقافية. وأضاف المحاضر قائلاً: «أما جبران، المعروف في المقام الأول بتحفته الأدبية (النبي)، فقد ساهم بشكل كبير في الفنون البصرية، حيث ابتكر لوحات رمزية استهدفت سبر أغوار الجوانب الروحانية والعاطفة الإنسانية». وبدوره، ربط نيكولا صايغ، رائد الفن الفلسطيني، بين الأيقونات الدينية والموضوعات العلمانية، مقدّماً بذلك السرد الفني المتطور للمنطقة.
وتابع: «على الرغم من التحديات في المجال، الذي يهيمن عليه الفنانون الذكور، ظهرت فنانات أبدعن بمساهمات مؤثرة، فقد جمعت قدرية حسين، إحدى أفراد العائلة المالكة في مصر، بين أدوارها ككاتبة، ومترجمة، ومدافعة عن حقوق المرأة، وعملها الأقل شهرة كرسامة. أما إيمي نمر، وهي فنانة سريالية مصرية، فقد أضفت على فنّها موضوعات الصدمة والهشاشة، مستمدة فنّها من الخسائر الشخصية وعواقب الحرب العالمية الأولى، كما شاركت نساء أخريات بارزات، مثل سعيدة بنت صلاح، وزلفى السعدي في بعض المعارض، وأبدعن أعمالاً تعكس التطلعات القومية، بيد أن العديد من مساهماتهن لم توضع موضع البحث بعد».
وسلّط المحاضر الضوء على دور المؤسسات والإصلاحات الرئيسية في تعزيز حركة الفن الحديث العربي، مشيراً إلى فتوى الشيخ محمد عبده التي صدرت في عام 1905 وأجازت فن التصوير التشكيلي في السياقات الإسلامية، وعلى إثرها أنشئت كليات الفنون الجميلة، وانطلقت موجة جديدة من التعبير الفني.
ترسيخ الهوية
أكد الشيخ سلطان بن سعود القاسمي لـ «الاتحاد» أن هذه المحاضرة محاولة لاستعراض الحياة الثقافية في العالم العربي، في فترة ما بعد الانطباعية نفسها، وهي فترة معرض ما بعد الانطباعية في متحف اللوفر أبوظبي، هذه الفترة كانت فترة غنيّة في العالم العربي، كان فيها فنانون مبدعون من أنحاء العالم العربي كافة قاموا برسم شخصيات مهمة، الكثير منها ثقافية وسياسية وشخصيات علم وعلمانية، وأيضاً شخصيات دينية في محاولة من جهتهم بأن يقوموا بترسيخ الهوية العربية، التي كانت تحت الاحتلال في ذلك الوقت.