التعليم: 8 مواصفات للاختبار الجيد في المدارس
تاريخ النشر: 9th, November 2023 GMT
شددت وزارة التعليم على أهمية بناء الاختبارات وفق المعايير المتوافقة مع مستويات الطلاب والمتسمة بالصدق، والثبات، والموضوعية، والعدالة، والواقعية، وسهولة التطبيق، والتصحيح، والتعامل مع الدرجات.
وأوضحت وزارة التعليم من خلال دليل أنظمة وإجراءات الاختبارات، مواصفات الاختبار الجيد، ومنها الصدق والذي يشير إلى ضرورة أن يقيس الاختبار ما أعد لقياسه وصُمم لأجله.
ولكي يتصف الاختبار بدرجة عالية من الصدق، أن يميز بين جوانب القدرة التي يقيسها، والثبات والذي يقصد به استقرار الدرجات عند تكرار تطبيق الاختبار، أو صور مكافئة له على المجموعة نفسها أو مجموعة أخرى من الأفراد مشابهة لها في الصفات.
أخبار متعلقة ورش عمل ومسابقات ثقافية في احتفالات تعليم الشرقية بيوم التسامحصور| "اليوم" ترصد صناعة الرواشين بمعرض "فنون البناء التقليدي" في جدةالأمم المتحدة: العدوان على غزة يحرم 300 ألف طالب من التعليمكما يجب أن يكون الاختبار شاملاً وممثلاً لجميع الأهداف المراد قياسها، ويقل ثبات الاختبار إذا كانت الأسئلة سهلة جدًا أو صعبة جدًا، وموضوعية التصحيح ترفع من ثبات الاختبار.
وأشارت وزارة التعليم إلى أهمية الاستقلالية بين فقرات الاختبار، بحيث لا ترتبط الفقرات مع بعضها البعض في الإجابة، ومراعاة عامل الزمن؛ بأن يكون وقت الاختبار كافيًا للطالب المتوسط كي يجيب عن الأسئلة، والموضوعية، وتعني عدم تأثر نتائج المفحوص بذاتية المصحح أو شخصيته، وبالتالي فإن الدرجة لا تتغير بتغير المصحح أو من يقوم بالتطبيق.
وأضافت: ومن أجل تحقيق الموضوعية في الاختبار ينبغي مراعاة الوضوح، أن تكون فقرات الاختبار وتعليمات الاختبار واضحة وغير خادعة ولا تحتمل أكثر من معنى والشمول، بأن تكون الأسئلة ممثلة لمختلف أجزاء المقرر، بحيث يكون الاختبار شاملاً للأهداف التدريسية المراد قياسها، وكلما كانت الأسئلة من النمط الموضوعي كان ذلك أفضل.
وشددت على أهمية العدالة في بناء الاختبارات، بأن تكون فقرات الاختبار متناسبة مع المستوى العام للطلاب، وأن تؤخذ ظروف الطلاب جميعًا في الاعتبار عند إعداد الاختبار وتطبيقه، بحيث يكون مناسباً لكل الفئات دون تفضيل لفئة على أخرى.
أيضا أهمية توافر الواقعية بأن يُراعى عند تطبيق الاختبار أن يكون في حدود الظروف والإمكانات المتاحة، وأن يتناسب طوله مع الوقت المسموح به لتطبيقه.
مراعاة سهولة التطبيقكما يجب مراعاة سهولة التطبيق، إذ تعد صعوبة التطبيق عائقاً أمام تحقيق الموضوعية والثبات والصدق وقد يؤدي إلى انخفاض درجة الطالب، وسهولة التصحيح والتعامل مع الدرجات، إذ ينبغي الأخذ في الاعتبار طريقة توزيع الدرجات عند إعداد فقرات الاختبار وخصوصاً الاختبارات ذات الطابع المقالي؛ لأن قيمة الاختبار تقل عندما تكون طريقة توزيع الدرجات معقدة.
وذكرت: وعندما تُحدد إجابات أسئلة الاختبار للمصحح، أو يزود بمفتاح للتصحيح، فإن ذلك يسهل من طريقة التصحيح ويساعد على تحقيق نتائج دقيقة، والتمييز ويقصد بذلك أن يكون الاختبار قادرًا على الكشف عن الفروق الفردية، بين التلاميذ والتمييز بينهم من حيث المستوى الدراسي.
المصدر: صحيفة اليوم
كلمات دلالية: وزارة التعليم التصحيح الاختبار أسئلة الاختبار امتحانات الدراسة تعليم السعودية مدارس السعودية أن یکون
إقرأ أيضاً:
من الفكرة إلى التطبيق… ثقافة الاختبار السريع في بيئة الأعمال
من #الفكرة إلى #التطبيق… #ثقافة_الاختبار_السريع في #بيئة_الأعمال
الأستاذ #الدكتور_أمجد_الفاهوم
الفكرة العظيمة لا تُغيّر العالم إذا بقيت على الورق. والتاريخ الاقتصادي لا يخلّد من فكروا فقط، بل من جرّبوا، ومن جعلوا أفكارهم تمشي على الأرض. في عالمٍ يتسارع فيه التغيير، أصبحت القدرة على “الاختبار السريع” شرطًا للبقاء لا رفاهية للتجريب، لأن الزمن لا ينتظر من يتردد، والسوق لا يُكافئ من يتقن التخطيط بقدر ما يُكافئ من يتقن التنفيذ المرن.
في الأردن، بدأت بعض الشركات والمؤسسات تدرك أهمية هذه الثقافة، خصوصًا في قطاع التكنولوجيا والمشاريع الريادية. فشركة HyperPay مثلًا لم تنطلق بخطة مكتملة، بل بفكرة بسيطة لاختبار حلول الدفع الإلكتروني في السوق المحلي. جرّبت، عدّلت، أخطأت، ثم نجحت. كذلك الحال في Mawdoo3 التي بدأت بصفحةٍ واحدة ثم وسّعت المحتوى تدريجيًا بناءً على ردود المستخدمين. التجربة هنا كانت أصدق من الدراسة، لأن السوق هو المختبر الحقيقي لأي مشروع.
ثقافة “الاختبار السريع” تعتمد على مبدأ عالمي أثبت نجاحه في كبريات الشركات مثل Google وAmazon وTesla. هذه الشركات لا تنتظر اكتمال الفكرة كي تبدأ، بل تُطلق نسخًا أولية تُعرف بـ MVP (المنتج الأدنى القابل للتطبيق)، فتقيس تفاعل المستخدمين وتتعلم من الأخطاء قبل أن تُنفق الموارد على النسخة النهائية. ففي عالم الأعمال، الخطأ السريع خيرٌ من الصواب المتأخر.
مقالات ذات صلة من الواوا ..إلى تجربة في المفهوم 2025/11/12لكنّ التحدي في مؤسساتنا الأردنية والعربية لا يكمن في نقص الأفكار، بل في الخوف من الفشل. فالموظف يخشى التجريب خشية اللوم، والمدير يخشى اتخاذ القرار قبل اكتمال الصورة. وهكذا تضيع الأفكار بين الاجتماعات والتقارير، حتى يفقد السوق اهتمامه. أما المؤسسات التي تبنّت ثقافة التجريب، مثل زين الأردن في مشاريعها الرقمية أو البنك العربي في تطوير تطبيقاته المصرفية، فقد أثبتت أن المرونة لا تعني الفوضى، بل السرعة المدروسة التي تصنع التميز.
الاختبار السريع لا يعني التسرع، بل إدارة المخاطر بذكاء. فكل تجربة صغيرة تختصر طريقًا طويلًا نحو النجاح، لأنها تكشف ما يصلح وما لا يصلح. في جامعة MIT مثلًا، يُشجَّع الطلاب على “الفشل السريع” في مختبرات الابتكار، لأن الفشل هنا ليس نهاية الفكرة، بل بداية الطريق الصحيح. وفي عالم الشركات الناشئة، أصبحت ثقافة Fail Fast, Learn Faster شعارًا للجيل الجديد من القادة.
في الأردن، نحن بحاجة إلى بيئةٍ مؤسسية تُكافئ من يجرّب، لا من يكرر. فالمؤسسة التي تجرّب عشر أفكار وتنجح في واحدة، أفضل من تلك التي تنتظر عامًا لتطلق مشروعًا مثاليًا يفشل عند أول اختبار.
الإدارة الحديثة لا تضع الفكرة في خزائن الاجتماعات، بل ترسلها إلى الميدان لتُختبر. لأن السوق لا يقرأ الخطط، بل يقرأ النتائج. ومن يتعلم من تجربته أسرع من منافسيه، يربح الزمن قبل أن يربح السوق.
في النهاية، التجريب ليس مغامرة، بل عقلية. والفشل ليس سقوطًا، بل درسًا لا يتعلمه إلا من يجرؤ. فحين تتحول الفكرة إلى اختبار، يتحول المشروع إلى واقع، ويتحول القائد من مُنظّرٍ إلى صانعٍ للتغيير. وهكذا تبدأ رحلة كل نجاحٍ حقيقي… بخطوة صغيرة جريئة، لا بورقةٍ كبيرة مؤجلة.