أحداث غزة تكشف عن المعدن الإماراتي الأصيل
تاريخ النشر: 9th, November 2023 GMT
الإمارات لن تتراجع عن مكانتها الأخلاقية العالية، ولا عن قيمها الإنسانية الثابتة
تقوم السياسة الخارجية الإماراتية على ثوابت راسخة ومتوازنة، تتأسس على نشر الأمن والسلام، ووضع حدٍّ للأزمات الإنسانية الإقليمية والدولية، وتسوية المنازعات بالطرق السلمية، وهي رؤية إنسانية أصيلة، تنبع من نهج أسس له المغفور له بإذن الله تعالى زايد بن سلطان آل نهيان، طيَّب الله ثراه.
وفي خضمِّ هذه الأزمة العالمية المحدقة، هناك أحداث إنسانيَّة ناصعة تستحقُّ أن تُسطَّر بماء الذهب، والتوقُّف أمامها لكي نبني عليها الكثير من المواقف الحضاريَّة والإنسانيَّة الخيِّرة في جوهر الإنسان العربي الإماراتي، فقد جاءت المبادرة الخيريَّة لأجل أخواننا من المدنيين الأبرياء في غزة؛ تنفيذًا لأوامر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله"؛ إذ يقرر سموُّه إقامة مستشفى ميداني إماراتي متكامل، يضمُّ جميع التخصصات الطبية؛ لتقديم الدعم الطبي اللازم إلى الأشقاء الفلسطينيين في القطاع، وذلك ضمن عملية "الفارس الشهم 3" الإنسانية التي وجه سموُّه بتنفيذها.
كما وجَّه سموه بفتح باب التطوع للأطباء المسجلين في وزارة الصحة ودائرة الصحة- أبوظبي، بجانب فتح باب التطوع للمتطوعين المسجلين لدى الهلال الأحمر والمؤسسات الإنسانية والخيرية الإماراتية؛ هذا على الرغم من كل العوائق أمام العمل الإغاثي والإنساني.
هذا إضافةً إلى المبادرة الإماراتية لاستضافة حوالي 1000 طفل فلسطيني من قطاع غزة، برفقة ذويهم؛ لتقديم الرعاية والعلاج الطبي لهم في مستشفيات الدولة، بجانب إطلاق حملة مجتمعية إغاثية للأشقاء الفلسطينيين المتأثرين من الأحداث في القطاع تحت شعار "تراحم من أجل غزة"، ومحاولة إنقاذ أرواح القاطنين والنازحين على حد سواء، والمحافظة على المدنيين العزل، والتكافؤ في وصول كل المساعدات؛ وضمان إيصالها للمستحقين، حسب ما تمليه الحاجة، وما تفرضه ظروف المرحلة.
وغيرها من المبادرات الإماراتية التي يضيق المقام عن حصرها، أو يمنعني الحياء من سردها كاملة.
وتأتي هذه الجهود الإنسانية المتميزة تجسيدًا لمواقف دولة الإمارات التاريخية الداعمة والمساندة للأشقاء الفلسطينيين سعيًا إلى استعادة كامل حقوقهم العادلة، وأهمها حق تقرير المصير في دولتهم المنشودة وعاصمتها القدس الشرقية.
يدفعني الواجب، وتحثني الغيرة على وطني من االشائعات المغرضة التي تشكك فيه وتقلل من دوره في خدمة القضية، رغم أن الإمارات تخطَّت كلَّ تلك الشائعات، وتجاوزت بحنكتها السياسية كل الحساسيات التي يمكن أن تعقِّد مساعي السلام، فالجهود الدبلوماسية الإماراتية الحثيثة في تسريع الحل السياسي والسلمي، ومحاولتها الدؤوب في الحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني، والحفاظ على كلِّ الوشائج والمشتركات التي تربط بين البلدين، وهي جهود تقطع الطريق أمام المضللين الذين يروجون للأزمة الإنسانيَّة إعلاميًّا، ويرفعون وتيرة المزايدت؛ بغية التشويش على الشعوب، ولكن المكر السيئ لا يحيق إلا بأهله!
إن معظم الشعوب في عالمنا العربي بحاجة إلى الخلاص من ثقافتها البائسة، تمامًا كما حدث للغرب على يد حكماء النهضة وصناع التنوير، فالإصلاح بحاجة إلى قيادات تُحدث الفارق في المفاهيم، وفي الرؤى، وفي خلق الأفكار الفارقة.. والأهم يقهرون الصعاب ولا يستسلمون؟! ولا أشك أن شعوب هذه المنطقة سوف تدرك لاحقًا هذا الجميل والفضل الذي سعت له الإمارات من خلال قوتها الناعمة في الحل السلمي لهذا الصراع.
حين يكون السلام العادل والشامل أكبر هاجسنا فنحن نسير بالاتجاه الصحيح؛ لأننا نبني لأمتنا العربيَّة مكان آمنًا نحيا فيه بظلال وارفة من الطمأنينة والسلام، والرغبة في مغادرة التجاوزات التي شلَّت حركتنا، وقيَّدتنا بكثير من الأغلال التي سوف يجري تفكيكها، لكي تتحرر إرادتنا نحو المستقبل، وهو واقع نراه محفوفًا بكثير من التفاؤل والطموح، ما دامت غاياتنا شريفة ونبيلة، ومرجعياتنا ثابتة لنحمي أوطاننا وإنسانيتنا وتجاربنا المختلفة، مما يدفعنا إلى التماسك الصلب، والعزم الأكيد في إنجاز المهمة المتبقية.
لقد آن الأوان أن يستيقظ الضمير الإنساني من أجلِ إعادة تعظيم حُرمة النفس البشريَّة؛ كما أنَّ منظومتنا القِيَميَّة الفريدة، المرتكزة إلى السعي الدائم نحو العون والنجدة، والمنحازة دائمًا للحق ولمصلحة الإنسانيَّة جمعاء، كلُّها جوامع من الخير حفظت- وستحفظ بإذن الله- الإمارات وشعبها من كلِّ نوائب الدهر ومصائبه، فالتاريخ شاهد عبر مراحله على أنَّ الأمن والأمان هبة إلهيَّة للشعوب الخيِّرة، سواء من "صنائع المعروف" أو "فعل الخيرات" أو "إغاثة اللهفان"، ولهذا يعرف الرجال بالحقِّ، أنه في الإمارات فقط يتم الانتصار للمبادئ والقيم الإنسانيَّة، والأزمات هي محكُّ المواقف النبيلة التي تُظهر معادن البشر والشعوب، وذلك في مواجهتها للأحداث الجسام، وللمصالح الشخصيَّة، والأغراض الماديَّة.
الإمارات لن تتراجع عن مكانتها الأخلاقية العالية، ولا عن قيمها الإنسانية الثابتة، والا عن لمساتها الحانية للبشر في كل مكان في العالم، طالما تقودها قيادتنا الحكيمة التي تعرف كيف تتخد القرار الصائب في كل ما يطرأ من أحداث، وما يجري من مواقف.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الإمارات ة الإمارات
إقرأ أيضاً:
«الإصلاح والنهضة»: العلاقات المصرية الإماراتية تُسهم في تعزيز وحدة الصف العربي
صرح هشام عبد العزيز، رئيس حزب الإصلاح والنهضة، بأن اللقاء الذي جمع الرئيس عبد الفتاح السيسي بالشيخ محمد بن زايد، رئيس الإمارات، في العاصمة أبوظبي، يعكس عمق العلاقات الأخوية والتاريخية التي تربط البلدين الشقيقين.
العلاقات المصرية الإماراتية تمثل نموذجاً يُحتذى بهوأضاف عبد العزيز، في بيان له اليوم، أن العلاقات المصرية الإماراتية تمثل نموذجاً يُحتذى به في التعاون العربي، لا سيما في ظل التنسيق المستمر لتحقيق مصالح الشعبين الشقيقين، وتعزيز التعاون في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، مشددًا على أهمية تلك اللقاءات في تعزيز وتحفيز الاستثمارات الأجنبية المباشرة للمستثمرين من دولة الإمارات في السوق المصرية.
وأشار رئيس حزب الإصلاح والنهضة إلى أهمية مناقشة القضايا الإقليمية في هذا اللقاء، خاصةً الترحيب بالإعلان عن وقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الأسرى والمحتجزين مضيفًا بأن دور مصر المحوري في حماية أهالي قطاع غزة، وتقديم الدعم الإنساني، والتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار يعكس التزامها التاريخي بالقضية الفلسطينية، وهو ما يُقدر بشكل كبير من الأشقاء في الإمارات.
الوحدة العربية السبيل الوحيد لمواجهة التحدياتوأكد عبد العزيز أن اللقاء تناول قضايا أخرى على الساحة العربية، مثل الأوضاع في لبنان وسوريا والسودان وليبيا واليمن والصومال، مشيداً بالتوافق المصري الإماراتي على ضرورة حماية أمن وسيادة هذه الدول، والعمل على تحقيق تطلعات شعوبها نحو الاستقرار والرخاء، مضيفًا أن الوحدة العربية والتعاون المشترك هي السبيل الوحيد لمواجهة التحديات الراهنة التي تواجه منطقتنا وهو ما يدعو إليه الرئيس عبد الفتاح السيسي بشكل مستمر وتحرص عليه الدولة المصرية.
واختتم رئيس حزب الإصلاح والنهضة تصريحه بالإشادة بالدور الإيجابي الذي تلعبه مصر والإمارات في دعم الاستقرار الإقليمي، مؤكداً أن مثل هذه اللقاءات تُسهم في تعزيز وحدة الصف العربي ودعم الحلول السياسية التي تضمن استقرار المنطقة.