قدم رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، إيهود أولمرت، الخميس، خطة اعتبر أنها "الوحيدة" التي يمكن أن تحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، إلى جانب تصوره لمرحلة "ما بعد حماس"، قائلا في الوقت نفسه، إن "عمر الحكومة اليمينة الحالية" في بلاده سيكون لـ"أسابيع".

والأربعاء، أكد الجيش الإٍسرائيلي أنه دخل "في عمق" مدينة غزة حيث تستعر المعارك على الأرض، والتي أدت إلى مقتل 36 جنديا إٍسرائيليا منذ بدء الهجوم البري في 27 أكتوبر.

وإزاء ما تصفه منظمات دولية بـ "كارثة إنسانية" في غزة، تفيد أرقام الأمم المتحدة أن 1,5 مليون شخص نزحوا من شمالي قطاع غزة إلى جنوبه.

وجدد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، رفضه وقف إطلاق النار ما لم يتم الإفراج عن الرهائن. وقال في تصريحات، الأربعاء: "أريد أن أنفي أي نوع من الشائعات التي تصلنا من كل الجهات، لأكرر بوضوح أمرا واحدا: لن يكون هناك وقف لإطلاق النار من دون الإفراج عن رهائننا. وكل ما عدا ذلك لا طائل منه".

وفي مقابلة مع قناة "الحرة"، قال أولمرت إن المجتمع الدولي "يعترف" بهدف عملية إسرائيل، المتمثل في "تدمير القدرة العسكرية لحماس وإنهاء حكمها للقطاع"، موضحا: "عندما ندمر القدرة العسكرية لحماس، ستغادر إسرائيل القطاع ونستمر في العمل للحفاظ على أمن إسرائيل، لكن لن نحتل غزة".

وأولمرت (78 عاما) الذي خدم في لواء غولاني – وحدة النخبة الأكبر في الجيش الإسرائيلي، كان رئيسا للوزراء في البلاد خلال الفترة ما بين مايو 2006 وحتى مارس لعام 2009.

واقترح رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق "إرسال قوات دولية من حلف شمال الأطلسي (الناتو) في مرحلة انتقالية لما بعد حكم حماس، تستمر لسنة ونصف، من أجل ضبط الأمن وإعادة الإعمار ومحاولة بناء إدارة مدنية جديدة".

وطالب أولمرت، إسرائيل بتقديم "حلول سياسية لمرحلة ما بعد حماس"، بما في ذلك "الاستعداد للعمل في مفاوضات مع السلطة الفلسطينية بشأن حل الدولتين، لإنهاء هذا النزاع التاريخي".

وقال: "المجتمع الدولي سيقبل بالفترة الانتقالية اللازمة (في قطاع غزة) لتحديد الأهداف السياسية، لكن يجب أن يكون هناك تفاوض بشأن حل الدولتين".

وأشار إلى أنه قدم خطة سلام شاملة لحل النزاع عام 2008 عندما كان رئيسا للوزراء، لإقامة دولة فلسطينية على حدود 1967، على أن يكون الجزء العربي من القدس عاصمة لها، في إشارة للقدس الشرقية.

وأردف أنه بموجب الخطة "ستكون إدارة المواقع المقدسة لدى المسلمين واليهود والمسيحيين (في القدس) على عاتق 5 دول، بما فيها فلسطين وإسرائيل والولايات المتحدة تحت إدارة مجلس الأمن الدولي".

واعتبر أن تلك الخطة هي "الوحيدة" التي يمكن أن تحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، مضيفا أن "الحكومة الحالية غير مستعدة لتنفيذ هذا المقترح وعليها الاستقالة"، على حد تعبيره.

"على نتانياهو الاستقالة"

وطالب أولمرت في حديثه لقناة الحرة، نتانياهو بالاستقالة من منصبه بعد الحرب، قائلا: "فوجئنا بهجوم حماس وكان هناك فشل عسكري كبير وهائل في إسرائيل، التي لم تستعد لهذه الهجمات".

وتابع: "على نتانياهو الاستقالة من منصبه، فهو الذي تراجع عن مباحثات السلام وفضّل التحدث مع حماس التي لا تعترف بإسرائيل"، مضيفا أن "القيادة الإسرائيلية كان لديها أفكار خاطئة، بأنه بالإمكان التحدث مع الحركة بشأن هدوء على الحدود، في وقت كانت تحضر فيه لهذا الهجوم المباغت".

وتابع: "علينا الفهم أن حماس منظمة إرهابية، وهي لا تريد أن يكون هناك سلام مع إسرائيل، بل تريد القتل والإرهاب على خطى داعش وطالبان والقاعدة، وهذه المنظمات لا يجب أن يكون هناك محادثات معها".

واستطرد بقوله: "بسبب الثقة الزائدة، نجحت حماس في هجومها ودفعنا ثمنا باهظا.. لا يمكننا التفاوض معها. حتى الفلسطينيون الذين يعيشون وسط غزة يدفعون ثمنا باهظا".

وكانت حماس قد شنت هجمات مفاجئة على إسرائيل يوم 7 أكتوبر، عبر إطلاق آلاف الصواريخ وتسلل مسلحيها إلى العمق الإسرائيلي، مما أسفر عن مقتل أكثر من 1400 شخص أغلبهم مدنيون وبينهم نساء وأطفال، علاوة على اختطاف 241 شخصا، بحسب السلطات الإسرائيلية.

وترد إسرائيل بضربات جوية لا هوادة فيها وتوغل بري لقواتها العسكرية داغل غزة بهدف "القضاء على حماس"، مما أدى لمقتل ما يزيد عن 10 آلاف شخص أغلبهم مدنيون وبينهم نساء وأطفال، بحسب سلطات القطاع الفلسطيني الصحية.

وقال أولمرت إن "إسرائيل تحاول تدمير البنية التحتية لحماس وقدراتها العسكرية.. هذة مسألة ليس فيها شك، لكن السؤال يبقى هو الوقت اللازم لهذه العملية".

وردا على سؤال بشأن تزايد أعداد القتلى المدنيين في غزة بعد الرد الإسرائيلي، تبنى أولمت رواية الحكومة بأن حماس "تستخدم المدنيين كدروع بشرية"، مشيرا إلى أن المراكز الأساسية وأماكن إطلاق الصواريخ للحركة المصنفة على لائحة الإرهاب، "موجودة في وسط مدينة غزة وهي أماكن ذات كثافة سكانية عالية".

وتابع: "إسرائيل لا تستهدف المدنيين، بل نحاول تدمير حماس وقادتها، وهذا يتماشى مع القانون الإنساني، لذلك الولايات المتحدة وبريطانيا صوتت ضد وقف إطلاق النار، وهي دول أكثر استنارة في العالم، لأنها تفهم أنه يجب علينا قتل قياديي حماس".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: یکون هناک أن یکون

إقرأ أيضاً:

هنية يعلق على مقتل شقيقته: "واهمون"

أصدر رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية بيانا، الثلاثاء، عقب مقتل إحدى شقيقاته في غزة، قال فيه إن "أي اتفاق لا يضمن وقف إطلاق النار وإنهاء العدوان مرفوض".

وأضاف البيان: "إذا كان العدو المجرم يظن أن استهداف أهلي وعائلتي سيغير من مواقفنا ومقاومتنا فهو واهم".

وقالت مصادر طبية فلسطينية إن أكثر من 30 شخصا، من بينهم شقيقة هنية، قتلوا في سلسلة من الغارات الجوية الإسرائيلية العنيفة التي وقعت خلال الليل، في مناطق متعددة في مدينة غزة.

وتعصف المواقف المتناقضة باتفاق من شأنه أن يضع حدا للحرب التي شردت وقتلت الآلاف، منذ بدئها في قطاع غزة قبل أكثر من 8 أشهر.

ويعتبر شكل وقف إطلاق النار محط خلاف أساسي بين طرفي الصراع إسرائيل وحماس.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد أثار الجدل بسبب حالة التخبط التي سيطرت على تصريحاته في هذا السياق، وسط دعوات من أهالي الرهائن للقبول بصفقة من شأنها أن تفرج عن أبنائهم المختطفين في القطاع.

وتصر حماس على رفض أي اتفاق لا يؤدي إلى إنهاء الحرب بشكل كامل والانسحاب التام للجيش الإسرائيلي من قطاع غزة.

وفي المقابل، يؤكد نتنياهو وقادة إسرائيل على ضرورة القضاء على حركة حماس قبل إنهاء الحرب.

مقالات مشابهة

  • رجل ملعون... أولمرت يتهم نتنياهو بالخيانة وهذا ما قاله عن الصراع مع حزب الله
  • فلسطين : الاحتلال يمارس جرائم حرب ضد الإنسانية في قطاع غزة
  • عاجل| شكري يؤكد رفض مصر لسيطرة إسرائيل عسكريا على معبر رفح الفلسطيني
  • ‏لافروف: على المجتمع الدولي لفت انتباه إسرائيل إلى مخاطر توسع الصراع وامتداده إلى لبنان
  • مصلحة الجميع هل تلجم نيّات توسعة الحرب في لبنان؟
  • هنية يعلق على مقتل شقيقته: "واهمون"
  • هل انهارت خطة واشنطن لإنهاء حرب غزة؟
  • أكسيوس: نتنياهو غير مهتم بحرب مع حزب الله ويفضل الحل الدبلوماسي
  • حماس: المجازر في غزة تأكيد على استمرار "إسرائيل" في تحديها كافة القوانين الدولية
  • نتنياهو يقدم ثلاثة وعود لـ"الكنيست" بشأن الحرب على غزة