فضائل وبركات سورة النحل في حياتنا اليومية
تاريخ النشر: 9th, November 2023 GMT
فضائل وبركات سورة النحل في حياتنا اليومية.. تعد سورة النحل السورة رقم 16 في القرآن الكريم، وتحمل عنوان "النحل" نسبةً إلى النحل الذي ذكر في بداية السورة، وتتضمن السورة مجموعة من الآيات التي تتحدث عن عجائب خلق الله في الكون، وتدعو البشر إلى التأمل في آياته ليستدلوا على وجود الله وعظمته.
وتتناول السورة موضوعات متنوعة تشمل التوحيد والرد على الشككين والمشركين، وتحث على الإيمان والتوبة، كما تبين بعض القصص من التاريخ السابق للأمم والرسل، وتسلط الضوء أيضًا على أهمية العدل والإنصاف في المجتمع والرعاية الإلهية للأيتام والمحتاجين.
وتحتوي سورة النحل على دروس وعبر مهمة للإنسان في حياته اليومية، وتذكير بفضل الله وعظمته في خلقه ورعايته لخلقه.
فضل سورة النحلسورة النحل لها فضل كبير في الإسلام، فإليكم بعض الفوائد المعروفة عنها:-
فضائل وبركات سورة النحل في حياتنا اليومية1- التوحيد والإيمان: تحتوي سورة النحل على آيات تؤكد على توحيد الله وعظمته، وتحث على تصديق الرسل والكتب السماوية.
2- التدبر والتفكر: تحث السورة المؤمنين على التأمل في عجائب الكون وخلق الله، وتدعوهم إلى النظر في الآيات الطبيعية والعلمية ليستدلوا على وجود الله.
3- الدعوة إلى الإحسان والعدل: تشجع السورة على معاملة الآخرين بالعدل والإحسان، وتذكر بأهمية رعاية الأيتام والمحتاجين.
فضائل وبركات سورة النحل في حياتنا اليومية4-الحث على التوبة والاستغفار: تذكر السورة أهمية التوبة والاستغفار لدى الله وبالذات في مواجهة الخطايا والذنوب.
5- التحذير من الشرك والكفر: تحذر السورة من الشرك والكفر وتدعو إلى الإيمان الصافي بالله ورسله.
6- الدعوة إلى الصبر والاستقامة: تشدد السورة على أهمية الصبر والثبات في وجه الصعاب والمحن.
مواضيع سورة النحلسورة النحل تتناول مجموعة متنوعة من المواضيع التي تشمل:-
"الفضائل العظيمة لسورة هود".. دروس وعبر من قصص الأنبياء "فضائل سورة النور".. ركن من أركان الهداية والأخلاق الحسنة "فضائل سورة النساء".. رسالة الله للمرأة والمجتمع في الإسلام1- توحيد الله وعظمته: تبين السورة وحدانية الله وعظمته في خلق الكون وإدارته.
2- علم الله وآياته: تدعو السورة للتأمل في عجائب خلق الله والتأمل في الطبيعة والكون لتعظيم الله.
3- الرسل والكتب السماوية: تذكر السورة بأن الله أرسل الرسل وأنزل الكتب لهداية البشر.
4- التوجيهات الأخلاقية والاجتماعية: تحث السورة على معاملة الآخرين بالعدل والإحسان، وترعى الأيتام وتوجه للصدقة والإحسان.
5- التوبة والاستغفار: تذكر بأهمية التوبة والاستغفار لدى الله والعودة إليه في مواجهة الذنوب.
6- التحذير من الشرك والكفر: تحذر السورة من الشرك وتدعو إلى الإيمان بالله الواحد ورسله.
7- الحث على الصبر والاستقامة: تشدد السورة على أهمية الصبر والثبات في وجه الصعاب والمحن.
8- القصص من التاريخ السابق للأمم والرسل: تحكي السورة بعض القصص من التاريخ السابق للأمم والرسل للعبرة والتوجيه.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: سورة النحل السورة على
إقرأ أيضاً:
غزة.. بوابة الصبر وأيقونة النصر
د. سالم بن عبدالله العامري
في سُكون اللحظات الأخيرة، حين تعلو زفرات التَّعب وتوشك الأرواح أن تنكسر تحت وطأة القصف والخذلان، يخرج الصبر من ضلوع العظماء كأنّه نورٌ في عتمةٍ حالكة. هناك، على ضفاف البحر الجريح، حيث تمضي الساعات مثقلة بالدخان والدمع، تقف غزة شامخة، لا تطلب من العالم عونًا، بل تُلقِنه درسًا في معنى الثبات الذي لا يتزحزح.
تنهض غزّة من تحت الركام... لا تسأل: أين العرب؟ ولا تنتظر خلاصًا من مؤتمرات الكلام، بل تعلّق قلبها بالله، وتنسج صبرها من خيوط اليقين، وترتدي جراحها وشاحًا من العِزّة. هناك، تتعب الأرض من كثرة ما نزفت، لكن الإنسان لا يتعب. إنَّها الضمير الأخير في عالمٍ باع الضمير، والمشهد الباقي في مسرحٍ احترقت كل ستائره.
في ميادين القتال، تأتي اللحظات الأخيرة محمّلة بالتعب، والإرهاق، وكثير من الشكوك، وقد يظن البعض أن الهزيمة قريبة حين تشتد المحن، غير أن التاريخ والتجربة الإنسانية يثبتان أنَّ النصر كثيرًا ما يولد من رحم تلك اللحظات العصيبة، وأن الصبر فيها هو الفاصل بين الهزيمة والانتصار؛ فالصبر ليس مجرد احتمال الأذى أو تحمل الألم؛ بل هو ثبات على المبدأ، وتمسك بالأمل، وإيمان بأنَّ العاقبة للمتقين.. وهو في اللحظات الأخيرة من المعركة يكون أعظم أجرًا وأشد تأثيرًا؛ لأن النفس تكون فيها على شفا الانهيار، والإرادة على حافة الاستسلام؛ فمن يصبر في آخر لحظة، قد يظفر بالنصر الذي كان يظنه مستحيلًا؛ أمًا من ينهار، فقد يخسر كل ما بناه، في لحظة ضعف واحدة. إن الفرق بين الطرفين ليس في القوة أو العدد؛ بل في الثبات النفسي والروحي؛ إنه تمامًا كما في السباقات الطويلة، لا يفوز بها من يبدأ بسرعة فقط، بل من يستطيع الحفاظ على عزيمته حتى آخر خطوة. وفي غزة، تتجلى أعظم صور الصبر والثبات التي أصبحت مثالًا حيًّا على الصبر في أصعب اللحظات وأشدّها ظلمة.
العالم، برغم ما يملكه من أقمار صناعية وتحليلات سياسية، لم يفهم غزّة بعد! لم يفهم كيف لم تسقط؟ ولماذا لا تركع؟ لم يفهم كيف يصمد شعبٌ يُقصف كل يوم ثم ينهض في اليوم التالي؟ ينفض عن قلبه غبار القصف، ويغرس في عيون أبنائه بذور الكرامة، يَشدّ على وتر الفجر صلاةً لا تضعف، ويكتب على جدران الرماد يقينًا لا يشيخ: سنعود، وإن طال الغياب." إنهم لا يصبرون ليبقوا فقط... بل يصبرون ليقيموا حُجّةً على العالم، أن الإنسان، حين يُجرَّد من كل شيء، يمكنه أن يَصمد بقلبه وحده، أن يحارب بإيمانه، وأن يُربك الطغاة بمجرد بقائه حيًا. ليست المعركة في غزّة كغيرها، فهي ليست صراعٌ بين الحديد والنار، بل صراع بين من يملك كل أدوات الفناء، ومن يملك أعظم ما يمكن أن يُحمله صدر إنسان: الإيمان بأن الأرض لا تُباع، والكرامة لا تُهدى، والنصر وعدٌ إلهيٌ لا يأتي إلا لمن ثبت ساعةً أطول من طاقة البشر. هناك، لا يُقاس الانتصار بما سقط من صواريخ، بل بما بقي من كرامة وحنين للأرض.
غزّة لا تُمارس الصبر كوسيلة عبور أو تكتيك مؤقت، بل تُجسِده كجوهر وجود، وتنسجه خيطًا في نسيج روحها، تعتنق الصبر كفلسفة حياة، تنبض بها الأرض، ويتنفسها الحجر قبل البشر، تختزن آلامها عميقًا، وتُحوّل وجعها إلى جمرة ساكنة في صدورٍ من طين ونار، تُخبّئ الدموع لتسقي بها جذور الوعي، ثم تُقاتل، وتُفاوض، وتُفاجئ، ثم تُصلي وتواصل الصمود بثقة ووعي وإيمان لا يتزعزع، ليس الصبر في معركة غزة أن تحبس دمعة أو تكتم أنينًا، بل أن تقف على شفا الموت وتُقسم ألا تموت إلا واقفًا. إنها آية من آيات الصبر في كتاب التاريخ.
هناك، حين تبلغ المعركة نهاياتها، وتتساقط الأقنعة، وتتشقق الشعارات، تظهر غزة وحدها كما هي دائمًا: عارية إلا من عزتها، محاصَرة إلا من إرادتها، مجروحة إلا من روحها التي لا تنكسر. وفي كل مرة، حين يظن العالم أن المقاومة قد ضعُفت، تُثبت غزة أن الصبر الحقيقي يولد في قلب المحن.. تنهض من قلب الرماد، وتُعيد تعريف النصر لا كحدث عسكري، بل كحدث وجودي، يظهر الصبر كقوة خارقة، تُحبط التوقعات وتقلب المعادلات.
وأخيرًا.. تعلمنا غزة أن النصر قد يتأخر، لكنه لا يغيب، وأنّ اللحظات الأخيرة من كل معركة هي في الغالب لحظات الميلاد الجديد، نتعلم أن النصر العاجل إن لم يتحقق في بعض الجولات، فإن صبر غزة هو نصر استراتيجي طويل الأمد، يزرع الأمل في نفوس الأجيال القادمة، ويؤكد أن الإرادة لا تُهزم. نتعلّم أن الصبر في اللحظات الأخيرة ليس فضيلة فقط، بل معجزة، وأن النصر، حين يتأخر، فإنه لا يذهب بعيدًا؛ بل ينتظر من يستحقه حقًًّا. إنها امتحانٌ يوميٌ لصبر العالم، وشهادة ميلادٍ لكل من اختار أن يحيا بكرامة. إنها القصيدة الأخيرة التي يكتبها الصبر، بمداد الدم واليقين، لترسُم للعالم وجهًا آخر للنصر... نصرٌ لا يُقاس بعدد الغنائم، بل بعدد الذين بقوا واقفين حين ظن الجميع أنهم سيسقطون.