الحرب في غزة تقسم فرنسا
تاريخ النشر: 9th, November 2023 GMT
تُعتبر فرنسا موطناً لأكبر الجاليات العربية والإسلامية واليهودية في أوروبا، وهو ما يشكل ثروة ثقافية في نظر الكثيرين تعكس تاريخها الممتد لقرون عديدة كأرض للترحيب والهجرة، لكنها تمثل كذلك خطراً في نظر آخرين يتمثل هذه الأيام في رؤية الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي ينتقل إلى البلاد.
والخطر ليس جديداً بالتأكيد، لكنه ازداد حدّة على نحو غير مسبوق منذ يوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، بعد هجوم حركة حماس المُفاجئ في محيط قطاع غزة.
وانقسمت الأغلبية الرئاسية بسبب الصراع الدائر في الشرق الأوسط، إذ وبينما تحرص السلطة التنفيذية على الحفاظ على خط التوازن بين دعم إسرائيل والدعوة إلى هدنة إنسانية، يسعى المسؤولون المنتخبون من معسكر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى تحرير أنفسهم من الموقف الرسمي، وسط مخاوف من أن تؤدي هذه الاختلافات إلى اضطرابات داخلية، وذلك بينما تبدو الدبلوماسية الفرنسية منزعجة من خيارات ماكرون بشأن الشرق الأوسط.
وتُشير الكاتبة الفرنسية ناتالي سيغونيس، إلى أن ماكرون وحرصاً منه على عدم استيراد الحرب بين إسرائيل وحماس إلى بلاده، يحذر من أن الصراع في غزة قد يمزق معسكره.. وفي حين سعى رئيس الدولة إلى الحفاظ على موقف متوازن بين التضامن مع إسرائيل والمساعدات الإنسانية لسكان غزة، فقد كانت فرنسا من بين دول الغرب القليلة التي وافقت على قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة في 27 أكتوبر (تشرين الأول) الذي قدمته المجموعة العربية ويدعو إلى وقف إطلاق النار، مواصلاً دعوته إلى هدنة إنسانية فورية بين حماس وإسرائيل، وذلك مقابل عدم رضا من بعض الفاعلين في الأغلبية الرئاسية الذي يُريدون الدعم المستمر لإسرائيل، فيما الدبلوماسية الفرنسية ووزارة الخارجية لا يتم استشارتها في كثير من قرارات الرئيس الفرنسي.
تزعزع الوحدة الوطنيةمن جهته يحذر فيليب برنارد، الكاتب والمحلل السياسي في صحيفة “لو موند”، من خطر رؤية الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي ينتقل إلى دولة مجزأة بالفعل، ما قد يؤدي إلى زيادة تأجيج معاداة السامية وتنامي مشاعر العنصرية في فرنسا.. وبنظره فإن هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001 في الولايات المتحدة، ثم الصراعات في العراق وسوريا، نجم عنهما تفاقم الإحباط والاستياء إلى حد نشوء الجهادية الفرنسية.
ويرى برنارد أن استبدال الهويات الدينية بالمرجعيات الاجتماعية، وصعود الإسلاموية، وبالتوازي مع معاداة السامية التي تم إنكارها منذ فترة طويلة، وغموض معاداة الصهيونية في سياق العزلة الحضرية والفشل الجزئي للوعد الجمهوري بالمساواة، كل ذلك أدى إلى تفاقم المشكلة، وإلى تأجيج أزمة العلمانية وتفكك الأحزاب اليسارية والجمعيات المناهضة للعنصرية.. وعلى خلفية التوترات المدرسية والحضرية، أثارت السلسلة التي لا نهاية لها من الهجمات الأيديولوجية الجهادية، التي استهدف بعضها اليهود في فرنسا، انعكاساً لتزعزع الوحدة الوطنية، وأدت إلى تفاقم الانقسامات والمخاوف.
وعلى هذا تبدو فرنسا المتسامحة اليوم مجزأة ومكشوفة، وهي تواجه منذ أسابيع صدمة الهجوم غير المسبوق الذي شنته حماس على إسرائيل.. وبالنسبة ليهود فرنسا، فإن الصدمة ذات شقين: فهي لا تؤدي فقط إلى إيقاظ المنطق العنصري للمحرقة وتهز مكانة إسرائيل كدولة ملجأ آمن، ولكنها تثير اندلاع أعمال معادية للسامية.. وأما بالنسبة للعرب في فرنسا، فإن طوفان صور ضحايا القصف الإسرائيلي على غزة لا يمكن إلا أن يثير القلق والغضب الشديدين.
المصدر: وكالة تقدم الاخبارية
إقرأ أيضاً:
إيمانويل ماكرون: نبذل كل ما في وسعنا لإطلاق سراح محتجز يحمل الجنسية الفرنسية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إننا نبذل كل ما في وسعنا لإطلاق سراح محتجز يحمل الجنسية الفرنسية، وفقا لما أفادت به قناة "القاهرة الإخبارية" اليوم السبت.
وأكد جيش الاحتلال الإسرائيلي استلام المحتجزين ياردن بيباس وعوفر كالدرون من الصليب الأحمر.
وفي سياق متصل، أكد جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم، تسلُّم المحتجزيْن الإسرائيلييْن ياردن بيباس وعوفر كالدرون من اللجنة الدولية للصليب الأحمر، مشيرًا إلى وصولهما إلى إسرائيل حيث سيخضعان لتقييم طبي أولي.
وأشار جيش الاحتلال إلى أنه يستعد لاستقبال المحتجز الثالث، كيث سيجال، المتوقع الإفراج عنه قريبًا من ميناء غزة.
حماس تسلّم محتجزين ضمن صفقة التبادلقامت حركة حماس الفلسطينية اليوم بتسليم اثنين من المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة، وذلك ضمن الدفعة الرابعة من عملية تبادل الأسرى والمحتجزين، والتي تشمل الإفراج عن 183 أسيرًا فلسطينيًا وفقًا للمعايير المتفق عليها.
وكانت حماس قد أعلنت، أمس الجمعة، عن أسماء المحتجزين الثلاثة الذين سيتم الإفراج عنهم ضمن هذه الدفعة، وهم: عوفر كالدرون، كيث شمونسل سيجال، وياردن بيباس.
وفي الدفعة السابقة، أطلقت فصائل المقاومة يوم الخميس الماضي سراح ثلاثة محتجزين إسرائيليين، وهم مجندتان ومُسن، مقابل الإفراج عن 110 أسرى فلسطينيين، بالإضافة إلى إطلاق سراح خمسة عمال تايلانديين.
استعدادات للإفراج عن الأسرى الفلسطينيينأعلن ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء الجمعة، أن إسرائيل تسلمت قائمة بأسماء المحتجزين الذين ستفرج عنهم حركة حماس اليوم.
وفي هذا السياق، أكدت مصلحة السجون الإسرائيلية أنها تُجري الاستعدادات اللازمة للإفراج عن الأسرى الفلسطينيين في إطار الصفقة، موضحة أنها تلقت قائمة بأسماء الأسرى الذين سيتم إطلاق سراحهم من سجني عوفر وكتسيعوت.
وسيتم نقل الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم إلى الضفة الغربية ومعبر كرم أبو سالم على حدود قطاع غزة.
وكان مكتب إعلام الأسرى التابع لحماس قد أشار في وقت سابق إلى أن الاحتلال الإسرائيلي سيفرج عن تسعة أسرى محكومين بالمؤبد و81 أسيرًا آخرين من ذوي الأحكام العالية ضمن الدفعة الرابعة من الصفقة.
كما تم الاتفاق على إضافة 12 أسيرًا محكومًا عليهم بالمؤبد، إلى جانب 111 أسيرًا من أبناء غزة الذين اعتقلوا بعد 7 أكتوبر 2023، ضمن قائمة ألف أسير من أبناء القطاع المعتقلين بعد هذا التاريخ.
جهود الوساطة واتفاق وقف إطلاق النارجاءت عملية التبادل في إطار اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، تم التوصل إليه بجهود وساطة مشتركة من مصر وقطر والولايات المتحدة، ودخل حيز التنفيذ في 19 يناير 2025.
ويمتد الاتفاق لستة أسابيع، على أن تبدأ مفاوضات غير مباشرة بين حركة حماس وإسرائيل بشأن المرحلة الثانية في موعد أقصاه اليوم السادس عشر من دخول الاتفاق حيز التنفيذ، بهدف التوصل إلى اتفاق نهائي قبل نهاية الأسبوع الخامس من المرحلة الأولى.