تقدير أمريكي: دوري إداري لمصر في غزة هو الحل لنظام ما بعد حماس
تاريخ النشر: 9th, November 2023 GMT
سلط الخبير في شؤون الأمن القومي والسياسة الخارجية بمعهد "نيو لاينز" في واشنطن، قمران بخاري، الضوء على الدور المحتمل لمصر بعد انتهاء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، مشيرا إلى أن القاهرة ربما تستعد للعب أكبر دور لها بالقطاع منذ أكثر من 50 عاماً.
وذكر بخاري، في تحليل نشره بموقع "جيوبوليتيكال فيوتشرز" وترجمه "الخليج الجديد"، أن مصر تمثل النقطة المحورية للجهود التي تشمل الولايات المتحدة والسعودية والإمارات وقطر وتركيا، سواء شاءت أم أبت، وهي أمام مسؤولية ستقدم لها فرصا بقدر ما ستواجه بها مخاطر.
وأوضح أن وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، قال في 8 نوفمبر/تشرين الثاني إن قطاع غزة لا يمكن أن يستمر تحت إدارة حماس، ولا يمكن لإسرائيل إعادة احتلاله بعد فترة انتقالية بعد انتهاء الهجوم العسكري، كما ذكر أن الجهود الدولية التي تقودها الولايات المتحدة تهدف إلى ضمان عدم تهجير السكان الفلسطينيين وإعادة "وحدة الحكم" بين قطاع غزة والضفة الغربية.
ووصف بخاري تصريحات بلينكن بأنها تقدم "خريطة طريق يصعب اتباعها"، ويتمثل التحدي الرئيسي فيها تقليص مدة الاحتلال الإسرائيلي لغزة وإدارتها، خاصة في ظل تصاعد الضغوط الدولية والمحلية على إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، لوقف إطلاق النار.
وينطوي هذا الضغط ضمنياً على الجدل الدائر حول الاحتلال الأوسع للأراضي الفلسطينية، وفي ظل هذه الظروف، ليس من مصلحة الولايات المتحدة ولا إسرائيل إعادة احتلال غزة، حسبما يرى بخاري، لافتا إلى أن الإطاحة بحكومة حماس في غزة من شأنه أن يقلب ترتيبا دام 16 عاماً رأساً على عقب، وهو الترتيب الذي سمح لمصر بالتراجع عن تعميق الانخراط في شأن القطاع، بخلاف إدارة تدفق البضائع والأشخاص من وإلى غزة.
حقبتان لمصر وغزة
ويشير بخاري، في هذا الصدد، إلى أن موقف مصر من غزة محدد بفترتين مختلفتين، بدأت الأولى بالحرب في عام 1948، عندما سعت مصر وسوريا والأردن إلى السيطرة على فلسطين الخاضعة آنذاك للحكم البريطاني، والتي أصبحت أجزاء كبيرة منها دولة إسرائيل الحالية في نفس العام، ورغم أن العرب خسروا الحرب، إلا أن مصر سيطرت على قطاع غزة.
وبعد انقلاب عام 1952، الذي أدى إلى إنشاء النظام الذي يهيمن عليه الجيش المصري والذي يحكم مصر حتى اليوم، واصلت القاهرة الدفع بأجندة هزيمة إسرائيل وتحرير فلسطين، وهو ما وقف وراء حرب مصر وسوريا والأردن عام 1967 وخسارتهم لها، وفقدان القاهرة السيطرة على غزة وكذلك شبه جزيرة سيناء.
اقرأ أيضاً
صحيفة: مصر رفضت عرضا أمريكيا للإشراف على غزة أمنيا بعد حماس
أما الحرب الأخيرة بين مصر وإسرائيل في عام 1973 فلم تعد تدور حول فلسطين بقدر ما كانت تدور حول سيناء، التي استعادها المصريون في نهاية المطاف بموجب معاهدة السلام مع إسرائيل عام 1978، بمعنى أن الوضع الجديد لم تعد فيه القاهرة تعتبر فلسطين قضية استراتيجية، بحسب بخاري.
وعندما قررت منظمة التحرير الفلسطينية، بعد عقد من هذه الحقبة الثانية، التخلي عن الكفاح المسلح من أجل متابعة قضيتها دبلوماسياً، أصبحت القضية الفلسطينية، من وجهة نظر القاهرة، مصدر قلق لإسرائيل وليس لمصر.
ورغم ذلك فإن صعود حماس كان يمثل مشكلة كبرى بالنسبة للقاهرة، لأن حماس فرع مسلح من الفرع الفلسطيني لجماعة الإخوان المسلمين، أكبر حركة معارضة في مصر.
ومع ذلك، فقد شعرت مصر بالارتياح إزاء حقيقة مفادها أن حماس سيتم احتواؤها بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية. لكن الأمر لم يكن كذلك، وأجبر استيلاء الحركة على غزة القاهرة على القيام بدور أكثر نشاطا في القطاع.
وكانت الاستراتيجية المصرية الجديدة ذات شقين: التنسيق مع إسرائيل بشأن الحصار المفروض على غزة وإقامة علاقة عمل مع حماس حتى تتمكن القاهرة من العمل كوسيط مع إسرائيل، وهو ما فعلته خلال الحروب في الأعوام 2008، و2012، و2014، و2021.
ويلفت بخاري إلى أن هذا الترتيب جرى اختباره في أعقاب انتفاضة الربيع العربي، عندما وصلت جماعة الإخوان المسلمين إلى السلطة لفترة وجيزة في عام 2012، ورغم أن الجماعة اتبعت نهجا عمليا في التعامل مع غزة، إلا أن المؤسسة المصرية لم تجازف؛ وكانت قلقة للغاية بشأن احتمال تشكيل حكومة للإخوان المسلمين في القاهرة، ونظام تقوده حماس في غزة.
تهديد لمعاهدة السلام
فبالنسبة للدولة المصرية، كان هذا تهديدًا ليس فقط لاستقرار مصر، بل أيضًا لمعاهدة السلام مع إسرائيل، حسب تقدير بخاري، مشيرا إلى أن ذلك أحد أسباب انقلاب عام 2013 الذي أطاح بجماعة الإخوان المسلمين من السلطة ونصب القائد العسكري، عبدالفتاح السيسي، رئيساً للبلاد.
وفي حين قامت الحكومة المصرية الجديدة بقمع الإخوان المسلمين في الداخل، فقد واصلت تعاملها العملي المحدود مع حماس، وفي الوقت نفسه كان لدى السيسي قضايا رئيسية أخرى يتعين عليه التعامل معها، بما في ذلك الاقتصاد المتعثر الذي ظل صامدا بفضل مساعدات بمليارات الدولارات من دول الخليج العربية.
وكان استقرار النظام أولوية معلنة للسيسي عندما أكد أنه سيسعى لولاية ثالثة، وهو إعلان أدلى به قبل 4 أيام فقط من هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول، التي غيرت البيئة الاستراتيجية لمصر بشكل جذري، بحسب بخاري، مؤكدا أن "القاهرة سيتعين عليها الآن أن تقوم بالكثير من العمل الثقيل".
ويضيف بخاري أنه من غير الواضح كيف ستتعامل الحكومة المصرية مع العملية الفوضوية لتغيير النظام في غزة مع الحفاظ على استقرار النظام في الداخل، خاصة أن الجمهور المصري حساس للغاية لمعاناة الفلسطينيين في القطاع.
اقرأ أيضاً
نقابة الصحفيين المصرية تدعو لتنظيم قافلة ضمير العالم لكسر حصار غزة
ويوضح الخبير في شؤون الأمن القومي والسياسة الخارجية بمعهد "نيو لاينز": "إنه أمر حساس للغاية في الواقع، لدرجة أن الحكومة اتخذت خطوة غير عادية بالسماح بتنظيم مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في القاهرة يوم 20 أكتوبر/تشرين الأول، والتي انتقد خلالها المتظاهرون طريقة تعامل مصر مع الاقتصاد".
ومع ذلك، يرى بخاري أن تفكيك إسرائيل لحماس لا يخلو من الفرص بالنسبة للقاهرة، فمصر حريصة على إضعاف الحركة الإسلامية، كما هو الحال مع الدول المانحة لها، وعلى رأسها الإمارات والسعودية، اللتين تعارضان الإسلام السياسي، وتريدان أيضًا حرمان إيران من القدرة على استغلال قضية غزة.
ولذلك فمن المرجح أن تكون الرياض وأبو ظبي على استعداد للاستثمار في الجهود الرامية إلى إعادة تأسيس "نظام ما بعد حماس" في غزة، و"لن تستفيد أي دولة أخرى غير مصر من هذا الترتيب"، حسبما يرى بخاري، لافتا إلى أن هذا الوضع قد يفيد مصر في معالجة إعلان السعودية مؤخرًا أنها ستتوقف عن منح الأموال لدول مثل مصر دون أي شروط.
لكن هذه المهمة لا تزال صعبة، بحسب بخاري، الذي توقع أن يؤدي العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى إضعاف حماس لكن دون أن يتم القضاء عليها، وسيتعين على السلطة الفلسطينية بالضفة الغربية، في هذه الحالة، أن تستعيد سلطتها على غزة، "لكن هذه المجموعة مشهورة بالفساد وتقترب من مرحلة انتقالية فوضوية"، حسب تقديره.
ويخلص بخاري إلى أن "إسرائيل قادرة على إسقاط نظام حماس في غزة، لكن سيكون لزاما على مصر أن تأخذ زمام المبادرة في تأسيس نظام جديد هناك وبسرعة، من أجل تجنب الفوضى التي قد تترتب على إعادة الاحتلال الإسرائيلي للقطاع".
اقرأ أيضاً
مصر تستقبل فريق أممي تقني خلال ساعات لمساعدتها في توصيل المساعدات لغزة
المصدر | قمران بخاري/جيوبوليتيكال فيوتشرز - ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: مصر غزة إسرائيل حماس الإخوان المسلمين الإخوان المسلمین مع إسرائیل قطاع غزة على غزة فی غزة إلى أن
إقرأ أيضاً:
البرغوثي ليس بينهم .. إسرائيل توافق على إطلاق سراح 200 فلسطيني من السجن المؤبد
سرايا - قالت مصادر، إن وفد التفاوض الإسرائيلي في الدوحة لإيجاد مخرج لصفقة غزة رغم "ضعف الحظوظ".
فيما قالت مصادر فلسطينية وإسرائيلية، إن "إسرائيل" وافقت على الإفراج عن نحو 200 فلسطيني من الصادر بحقهم أحكام بالسجن المؤبد، لكن ثمة خلاف على هوية الأسرى الذين سيطلق سراحهم، وسط استبعاد الإفراج عن القيادي الأسير مروان البرغوثي، رغم الحديث عن تقدم بمحادثات وقف النار وتبادل الأسرى والمحتجزين في قطاع غزة.
وذكرت هيئة بث الاحتلال الاسرائيلي أن إحدى النقاط الخلافية الرئيسية تتعلق بعدد السجناء الأمنيين الفلسطينيين الذين تطالب "إسرائيل" باستثنائهم من الصفقة، إذ طالبت "إسرائيل" بحق النقض "الفيتو" على إطلاق سراح 65 سجيناً أمنياً فلسطينياً، ما تعتبره حركة حماس عقبة رئيسية في المفاوضات.
ونقلت الهيئة عن مصدر سياسي إسرائيلي مطلع قوله إن "السجين الأمني مروان البرغوثي، الذي يعتبر من أبرز القيادات الفلسطينية، لن يتم إطلاق سراحه حتى في حال تم التوصل إلى اتفاق نهائي".
قبل ذلك ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، نقلا عن مسؤولين إسرائيليين أن احتمالات التوصل إلى صفقة تبادل أسرى قبل انتهاء ولاية الرئيس الأميركي جو بايدن باتت منخفضة، حيث تدرس "إسرائيل" إبرام صفقة جزئية بدلاً من اتفاق شامل.
وطال أمد المفاوضات، وسط تزايد المؤشرات عن الاقتراب من حل بين "إسرائيل" وحماس. لكن اتفاقاً نهائياً لم ير النور حتى اللحظة وقد لا يكون وشيكا.
الخلافات تتواصل والفجوات تتسع بين الطرفين، لا سيما في القضايا الجوهرية. ويبقى عامل الوقت حاسما في دفع المفاوضات قدما. خاصة مع دخول الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض قريبا وفقا لما ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية.
وبحسب الصحيفة، تدور الخلافات الرئيسية حول هوية الأسرى الفلسطينيين وإنهاء الحرب.
حماس سلمت قائمة بالأسرى الفلسطينيين الذين تطالب بالإفراج عنهم تشمل 250 أسيرا في المرحلة الأولى بينما تطالب "إسرائيل" بالإفراج عن 34 محتجزا إسرائيليا.
وتواصل "إسرائيل" رفضها إطلاق سراح بعض الشخصيات مثل مروان البرغوثي القيادي في حركة فتح وتتمسك بموقفها الرافض لأي وقف للحرب فيما يستمر الجدل حول قضايا أخرى مثل معبر رفح وعودة النازحين.
واستبعد مسؤولون إسرائيليون وفقا لما نقلته الصحيفة إمكانية إتمام صفقة شاملة قبل انتهاء ولاية الرئيس الأميركي جو بايدن، مؤكدين أن "إسرائيل" تدرس خيار المضي قدما في صفقة جزئية تشمل إطلاق سراح بعض الأسرى مقابل معلومات أو ضمانات بدلا من صفقة شاملة تتضمن إطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين مقابل أسرى فلسطينيين.
وتزامناً مع قرب التوصل لاتفاق وقف النار في غزة، نشرت كتائب القسام، الذراع العسكري لحركة حماس، فيديو يجمع لأول مرة بين رئيس حركة حماس الراحل يحيى السنوار، ورئيس المكتب السياسي للحركة الراحل أيضاً إسماعيل هنية.
كما ظهر في الفيديو النادر نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الراحل، صالح العاروري، وعدد من القيادات الذين يرجح أنهم قتلوا في هجمات إسرائيلية.
كما تم في الفيديو بث مقتطف من كلمة ليحيى السنوار حول حرب غزة، وكلمة لإسماعيل هنية وهو يمازح السنوار قائلا أنت "العدو الأول لـ "إسرائيل" "، ويظهر في الفيديو الراحلان وهما يتجولان داخل ما يبدو أنه مصنع خاص بإنتاج الأسلحة.
التوصل لاتفاق
يأتي نشر هذا المقطع الذي لم يعرف تاريخ تصويره أو مكانه بالتحديد، في وقت أعلنت ثلاثة فصائل فلسطينية هي حماس والجهاد والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أن التوصّل لاتفاق مع "إسرائيل" على وقف لإطلاق النار في قطاع غزة بات "أقرب من أي وقت مضى" إذا لم تضع "إسرائيل" شروطا جديدة".
وقالت حماس في بيان غداة اجتماع في القاهرة، إن وفودا تمثّل الفصائل الفلسطينية الثلاثة اجتمعت في القاهرة، مساء الجمعة، واتفقت على أن إمكانية الوصول إلى اتفاق باتت أقرب من أي وقت مضى إذا توقفت "إسرائيل" عن وضع اشتراطات جديدة.
وبحثت الفصائل الثلاثة المستجدات المتعلقة بمفاوضات وقف إطلاق النار وصفقة تبادل الأسرى، وتم التأكيد على حرص الجميع على وقف الهجوم الإسرائيلي المستمر لأكثر من 14 شهرا.
وقتلت "إسرائيل" عدداً من قادة حركة حماس على مدى أكثر من عام منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
فقد أعلنت "إسرائيل" في أكتوبر الماضي مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار، أحد العقول المدبرة لهجمات السابع من أكتوبر، في عملية في غزة.
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
وسوم: #فلسطين#ترامب#القاهرة#بايدن#غزة#الاحتلال#الجميع#رئيس#الرئيس
طباعة المشاهدات: 1003
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 23-12-2024 10:12 AM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2024
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...