الخلافات على غزة تطيح أفق السلام لأوكرانيا
تاريخ النشر: 9th, November 2023 GMT
نسبت صحيفة "وول ستريت جورنال" إلى دبلوماسيين غربيين، أن المساعي الأوكرانية لعقد قمة رفيعة المستوى تهدف إلى تعزيز الدعم الدولي لمعركتها مع روسيا بدأت تفقد زخمها، وذلك نتيجة لتصاعد التوترات في الشرق الأوسط.
سعت أوكرانيا للحصول على موافقة دولة كبيرة محايدة لاستضافة المحادثات
وسعت عشرات من البلدان، بما فيها الهند وجنوب أفريقيا والبرازيل وغيرها من القوى الكبرى التي كانت محايدة بشأن الحرب بين أوكرانيا وروسيا، لعدة أشهر إلى تحديد المبادئ الأساسية، مثل سيادة الدول، التي يمكن أن تشكل أساس محادثات السلام.
لكن الصراع بين إسرائيل وحماس في غزة أثار انقساماً جديداً بين الولايات المتحدة ودول غربية أخرى وبعض القوى العربية، ودول العالم النامي الرائدة التي كانت أوكرانيا تأمل في ضمها إلى جانبها.
وبعد اجتماعات في الدنمارك والمملكة العربية السعودية ومالطا هذا العام، كان المسؤولون الأوكرانيون والأوروبيون يأملون بعقد قمة للزعماء قبل نهاية العام، إلا أن دبلوماسيين يقولون إن هذا يبدو غير مرجح الآن.
تجنيد القوى المحايدةإلى ذلك، لفتت أزمة الشرق الأوسط انتباه أوكرانيا، حيث استحوذت على النطاق الترددي المحدود المتاح لصانعي السياسات الذين يركزون على العديد من التحديات الأخرى، مثل إطلاق الرهائن الذين تحتجزهم حماس، وإيصال المساعدات إلى المدنيين في غزة، ومنع تصعيد الصراع.
كانت أوكرانيا ومؤيدوها يأملون بتجنيد القوى المحايدة بما في ذلك السعودية وإندونيسيا وربما الصين في تأييد مبادئ السيادة والاستقلال السياسي للدول وتجنب استخدام القوة لحل النزاعات.
وقد تم استبعاد روسيا من هذه العملية، على الرغم من قول موسكو إنها منفتحة على مفاوضات السلام إذا كانت مبنية على تنازل أوكرانيا أولاً عن مساحات من الأراضي، التي يقول الكرملين إنها ضمتها.. وتصر كييف على ضرورة انسحاب روسيا من أراضيها.
وتلفت الصحيفة إلى أن الزخم وراء المحادثات الأوكرانية اكتسب أهمية في الصيف، وفي اجتماع أغسطس(آب) في جدة بالمملكة العربية السعودية، اجتمعت أكثر من 40 دولة ومنظمة لإجراء محادثات على مستوى رسمي رفيع، بما في ذلك الصين، التي أرسلت مبعوثها للسلام، والولايات المتحدة، التي حضرها مستشار الأمن القومي، جيك سوليفان.
مجموعات عملوأنشأت أوكرانيا والسعودية سلسلة من مجموعات العمل حول التأثير الدولي للحرب، وبدأ كبار المسؤولين الأوكرانيين، بقيادة رئيس المكتب الرئاسي الأوكراني أندريه يرماك، اجتماعات منتظمة حول مسار السلام مع السفراء في كييف.
وقال المستشار الألماني أولاف شولتس بعد اجتماع جدة في مقابلة مع وسائل إعلام ألمانية، إن المحادثات "تزيد الضغط على روسيا لتدرك أنها سلكت الطريق الخطأ، وأنه يتعين عليها سحب قواتها وجعل السلام ممكناً".
وحتى قبل اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس، كان الزخم يتراجع.. وبعد وصوله إلى جدة، توقف سفير الصين في كييف عن حضور الاجتماعات الأسبوعية التي يرأسها يرماك، وفقاً لثلاثة دبلوماسيين مقيمين في كييف.
وسعت أوكرانيا للحصول على موافقة دولة كبيرة محايدة لاستضافة المحادثات.
وضغط الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا في الجمعية العامة للأمم المتحدة، في سبتمبر لاستضافة الحدث.
مستحيل لوجستياًوقال مسؤولون من جنوب أفريقيا في وقت لاحق، إن ذلك "مستحيل من الناحية اللوجستية".. وقبل أسابيع، استضافت جنوب أفريقيا قمة بريكس بحضور الرئيس الصيني شي جينبينغ ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي والرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي.
منذ 7 أكتوبر(تشرين الأول)، عندما قتلت هجمات حماس أكثر من 1400 شخص في إسرائيل، تصاعدت التوترات العالمية حيث ردت إسرائيل بهجوم عسكري أدى إلى مقتل آلاف الفلسطينيين.
وكان موقف الولايات المتحدة وأغلب الدول الأوروبية -والذي يؤكد على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ومواجهة حماس على الرغم من ارتفاع أعداد القتلى في غزة- سبباً في احتكاك مع العديد من الدول التي هدفت مبادرة أوكرانيا لاجتذابها.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية
إقرأ أيضاً:
روسيا توجه اتهاما لأوكرانيا يتعلق بخط توركستريم للغاز
اتهمت روسيا، اليوم السبت، أوكرانيا للمرة الثانية بشن هجوم بمسيّرات على خط أنابيب الغاز "توركستريم"، وهو الخط الوحيد المستخدم لنقل الغاز الروسي إلى أوروبا بعد توقف عمليات النقل عبر الأراضي الأوكرانية في مطلع يناير الماضي.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن القوات الأوكرانية أطلقت ثلاث طائرات مسيّرة على محطة "روسكايا" الواقعة في بلدة "غاي كودزور" في منطقة كراسنودار بجنوب غرب روسيا.
وأكدت الوزارة، في بيان، أن المسيّرات الثلاث "أُسقطت على مسافة آمنة من المحطة" بواسطة الدفاع الجوي من دون تعطيل عمل المحطة.
في يناير، تعرضت المحطة نفسها لهجوم بتسع طائرات مسيّرة، وخلّف حطام إحدى المسيّرات، التي أسقطت، أضرارا طفيفة في مبنى وفي بعض المعدات.
خط أنابيب الغاز "توركستريم"، الذي دشن في 2020 والقادر على نقل 31,5 مليار متر مكعب من الغاز الروسي، يتألف من أنبوبين متوازيين بطول 930 كيلومترا، يصلان "أنابا" في جنوب روسيا ببلدة "كييكوي" في شمال غرب تركيا.
ومن هناك، تقوم روسيا وشركتها العملاقة "غازبروم" بتزويد جنوب شرق أوروبا وجنوبها، لا سيما المجر ودول البلقان بالغاز.
اكتسب الخط أهمية بالغة بالنسبة لموسكو وآخر زبائنها الأوروبيين، مع توقف إمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا عبر أوكرانيا بشكل نهائي في الأول من يناير، بعد انتهاء مدة عقد أبرمته كييف وموسكو قبل الأزمة الأوكرانية.
ومنذ ذلك الحين، أصبح "توركستريم" خط أنابيب الغاز الوحيد العامل الذي يربط بين روسيا وأوروبا.