وزير الخارجية يلقي كلمة مصر في مؤتمر باريس حول الأوضاع الإنسانية في غزة
تاريخ النشر: 9th, November 2023 GMT
ألقى سامح شكرى وزير الخارجية كلمة مصر، أمام مؤتمر باريس ، اليوم الخميس، حول الأوضاع الإنسانية في غزة، وجاء نص الكلمة كالآتى:
فخامة الرئيس ماكرون،
السادة رؤساء الوفود،
السيدات والسادة،
اسمحوا لي في البداية أن أتوجه بالشُكر لدولة فرنسا على استضافة هذا المؤتمر في توقيت دقيق للغاية تمرُ فيه القضية الفلسطينية ومنطقة الشرق الأوسط، بل والعالم بمخاطر غير مسبوقة.
لقد تبنّت مصر منذ بداية الأزمة في السابع من أكتوبر موقفاً واضحاً يُدين كافة أشكال استهداف المدنيين، إلا أن ما آل اليه الصراع العسكري في غزة منذ ذلك الحين من قصف واستهداف عشوائي من قبل إسرائيل للمدنيين الفلسطينيين قد أودى بحياة ما يزيد عن عشرة آلاف مدني نصفهم من الأطفال، وحصار وترويع وتشريد وتهجير مليوني مدني فلسطيني من أرضهم ومساكنهم. وأقول إن فتح ممر آمن لانتقال المدنيين إلى الجنوب ليس بتطور إيجابي بل استمرار للتهجير بالمخالفة للقانون الدولي الإنساني. إن ما تقوم به إسرائيل يتعدى أي مفهوم لحق الدفاع الشرعي عن النفس، وأن استمرار الصمت الدولي على ما تقوم به من مخالفات جسيمة وانتهاكات للقانون الدولي الإنساني يشير إلى وجود خلل في معايير المنطق والضمير الإنساني... لقد أعلن المفوض السامي لحقوق الانسان أن كلاً من حماس ودولة إسرائيل قد ارتكبتا جرائم حرب.. ألم يحن للمجتمع الدولي أيضاً أن يسمى الأمور بمسمياتها وأن يحمل كل من اقترف هذه الممارسات المشينة مسئوليته.
لقد ولّد الصراع والقصف الإسرائيلي المتواصل لقطاع غزة وضعاً انسانياً كارثياً آمل أن تتصدى له الدول المشاركة في هذا الاجتماع، فمن هذا المنبر أدعو المجتمع الدولي أن يعمل على الوفاء باحتياجات 2.5 مليون فلسطيني يعيشون مأساة حقيقية بدون مأوى أو طعام أو ماء أو كهرباء أو وقود أو منشآت صحية تم استهدافها... هل يستمر هذا الوضع حتى يسقط المزيد من الضحايا الأبرياء؟ .. لذلك أدعو المجتمع الدولي إلى إنهاء تلك الكارثة، وأحثه، خاصة الدول المانحة، على تكثيف جهودها لدعم فلسطيني غزة وتوفير كافة السبل للحفاظ على حقهم في الحياة على أرضهم... وخاصة أنه من المستغرب، منذ اندلاع هذه الحرب، قد قدم الشعب المصري من خلال منظمات المجتمع المدني والحكومة المصرية مساعدات إنسانية تم إدخالها إلى القطاع بلغت حوالى 5400 طناً، وذلك رغم التحديات الاقتصادية التي تواجهُ، في حين لم تتعد المساعدات المقدمة من مجموع أعضاء المجتمع الدولي هذه الكمية.
إن ما تم إدخاله من مساعدات حتى الآن لا يفي على الاطلاق باحتياجات المدنيين في غزة، كما أن الإجراءات المعقدة والمتعمدة التي فرضتها إسرائيل لإدخال المساعدات الإنسانية انما تفاقم من الأوضاع المتدهورة في القطاع، وتثير الشكوك حول أهدافها.
لقد طالبت مصر بأهمية الوقف الفوري والمُستدام لإطلاق النار، ونُندّد بكافة الممارسات التي تهدف إلى فرض أمر واقع جديد لإجبار الفلسطينيين على النُزوح ونقلهم جبراً وترحيلهم من أرضهم، حيث بلغت أعداد النازحين في غزة ثُلثي عدد سُكانها... وهذا في حد ذاته مخالفة جسيمة أخرى للقانون الدولي الإنساني.
إن ما نشهدُه في قطاع غزة يؤكد يَقيننا بأن تسوية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني لن تتم إلا بُناءً على حل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية... ولقد حذّرت مصر من مغبة وصول الصراع إلى هذا المنحى الخطير، وسعت في تواصلها المُكثّف مع مُختلف الأطراف من أجل وقف السياسات الأحادية التي أشعلت النزاع... فلا يفي مجرد التشدق بتأييد حل الدولتين دون اتخاذ المجتمع الدولي أي إجراءات فعالة لتحقيق هذا الهدف.
إن مصر ترفض بشكل قاطع ما تنتهجه بعض الدول من سياسات مُزدوجة المَعايير إزاء الحرب الجارية وتؤكد أن النفسَ البشرية واحدة في كل مكان، سواء كانت في إسرائيل أو في فلسطين... إن التلكُؤ في وقف نزيف الدماء الحالي يُعد مشاركة في تحمُل مسئولية ما يحدث من انتهاكات وجرائم ضد الإنسانية...
أخيراً، إن اللحظة التي يعيشها النزاع الإسرائيلي الفلسطيني لم تأت من فراغ، فدوائر العنف المفرغة التي أصابت الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي دون تمييز، إنما هي نتاج سياسات الاحتلال ومُمارساته من ضم الأراضي وهدم المنازل والعمل على الفصل بين الضفة الغربية وقطاع غزة، وتجاهل الحقوق الفلسطينية لأكثر من سبعين عاماً، هو ما يحتم تضافر الجهود الدولية لإنهاء هذا الوضع المؤسف وتسوية الصراع على أساس حل الدولتين.
received_991173868619924 received_865038345121310 received_286059927741247 received_1337802670184366 received_781855463706818المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الدول المشاركة الاحتلال الانسان الأوسط الإنسانية الأوضاع الإنسانية المجتمع الدولی فی غزة
إقرأ أيضاً:
الزبيدي يدوس على معاناة سكان عدن بمناقشة الأوضاع الإنسانية في ذمار
الجديد برس|
فجر رئيس المجلس الانتقالي، سلطة الأمر الواقع في عدن جنوب اليمن، الأربعاء، خلافات جديدة عقب تجاوزه الخطوط المرسومة لاستعادة ما يصفها بالدولة الجنوبية.
وظهر عيدروس الزبيدي في وقت سابق الثلاثاء بمعية محافظ الرئاسي عن محافظة ذمار.
وافادت وسائل اعلام الانتقالي بان الزبيدي اطلع على الأوضاع في المحافظة الخاضعة لسيطرة صنعاء.
وجاء اللقاء بالتزامن مع حراك في الرياض لترتيب تنفيذ خارطة الطريق التي تمهد الطريق لحل سياسي في اليمن .
وقد اثار ظهور الزبيدي موجة غضب جنوبا بما في ذلك في صفوف الانتقالي الذي يترأسه وينادي بالانفصال.
وعقدت رئاسة ما تعرف بـ”الجمعية الوطنية” للانتقالي اجتماع للاطلاع على التدهور في المحافظات الجنوبية وتحديد العاصمة المؤقتة عدن.
وافادت الجمعية في بيان لها بان الوضع لم يعد يطاق مطالبة التحالف بالتدخل لإنقاذ الشعب الجنوبي وصرف مرتبات الموظفين الذين يكتوون منذ 3 اشهر.
ولم تقتصر ردود الأفعال على برلمان الانتقالي بل امتدت إلى قيادات بارزة وعلى راضها امين عام الانتقالي فضل الجعدي والذي قال في تغريدة له بان الوحدة ماتت في تلميح للقاء الزبيدي ومحافظ التحالف عن ذمار.
كما تداولت قيادات وخبراء اخرين خبر اللقاء بسخرية مع محاولة المقارنة بين مناطق التحالف جنوبا ومناطق من يصفوهم بـ”الحوثيين” في الشمال.