مهما كان ما قد تحققه رحلة حاكم ولاية كاليفورنيا الأمريكية جافين نيوسوم، الأخيرة للصين بشأن التغير المناخي، تعتبر المخاطر المالية والاقتصادية على القدر نفسه من الضخامة، وفي الكثير من الأحيان تثير قلقاً أكثر إلحاحاً بالنسبة لكاليفورنيا.

وذكرت صحيفة "لوس أنجليس تايمز"، أنه سواء كان الأمر يتعلق بالسياحة، أو التعليم، أو العقارات أو التكنولوجيا، لا توجد ولاية تستفيد من مستقبل العلاقات بين الولايات المتحدة والصين أكثر من كاليفورنيا.

. كما أن الخلاف العميق على المستوى الاتحادي بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم يسفر عن نتائج سيئة بالفعل.

california politicshttps://t.co/Kw6EUfzBJy

— random7signals (@random7cloud) November 8, 2023

وهذه الحقيقة توضح جزءاً من دافع نيوسوم لزيارة الصين، حيث يسعى لإعادة بناء العلاقات الاقتصادية مع الصين بعد جائحة كورونا، وربما تساعد زيارته في تخفيف موقف إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن المتشدد وذلك من أجل حماية مصالح ولايته.

وقد تزايد الإقبال على الذهاب لدور السينما في الصين بعد جائحة كورونا، ولكن الأفلام الأمريكية تمثل 16.6% فقط من شباك التذاكر الصيني حتى الآن هذا العام، وفقاً لجمعية الأفلام الأمريكية، وهذه تبدو أصغر حصة للأفلام الأمريكية منذ عقد.

كما أن عدد الطلاب الدوليين من الصين في الجامعات الأمريكية تراجع بنسبة 22%، العام الماضي، مقارنة بعام 2019، ومن المرجح أن ينخفض بصورة أكبر.. وعلى الرغم من أن السائحين الصينيين بدأوا مؤخراً في العودة إلى كاليفورنيا، فإنهم يمثلون ثلث العدد الذي تم تسجيله خلال عام 2019، عندما زار أكثر من 1.5 مليون صيني كاليفورنيا، وضخوا 4 مليارات دولار في اقتصاد الولاية.

ويتحدث بول أورلاندو مدير برنامج حاضنة الأعمال بجامعة جنوب كاليفورنيا، كيف أنه منذ عدة أعوام كان يتلقى استفسارات وزيارات شهرياً من مستثمرين صينيين مهتمين بالشركات الناشئة في لوس أنجليس.. ولم يتلق شيئاً في العام الأخير.

وأضاف "تراجع واضح في الاهتمام من الجانبين"، مشيراً إلى أن الشركات الأمريكية المنشأة حديثاً حذرة إزاء الحديث مع المستثمرين الصينيين أيضاً.. وأفادت مجموعة روديوم المعنية بجمع المعلومات الاقتصادية بأن الاستثمارات المباشرة الأجنبية الصينية بالنسبة للولايات المتحدة، بلغت نحو عُشر الذروة التي سجلتها خلال عام 2016.

وأشارت الصحيفة إلى أن زيارة نيوسوم للصين، التي استمرت أسبوعاً، وتضمت لقاء الرئيس الصيني شي جينبينغ، ركزت على التعاون في مجال التغير المناخي، ولكنها أيضاً كانت تهدف لتعزيز صناعات كاليفورنيا وتخفيف التأثير الكبير على الولاية.

وتلخيصاً لما قد تسفر عنه اجتماعاته، قال نيوسوم للصحافيين في الصين: "أنمنى أن يكون هناك المزيد من السياحة والمزيد من التجارة المتبادلة، والمزيد من التنمية الاقتصادية والنمو الاقتصادي والرخاء والمزيد من السلام والتعاون، وأن يكون هناك قدراً أقل من التوتر والقلق.. نحن جميعاً نعاني من التوتر، أعتقد أننا نحتاج للحد من ذلك على نطاق واسع".

"Some things really are zero-sum. With China‘s recent and ongoing push for dominance on the world stage, America’s next president must always keep that in mind," @ckchumley argues for @twthigherground https://t.co/UHp9Wo4Xam

— The Washington Times (@WashTimes) November 6, 2023

وكانت العلاقات بين أمريكا والصين تدهورت بصورة أكبر منذ أن التقى جيري براون، سلف نيوسوم، بالرئيس الصيني مطلع يونيو (حزيران) 2017، بعد بضعة أيام من انسحاب الرئيس الأمريكي حينذاك دونالد ترامب من اتفاقية باريس للمناخ.

وتقول الصحيفة إنه منذ ذلك الحين، قام الرئيس الصيني بتشديد القواعد الصارمة وتوسيع نطاقها، وقمع المعارضة في الداخل، وتعزيز تحالفه مع الرئيس الروسي فلادمير بوتين.. وفاقم التوتر بشأن تايوان والوقائع مثل منطاد التجسس الصيني فوق أمريكا، من سوء العلاقات بين الدولتين، كما أن الرئيس بايدن، الذي وصف الصين بالتهديد الوجودي، تبنى سياسات أكثر صرامة بشأن الصين مقارنة بترامب.

ولم يقم بايدن فقط بالإبقاء على رسوم التجارة التي فُرضت في عهد ترامب، ولكن قامت إدارته بإدراج المزيد من الكيانات الصينية في القائمة السوداء، وفرضت قيوداً على الصادرات من الرقائق المتقدمة للحواسب الآلية، ومؤخراً، سمحت بفرض قيود على استثمارات أمريكية معينة في التكنولوجيا الحساسة في الصين.. كما أن بايدن انتقد الصين أيضاً بشأن حقوق الإنسان، وقام بتجنيد حلفاء لتقييد طموح الرئيس الصيني الجيو سياسي، وهو ما رفضه ترامب.

وقوبلت زيارة نيوسوم للصين بالقبول، كما حظيت بالترحيب من جانب الكثيرين في كاليفورنيا، في ضوء دورها كموطن لأكثر من مليوني أمريكي من أصل صيني، وكقوة رائدة في مجال التغير المناخي.. كما سعى نيوسوم لعقد اجتماع قادة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادي " أبيك"في سان فرانسيسكو هذا الشهر، قائلاً إنه دعا الرئيس الصيني رسمياً لحضور القمة.

وبحلول نهاية الأسبوع، وردت أنباء أن بايدن وشي جينبينغ وافقا على اللقاء على هامش الاجتماع.. ويشار إلى أن أصحاب الأعمال في كاليفورنيا لم يكونوا جزءاً من الوفد الرسمي المصاحب لنيوسوم، ولكن زيارته للصين تضمنت زيارة مصنع تسلا في شنغهاي، ما يشير إلى سوق السيارات الكهربائية الرائد عالمياً في الصين والفرص، بالإضافة إلى المخاطر بالنسبة للشركات الأمريكية العاملة في الصين في مجال الطاقة المتجددة والمجالات الأخرى.

وقال نيوسوم، إن "التعاون بين المهندسين في المصانع في شنغهاي وكاليفورنيا يعود بالنفع على الدولتين، وخاصة ولاية كاليفورنيا".. ويذكر أن شركة آبل لا تقوم فقط بإنتاج منتجاتها في الصين، ولكن تعتمد عليها في نحو 20% من إجمالي مبيعاتها، وهذه النسبة أعلى بالنسبة لبعض الشركات التكنولوجية الأخرى في كاليفورنيا، التي جاء 64% من دخلها من الصين خلال عام 2022.

وتعد العلاقات بين أمريكا والصين محفوفة بالمخاطر، كما أن الحملة الانتخابية قبل الانتخابات الرئاسية 2024 تعني احتمالية تصاعد الخطاب المناهض للصين.

ويقول ديفيد لوفينغير، الخبير بشؤون الصين في مجموعة "تي سي دبليو" لإدارة الأصول في لوس أنجليس: "من الصعب التحلي بالتفاؤل بشأن العلاقات الأمريكية - الصينية الأوسع نطاقاً.. ولكن ربما مازال بإمكان كاليفورنيا أن تنأى بنفسها عن ذلك".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة أمريكا الصين الرئیس الصینی العلاقات بین فی الصین کما أن

إقرأ أيضاً:

الكويت تبحث مع الجزائر وسان ماينو والولايات المتحدة آخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية

بحث وزير الخارجية الكويتي الكويتي عبد الله اليحيا، مع وزيري خارجية الجزائر وسان مارينو ومساعد وزير الخارجية الأمريكي لشئون الشرق الأدنى باربرا ليف كلا على حدى، آخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية والقضايا محل الاهتمام المشترك.

الكويت والفلبين تبحثان سبل تعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات بين مصر ولبنان.. رباعية غنائية في الكويت

وذكرت الخارجية الكويتية - في بيان لها اليوم السبت  أن ذلك جاء على هامش أعمال الأسبوع الرفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ79 بمدينة نيويورك - أنه خلال لقاء عبد الله اليحيا مع نظيرة وزير خارجية جمهورية سان مارينو، تم توقيع عدد من مذكرات التفاهم والاتفاقيات التي تعكس مدى عزم البلدين على تعزيز وتوثيق العلاقات الثنائية وتمتينها وهي اتفاقية بين حكومة دولة الكويت وحكومة جمهورية سان مارينو لتشجيع وحماية الاستثمارات المتبادلة واتفاقية لتجنب الازدواج الضريبي ومنع التهرب المالي فيما يتعلق بالضرائب على الدخل وعلى رأس المال ولمنع التهرب والتجنب الضريبي.

كما بحث وزير الخارجية الكويتي مع وزير خارجية الجزائر، أحمد عطاف تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين وأطر تنميتها وتطويرها في مختلف المجالات بالإضافة إلى مناقشة آخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية والقضايا محل الاهتمام المشترك.

وتناول وزير الخارجية الكويتي مع مساعدة وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف، مجمل العلاقات الثنائية الوثيقة والتعاون الإستراتيجي القائم بين دولة الكويت والولايات المتحدة الأمريكية وبحث التطورات الخطيرة في قطاع غزة والتباحث في سبل وقف الجرائم التي تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق الأشقاء الفلسطينيين وما يسببه العدوان من كارثة إنسانية دامية.

مقالات مشابهة

  • رئيس مجلس النواب يهنئ نظيره الصيني بذكرى تأسيس جمهورية الصين
  • جلالة السلطان يهنئ الرئيس الصيني
  • لمواجهة الصين.. الرئيس الأمريكي يعلن مساعدات دفاعية لتايوان بـ 567 مليون دولار
  • الرئيس الصيني يؤكد التزام بلاده بحماية السلام العالمي
  • لافروف: أطالب بتحقيق أممي منصف في أساليب إسرائيل والولايات المتحدة
  • «حماس» تنعى حسن نصر الله.. وتحمل إسرائيل والولايات المتحدة مسؤولية الاغتيال
  • الكويت تبحث مع الجزائر وسان ماينو والولايات المتحدة آخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية
  • كاليفورنيا تعتذر رسمياً عن دورها في العبودية
  • اتفاق مع غرفة التجارة الأمريكية و«المنفي» يلتقي الرئيس «بايدن»
  • اتفاق بين العراق والولايات المتحدة على إنهاء مهمة التحالف الدولي.. هذا موعد الانسحاب