لا يطول الدمار في الحرب الأجساد البشرية فقط ولا الأرواح والمعمار، وإنما يلقي بظلاله على اقتصادات الدولة القائمة بالحرب والدولة التي تعاني ويلات الحرب، بل ودول الجوار التي تتشارك الحدود معهما، وهذا ما يتخوف منه الكثيرون بخصوص تأثيرات الحرب في قطاع غزة على مصر والأردن ولبنان.

وحذرت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي، كريستالينا جورجييفا، ضمن منتدى "مبادرة مستقبل الاستثمار"، الذي عُقد في العاصمة السعودية الرياض، من تضرر اقتصاد مصر والأردن، بسبب الحرب على غزة، في 8 أكتوبر الماضي، بعد عملية طوفان الأقصى.

وتُجمع آراء الخبراء الاقتصاديين والماليين، على أن اقتصاد دول الجوار لفلسطين ستتضر بلا شك من تداعيات الحرب في قطاع غزة المحاصر.

في هذا الشأن، قال الخبير الاقتصادي اللبناني أيمن عمر، في تصريحات للوفد، إن الوضع الاقتصادي والمالي غاية في الصعوبة في كل من مصر والأردن ولبنان، ومع الحرب سيسوء الوضع أكثر على عدة قطاعات، أبرزها السياحة والتبادل التجاري وحركة البيع والشراء".

وأوضح البنك الدولي، أن حجم الاقتصاد اللبناني انكمش بأكثر من النصف في الفترة من 2019 إلى 2021، كما يعاني من انخفاض قيمة العملة المحلية أمام الدولار الأميركي، بعدما ارتبطت الليرة به منذ عام 1997، ويصل سعر الدولار الآن إلى ما يقارب الـ 100 ليرة لبنانية.

ويذكر أن صندوق النقد، كان قد حذر في تقرير أنه بدون تنفيذ الإصلاحات المشروطة، قد يصل الدين العام في لبنان إلى ما يقرب من 550 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي.

وعن قطاع السياحة، فأصدر تقرير نشرته وكالة ستاندرد آند بورز جلوبال، حول اعتماد لبنان على السياحة، وهو الأكثر بين الدول الثلاث.

وأضاف التقرير أن مصر ستخسر ما بين 1.2 مليار دولار و8.4 مليار دولار إذا تراجعت إيرادات السياحة بين 10 و 70%. ويعادل ذلك فقدان ما يتراوح بين 0.3% و1.8% من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد، كما يوظف قطاع السياحة في مصر نحو 10% من السكان.

فيرجح الخبير احتمالية فقدان مصر لمكانتها السياحية المميزة عند الأفواج الأجنبية، خاصة وأن السياحة تعد أحد أهم القطاعات الاقتصادية الرائدة في مصر، بجانب الاستثمار الأجنبي التي تسعى الدولة لجلب المزيد منه.

وفي 9 أكتوبر الماضي، أطلق أحد أفراد الأمن المصري، طلقات نارية على سائحيين إسرئيليين بالإضافة إلى مرشد سياحي مصري، مع إصابة سائح إسرائيلي آخر بجروح متوسطة، في زيارة لعامود السواري في منطقة كرموز بالإسكندرية، بالتزامن مع عملية "طوفان الأقصى".

وبدوره قال وزير السياحة المصري، أحمد عيسى، الاثنين الماضي، في تصريحات لرويترز، إن مصر تقدم حاليًا حوافز لدعم قطاع السياحة في المناطق المطلة على البحر الأحمر في جنوب سيناء، مع احتواء تداعيات الصراع في قطاع غزة حتى الآن، وانحسار تأثيرها فقط على أقل من عشرة بالمئة من الحجوزات في البلاد.

وعلى الصعيد الخاص بالغاز، أصبحت مصر تتضرر بعدما أوقفت إسرائيل العمل في حقل تمار، بالتزامن مع التصعيد في غزة، ما أدى إلى تراجع حجم الواردات المصرية من الغاز الإسرائيلي بنحو 150 مليون قدم مكعب يومياً، أي ما يعادل 20% من متوسط الغاز الإسرائيلي الذي حصلت عليه مصر خلال ثمانية أشهر من العام الجاري، والذي يُقدَّر بنحو 870 مليون قدم مكعب يومياً، وذلك بموجب الاتفاق التي وافقت عليه إسرائيل في مطلع مايو الماضي، بحيث يتم نقل 6 مليارات متر مكعب من الغاز سنوياً، عبر خط أنابيب بتكلفة تصل إلى 250 مليون دولار، تصدر عبره إسرائيل الغاز الطبيعي إلى مصر، وتقوم الأخيرة بتسييله وتصديره إلى أوروبا.

ومن الجانب الأردني، تمثل المملكة معبرًا هامًا لتوصيل الغاز الإسرائيلي إلى مصر، وتوقعت أستاندرز أند بور جلوبال أن يخسر الأردن ما بين 0.6 مليار و4 مليارات دولار إذا تراجع الدخل السياحي بين 10 و70%.

كما توقع صندوق النقد الدولي، أن يواجه الأردن صعوبات بسبب تباطؤ نموه الاقتصادي، وانخفاض الاستثمار الأجنبي هناك.

 وبدأت السلطات المصرية والأردنية، بالسماح بعبور المواطنين الأجانب إلى أراضيهم تمهيدًا لإجلائهم إلى بلدانهم، كما سمحت السلطات المصرية بدخول الجرحى الفلسطينيين لتلقي العلاج في المستشفيات المصرية.

ويعاني سكان قطاع غزة من كارثة إنسانية محققة على خلفية امتناع الجيش الإسرائيلي عن إدخال المساعدات الكافية لنجدة سكان القطاع الذين يعيشون تحت وطأة القصف الإسرائيلي المكثف والمستمر منذ يوم 7 أكتوبر الماضي.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: غزة الرياض السياحة البنك الدولي الوفد قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

مدير عام السياحة في دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي: مبادرات وبرامج لاستقطاب المواطنين للعمل بالقطاع السياحي

رشا طبيلة (أبوظبي)
تعكف دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي على إطلاق مبادرات وبرامج تدريبية للطلاب والخريجين الإماراتيين لصقل مهاراتهم وخبراتهم، بهدف استقطابهم للعمل في القطاع السياحي والثقافي، بحسب صالح محمد الجزيري، مدير عام السياحة بالدائرة.
وقال الجزيري لـ «الاتحاد»: إن المبادرات الجديدة تأتي ضمن جهود الدائرة لتحقيق أهداف استراتيجية أبوظبي السياحية 2030 لاستقطاب مزيد من الكوادر المواطنة للعمل بقطاع السياحة، بما في ذلك توفير برامج تدريبية بدوام كامل، ودعمهم بالمهارات والمعارف اللازمة لتحقيق طموحاتهم المهنية والشخصية.
وأضاف الجزيري أن تمكين الكوادر المواطنة يمثل ركيزة أساسية في رؤيتنا الطموحة لمستقبل قطاع السياحة والضيافة في أبوظبي، حيث نلتزم بتزويدهم بالمهارات العملية والخبرات المعرفية اللازمة للنجاح في هذا القطاع الذي يشهد تطوراً مستمراً ونمواً سريعاً. 

أخبار ذات صلة 1.1 مليون مستثمر في سوق أبوظبي للأوراق المالية «شبكة أبوظبي الإذاعية».. برامج جديدة وفقرات جاذبة

وأوضح الجزيري أن الدائرة أطلقت مؤخراً 4 برامج رئيسية لتدريب الكوادر الإماراتية للعمل في المنشآت السياحية والفندقية، ومنها برنامج المخيم الصيفي– أجيال السياحة الذي يُقام سنوياً على مدار أسبوعين، مستهدفاً المواطنين الإماراتيين الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و21 عاماً، والمهتمين بمتابعة مسيرتهم المهنية في قطاع السياحة والضيافة. وأوضح أن المخيم الصيفي– أجيال السياحة يسهم في تعزيز قدرات الكوادر المواطنة عن طريق التدريب النظري والعملي في إحدى المنشآت الفندقية المرموقة في أبوظبي، إلى جانب اطلاعهم على أنشطة القطاع، ومهام العمل وآفاق التطور المهني الواعدة فيه، ومكانة أبوظبي كوجهة سياحية وثقافية عالمية.
وأضاف أن الدائرة أطلقت أيضاً برنامج التوظيف بدوام جزئي «خبرتي»، الذي يتيح المجال أمام المواهب الإماراتية الشابة لاكتساب المهارات المهنية الأساسية، واكتشاف خيارات الوظائف في هذا القطاع، والمقومات السياحية والثقافية في الإمارة. 
وحول خطط الدائرة المستقبلية لدعم وتعزيز القطاع السياحي بالإمارة، أكد الجزيري أن استراتيجية أبوظبي السياحية 2030 وضعت أهدافاً طموحة تقودنا نحو مزيد من النمو والازدهار، عبر زيادة عدد زوارنا إلى حوالي 39.3 مليون زائر بحلول عام 2030، بالإضافة إلى رفع مساهمة قطاع السياحة في الناتج المحلي الإجمالي لدولة الإمارات إلى 90 مليار درهم سنوياً بحلول عام 2030.
وأكد أن تحقيق هذه الأهداف يتطلب العمل على استقطاب وتدريب الكوادر البشرية القادرة على تقديم وجهتنا السياحية لزوارنا، وتمثيل الثقافة والتراث الإماراتي الأصيل، مؤكداً أن السياحة قطاع ديناميكي يعتمد في ازدهاره على الكوادر البشرية المُبتكِرة، ورواد الأعمال الطموحين، والشراكات المُلهمة. 
وفيما يتعلق بعدد الوظائف الجديدة في قطاع السياحة والضيافة المتوقع أن توفرها المشاريع الجديدة في أبوظبي، بين الجزيري أن استراتيجية أبوظبي السياحية 2030 تهدف إلى توفير أكثر من 178 ألف فرصة عمل جديدة بحلول عام 2030، مؤكداً أن هناك مشاريع رئيسية مثل المنطقة الثقافية في السعديات ستلعب دوراً هاماً في تحقيق مستهدفات استراتيجية أبوظبي السياحية 2030.
التدريب المهني 
يمنح برنامج «360° إماراتي»، الشباب المواطن فرصاً عديدة للتدريب المهني المتخصص والحصول على المهارات اللازمة لبداية مستقبل ناجح في قطاع السياحة والضيافة، عبر المشاركة في جلسات تدريبية وورش عمل ترتقي بخبراتهم وقدراتهم، مع تأهيلهم للقيام بالمهام الوظيفية المتنوعة بمختلف مجالات العمل في هذا القطاع. 
ويحصل المشاركون، الذين يجتازون المرحلة الأولية بنجاح، على فرصة التدريب على رأس العمل في منشأة فندقية رائدة في أبوظبي.
وقال الجزيري: إن الدائرة أطلقت مؤخراً برنامج تدريب وترخيص المرشد السياحي في أبوظبي لإعداد الإماراتيين والمقيمين للحصول على رخصة رسمية لمزاولة مهنة الإرشاد السياحي في الإمارة والتعريف بتجاربها المتنوعة، وتاريخها الغني، ومعالم الجذب التي تحتضنها.

مقالات مشابهة

  • سياسة الإقليم المحترق.. دول الجوار تدفع الثمن البيئي لجرائم الاحتلال بغزة
  • حظر الحوثيين يضرب السياحة الإسرائيلية: خسائر بالمليارات وتأخر الشحن يؤثر على الأسواق
  • حملة ترويجية دولية لمصر احتفالًا بيوم  السياحة العالمى لتعزيز قيم السلام والتبادل الثقافى والتعايش المجتمعى
  • حرب غزة تكبد السياحة في إسرائيل 5.25 مليارات دولار
  • مدير عام السياحة في دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي: مبادرات وبرامج لاستقطاب المواطنين للعمل بالقطاع السياحي
  • قفزات فى قطاع البترول بدعم القيادة السياسية
  • وزير الطاقة الإسرائيلي: نبحث عن ثغرة لإلغاء اتفاق الغاز مع لبنان
  • وزير الطاقة الإسرائيلي: أبحث عن أي ثغرة لإلغاء اتفاق الغاز الفاضح مع لبنان
  • وزير الطاقة الإسرائيلي: أبحث عن ثغرة لإلغاء اتفاق الغاز مع لبنان
  • قفزة في حجم الاستثمارات في قطاع السياحة الروسي