"السياحة والتبادل التجاري".. تأثيرات الحرب على غزة تعصف باقتصاد دول الجوار
تاريخ النشر: 9th, November 2023 GMT
لا يطول الدمار في الحرب الأجساد البشرية فقط ولا الأرواح والمعمار، وإنما يلقي بظلاله على اقتصادات الدولة القائمة بالحرب والدولة التي تعاني ويلات الحرب، بل ودول الجوار التي تتشارك الحدود معهما، وهذا ما يتخوف منه الكثيرون بخصوص تأثيرات الحرب في قطاع غزة على مصر والأردن ولبنان.
وحذرت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي، كريستالينا جورجييفا، ضمن منتدى "مبادرة مستقبل الاستثمار"، الذي عُقد في العاصمة السعودية الرياض، من تضرر اقتصاد مصر والأردن، بسبب الحرب على غزة، في 8 أكتوبر الماضي، بعد عملية طوفان الأقصى.
وتُجمع آراء الخبراء الاقتصاديين والماليين، على أن اقتصاد دول الجوار لفلسطين ستتضر بلا شك من تداعيات الحرب في قطاع غزة المحاصر.
في هذا الشأن، قال الخبير الاقتصادي اللبناني أيمن عمر، في تصريحات للوفد، إن الوضع الاقتصادي والمالي غاية في الصعوبة في كل من مصر والأردن ولبنان، ومع الحرب سيسوء الوضع أكثر على عدة قطاعات، أبرزها السياحة والتبادل التجاري وحركة البيع والشراء".
وأوضح البنك الدولي، أن حجم الاقتصاد اللبناني انكمش بأكثر من النصف في الفترة من 2019 إلى 2021، كما يعاني من انخفاض قيمة العملة المحلية أمام الدولار الأميركي، بعدما ارتبطت الليرة به منذ عام 1997، ويصل سعر الدولار الآن إلى ما يقارب الـ 100 ليرة لبنانية.
ويذكر أن صندوق النقد، كان قد حذر في تقرير أنه بدون تنفيذ الإصلاحات المشروطة، قد يصل الدين العام في لبنان إلى ما يقرب من 550 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي.
وعن قطاع السياحة، فأصدر تقرير نشرته وكالة ستاندرد آند بورز جلوبال، حول اعتماد لبنان على السياحة، وهو الأكثر بين الدول الثلاث.
وأضاف التقرير أن مصر ستخسر ما بين 1.2 مليار دولار و8.4 مليار دولار إذا تراجعت إيرادات السياحة بين 10 و 70%. ويعادل ذلك فقدان ما يتراوح بين 0.3% و1.8% من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد، كما يوظف قطاع السياحة في مصر نحو 10% من السكان.
فيرجح الخبير احتمالية فقدان مصر لمكانتها السياحية المميزة عند الأفواج الأجنبية، خاصة وأن السياحة تعد أحد أهم القطاعات الاقتصادية الرائدة في مصر، بجانب الاستثمار الأجنبي التي تسعى الدولة لجلب المزيد منه.
وفي 9 أكتوبر الماضي، أطلق أحد أفراد الأمن المصري، طلقات نارية على سائحيين إسرئيليين بالإضافة إلى مرشد سياحي مصري، مع إصابة سائح إسرائيلي آخر بجروح متوسطة، في زيارة لعامود السواري في منطقة كرموز بالإسكندرية، بالتزامن مع عملية "طوفان الأقصى".
وبدوره قال وزير السياحة المصري، أحمد عيسى، الاثنين الماضي، في تصريحات لرويترز، إن مصر تقدم حاليًا حوافز لدعم قطاع السياحة في المناطق المطلة على البحر الأحمر في جنوب سيناء، مع احتواء تداعيات الصراع في قطاع غزة حتى الآن، وانحسار تأثيرها فقط على أقل من عشرة بالمئة من الحجوزات في البلاد.
وعلى الصعيد الخاص بالغاز، أصبحت مصر تتضرر بعدما أوقفت إسرائيل العمل في حقل تمار، بالتزامن مع التصعيد في غزة، ما أدى إلى تراجع حجم الواردات المصرية من الغاز الإسرائيلي بنحو 150 مليون قدم مكعب يومياً، أي ما يعادل 20% من متوسط الغاز الإسرائيلي الذي حصلت عليه مصر خلال ثمانية أشهر من العام الجاري، والذي يُقدَّر بنحو 870 مليون قدم مكعب يومياً، وذلك بموجب الاتفاق التي وافقت عليه إسرائيل في مطلع مايو الماضي، بحيث يتم نقل 6 مليارات متر مكعب من الغاز سنوياً، عبر خط أنابيب بتكلفة تصل إلى 250 مليون دولار، تصدر عبره إسرائيل الغاز الطبيعي إلى مصر، وتقوم الأخيرة بتسييله وتصديره إلى أوروبا.
ومن الجانب الأردني، تمثل المملكة معبرًا هامًا لتوصيل الغاز الإسرائيلي إلى مصر، وتوقعت أستاندرز أند بور جلوبال أن يخسر الأردن ما بين 0.6 مليار و4 مليارات دولار إذا تراجع الدخل السياحي بين 10 و70%.
كما توقع صندوق النقد الدولي، أن يواجه الأردن صعوبات بسبب تباطؤ نموه الاقتصادي، وانخفاض الاستثمار الأجنبي هناك.
وبدأت السلطات المصرية والأردنية، بالسماح بعبور المواطنين الأجانب إلى أراضيهم تمهيدًا لإجلائهم إلى بلدانهم، كما سمحت السلطات المصرية بدخول الجرحى الفلسطينيين لتلقي العلاج في المستشفيات المصرية.
ويعاني سكان قطاع غزة من كارثة إنسانية محققة على خلفية امتناع الجيش الإسرائيلي عن إدخال المساعدات الكافية لنجدة سكان القطاع الذين يعيشون تحت وطأة القصف الإسرائيلي المكثف والمستمر منذ يوم 7 أكتوبر الماضي.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: غزة الرياض السياحة البنك الدولي الوفد قطاع غزة
إقرأ أيضاً: