أعلنت الهيئات الإقتصادية في بيان اليوم التوصيات الصادرة عن الإجتماع الموسع الذي عقدته برئاسة رئيسها الوزير السابق محمد شقير تحت عنوان: "ملتقى القطاع الخاص.. من أجل الصمود ومنع السقوط"، المنعقد في 2 تشرين الثاني الجاري في مقر غرفة بيروت وجبل لبنان بمشاركة اكثر من 50 رئيس نقابة وجمعية إقتصادية من مختلف القطاعات، بهدف تنشيط الحركة الإقتصادية وتفعيل أوضاع المؤسسات.

وتضمنت التوصيات البنود الآتية: "1-    القيام بحسومات في بعض القطاعات التي تضررت بشكل أساسي (المطاعم، المقاهي، مراكز السهر، مراكز بيع تجزئة وخاصةً الكماليات والسلع المعمرة وغيرها)، بهدف تشجيع الناس على الخروج من منازلهم وتغيير نمطية الحياة السائدة على وقع الحرب ومتابعة الأخبار على الشاشات. 
2-    وضع تصور لبرنامج تسويقي يهدف لتنشيط قطاع المطاعم والسهر خلال شهر كانون الأول المقبل. 
3-    تشجيع الأسواق والمراكز التجارية على بدء وضع زينة الميلاد وإضفاء أجواء ميلادية منذ الآن.
4-    القيام بحملة عبر وسائل التواصل الاجتماعي لتشجيع المغتربين على قضاء الأعياد المقبلة في لبنان. 
5-    تعزيز التعاون بين القطاع الخاص والبلديات لاتخاذ خطوات كفيلة بتحريك الأسواق والقطاع السياحي.
6-    التواصل مع وسائل الإعلام للتخفيف من الأخبار السلبية والإضاءة على الأمور الإيجابية. 
7-    إنشاء مجموعة عمل للتنسيق بين قيادة الجيش اللبناني والقطاع الخاص، بهدف حماية المؤسسات الخاصة من الاعتداء عليها مثلما حصل منذ أيام.
8-    ضرورة قيام المؤسسات بتخزين المحروقات لديها بكامل طاقتها التخزينية. 
9-    التواصل مع كل الوزارات والإدارات المعنية لتسريع إخراج البضائع من المرفأ.
10-   المطالبة بتخفيض الفواتير الكهربائية والتعرفة الثابتة لشركة كهرباء لبنان. 
11-   المطالبة بإعادة النظر برسوم الضريبة البلدية.
12-   تنظيم لقاء افتراضي عبر الانترنت بين مجالس رجال الأعمال اللبنانية الخليجية في لبنان ومجالس الأعمال اللبنانية المقيمة في دول الخليج الدولية للتعاون في هذه الظروف الصعبة.
13-   وضع خطة طوارئ لتشغيل مطار القليعات وتشغيل خط للنقل البحري في مرفأ آخر غير مرفأ بيروت لنقل الركاب من أجل تأمين خروج السياح في حال حصول حرب. 
14-   العمل على تشغيل خط الترانزيت البحري الذي كان من المنوي تسييره بين منطقة الخليج (جبل علي) وبيروت، وهذا الخط معّلق العمل به في الوقت الراهن".

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

ذكرى الحرب الأهلية اللبنانية.. جراح مفتوحة في بيوت أهالي المفقودين

بيروت- "كلما دق الباب أقول هذا زوجي قد عاد، وأنا منذ 41 عاما على هذه الحالة انتظر عودته" بهذه العبارة التي تخنقها الغصة، تعبّر نبيهة حمادة في بلدة القماطية قضاء عالية في جبل لبنان عن وجعها من غياب زوجها حسن حمادة والد أبنائها التسعة.

وقد اختُطف حمادة في أبريل/نيسان 1984 في بلدة بدادون قضاء عالية، إبان الحرب الأهلية اللبنانية التي اندلعت في 13 أبريل/نيسان 1975، بعد حادثة "بوسطة عين الرمّانة" الشهيرة.

ومنذ ذلك الحين لم تهنأ الزوجة مع أبنائها في عيد أو مناسبة، حيث ربّ البيت مغيّب قسرا عن أسرته في حرب لا ناقة له فيه ولا جمل، وذاق لوعتها كل اللبنانيين على اختلاف انتماءاتهم الطائفية والسياسية.

نبيهة حمادة تحمل صورة زوجها المخطوف حسن حمادة (الجزيرة) أمل العودة

يُعد المخطوفون والمفقودون في لبنان واحدا من الملفات الشائكة التي لم تُحَل حتى اليوم بعد مرور 35 عاما على انتهاء الحرب الأهلية، ولا تزال القضية تدمي قلوب وبيوت أهالي وأبناء هؤلاء المخطوفين الذين أصبح معظمهم إما آباءً أو أجدادا ومنهم من توفي.

وتتحدث نبيهة للجزيرة نت عن يوم اختطاف زوجها، حيث لم تبقَ مكتوفة اليدين، بل تنقلت من مكان إلى آخر لتسأل وتبحث عنه، إلا أن كل محاولاتها باءت بالفشل، وتقول "زرتُ الكثير من المسؤولين في كافة المناطق اللبنانية، وكان جوابهم أنه إذا كان موقوفا فسيجري استجوابه ويُطلَق سراحه" لكن زوجها لم يعد حتى هذه اللحظة.

أما سالم كرم (زوج سهاد) وهي أم 3 أبناء، فقد اختطف مطلع فبراير/شباط 1983 مع بداية الحرب، فوجدت نفسها وحيدة في بيروت، مع أبنائها وحقيبة صغيرة وسط حرب طاحنة.

إعلان

وتقول للجزيرة نت "تحمّلتُ مسؤولية كبيرة، فهناك زوجي الذي لا أعلم عنه شيئا، وهناك أولادي ومصيرهم ومستقبلهم، إلا أني عملت بجد لأربّيهم، وكان الخوف يملأ قلوبهم كلما خرجت من البيت من أن يصيبني ما أصاب والدهم".

ومن جهته، خُطف أسعد (17 عاما) شقيق منير غريزي من بلدة بتاتر قضاء عالية سنة 1982، وهو في طريقه إلى عمله في بلدة بحمدون. ويروي المواطن للجزيرة نت أثر هذه الحادثة عليه وأسرته ويقول "إنها تجربة موجعة ومليئة بالحيرة والانتظار والأمل، تولّت جدتي ووالدتي متابعة القضية، وسمعنا وعودا كاذبة من المسؤولين، ولم نصل إلى نتيجة".

ويتابع "خسرنا الكثير من المال على أمل معرفة مصيره، وكل ما حصلنا عليه كان شائعات لا طائل منها، حتى إني خسرت دراستي لأنني اضطررت إلى ترك المدرسة من أجل العمل لأعيل أسرتي بعد اختطاف شقيقي".

إعلان خاص بلجنة أهالي المخطوفين والمفقودين في لبنان للمطالبة بكشف مصيرهم (الجزيرة) مأساة شقيقتين

مأساة أخرى تعيشها الشقيقتان أنجيل وماري شلهوب من بلدة بو زريدة قضاء عالية، حيث اختطف والدهما إلياس مع 3 من أبنائه خليل وعبدو وشوقي من بيتهم في يونيو/حزيران 1982، وحتى هذه اللحظة لم تعرفا أي معلومة عنهم.

وتتحدثان بلوعة عن هذه الكارثة وكيف عانتا من ألم الغياب، فقد كان اختطافهم صدمة كبيرة للعائلة كاملة، وأصيبت والدتهما بجلطة دماغية وتوفيت بعد فترة، أما البقية فعاشوا لسنوات طويلة في حزن شديد لم تمحه الأيام.

وتوضح الشقيقتان للجزيرة نت "لم نشهد فرحا منذ ذلك التاريخ المشؤوم، كل عيد مر علينا كان حزينا، ما حصل معنا فاجعة كبيرة، فقد تشتت أسرتنا، ونحن عملنا كل ما بوسعنا وتواصلنا مع الصليب الأحمر والأحزاب والجيش السوري، ولكن لم نحصل على أية إجابة، كان الاختطاف يتم على الهوية التي تُظهر المذهب، ولا نعرف من خطفهم وإلى أين اقتادوهم".

إعلان

ولم يغلق ملف المفقودين البتة، وأصبحت تتوارثه الأجيال لكي لا يُنسى أبدا، حيث تحمل ابتسام قضية جدها المخطوف عبد الله الحموي، وتتحدث للجزيرة نت عن معاناة الأسرة من هذا الغياب وتقول "منذ صغري كنت أسمع عبارة جدك مخطوف في سبتمبر/أيلول 1978، وكبرت ومعي هذه القصة، وبقيت جدتي تبحث عنه، ثم تابعت والدتي القضية، واليوم جاء دوري".

وتؤكد ابتسام أن هذا الغياب ترك صدمة كبيرة على كل العائلة، بدءا من جدتها التي تحملت عبء تربية الأطفال وحمايتهم وتنشئتهم، كما ترك أثرا في وجدان والدتها التي عانت الكثير مع غياب والدها، وتضيف "جدتي ما زالت تحتفظ بأغراض جدي على أمل عودته يوما ما، وتتخيله يدخل مرتديا عباءته وممسكا بمسبحته".

وتشدد على أن قضيته لن يطويها الزمن مثل كل المخطوفين والمخفيين قسرا، وأنها تنتقل من جيل إلى آخر، وتشير إلى أن أسرتها لجأت إلى العديد من المسؤولين اللبنانيين، ثم إلى الحكومة السورية في ذلك الوقت "لكن لم تتلقَّ أية إجابة".

إعلان رمزي يتحدث عن المقابر الجماعية في لبنان (الجزيرة) مشكلة

بعد نضال طويل ومستمر، استطاعت لجنة أهالي المخطوفين والمفقودين في لبنان انتزاع قانون المفقودين والمخفيين قسرا من مجلس النواب في نوفمبر/تشرين الثاني 2018 (القانون رقم 105/2018) وينص على حق كل عائلة في معرفة مصير مفقودها، وبموجبه تأسست هيئة وطنية مهمتها الوحيدة متابعة أثر المفقودين وكشف مصيرهم.

وتؤكد رئيسة اللجنة وداد حلواني للجزيرة نت أن هذا القانون مهم جدا بالنسبة للأهالي "إلا أن المشكلة تكمن في أن الهيئة لم تُمنَح الإمكانيات التي نص عليها القانون، وبما أن ولايتها 5 سنوات ولم يتبقَ منها سوى 4 أشهر، يكافح الأهالي اليوم لتجديد ولايتها، وتوفير ما تحتاجه من مقر لائق وميزانية مناسبة وهيكل إداري".

وبدوره، اختُطف عدنان زوج الناشطة الحقوقية وداد في سبتمبر/أيلول 1982، وتشدد على أن كل الذي حدث لا يكفي دون وجود إرادة سياسية حقيقية تُؤمّن للهيئة صلاحياتها لتقوم بعملها على أكمل وجه "فمن غير المقبول أن تظل العائلات تعيش حياة الانتظار ومتعلقة بأمل عودة ذويها دون أن تعرف مصيرهم".

وبرأيها، فإنه مع تغير الظروف في سوريا، يتوجب على الحكومة اللبنانية أن تتحرك وتطالب بقوائم المعتقلين لمناقشتها مع الجهات المعنية هناك.

المفقودون خلال الحرب اللبنانية بمعرض في بيروت (الجزيرة)

في الذكرى الـ50 على اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية، يُجمع أهالي المفقودين والمخفيين قسرا على أن هذه الحرب لم تنتهِ مفاعيلها وإنما استمرت بسبب الجراح الكبيرة التي خلفتها في نفوسهم ووجدانهم، جراء استمرار اختطاف ذويهم إلى اليوم، ويأملون أن يُكشف عن مصيرهم في أقرب وقت ممكن، خاصة مع انطلاقة عهد رئاسي جديد في لبنان.

إعلان

وقد اندلعت الشرارة الحقيقية للحرب يوم 13 أبريل/نيسان 1975 عندما أطلق مجهولون -في حادث غامض- نارا أودت بحياة عنصرين من حزب الكتائب في عين الرمانة بضواحي بيروت، كان أحدهما يعمل مرافقا لرئيس الحزب بيار جميل.

وردا على ذلك، أطلقت مليشيات حزب الكتائب النار على حافلة كانت تقل فلسطينيين أثناء عودتهم إلى مخيم تل الزعتر من مهرجان سياسي في مخيم شاتيلا غربي بيروت أقامته الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة، مما أدى إلى مقتل 27 فلسطينيا من ركاب الحافلة.

ومع انتشار هذا الخبر الذي عُرف بـ"حادثة البوسطة" اندلعت الاشتباكات بين المليشيات الفلسطينية والكتائبية في أنحاء المدينة.

مقالات مشابهة

  • ملتقى تكامل يناقش تعزيز التعاون بين رواد الأعمال بمحافظة الداخلية
  • رسوم ترامب فرصة لتنشيط التصدير واستقطاب الاستثمارات الصناعية
  • المالية: 44.5 مليار جنيه لتنشيط الصادرات بمعدل نمو سنوي 93٪
  • وزيرة الشؤون الاجتماعية تبحث مع نظيرتها اللبنانية ملف اللاجئين ‏السوريين في لبنان
  • بيضون: رابطة العاملين في الجامعة اللبنانية علقت الإضراب
  • افتتاح حاضنة أعمال هيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة
  • المباحثات اللبنانية - السورية... على ماذا تمّ الإتّفاق؟
  • ذكرى الحرب الأهلية اللبنانية.. جراح مفتوحة في بيوت أهالي المفقودين
  • هذه توصيات مؤتمر لجنة الحوار الوطني التابعة لمطرانية جبيل المارونية
  • عسل مغشوش في السوق اللبنانية.. أين تمّ ضبطه؟