نشرت مجلة فورين بوليسي الأميركية مقالا أعرب فيه كاتبه عن اعتقاده بأن العالم لن يكون كما كان بعد الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، مضيفا أنها ستكون لها تداعيات جيوسياسية واسعة النطاق.

واستهل كاتب العمود بالمجلة، ستيفن إم والت، مقاله بالتساؤل عما إذا ستكون تداعيات الحرب الدائرة الآن في قطاع غزة بعيدة المدى.

وأجاب أن التطورات الجيوسياسية المتعاكسة -كقاعدة عامة- عادة ما تقابلها قوى مختلفة المشارب، وأن الأحداث في منطقة صغيرة من العالم لا تميل لأن يكون لها تأثيرات متتابعة هائلة في أماكن أخرى.

ووفقا للكاتب، فإن الأزمات والحروب تندلع بالفعل، إلا أن العقول التي تتمالك أعصابها هي التي تسود عادة لتحد من تبعاتها. لكن ذلك لا يحدث دائما، ولعل الحرب في غزة هي أحد الاستثناءات.

الكاتب يقول إنه لا يظن أن حربا عالمية ثالثة على الأبواب، لكنه لن يندهش إذا أفضى القتال الدائر الآن إلى صراع إقليمي أكبر.

ومع أنه لا يظن أن حربا عالمية ثالثة على الأبواب، لكنه يستدرك قائلا إنه لن يندهش إذا أفضى القتال الدائر الآن إلى صراع إقليمي أكبر.

وقال في هذا الصدد إنه لا يستبعد تماما هذا الاحتمال، ذلك أن أيا من الدول والجماعات الواقفة على هامش الحدث (مثل حزب الله وإيران وروسيا وتركيا وغيرها) لا يبدو أنها حريصة على التورط مباشرة، وأن المسؤولين الأميركيين يحاولون إبقاء الصراع في دائرته المحلية.

وحتى لو اقتصرت هذه الحرب على قطاع غزة، وانتهت قريبا، فستكون لها تأثيرات "كبيرة" على العالم أجمع.


وللنظر إلى الكيفية التي قد تكون عليها تلك التأثيرات الكبيرة، فمن المهم -وفقا لوالت- استدعاء الحالة العامة للجغرافيا السياسية قبيل هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول. فقبل ذلك الهجوم، كانت الولايات المتحدة وحلفاؤها يشنون حربا "بالوكالة" ضد روسيا في أوكرانيا. وكان الهدف منها هو مساعدة أوكرانيا على طرد روسيا من الأراضي التي استولت عليها بعد فبراير/شباط 2022، وإضعاف روسيا حتى لا تستطيع القيام بتصرفات مماثلة في المستقبل.

ومضى الكاتب إلى القول إن تلك الحرب لم تكن تسير على ما يرام؛ فقد توقف الهجوم المضاد الذي شنته أوكرانيا في الصيف، وبدا أن ميزان القوة العسكرية يميل تدريجيا لصالح موسكو، وتلاشت الآمال في أن تتمكن كييف من استعادة أراضيها المفقودة إما بقوة السلاح أو من خلال المفاوضات.

وكانت الولايات المتحدة تشن أيضا حربا اقتصادية فعلية ضد الصين، بهدف منع بكين من السيطرة على القطاعات الإستراتيجية المتحكمة في إنتاج أشباه الموصلات، والذكاء الاصطناعي، والحوسبة الكمومية، وغيرها من مجالات التكنولوجيا الفائقة.

وأوضح مقال فورين بوليسي، أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن كانت تعتزم إيلاء اهتمام أكبر بمنافسها اللدود (الصين).

وفي الشرق الأوسط، كانت إدارة بايدن تحاول -كما يقول كاتب العمود والأكاديمي الأميركي- تنفيذ خطة دبلوماسية معقدة؛ فقد سعت إلى ثني السعودية عن التقرب من الصين، وحثها على التطبيع مع إسرائيل. لكن منتقديها حذروها من تجاهل القضية الفلسطينية.

ثم جاء هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول، وما يعنيه ذلك للجوانب المتعلقة بالجغرافيا السياسية والسياسة الخارجية لواشنطن. فقد وضعت الحرب، بادئ ذي بدء، عقبة أمام جهود التطبيع السعودية الإسرائيلية، ويزعم كاتب المقال أن وقف تلك المحاولات كان أحد أهداف حماس.

كما أن الحرب ستتعارض مع الجهود الأميركية الرامية إلى منح وقت وتركيز أقل بالشرق الأوسط، وإيلاء مزيد من الاهتمام والجهد إلى الشرق الأقصى في آسيا، على حد تعبير والت.

باختصار -يضيف الكاتب- إن الحرب الجارية في الشرق الأوسط لا تُعد خبرا سارا لتايوان أو اليابان أو الفلبين أو أي دولة أخرى تتعرض لضغوط متزايدة من الصين.

ويعتقد والت في خاتمة مقاله أن الحرب في غزة لن تتوسع لتشمل لبنان أو إيران، وهو ما كان سيدفع الولايات المتحدة وآخرين نحو وضع جديد أكثر فتكا يستنزف مزيدا من الوقت والاهتمام والموارد.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

ضربة إسرائيل على تدمر هل تدخل سوريا حربا جديدة؟

نوفمبر 21, 2024آخر تحديث: نوفمبر 21, 2024

المستقلة/- نفذت إسرائيل سلسلة من الغارات الجوية على مواقع في سوريا، بما في ذلك مدينة تدمر، مما أسفر عن سقوط العديد من الضحايا.

ووفقًا لوزارة الدفاع السورية، أسفرت الهجمات عن مقتل 36 شخصًا وإصابة أكثر من 50 آخرين، بالإضافة إلى تدمير العديد من المباني.

هذه الضربات تأتي في وقت حساس، بعد تصعيد النزاع في غزة ولبنان، ما يثير تساؤلات بشأن التوقيت والهدف من هذه الهجمات.

الهدف الإسرائيلي

وصف المرصد السوري لحقوق الإنسان الهجمات بأنها استهدفت فصائل مسلحة ، وتحديدًا مستودعًا للأسلحة قرب مطار تدمر العسكري.

وأضاف أن الهجمات استهدفت أيضًا بناية في حي تدمر الشرقي، ما يعكس تزايدًا في الاستهدافات الإسرائيلية للمواقع المرتبطة بإيران في سوريا

مقالات مشابهة

  • قوات كييف تعترف بخسارة أكثر من 40% من الأراضي التي احتلتها في كورسك
  • "فورين بوليسي": اقتصاد الحرب في روسيا "قنبلة موقوتة" تهدد أوروبا
  • الصين تدعم مذكرة اعتقال نتنياهو.. الأولوية لوقف الحرب في غزة
  • هل تشعل صواريخ أتاكمز حربا نووية أم يطفئها الخط الساخن؟
  • الصين تدعو لضبط النفس في الحرب الأوكرانية بعد الضربة الصاروخية الروسية
  • زيلينسكي يعلق على الضربة التي شنتها روسيا بصواريخ "أوريشنيك"
  • ضربة إسرائيل على تدمر هل تدخل سوريا حربا جديدة؟
  • فورين بوليسي: الترحيل الكبير في عام 2025
  • شكوى بحق الكاتب الجزائري كمال داود.. أفشى سر مريضة في روايته الفائزة (شاهد)
  • شكوى بحق الكاتب الجزائري كمال داوود.. أفشى سر مريضة في روايته الفائزة (شاهد)