تركيا تقترح آلية الضامن لوقف العدول الإسرائيلي..فما هي تفاصيله؟
تاريخ النشر: 9th, November 2023 GMT
أوضح وزير الخارجية التركي هاكان فيدان أن بلاده تقترح آلية الدول الضامنة لوقف العدول الإسرائيلي على غزة، وأكد أنها تضع كذلك حدًا لتصاعد الصراع، وهي الآلية الدولية ذاتها التي تطبقها مع روسيا وإيران في سوريا، وقامت بها في البوسنة والهرسك وقبرص ودول أخرى تاريخيًا.
وأكد فيدان أن المفاوضات التي أجريت خلال 30 عامًا الماضية لم تسفر عن نتائج لذا يجب تفعيل أدوات جديدة، وخاصة آلية الضامن.
وقال: أولئك الذين يرغبون في القيام بذلك في المنطقة، يمكنهم أن يصبحوا ضامنين لفلسطين، ويمكن للدول الغربية أن تصبح ضامنة لإسرائيل، وتتبنى عملية التنفيذ الكامل والتام لاتفاقية سلام محتملة، نقلاً عن عربي بوست.
وأبدى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قبولاً لمقترح أنقرة لتشكيل المنصة الضامنة لفلسطين مؤكدًا أنهم سيدعمون جميع أنواع المساهمات الإيجابية لضمان السلام، وأنهم على استعداد للعمل مع تركيا بشأن هذه القضية.
اقرأ أيضاً
حجم التجارة بين تركيا وإسرائيل يتقلص إلى النصف منذ 7 أكتوبر
دور تركي نشط
وتتبع أنقرة دبلوماسية نشطة منذ 7 أكتوبر 2023، أن تكون فعالة في عمليات التهدئة، تزامنًا مع تعزيز علاقاتها مع كل من مصر وقطر والأردن، وهي من أبرز الدول المؤثرة في القضية الفلسطينية.
واستطاع الدور التركي أن يعزز تواجده على الساحة الفلسطينية تواصل العديد من الدول الأوربية مع أنقرة من أجل إطلاق سراح مواطنيها الذين تحتجزهم حماس كرهائن.
وأكدت مصادر دبلوماسية أنه رغم أن تركيا ليست وسيطًا بدور مركزي، فإنها من بين الدول التي يمكن أن تحصل على نتائج من حماس فيما يتعلق بالرهائن، بفضل كثرة نقاط الاتصال في المنطقة.
وأفادت زهرة أيدن إيشجان، الباحثة في قسم العلاقات السياسية في جامعة مرمرة، فإن من المهم دراسة مفهومي الضمان والوساطة في القانون الدولي، لا سيما أن تركيا تقترح آلية الدول الضامنة لوقف العدوان على غزة.
ضمانة دولية
والضمانة في القانون الدولي هي أن الدول الثالثة أو المنظمات الدولية التي ليست أطرافاً في النزاع ستفي بالتزامات الاتفاقية الموقعة من قِبل الأطراف المتنازعين، وفقا لإيشجان.
بحسب هذه الضمانة تتحمل الدول أو المنظمات التي تصبح ضامنة بهذه الطريقة مسؤولية عدم انتهاك الاتفاقية ذات الصلة، ولها الحق في التدخل العسكري في حالة الانتهاك.
بحسب تصنيف الباحثة فإن الدولة التي تتمتع بقدرة عسكرية قوية مثل تركيا، ستتمتع أيضاً بقدرة ردع عالية بهذا المعنى، مشيرة إلى أن تصريح الرئيس أردوغان ووزير الخارجية فيدان بأن الدول الأخرى يجب أن تكون ضامنة بالإضافة إلى تركيا، أمر مهم من حيث الحياد المطلق.
وتضيف: إن هناك هناك مفهوماً آخر للقانون الدولي، ينبغي تقييمه في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وهو الوساطة، وهي من الطرق السلمية التي تغطيها المادة 36 من ميثاق الأمم المتحدة.
بناء على ذلك تسعى تسعى الدولة أو المنظمة الدولية التي ليست طرفاً في النزاع إلى إيجاد حل للمشكلة من خلال جمع الأطراف معاً في بيئة يمكنها تقديم اقتراحات الحل الخاصة بها، وهذا مهم من حيث الجمع بين الأطراف وممارسة الدبلوماسية
ضمانات تركية مماثلة
ولتركيا اقتراحات مماثلة في العديد من الدول، منها البوسنة، حين اقترحت حكومة تورغوت أوزال العديد من الحلول السلمية، وطرحت خطة العمل التي يمكن أن تمنع حرب البوسنة من النهاية الدموية في تسعينيات القرن الماضي.
ومع ذلك، وكما كان الحال بالنسبة للبوسنة في ذلك اليوم، فإن الخطوات السلمية الصحيحة لم يتم اتخاذها بالنسبة لفلسطين منذ عام 1948، بحسب الباحثة التركية زهرة آيدن إيشجان.
كانت تركيا قد طرحت إمكانية أن تكون من بين الدول الضامنة لأوكرانيا في نطاق محادثات السلام التي بدأت بعد الهجوم الروسي على أوكرانيا في فبراير/شباط 2022؛ لكن بما أن محادثات السلام لم تسفر عن أية نتائج، لم يتم تنفيذ آلية الضامن.
يضيف أجار أن أن دور تركيا الذي لعبته في قبرص، يضاف إليه دورها كوسيط في الحرب الإيرانية العراقية، وبالمثل، في الأزمة بين إسرائيل وسوريا بشأن مرتفعات الجولان؛ إضافة إلى الدور النشط والبارز في الأزمات في ليبيا وسوريا وأرمينيا وأذربيجان.
ويتابع يتابع أستاذ القانون الدولي في جامعة أنقرة بأن كل هذه التجارب تزيد من نفوذ تركيا في منطقتها والعالم، وتعزز دورها كضامن في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وما لذلك من أهمية كبيرة لمنع المزيد من الخسائر في الأرواح في فلسطين.
على نحو مماثل، تشكل المبادرات التي تتخذها تركيا تحت مظلة منظمة التعاون الإسلامي أهمية أيضاً فيما يتصل بتعبئة الدول الإسلامية فيما يتصل بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وتلعب تركيا أيضاً دوراً قيادياً في هذه المرحلة، وفق قوله.
اقرأ أيضاً
صحيفة: وزير خارجية تركيا رفض معانقة بلينكن لهذا السبب
خبرة ودور قوي
تقلصت مساحة الدولة الفلسطينية تدريجياً منذ عام 1948، سواء من خلال الاحتلال المباشر أو من خلال أساليب مثل اغتصاب المستوطنين للأراضي؛ فلابد من تقييم خطط السلام التركية على نحو أفضل كثيراً، حتى لا نسمع مرة أخرى عبارة "لقد فات الأوان"، بحسب أستاذ القانون الدولي في جامعة أنقرة يوجال أجار.
وتابع أجار: تركيا اليوم هي دولة أكثر استقلالية، اقتصادياً وسياسياً، وتتمتع بقدرة أعلى ومكانة دولية مقارنة بالماضي، واكتسب الرئيس أردوغان وفريقه، الذين أمضوا 21 عاماً في إدارة البلاد، خبرة جادة في هذه العملية.
وأضاف: إن كل ذلك يعزز مكانة تركيا بين الدول، فضلاً عن أهميتها بين شعوب المنطقة، بشكل ملحوظ، وإن مثل هذه المواقف تجعل من تركيا دولة تستحق النظر إليها في أعين الرأي العام اليوم في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني".
وأكد أنه على مدار سنوات كانت تركيا هي الدولة الوحيدة ذات القدرة التمثيلية العالية التي تتمتع بخبرة الضامن والوساطة، ويمكنها أيضاً إقامة علاقات مع كل من دول الشرق الأوسط وإسرائيل"، بحسب أستاذ القانون الدولي في جامعة أنقرة.
الموقف الغربي
في تقييمه لموقف الدول الغربية بشأن اقتراح تركيا آلية الدول الضامنة قال آجار إنه مقابل الدعم الروسي للمقترح التركي حول الدول الضامنة تظهر الدول الغربية التي تدعم الهجمات الإسرائيلية ابتعاداً عن عرض الضامن التركي؛ رغم أن تركيا لم تكشف بعد التفاصيل كافة حول مقترحها للضمانة.
و أستاذ القانون الدولي، أنه من الواضح أن الدول الغربية تعارض المقترح التركي ولو كفكرة، والتفسير البسيط لذلك هو أن "الدول المعنية لا تريد وقف الهجمات الإسرائيلية، وهو الحال نفسه في تل أبيب التي تستهدف تهجير سكان قطاع غزة بالكامل أو قتلهم تحت مسمى حق الدفاع عن النفس".
أوضح كذلك أن "التصرف الغربي تجاه المقترح التركي يهدف إلى منع تركيا من لعب دور في الصراع القائم، حتى ولو كان ذلك على حساب آلاف الضحايا الذين يسقطون بفعل آلة الحرب الإسرائيلية".
ولم يظهر أي رد فعل رسمي دولي حتى الآن على المقترح التركي، سوى الموقف الروسي المرحب بعد إعلان أن تركيا تقترح آلية الدول الضامنة لوقف الحرب في غزة.
يشار إلى أنه منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بدأت حرب "طوفان الأقصى" وراح ضحيتها حتى الآن أكثر من 10 آلاف شهيد فلسطيني، ونحو 1500 إسرائيلي، وسط ارتكاب جيش الاحتلال الإسرائيلي مئات المجازر في قطاع غزة المحاصَر، ويحاول اجتياحها برياً.
اقرأ أيضاً
بلينكن يزور تركيا لاحتواء غضبها بسبب الحرب في غزة
المصدر | الخليج الجديد
المصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: تركيا حرب غزة البوسنة والهرسك الصراع الإسرائیلی الفلسطینی أستاذ القانون الدولی فی الصراع أن ترکیا فی جامعة
إقرأ أيضاً:
وزير الخارجية اليمني يدعو إلى مواصلة التحرك العربي ضد العدوان الإسرائيلي
سلم وزير الخارجية وشؤون المغتربين اليمني شائع الزنداني، رئاسة مجلس جامعة الدول العربية لنائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، بعد تولي المملكة الأردنية الهاشمية رئاسة الدورة 163 لمجلس الجامعة العربية، بحضور الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط.
وأكد الزنداني أن الجمهورية اليمنية، خلال رئاستها، عملت على تعزيز التضامن العربي والتنسيق المشترك، انطلاقاً من مبادئ ميثاق الجامعة، لتحقيق المصلحة العربية العليا، وشهدت الدورة، التي استمرت أكثر من سبعة أشهر، نقاشات مكثفة حول القضايا العربية الملحة، مع تركيز خاص على دعم القضية الفلسطينية ومواجهة التحديات الإقليمية والدولية.
وفي كلمته الختامية، أعرب الزنداني عن شكره العميق للدول الأعضاء والأمانة العامة لجامعة الدول العربية على تعاونهم المثمر في إنجاح أعمال الدورة، مؤكدا أن القضية الفلسطينية ظلت محور الاهتمام الرئيسي، حيث تم التوافق على قرارات تدعم الشعب الفلسطيني في مواجهة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وتعزز حقه في إقامة دولة مستقلة عاصمتها القدس الشرقية.
واستعرض الزنداني أبرز إنجازات الدورة، التي تضمنت عقد اجتماع تشاوري لوزراء الخارجية العرب في سبتمبر 2024 على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث تم التنسيق لدعم القضية الفلسطينية ومواجهة التصعيد الإسرائيلي في لبنان، مشيدا بالمواقف العربية الموحدة في دعم لبنان ضد العدوان الإسرائيلي، وحشد الدعم الدولي لمواجهة القوانين الإسرائيلية غير الشرعية، بما في ذلك قرار الكنيست بحظر أنشطة وكالة "الأونروا".
وأشار إلى أن الدورة شهدت الاحتفال بالذكرى الثمانين لتأسيس الجامعة، وسط تطورات سياسية وأمنية معقدة، مما عزز أهمية التشاور العربي المستمر لمواجهة التحديات. ونوه بالجهود السعودية على الساحة الدولية للاعتراف بدولة فلسطين، داعياً إلى مواصلة التحرك العربي لوقف الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة.