اتفق الأعضاء الثلاثة في مجلس الحرب الإسرائيلي على تصفية قادة حركة المقاومة الإسلامية حماس، ولا سيما رئيسها في قطاع غزة المحاصر يحيى السنوار، الذي وصفه وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت بأنه المسؤول الأول عن عملية طوفان الأقصى التي شنتها المقاومة الفلسطينية ضدّ الكيان الإسرائيلي يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

يبرز هذا التوافق مركزية السنوار في التفكير الإسرائيلي الانتقامي، إذ بات الحديث عنه الشغل الشاغل للبروباغندا العبرية، وهذه ليست المرة الأولى التي يسعى فيها كيان الاحتلال لتصفية السنوار، والنتيجة دائما كانت معروفة للجميع.

نحاول في هذا الاقتراب أكثر من شخصية زعيم حماس، وأبرز المحطات التي مرّ بها في المقاومة الفلسطينية وبالخصوص داخل حركة المقاومة الإسلامية.

ابن المخيمات

في التاسع والعشرين من أكتوبر تشرين الأول الماضي، أتمّ يحيى إبراهيم السنوار، عامه الحادي والستين؛ وفي هذه العقود الستة عرفت حياته عديد التطورات والتغيرات. ويعود تاريخ ولادة السنوار إلى سنة 1962 في مخيم خان يونس للاجئين بغزة.

أما أصله فيعود إلى عائلة كانت تعيش في مدينة "المَجْدَل عَسْقَلان" التي هُجّرت ودُمّرت بالكامل سنة 1948 على يد العصابات الصهيونية التي افتكت الأرض الفلسطينية من أصحابها، وأقامت مكانها المستعمرات التي سكنها المستوطنون.

انخرط السنوار في العمل السياسي مبكرًا

بعد 5 سنوات فقط من ولادته، وقع المخيم الذي رأى فيه السنوار النور تحت قبضة الاحتلال الإسرائيلي، ليشاهد بعينيه جرائم الاحتلال الصهيوني البربرية في حق الفلسطينيين عوضًا أن يسمعها من أهله المهجرين، وهو ما منحه الصبر والقوة معًا.

تلقى القادة الغزاوي تعليمه في مدارس المخيم حتى أنهى دراسته الثانوية، ليلتحق فيما بعد بالجامعة الإسلامية في غزة وهناك أكمل تعليمه الجامعي، وتحصل على درجة البكالوريوس في اللغة العربية، وأثناء دراسته الجامعية ترأس “الكتلة الإسلامية”، وهي الذراع الطلابي للإخوان المسلمين في فلسطين.

مدى الحياة أربع مرّات

انخرط السنوار في العمل السياسي مبكرًا، وكان عضوًا فاعلًا في الساحة السياسية الفلسطينية ما جعله محلّ متابعة من قبل أجهزة الأمن والاستخبارات الإسرائيلية، التي سعت جاهدة للحدّ من نشاطه لكنها لم تفلح في ذلك، والدليل ما نشاهده هذه الأيام من صمود المقاومة.

نتيجة نشاطه السياسي، عرف السنوار السجون الإسرائيلية مبكرًا، ففي سنّ العشرين، أُلقي القبض عليه ووضع رهن الاعتقال الإداري لمدة أربعة أشهر بتهمة الانخراط في "أنشطة تخريبية"، وفي سنة 1988، قضت محكمة إسرائيلية على السنوار بالسجن مدى الحياة أربع مرّات بالإضافة إلى حُكم بالسجن مدة 30 سنة (مدة 426 عامًا).

وُجِّهَت للسنوار حينها تُهم تتعلَّق بتأسيس جهاز أمني والمشاركة في تأسيس الجهاز العسكري الأول للحركة الذي عُرَف باسم "المجاهدون الفلسطينيون"، وتحوّل فيما بعد لاسم “كتائب عز الدين القسام” وذلك في أواسط سنة 1992.

أمضى السنوار 24 عامًا في السجن، خلالها استغل الوقتَ لتعلمِ اللغة العبرية حتى يأمن مكر الصهاينة، كما تابع الإعلام الإسرائيلي لمعرفة كيفية تفكيره، وقراءة جميع الكتب التي صدرت عن شخصياتٍ إسرائيليةٍ بارزة، مثل مناحم بيغن وإسحق رابين، واطلع على الكثير من الدراسات المكتوبة بالعبرية التي تناولت الوضع الداخلي الإسرائيلي، وفق صحيفة "فايننشنال تايمز" البريطانية.

أُطلق سراح السنوار سنة 2011، في إطار صفقة تبادل الأسرى بين حركة حماس التي كانت تأسر الجندي جلعاد شاليط والقيادة الإسرائيلية، وتقول "الإيكونوميست"، إن "إسرائيل" استخدمت في تلك الصفقة السنوار كمحاور، حيث كان مسموحًا له بالتحدث إلى قياديّي حماس الذين أرادوا استبدال أكثر من 1000 معتقل فلسطيني مقابل شاليط.

تقول عديد التقارير إن الكيان الإسرائيلي اعترض على عدد من الأسماء التي اقترحتها حركة حماس، لكن السنوار لم يكن من بين هؤلاء المعترَض عليهم، فقد كانت الاستخبارات الإسرائيلية تظن أن السنوار لم يعد يشكل تهديدا باعتبارِه قضى أكثر من 3 عقود في السجونِ الإسرائيلية، وفقا لصحيفة "غلوبز" الإسرائيلية.

وفي سنة 2011، أطلق الاحتلال الإسرائيلي سراح 1027 أسيرًا فلسطينيًا في صفقة ضخمة سمَّتها المقاومة "وفاء الأحرار"، وشملت الكثير من أسرى حركات "حماس" و"فتح" و"الجهاد الإسلامي" وغيرهم.

جهاز الأمن والدعوة "مجد"

خلال سنوات السبعينيات والثمانينيات، جنّد كيان الاحتلال الإسرائيلي عديد العملاء الفلسطينيين للعمل لصالحه في الضفة الغربية وقطاع غزة، وقد تفطّن السنوار لذلك، ورأى ضرورة تحصين المجتمع من الداخل وأن كسر الاحتلال لا يتم قبل القضاء على أدواته في الداخل الفلسطيني.

اقترح السنوار على الشيخ "أحمد ياسين" تأسيس جهاز الأمن والدعوة "مجد"، وذلك حتى يتم تعزيز الجانب الأمني للمقاومة الفلسطينية، وتولَّى هذا الجهاز الملفات الأمنية الداخلية، وتم تأسيس الجهاز سنة 1985 أي قبل سنتين من تأسيس حركة المقاومة الإسلامية حماس (1987).

تتبّع السنوار صحبة مجموعة من الكوادر الأمنية الفلسطينية عدد من العملاء الذين عملوا لصالح الاحتلال في قطاع غزة، وتمت تصفية أغلبهم، وذلك في مسعى من السنوار وجماعته لوقف تعامل الفلسطينيين مع كيان الاحتلال.

كان لجهاز المجد دور بارز في غزة، حيث كان عمله يتمحور حول جمع المعلومات عن العملاء والجواسيس وتجار المخدرات، كما حارب مظاهر الفساد من تجارة وترويج للحشيش والمخدرات وبيع الخمور.

سنة 1987 تأسست حركة حماس، وكانت "مجد" النواة الأولى لتأسيس النظام الأمني الداخلي لحماس، وتطور دورها، حيث لم يعد يقتصر على إجراء التحقيقات مع عملاء الكيان الإسرائيلي إنما امتدّ لاقتفاء آثار ضباط المخابرات وأجهزة الأمن الإسرائيلية.

خادع الإسرائيليين

يقول تقرير لصحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، إن "القراءة الخاطئة لشخصية السنوار شكلت مقدمة لأكبر فشل استخباراتي لإسرائيل"، في إشارة إلى عملية طوفان الأقصى التي شنتها حركة حماس ضدّ الكيان الصهيوني يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

واعتبر تقرير الصحيفة البريطانية أن الخبرة الإسرائيلية في التعامل مع السنوار، "لم تؤد سوى إلى تهدئة قادة الأمن الإسرائيليين، ومنحهم شعورًا زائفًا بالرضا عن النفس"، وقال ضابط سابق في المخابرات العسكرية الإسرائيلية يدعى مايكل ميلشتاين، لصحيفة فايننشال تايمز "لم نفهمه إطلاقًا"، في إشارة إلى السنوار.

وقال تقييم استخباراتي إسرائيلي للسنوار خلال فترة وجوده في السجن، إنه "قاس.. موثوق ومؤثر ومقبول من قبل أصدقائه"، ويعتبر التقييم أن السنوار "يتمتع بقدرات غير عادية على التحمل والمكر والتلاعب ويكتفي بالقليل.. يحتفظ بالأسرار حتى داخل السجن بين السجناء الآخرين".

يرأس السنوار حاليًا المكتب السياسي لحركة حماس في قطاع غزة وذلك منذ 13 فبراير/شباط 2017

ما زاد من طمأنة الاحتلال حديث السنوار خلال مقابلة مع قناة تلفزيونية إسرائيلية عن ضرورة التهدئة، حيث قال "نحن نفهم أن الكيان الإسرائيلي يمتلك 200 رأس حربي نووي وأن لديه سلاح جو هو الأكثر تطورًا في المنطقة، ونحن نعلم أننا لا نملك القدرة على تفكيك إسرائيل"، وأضاف "يجب على الجمهور الإسرائيلي أن يدعم هدنة أو وقف إطلاق نار مع حركة حماس المسلحة".

مخططُ طوفان الأقصى

يعتبر الكيان الإسرائيلي يحيى السنوار، العقل المدبر لعملية طوفان الأقصى التي كبدت الاحتلال خسائر كبرى لم يعهدها من قبل، وهو ما جعلهم يضعونه على رأس قائمتِها للمستهدفين في الحركة المقاومة الإسلامية حماس.

ويعتبر السنوار المطلوب الأول لكيان الاحتلال الإسرائيلي، ومنذ فترة يسعى لتصفيته، وفق ما أكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري، وكان هذا الأخير قد قال: "سوف نستمر، سنلاحقه حتى نعثر عليه"، وقبل أيام قال وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، في مؤتمر صحفي: "سنعثر على السنوار وسنقضي عليه”، مضيفا “أقول لسكان غزة: إذا عثرتم عليه قبلنا فإن ذلك سيقصر أمد الحرب".

وتعدّ "طوفان الأقصى" أكبر عملية شنتها المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة على الكيان الإسرائيلي مند عقود، وشملت العملية هجوما بريا وبحريا وجويا وتسللا للمقاومين إلى عدة مستوطنات في غلاف غزة

،وتجاوزت الضربة الأولى للعملية 5 آلاف صاروخ وقذيفة.

وأسفرت العملية عن مقتل حوالي 1500 إسرائيلي بين جنود ومستوطنين، وأسر وفقدان أكثر من 250، بعضهم جنود، وأدت إلى إغلاق المطارات المحلية وسط وجنوب “إسرائيل” أمام الاستخدام التجاري، وألغيت عشرات الرحلات الجوية إلى تل أبيب بمطار بن غوريون.

ويعتقد الكيان الإسرائيلي أن قائد كتائب القسام محمد الضيف هو من نفذ خطة الهجوم في عملية طوفان الأقصى، ولكن العقل المدبر والحقيقي للعملية في الأساس هو يحيى السنوار الذي خبر جيدا حياة المجتمع الإسرائيلي، ويعرف أدقّ تفاصيلهم.

يرأس السنوار حاليًا المكتب السياسي لحركة حماس في قطاع غزة وذلك منذ 13 فبراير/شباط 2017، وهو جزء مهم من هيكل قيادة حماس المعقد والسري الذي يضم جناحها العسكري وذراعها السياسي، وفق عديد التقارير.

يذكر أنه في سبتمبر/أيلول 2015، أدرجت الولايات المتحدة الأمريكية اسم السنوار على لائحتها السوداء "للإرهابيين الدوليين"، إلى جانب قياديين اثنين آخرين من حركة حماس هما القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف، وعضو المكتب السياسي روحي مشتهى.

 

المصدر: مأرب برس

كلمات دلالية: حرکة المقاومة الإسلامیة الاحتلال الإسرائیلی عملیة طوفان الأقصى الکیان الإسرائیلی فی قطاع غزة حرکة حماس أکثر من

إقرأ أيضاً:

24 عاما على انتفاضة الأقصى.. زيارة شارون التي أغضبت الملايين

يصادف، السبت، الثامن والعشرين من أيلول/ سبتمبر، الذكرى الـ24 لاندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية "انتفاضة الأقصى"، التي استشهد خلالها ما يقرب من 4500 فلسطيني، وأصيب أكثر من 50 ألفا، بحسب تقرير لوكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا".

كانت الشرارة التي أطلقت الانتفاضة، هي زيارة زعيم المعارضة في حكومة الاحتلال آنذاك أرئيل شارون إلى باحات المسجد الأقصى المبارك، مدعوما بحراسة مشددة لم تشهدها القدس المحتلة من قبل، حيث رافقه نحو ثلاثة آلاف من شرطة الاحتلال والمخابرات والحرس، لتندلع مواجهات عنيفة بين مئات المواطنين الذين هبوا لطرد شارون وقواته، قبل أن تمتد لكامل فلسطين، وتصبح في ساعات قليلة "الانتفاضة الثانية".

اندلعت الانتفاضة بعد شهرين من المفاوضات الفاشلة التي عقدت في منتجع "كامب ديفيد" بدعوة من الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون، ومشاركة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، ورئيس وزراء الاحتلال الأسبق إيهود باراك، في تموز/ يوليو من العام 2000.


وشهد عصر الخميس 28 أيلول/ أيلول 2000 مواجهات بين مصلين وشبان غاضبين وشرطة الاحتلال وحرس حدوده وقواته الخاصة، التي اقتحمت باحات الأقصى، لتأمين تدنيسه من قبل زعيم حزب الليكود المتطرف أرئيل شارون، وعدد من أعضاء حزبه اليمينيين، فكانت تلك الساعات الشرارة الأولى لانطلاق الانتفاضة الثانية، والتي عُرفت فيما بعد باسم "انتفاضة الأقصى".

أصيب في أحداث اليوم الأول 20 شابا بجروح مختلفة، وشهد اليوم الثاني مواجهات أكثر عنفا بعد انتهاء صلاة الظهر، أسفرت عن استشهاد ستة شبان و300 جريح.

السبت، 30 أيلول/ سبتمر، وهو اليوم الثالث للأحداث، عم إضراب شامل وحداد عام، واتسعت رقعة المواجهات لتشمل كافة المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية، ما أسفر عن استشهاد 13 فلسطينيا واصابة 623، وكان من بين الشهداء الطفل محمد جمال الدرة بعد أن حاصرته النيران الإسرائيلية بين يدي أبيه، وأمام كاميرات التلفاز، فهزت صورته ضمائر البشر في كل أرجاء المعمورة، وصار بذلك رمزا للانتفاضة الفلسطينية في كل مكان.

وفي اليوم التالي، الأحد، الأول من تشرين الأول/ أكتوبر، استشهد عشرة فلسطينيين وأصيب 227 آخرين، واستخدم الاحتلال في تلك المواجهات المروحيات وصواريخ "اللاو".

وخرجت أولى المظاهرات المساندة للشعب الفلسطيني في تصديه لقوات الاحتلال، ورفضه المساس بمقدساته الإسلامية، فكانت مظاهرة مخيم عين الحلوة، تلاها مظاهرة حاشدة في مخيم اليرموك القريب من دمشق، لتمتد لاحقا إلى معظم العواصم والمدن العربية والإسلامية والغربية، حيث شهد بعضها مسيرات مليونية، وبدأت حملات تبرعات ضخمة عبر شاشات التلفزة العربية، حيث تم تخصيص أيام مفتوحة للتبرع لصالح الانتفاضة، وخرج عشرات الجرحى للعلاج في المستشفيات العربية.

وفي ذات اليوم الأول امتدت المواجهات إلى داخل أراضي عام 1948، إذ نفذ الفلسطينيون هناك إضرابا شاملا وقاموا بالاحتجاج والاشتباك مع وحدات الشرطة الإسرائيلية التي اعتقلت 18 من المشاركين، وقتلت عمر أحمد جبارين (21 عاما) قرب أم الفحم، ليكون شهيد الانتفاضة الأول من أراضي الـ48، وأصابت سبعة متظاهرين بالرصاص الحي، وثلاثة وخمسين بالطلقات المطاطية.

وبعدها بعدة أيام، أستشهد 13 مواطنا من داخل أراضي عام 48 خلال مواجهات مع الشرطة الإسرائيلية في عدد من البلدات والمدن الفلسطينية، في أوسع مشاركة للفلسطينيين بالداخل في التصدي للاحتلال.

وفي اليوم الخامس للانتفاضة، استشهد ثمانية فلسطينيين في مواجهات في الداخل، وفي يوم الثلاثاء، سادس أيام الانتفاضة، استشهد 9 فلسطينيين في الضفة، وغزة، وكفر مندا.

في الثاني عشر من تشرين أول/ أكتوبر، قتل جنديان إسرائيليان بعد أن دخلا بطريق الخطأ إلى مدينة رام الله، بأيدي الشبان الغاضبين، وردت "إسرائيل" بشن هجمات صاروخية بالطائرات العمودية على بعض مقار السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة.

في الخامس عشر من تشرين الأول/ أكتوبر، وبحلول اليوم الثامن عشر للانتفاضة استشهد الشاب رائد حمودة متأثرا بجروحه، مسجلا الرقم 100 في سجل شهداء الانتفاضة.

وفي السابع عشر من تشرين أول/ أكتوبر، تم الاتفاق على وقف إطلاق النار وسحب القوات الإسرائيلية، ولكن استشهاد تسعة مواطنين وإصابة أكثر من مائة آخرين في مواجهات عنيفة في الحادي والعشرين من أكتوبر/ تشرين أول جدّد المواجهات، التي ازدادت وتيرتها كما ونوعا.

الاحتلال من ناحيته صعد المواجهة، فاغتالت طائراته الناشط البارز في حركة "فتح" حسين عبيات، وذلك بتاريخ التاسع من تشرين الثاني/ نوفمبر، بعد قصف سيارته بالصواريخ في مدينة بيت لحم، لتكون البداية في سلسلة اغتيالات الاحتلال للنشطاء الميدانيين وقادة الفصائل والعمل الوطني، حيث كان أمين سر حركة فتح في مدينة طولكرم ثابت ثابت، الهدف الثاني للاغتيال بعد عبيات.

لاحقا ازدادت وتيرة اغتيالات الاحتلال، وشملت معظم الفصائل الفلسطينية وقادتها، وأبرزهم: اغتيال الزعيم الروحي لحركة حماس أحمد ياسين، وخلفه عبد العزيز الرنتيسي، إضافة إلى اغتيال الأمين العام للجبهة الشعبية أبو علي مصطفى، ومئات النشطاء البارزين من مختلف التنظيمات.

يذكر أنه في 18 أيار/ مايو 2001، دخلت طائرات الـ(اف 16) المقاتلة معترك الانتفاضة، وقصفت مقرات للشرطة الفلسطينية في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة، ما أسفر عن استشهاد عشرة مواطنين.

ولعل من أبرز أحداث الانتفاضة اجتياح العام 2002، التي أطلق عليه جيش الاحتلال عملية "السور الواقي"، حيث بدأت دبابات الاحتلال بدخول مدينة رام الله في 29-3-2002، ومحاصرة مقر الراحل عرفات، وكنيسة المهد، وإبعاد المقاتلين الذين تحصنوا داخلها إلى غزة والأردن ودول أوروبية، وأعادت فيها "إسرائيل" اجتياح جميع مدن الضفة الغربية.


في ساعات فجر يوم الأحد 31/3/2002، جرى اجتياح مدينة قلقيلية، وفي اليوم التالي اجتيحت مدينة طولكرم، وفي الثاني من نيسان/ أبريل من العام ذاته اجتاحت قوات الاحتلال بيت لحم، فيما اجتاحت سلفيت وجنين ونابلس في اليوم الذي يليه، وارتكب الاحتلال خلال الاجتياحات العديد من المجازر بحق المدنيين، أبرزها: مجزرة مخيم جنين، الذي صمد لأكثر من أسبوعين في وجه آلة القتل والخراب الإسرائيلية، ودمر الاحتلال البنى التحتية وقطع أوصال المدن والمناطق الجغرافية بالحواجز والسواتر الترابية، التي زاد عددها عن 600 حاجز، ووصلت أعداد الشهداء إلى المئات والجرحى إلى الآلاف، ودمرت مئات المنازل والمنشآت والمركبات.

وكان من أشد نتائجها خرابا، بناء جدار الفصل والتوسع العنصري، الذي يبلغ طوله 728 كم، ويلتهم 23% من أراضي الضفة الغربية، خاصة في مناطق جنين وقلقيلية وسلفيت والقدس المحتلة، ويفصل 36 قرية "72000" مواطن عن أراضيهم الزراعية، ويقسم الضفة الغربية الى كنتونات منفصلة، وضم 11 قرية فلسطينية "26 ألف نسمة" الى أراضي الـ48، إضافة إلى حرمان الفلسطينيين من 50 بئر مياه جوفي، توفر 7 ملايين متر مكعب من المياه، تقع ضمن الأراضي التي تم الاستيلاء عليها.

مقالات مشابهة

  • ذا ثيغر: السجن لـ28 عامًا لـ أبو ختالة العقل المدبر لهجوم بنغازي في العام 2012
  • تطورات اليوم الـ360 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة
  • تطورات اليوم الـ359 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة
  • حفيد الخميني بعد مقتل حسن نصر الله: هذه الجريمة لن تغتفر
  • حركة حماس ناعية نصر الله: قضى شهيداً وهو داعم ومؤيد للشعب الفلسطيني
  • حماس تعلن التضامن مع حزب الله بعد رحيل أمينه العام: طوفان الأقصى مستمرة
  • حماس تنعي نصر الله
  • 24 عاما على انتفاضة الأقصى.. زيارة شارون التي أغضبت الملايين
  • تطورات اليوم الـ358 من طوفان الأقصى والعدوان الإسرائيلي على غزة
  • تطورات اليوم الـ358 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة