تزايد الإحباط تجاه إسرائيل داخل الإدارة الأمريكية
تاريخ النشر: 9th, November 2023 GMT
ينتشر القلق والقلق والغضب في أركان إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، حيث لا تظهر القوات الإسرائيلية أي علامات على وقف هجماتها المتواصلة داخل غزة، في حين يستمر عدد القتلى المدنيين في القطاع المحاصر -الذي يصل بالفعل بالآلاف- في الارتفاع.
وبعد مرور شهر على الحرب بين إسرائيل وحماس، يقول بعض كبار المسؤولين سراً لشبكة "سي إن إن" الأمريكية: "إن هناك جوانب من العمليات العسكرية الإسرائيلية لا يمكنهم ببساطة الدفاع عنها".
وتتزايد الدعوات الموجهة إلى الولايات المتحدة لدعم وقف إطلاق النار بين الموظفين الحكوميين، وقالت مصادر متعددة للشبكة إن "آخرين يشعرون بالذهول من الصور المتواصلة للمدنيين الفلسطينيين، الذين يُقتلون في الغارات الجوية الإسرائيلية".
وقال أحد كبار المسؤولين في الإدارة: "لقد خلق ذلك قلقاً أخلاقياً كبيراً، لكن لا أحد يستطيع أن يقول ذلك لأننا جميعاً نعمل وفقاً لرغبة الرئيس، وهو يشارك في الأمر".. وظهر انقسام بين الولايات المتحدة وإسرائيل حول مستقبل غزة، بعد أن اقترح رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو في مقابلة أن إسرائيل ستتحمل مسؤولية الأمن في غزة "لفترة غير محددة".
وكرر وزير الخارجية أنتوني بلينكن، معارضة الولايات المتحدة لأي إعادة احتلال لقطاع غزة، لكنه سمح بأنه قد تكون هناك حاجة لفترة انتقالية ما في نهاية الصراع.
ومع ذلك، لا يبدو أن هذا التراجع ينذر بانفصال أكبر بين الحليفين، وحتى في الوقت الذي تتصارع فيه الإدارة مع الغضب المتزايد داخل صفوفها، واندلاع الغضب العام والاحتجاجات والإدانة المتزايدة بين حلفائها العالميين، فإنها لا تظهر أي علامة تذكر على النأي بنفسها علناً عن نتانياهو، أو التعبير عن أي نوع من الإدانة للهجوم الإسرائيلي على غزة.
وجاءت بعض أعنف ردود الفعل العنيفة من داخل وزارة الخارجية، حيث استقال مسؤول علناً من الوكالة، الشهر الماضي، بسبب نهج إدارة بايدن في الصراع.. وفي أماكن أخرى من الإدارة، يشعر المسؤولون بالغضب بهدوء مع تزايد عدد القتلى المدنيين.
دعوة لإنقاذ الأرواحوتحث رسالة مفتوحة موقعة من قبل المئات من موظفي الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، الإدارة على الدعوة إلى وقف إطلاق النار، وهو الأمر الذي رفضته الإدارة حتى الآن.. وجاء في الرسالة: "لكي تكون جهود الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية فعالة ومن أجل إنقاذ الأرواح، نحتاج إلى وقف فوري لإطلاق النار ووقف الأعمال العدائية".
وأضافت "نعتقد أنه لا يمكن تجنب المزيد من الخسائر الكارثية في الأرواح البشرية، إلا إذا دعت حكومة الولايات المتحدة إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة، وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين، وإعادة المياه والغذاء والوقود والكهرباء إلى شعب غزة من قبل دولة إسرائيل".
وكانت الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين حدثاً يومياً بالقرب من مجمع البيت الأبيض، وهذا الأسبوع، تمت تغطية أحد المداخل القريبة من الجناح الغربي ببصمات أيدي حمراء زاهية -تهدف إلى تقليد الدم- وكلمات مثل "إبادة جماعية جو".
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، جون كيربي، الثلاثاء، إن: "الرئيس يدرك أن هناك مشاعراً ومشاعراً قوية هنا، وفي كل مكان، وفي جميع المجالات -وهنا داخل الإدارة والحكومة الفيدرالية، وهذا هو الحال بالتأكيد أيضاً".
إحباط أمريكيوفي أعقاب الهجوم المميت الذي شنته حماس في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، كان هناك اعتراف عام وخاص بأن إسرائيل سترد بقوة على ما وصفه المسؤولون بالهجوم غير المسبوق.
وقالت أحد المصادر لشبكة "سي إن إن": "هناك شعور بين المسؤولين الأمريكيين بأن القادة الإسرائيليين لم يتمكنوا من التفكير بشكل مستقيم بشأن هجومهم، بسبب الصدمة التي خلفها الهجوم".
وعلى الرغم من أن المسؤولين الأمريكيين قالوا إن الحكومة الإسرائيلية تعمل على تحسين هجومها، إلا أن الإحباط داخل إدارة بايدن يتزايد، حيث رفضت إسرائيل بطرق مختلفة دعوات الولايات المتحدة للجيش الإسرائيلي إلى بذل جهود مضنية للحد من الوفيات بين المدنيين، وتفعيل هدنة إنسانية، ووقف العنف المتزايد في الضفة الغربية ووضع خطط طويلة المدى لغزة.
وكثف مسؤولو إدارة بايدن دعواتهم لإسرائيل، لتقليص قصفها الجوي المستمر لغزة، والذي أودى بحياة الآلاف من الفلسطينيين، حسبما قال أشخاص مطلعون على المحادثات.. وقال أحد المصادر: "لقد قيل لهم إنهم بحاجة إلى تغيير المسار هنا، الانسحاب ووقف التفجيرات والانخراط في عملية أكثر دقة ودقة لمكافحة الإرهاب".
معهد إسرائيلي: #إيران تزيد الضغوط على #واشنطن لوقف الحرب في #غزة https://t.co/CWTZf8cxo4
— 24.ae (@20fourMedia) November 8, 2023كما تغير خطاب كبار المسؤولين علناً في الأسابيع الأخيرة، مع دعوات أكثر وضوحاً للتخفيف من الخسائر في صفوف المدنيين، والاعتراف بتأثير الصور الشنيعة من غزة على إستراتيجية الحكومة الإسرائيلية طويلة المدى في غزة.
ومع ذلك، استمرت الرسائل العامة في التأكيد على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ورفض أي دعوات لوقف إطلاق النار، وهناك اعترافات عامة وخاصة من الإدارة بأنه لا يمكن أن يكون هناك وقف للقتال الآن، مع بدء المرحلة التالية من الهجوم.
وحتى الآن، تم رفض الدعوات الأمريكية الخاصة لإسرائيل لتغيير مسار هذا الهجوم لوقف الخسائر الإنسانية الفادحة، وعلى الرغم من أن إسرائيل "قامت بتحسين ما كانت خطتها في الأصل بشكل كبير"، وفقاً لمسؤول كبير في الإدارة، إلا أن العديد من المسؤولين الأمريكيين يعتبرون الهجوم الموسع على غزة شديداً للغاية.
ضغوط متزايدةواعترف مسؤول إسرائيلي كبير، الثلاثاء، بأن الإدارة أثارت المخاوف في محادثات خاصة، لكنه قال إن التخفيف من الوفيات بين المدنيين معقد للغاية في منطقة مكتظة بالسكان، حيث تتواجد حماس وسط السكان.
وقال المسؤول: "نحن ندرك جيداً احتمال حدوث أضرار جانبية، وهناك الكثير من الجهود للتمييز بين المدنيين والإرهابيين، من واجبنا تقليل الأضرار الجانبية"، ويتعرض بايدن لضغوط متزايدة من أعضاء حزبه الديمقراطي، للتحدث بقوة أكبر عن التكتيكات الإسرائيلية، على الرغم من أنه لا يزال هناك دعم قوي من الحزبين في الكونغرس للدفاع عن النفس الإسرائيلي.
ويقول المسؤولون إن بايدن أصبح محبطاً إزاء حجم الوفيات بين المدنيين، وشاهدت الإدارة بانزعاج متزايد قيام إسرائيل بقصف مخيم مكتظ بالسكان للاجئين وسيارة إسعاف بالقرب من مستشفى، وكلاهما زعمت أنهما يستهدفان حماس.
وقال مسؤول كبير في الإدارة الأسبوع الماضي: "محادثاتنا مع الإسرائيليين مباشرة للغاية"، مستشهداً بالخطاب الذي ألقاه بايدن نفسه في تل أبيب، وحذر فيه الإسرائيليين من ارتكاب نفس الأخطاء التي ارتكبتها الولايات المتحدة، في أعقاب هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001 الإرهابية.
علاقة تحت المجهروفي مكالمة هاتفية، الإثنين، أثار بايدن الحاجة إلى توقفات تكتيكية مباشرة مع نتانياهو، لكن الأخير ومسؤولين إسرائيليين آخرين رفضوا بشدة فكرة وقف القتال لفترة طويلة، ما لم يتم إطلاق سراح الرهائن.
ويقول مسؤولو الإدارة إنهم حققوا نجاحاً في بعض المجالات أثناء عملهم على تخفيف الأزمة الإنسانية في غزة، وبعد أن أثار بايدن شخصياً أهمية زيادة عدد شاحنات المساعدات المسموح لها بدخول القطاع بشكل كبير خلال مكالمة هاتفية مع نتانياهو، قالت إسرائيل إنه سيتم السماح لما يصل إلى 100 شاحنة يومياً بعبور الحدود من مصر.
وأدى الضغط الأمريكي أيضاً إلى استعادة الاتصال بالإنترنت والهاتف في بداية الهجوم الإسرائيلي الموسع، على الرغم من قطعه بشكل دوري منذ ذلك الحين.. ومع ذلك، فإن الضغوط المستمرة التي تمارسها إدارة بايدن على إسرائيل، لتحسين خططها الحربية وتحديد أهدافها في غزة لم تسفر عن مستوى الوضوح، الذي يقول العديد من المسؤولين الأمريكيين إنه ضروري.
#نتانياهو: يجب إطلاق سراح الرهائن قبل الحديث عن وقف إطلاق النار#غزة https://t.co/2WI51mWxPX
— 24.ae (@20fourMedia) November 9, 2023وقال مسؤولو الإدارة الأمريكية إنهم يشعرون بالإحباط، بسبب عدم وجود خطة واضحة من جانب إسرائيل، حول خططها المستقبلية للتعامل مع غزة إذا نجحت في القضاء على حماس.. وقال أحد كبار مستشاري نتانياهو، مارك ريغيف، لمراسلة الشبكة كريستيان أمانبور، الثلاثاء، إن: "إسرائيل لا تتحدث عن أي نوع من الاحتلال المستمر لقطاع غزة".
ورداً على سؤال حول تصريحات نتانياهو على قناة "آي بي سي نيوز"، الإثنين، بأن إسرائيل ستتحمل المسؤولية الأمنية الشاملة في غزة لفترة غير محددة بعد انتهاء الحرب، قال ريغيف: "علينا أن نميز بين الوجود الأمني والسيطرة السياسية".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل أمريكا حماس المسؤولین الأمریکیین الولایات المتحدة وقف إطلاق النار بین المدنیین على الرغم من إدارة بایدن أن إسرائیل فی غزة
إقرأ أيضاً:
حققوا أرباحاً ضخمة..بايدن يدعو إلى منع أعضاء الكونغرس من تداول الأسهم
طالب الرئيس الأمريكي جو بايدن بمنع تداول أعضاء الكونغرس للأسهم أثناء عضويتهم فيه، القضية التي تثير الجدل داخل الكونغرس منذ سنوات.
وقال بايدن في مقابلة ستنشر هذا الأسبوع: "لا يجب أن يكون في مقدور أحد في الكونغرس كسب المال من خلال سوق الأسهم أثناء عضويته فيه".
أجرى المقابلة فايز شاكر المستشار السياسي للسيناتور المستقل بارني ساندرز وسينشرها عبر مؤسسة "إيه مور بيرفكت يونيون" الصحافية المدافعة عن العمال.
وتحدث الرئيس إلى شاكر عن إرثه الاقتصادي، ودعمه للنقابات العمالية والاستثمار في الطاقة النظيفة، وتحديث البنية التحتية. لكن شاكر سأله عن تعامل أعضاء الكونغرس في البورصة الذي يثير غضباً شعبياً في واشنطن.
وعلى سبيل المثال اشترى بعض أعضاء الكونغرس أسهماً بملايين الدولارات قبل جائحة فيروس كورونا وحققوا مكاسب كبرى عندما باعوها لدى علمهم بقرب انتشار الفيروس في الولايات المتحدة قبل غيرهم من المتعاملين.
وهناك مشروع قانون قدمه العديد من أعضاء الكونغرس من الحزبين الجمهوري والديمقراطي يمنع أعضاء الكونغرس وعائلاتهم من التعامل في البورصة، لكن لم يصوت عليه بعد.
ورغم أن القانون يلزم أعضاء الكونغرس بكشف أي تعاملات في الأسهم بأكثر من 1000 دولار فإنهم في العادة يتأخرون في الإفصاح عنها، وأحياناً لا يفصحون عنها على الإطلاق.
وقال شاكر إنه معجب ببايدن لأنه لم يستثمر مبكراً في شركات غوغل، وبوينغ، ومايكروسوفت، ونفيديا، وأمازون عندما كان عضواً في مجلس الشيوخ الأمريكي وهو المنصب الذي شغله36 عاماً.
وقال بايدن إنه عاش على راتبه سيناتوراً بدل المضاربة في سوق الأسهم.
وأضاف بايدن "لا أعرف كيف تنظر في عيون ناخبيك وأنت تعرف أن الوظيفة التي أعطوك إياهاً أعطتك فرصة لكسب المزيد من المال. أعتقد أن علينا أن نغير القانون".