إعداد: جوانا يورك | عمر التيس تابِع إعلان اقرأ المزيد

 

يزداد الوضع الصحي خطورة في قطاع غزة بعد مرور أكثر من شهر على اندلاع الحرب بين حماس وإسرائيل. فمع تواصل الغارات الإسرائيلية على القطاع، بات 18 مستشفى من أصل 35 في القطاع المحاصر خارج الخدمة فيما أغلقت 71 بالمئة من مراكز الصحة الأساسية أبوابها.

وبالنسبة للمستشفيات التي تواصل عملها، فإن الوضع مأساوي.

"المستشفيات مكتظة عن آخرها، وخلال الأسابيع الماضية لم تتلق المؤسسات الصحية في شمال القطاع أية إمدادات". هذا ما قاله ميشال أوليفيه لاشاريتيه المسؤول عن برنامج الطوارئ في منظمة أطباء بلا حدود خلال ندوة صحفية في باريس الثلاثاء.

في القطاع، يقول الأطباء إنهم اضطروا إلى إجراء عمليات جراحية دون تخدير في ظروف تزداد صعوبة مع نقص إمداد المياه والمعدات الطبية.

اقرأ أيضاكثافة سكانية وفقر مدقع... ثمانية مخيمات للاجئين في غزة نشأت عقب نكبة 1948

 

25 ألف جريح بحاجة للعلاج

يأتي ذلك وسط ارتفاع الحاجيات الطبية العاجلة في القطاع، إذ تشير إحصاءات وزارة الصحة التابعة لحركة حماس إلى وجود نحو 25 ألف جريح في القطاع منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر.

كما أن بعض المؤسسات الصحية تحولت إلى ملجأ لسكان غزة الباحثين عن سقف يقيهم من الغارات الإسرائيلية وذلك بالرغم من أن بعض الغارات الجوية استهدفت -بطريقة مباشرة أو غير مباشرة- مؤسسات صحية والمناطق المحيطة بها.

واتهمت حماس إسرائيل بشن "غارات كثيفة" حول عدة مستشفيات، فيما توقفت المولدات الكهربائية في مستشفيات العودة والقدس و المستشفى الإندونيسي عن العمل بسبب نفاد الوقود.

 ويتم اللجوء لبعض المولدات الثانوية التي تعمل لبضع ساعات خلال النهار وللحالات الحرجة فقط، وفق المكتب الأممي للتنسيق في الشؤون الإنسانية (أوشا). 

ولكن حسب الحكومة الإسرائيلية، فإن حركة حماس تستخدم المنشآت الصحية لإيواء أعضاءها وتخزين الأسلحة والصواريخ. وهو ما نفته الحركة الإسلامية الفلسطينية بشكل قاطع.

وقد أمرت إسرائيل في منتصف أكتوبر/تشرين الأول بإخلاء 22 مستشفى في شمال قطاع غزة تتولى رعاية أكثر من ألفي مريض.

 

اقرأ أيضاالأمم المتحدة تحذّر من تحول غزة إلى "مقبرة للأطفال" وعدد القتلى يتخطى عشرة آلاف بحسب حماس

 

 

وأعربت تركيا عن استعدادها للتكفل بما بين ألف وألفي مريض مصاب بالسرطان ومدنيين آخرين يحتاجون لعلاج عاجل ونقلهم  إلى مستشفياتها بعد أن بات مستشفى الصداقة التركية الفلسطينية (الوحيد في القطاع المختص في علاج السرطان) خارج الخدمة بسبب نقص الوقود والأضرار التي ألحقتها به الضربات الإسرائيلية.

وحسب تصريح لوزير الصحة التركي فخر الدين كوتشا، فقد حصل مستشفيان عائمان على متن باخرتين على ترخيص لدخول الموانئ المصرية.

بدورها، أرسلت فرنسا حاملة المروحيات "تونير" وهي سفينة حربية مجهزة للقيام بمهام صحية بهدف دعم مستشفيات غزة. كما أن الجيش الفرنسي بصدد تجهيز باخرة ثانية محملة بتجهيزات طبية متطورة من المنتظر أن تصل إلى المنطقة في غضون أيام.

إلى ذلك، تواصل الحكومة الفرنسية محادثاتها مع مصر بهدف إقامة مركز طبي أرضي يضم قاعات عمليات لحاملي الإصابات البالغة في قطاع غزة، وفق تأكيد وزير الدفاع سيباستيان لوكورنو في حوار مع صحيفة "لوريون لوجور" اللبنانية.

كما أقامت مصر مستشفى ميدانيا في منطقة الشيخ زويد على بعد نحو 15 كيلومترا من معبر رفح لمعالجة المصابين الذين تم إجلاءهم. وفي الأسبوع الماضي، سمحت مصر بإجلاء العشرات من المصابين.

 

ماذا عن الحالات الطبية الصعبة؟

تبقى عملية إجلاء المرضى مرتبطة بوضعهم الصحي، حيث تقول فيكر شالتوت مديرة منظمة الرعاية الصحية للفلسطينيين Medical aid for Palestinians البريطانية غير الحكومية "لدينا أكثر من ألف مصاب بشلل رئوي، هل سيتم إجلاءهم، هل سيتم إجلاء الرضع المولودين قبل الأوان؟ النساء تلد كل يوم في غزة." كل هذه الأسئلة تبقى دون إجابة في ظل الوضع الراهن.

اقرأ أيضا"الولادة في هذا الملجأ ستكون كارثية".. وضع مأساوي ومحفوف بالمخاطر بالنسبة للنساء الحوامل في قطاع غزة

إضافة إلى المصاعب الصحية في غزة، ما تزال جهود إيصال المساعدات الإنسانية متعثرة مع الصعوبات التقنية لعبور الشاحنات إلى داخل القطاع. وخلال الشهر الفائت، لم يسمح إلا بـ450 شاحنة مساعدات بالولوج للقطاع حسب منظمة أطباء بلا حدود. وقبل 7 أكتوبر/تشرين الأول، كانت نحو 500 شاحنة إمدادات تدخل يوميا إلى القطاع.

بالتالي، يرجح ميشال أوليفييه لاشاريتيه ألا تعبر كميات كبيرة من العتاد اللازم لإقامة مستشفيات ميدانية في غزة مثلما اقترحت الإمارات. حيث يقول: "نظام تصفية ما هو ذو حاجة أولوية وما يسمح بدخوله إلى قطاع غزة يشوبه غموض تام"، مضيفا أن مرور شاحنات أطباء بلا حدود ما يزال مرتبطا بأسباب عشوائية حيث يمكن أن يقال لهم إن كل العتاد يمكن أن يستخدم لأهداف "عدوانية" وهي قاعدة يمكن أن تنطبق على كل المعدات الطبية الأساسية كالوقود ومكثفات الأوكسيجين.

وتابع قائلا: "من المستبعد أن ننجح في إقامة مستشفيات ميدانية تسمح بتقديم المساعدة العاجلة. رأينا خلال الأعوام الماضية منع دخول كل مواد البناء، ومن المستبعد جدا أن يسمح لنا بإدخال إمداداتنا".

في حال التوصل لوقف إطلاق النار، يمكن الحصول على نظام صحي مستقر في القطاع، حيث يواصل أكثر من 20 ألف عامل من أطباء وممرضين وصيدلانيين عملهم مع استمرار أقل من نصف المستشفيات في عملها على الرغم من الظروف القاهرة.

أعدته بالإنكليزية جوانا يورك ا نقله إلى العربية بتصرف عمر التيس

المصدر: فرانس24

كلمات دلالية: الحرب بين حماس وإسرائيل الحرب في أوكرانيا ريبورتاج الحرب بين حماس وإسرائيل نساء ولادات حقوق الطفل الحرب بين حماس وإسرائيل صحة للمزيد مستشفى النزاع الإسرائيلي الفلسطيني فلسطينيون غزة فی القطاع قطاع غزة أکثر من فی غزة

إقرأ أيضاً:

عبد الجليل: الحكومة الليبية تعمل على تحسين الخدمات الصحية في جالو

عقد وزير الصحة بالحكومة الليبية الدكتور عثمان عبد الجليل، اجتماعًا مع المجلس البلدي جالو، بحضور عدد من المسؤولين المحليين وممثلي القطاع الصحي.

وتناول الاجتماع أوضاع المرافق الصحية في المدينة، واحتياجات المستشفيات والمراكز الصحية، إلى جانب التحديات التي تواجه القطاع وسبل تطوير الخدمات الطبية.

وأكد الوزير التزام الوزارة بدعم القطاع الصحي في جالو من خلال تحسين البنية التحتية وتوفير الإمكانيات اللازمة لضمان تقديم خدمات طبية ذات جودة عالية.

مقالات مشابهة

  • هدايا الله السبع في رمضان| فوائد الصيام الصحية والنفسية.. أطباء يوضحون: تطهير الجهاز الهضمي وتنظيم مستويات السكر بالجسم وخفض ضغط الدم وتحسين صحة القلب
  • تحقيق نسب إنجاز متقدمة في مستشفيات الحرية والفضيلية والنعمان في بغداد
  • أوروبا تبحث إعادة فرض الخدمة العسكرية الإلزامية
  • جامعة قناة السويس تبحث إنشاء حاضنة للبيوتكنولوجي وتعزيز التعاون مع القطاع الصناعي
  • غزة: وصول مستشفيات القطاع 29 شهيدا آخر 24 ساعة
  • حاسبة المدد النظامية تخدم أكثر من 32 ألف مستفيد في ديوان المظالم
  • مجموعة stc تنفرد بتوظيف حلول الذكاء الاصطناعي وتقنيات 5G في أداء شبكاتها بالحرمين الشريفين
  • عبد الجليل: الحكومة الليبية تعمل على تحسين الخدمات الصحية في جالو
  • قيادات الطب العلاجي يتفقدون مستشفى منيا القمح وطمأنوا على تفعيل نداء الكود بلو
  • الحارث يكشف حجم خسائر القطاع الصحي جراء حرب