موقع 24:
2025-03-16@11:36:17 GMT

مستقبل نتانياهو السياسي على المحك بعد الحرب مع حماس

تاريخ النشر: 9th, November 2023 GMT

مستقبل نتانياهو السياسي على المحك بعد الحرب مع حماس

أثار الهجوم المفاجئ لحركة حماس على إسرائيل يوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، صدمة قوية في الداخل الإسرائيلي، أظهرت بدورها علامات استفهام حول مدى الاستعداد الأمني للتصدي لمثل هذه الهجمات.. كما ألقى الهجوم بظلاله على المستقبل السياسي لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو.

وقال البروفيسور يوسي ميكيلبيرغ، في تقرير نشره المعهد الملكي للشؤون الدولية (تشاتام هاوس)، إن "الخلافات العميقة قبل حرب غزة أدت إلى انقسام النظام السياسي الإسرائيلي، والذي تجلى على مدار العام في الاحتجاجات المنتظمة واسعة النطاق ضد الحكومة، وفي مشهد اجتماعي سياسي سامّ.

. ومع ذلك، وفي أعقاب الصدمة الناجمة عن هجوم حماس، تم تعليق كل الانقسامات".

Benjamin Netanyahu was the godfather of the misperception that the threat from Hamas had subsided. He stands little chance of surviving calls for his removal, writes @YMekelberg (@CH_MENAP). https://t.co/vUQTcw5V9j

— Chatham House (@ChathamHouse) November 9, 2023

وأضاف ميكيلبيرغ أن نوعاً من الوحدة أصبح ضرورة، لكنه جاء أيضاً كاستجابة مناسبة، بينما شيعت البلاد أكثر من 1400 من مدنييها وجنودها الذين قتلوا يوم "السبت الأسود"، وفي الحرب التي تلته، وتابع أنه "إذا كان هناك أي إجماع سياسي على مستوى البلاد الآن، فهو أنه بحلول نهاية الحرب، يجب أن تنتهي رئاسة بنيامين نتانياهو للحكومة".

وأوضح أن هناك حجة قوية للغاية مفادها أنه كان يتعين الإطاحة بنتانياهو مباشرة بعد فشل حكومته الكبير في منع هجوم حماس.. وإلى جانب التكلفة التي لا تحصى من الأرواح المفقودة، أضرت الهجمات بالردع في البلاد وبعلاقاتها المعقدة مع الدول الأخرى في المنطقة، كما تسببت بصدمة عميقة للمجتمع الإسرائيلي، ووجهت ضربة كبيرة للاقتصاد، وقوضت الثقة في الأجهزة الأمنية.

وكان نتانياهو هو الأب الروحي للتصور الخاطئ بأن خطر حماس في غزة تراجع، وكان يعتقد أن بعض التحسن المحدود في الظروف الاقتصادية في غزة من شأنه أن يهدئ حماس، أو يرضي سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، ومعظمهم لاجئون يعيشون في أكبر سجن مفتوح في العالم.

وفي الوقت الذي يتم فيه الضغط على الهجوم ضد حماس، ليس من المرجح أن يتم الطعن في موقف نتانياهو.. ولكن بمجرد أن تعتقد إسرائيل أن التهديد قد تم تحييده، فإن فرصة رئيس الوزراء ضئيلة في النجاة من الدعوات بإقالته، ومنذ تشكيل حكومة نتانياهو السادسة، انقسمت إسرائيل بشدة بسبب هجوم رئيس الوزراء على استقلال القضاء، مدفوعاً بمصالحه القانونية الشخصية.

وأعطت الانتخابات العامة التي أجريت العام الماضي الائتلاف الحالي أغلبية مريحة نسبياً داخل الكنيست، ولكن من حيث توزيع الأصوات، تم تقسيم الأرقام بالتساوي بين الائتلاف وأحزاب المعارضة، وفي ظاهر الأمر، فإن الصلة بين إصلاحات نتانياهو الدستورية وافتقار إسرائيل للاستعداد العسكري ليست واضحة.. لكن عمق الإلهاء والغموض الذي خلقته هذه العلاقة أضر على نحو واضح بقدرة إسرائيل على منع تسلل ثلاثة آلاف من مقاتلي حركة حماس.

وعلى مدى أشهر، كان الآلاف من جنود الاحتياط الإسرائيليين في المواقع العسكرية الرئيسية، يخطرون الحكومة بعبارات لا لبس فيها بأنهم سيرفضون أي دعوة لأداء الواجب، طالما استمرت حكومة نتانياهو في دفع البلاد على طريق الاستبداد.

وحذر وزير الدفاع يوآف غالانت وقادة الأمن الإسرائيليون من أن هذا يضر بالاستعداد العسكري للبلاد.. ولكن بدلاً من الدخول في حوار على مستوى إسرائيل حول الإصلاح القضائي والاستجابة لهذه التحذيرات، قام نتانياهو وحلفاؤه بتفعيل ما أصبح يعرف باسم "آلة السم"، متهمين جنود الاحتياط هؤلاء، ناهيك عن خصومهم السياسيين، بالخيانة.

وهؤلاء هم نفس جنود الاحتياط الذين انضموا على الفور إلى وحداتهم عقب 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهم يخاطرون الآن بحياتهم في الحرب ضد حماس ، وقد أرسلتهم حكومة لم يخدم العديد من وزرائها في الجيش.

وكان نتانياهو يعاني بالفعل من عجز حاد في الشرعية بسبب محاكمته بتهمة الفساد، والتي قصرت اختياره لشركاء الائتلاف على الأحزاب الأرثوذكسية واليمينية المتطرفة، وقال ميكيلبيرغ إنه "كي يضمن رئيس الوزراء بقاءه السياسي، عين المسؤولين الأكثر تطرفاً لحركة المستوطنات في مناصب حكومية رئيسية، وبينهم وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، وبتسلئيل سموتريتش، الذي عين وزيراً بوزارة الدفاع إضافة إلى منصبه الرئيسي وزيراً للمالية".

ولا يتمتع أي من الاثنين بأي خبرة عسكرية أو أمنية، ويروج كلاهما لأيديولوجية تحتضن المواجهة مع الفلسطينيين وضم الضفة الغربية، ولم يكن من قبيل المفاجأة إذاً أنه عندما أصبح حجم الضربة التي وجهتها حماس واضحاً، أضاف نتانياهو خصمين سياسيين إلى حكومته الحربية، هما بيني غانتس وغادي أيزنكوت، وقد شغل الإثنان منصب رئيس الأركان سابقاً.

وبالتالي، يتم تهميش ائتلاف نتانياهو، وتضاءلت سلطته الشخصية.. والتغيير غير مرجح في الوقت الذي تمر فيه الحرب بأكثر مراحلها إلحاحاً، ولكن بعد ذلك يبدو موقفه مقوضاً بشكل خطير للغاية.. ومع ذلك، فإن هذا لن يمنع نتانياهو من بذل كل ما في وسعه لمحاولة إقناع الشعب بأنه ليس مسؤولاً عن فشل هجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وأن أي إنجازات عسكرية يتم تحقيقها في الحرب يجب أن تنسب إلى قيادته.

ومن الواضح أن معظم الإسرائيليين يتألمون مما حدث ويشعرون بقلق إزاء المستقبل، كما أنهم يرون أن الحكومة الحالية مسؤولة، ونتانياهو شخصياً، عن هذه الكارثة، وأنهما ليس لديهما القدرة على قيادة إسرائيل إلى ما بعد الحرب مباشرة.

ماذا وراء مسعى #نتانياهو للسيطرة الأمنية على #غزة؟ https://t.co/elbNSIsdLc

— 24.ae (@20fourMedia) November 9, 2023

وتشير جميع استطلاعات الرأي بوضوح إلى أنه حال إجراء انتخابات عامة اليوم، سيتم سحق الأحزاب التي تشكل الائتلاف الحالي، وخاصة ليكود، ما يمنح انتصاراً حاسماً لأحزاب المعارضة الحالية، ويؤدي إلى حكومة يقودها بيني غانتس.

ولن تنتهي التداعيات بالنسبة لنتانياهو عند هذا الحد، ولا تزال هذه الأيام مبكرة، لكن الفشل التام لمجتمع الاستخبارات والجيش، وبشكل أساسي للقيادة السياسية، وهو ما سمح بحدوث مأساة 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، الرهيبة سيتم التحقيق فيه بدقة، وفقاً لـ "ميكيلبيرغ".

ومن الواضح أن التغيير مطلوب.. وكانت إستراتيجية نتانياهو هي تقوية حماس على امتداد السلطة الفلسطينية بهدف وحيد، وهو منع قيام دولة فلسطينية على الإطلاق.. ولكي تتعافى إسرائيل، فإنها تحتاج إلى رحيل نتانياهو وائتلافه للحفاظ على الذات، ولابد من الدعوة إلى انتخابات جديدة، ويجب المضي قدماً في محاكمة نتانياهو بالفساد.

وخلص ميكيلبيرغ إلى أن النظام السياسي برمته يتطلب إعادة تنظيم القوى وتحديد الأهداف، وهو النظام الذي يضمن أن يقود البلاد أولئك الذين يمثلون رؤية للديمقراطية الليبرالية الحديثة، تلك الرؤية التي تعطي الأولوية لمن يسهمون أكثر في أمن إسرائيل وازدهارها، والتي تؤدي إلى سلام عادل مع الفلسطينيين.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل بنيامين نتانياهو حماس رئیس الوزراء تشرین الأول

إقرأ أيضاً:

أوروبا على المحك

يمكن القول بما لا يدع أي مجال للمبالغة إن أوروبا تعيش أزمة تموقع دولي، إضافة إلى الصعوبات التي تعيشها في الداخل، فما يجري داخلها قد انعكس بدوره سلباً على كلمة أوروبا في التوازنات الدولية. ويبدو أنه لا موقع لها على الخريطة الدولية الجديدة التي بصدد التشكُّل من أجل نظام دولي جديد.

طبعاً تأزُّم أوروبا ليس جديداً؛ إذ منذ سنوات انطلق التراجع الذي كشفت عنه أرقام البطالة وتراجع مستوى المعيشة. وباختصار، فإن صعود الأحزاب اليمينية، التي لم تستطع تحقيقه منذ عقود، هو في حد ذاته دليل على أنه ينتعش من ضعف أوروبا الراهن، وتحديداً فرنسا وألمانيا وإيطاليا.
الجديد الذي عمّق تأزُّم أوروبا وجعله ظاهراً للعالم وأكثر قوة، هو دور الولايات المتحدة الأمريكية في تهميشها. وهو تهميش من نتاج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي يرى في المواقف الأوروبية عقبة أمام مصالح بلاده. وإضافة إلى الخصومة الأمريكية - الأوروبية في قضايا عدّة، فلا بد من الإشارة إلى التقارب الأمريكي - الروسي الذي سيعمق الهزال الأوروبي دولياً، خصوصاً في المواقف من الحرب الروسية - الأوكرانية.
مؤشرات عدّة تدل على أن أوروبا أيضاً ستكون من ضحايا ترامب الذي يجيد الانقضاض على الخصوم، الذين يمرون بوعكة. لنقل إن لديه حاسة سادسة لا ترحم من يَدُبّ في جسده وهن. ومن هذه المؤشرات ما ورد على لسان نائب الرئيس الأمريكي، جي دي فانس، خلال فعاليات مؤتمر «ميونيخ للأمن 2025»، الذي عكس عمق التوتر واختلاف الرؤى الناتج أساساً عن تضارب المصالح... إضافة إلى انتقاده الديمقراطيات الأوروبية بشأن حرية التعبير، وعدم سيطرتها على الهجرة غير النظامية، حين قال بالحرف الواحد: «التهديد الذي يقلقني أكثر من أي شيء آخر بشأن بأوروبا ليس روسيا، ولا الصين، ولا أي طرف آخر... ما يقلقني هو التهديد من الداخل». وهنا من المهم التنبه إلى ترحيب الإدارة الأمريكية الجديدة بصعود اليمين المتطرف في بلدان أوروبا، وميل هذه الإدارة إلى بلدان أوروبا الشرقية في سياساتها تجاه ملف الهجرة، واختلافها في المقاربات مع دول أوروبا ذات الصف الأول. من ضمن ذلك تهديد ترامب بسحب آلاف من جنوده من ألمانيا لفائدة أوروبا الشرقية. وكي يضايق أوروبا اقتصادياً ويرفع من علوّ الحائط معها، فرض تعريفات جمركية على الواردات الأمريكية من أوروبا.
طبعاً مجالات التضارب في المصالح والمواقف واضحة في قضايا عدة؛ على رأسها الصراع الروسي - الأوكراني الذي يجسّد الخلاف المركزي بين الدول الأوروبية من ناحية، والولايات المتحدة من ناحية أخرى، فقد أبدت الدول الأوروبية تحفظها على خطة السلام الأمريكية في أوكرانيا.
وأول ما يمكن استنتاجه هو أن التقارب الروسي - الأمريكي، الذي يتميز ببراغماتية ومصلحية، كما هو شأن السياسة، سيكون في وجه من وجوهه الرئيسية على حساب أوروبا. وهذا التقارب خطير جداً بالنسبة إلى أوروبا، فقد بدأت تداعياته في التهديد بتصدع «حلف شمال الأطلسي (ناتو)» وكل ما فعلَته ودفعَته وصرحَت به أوروبا لمناصرة أوكرانيا أصبح على المحك؛ لأن الوعود الأوروبية تجاه أوكرانيا مهددة بعدم الإيفاء بها بفعل اختلال موازين القوى ودور التقارب الروسي - الأمريكي في تأكيد ضعف أوروبا في حماية مصالحها وتعهداتها تجاه أوكرانيا ونفسها.
إلى جانب الخلاف في الملف الروسي - الأوكراني، نذكر ملف غزة والموقف الأوروبي من خطة ترامب الداعية إلى تهجير الفلسطينيين، فقد أبدت أوروبا رفضاً لها، وورد في بيان فرنسي - ألماني - إيطالي - بريطاني مؤخراً ما يفيد بتأييد الخطة العربية لإعمار غزة. مع التوضيح أن الخلاف الرئيسي هو مناصرة أوروبا أوكرانيا.
الغالب على تصريحات الإدارة الأمريكية أن أوروبا ليست طرفاً في النظام العالمي الجديد، فتشكُّله يصطدم من حيث التحالفات والحلول مع مصالح أوروبية... وأن اعتبار حماية المصالح الأمريكية غير مضمون. ناهيك بأن وضع أوروبا في الحالتين ضعيف، فهي إن حاولت التمسك بمواقفها، فلن تستطيع الذهاب بعيداً في ظل التقارب الأمريكي - الروسي والتعنت الروسي في الملف الأوكراني. وإذا رضخت لموازين القوى فإنها تكون قد رسمت لنفسها موقع التابع لهيمنة الولايات المتحدة، وهو موقع لا يجعل منها طرفاً.
أوروبا في تراجع بالداخل والخارج، وسيزداد تراجعها من منطلق أن وراء التقارب الروسي - الأمريكي مصالح تتعلق بمستقبل الطاقة والغاز الطبيعي وغيرهما، أي إن الصراع حيوي جداً، وتضرر أوروبا منه لن يكون قليلاً.

مقالات مشابهة

  • أغلبية في إسرائيل تفضل إعادة الأسرى على القضاء على حماس
  • ???? مدنيون ضد الحقيقة ومع تدمير العقل السياسي السوداني
  • كيكل: الوحدة التي حدثت بسبب هذه الحرب لن تندثر – فيديو
  • “حماس” تؤكد مرونتها في المفاوضات وتدعو إسرائيل إلى تحمل مسؤولياتها لإنهاء الحرب
  • حماس تدعو إسرائيل إلى تحمل مسؤولياتها لإنهاء الحرب
  • مكتب نتانياهو يعلق على موافقة حماس إطلاق سراح جندي إسرائيلي
  • أغلبية في إسرائيل تؤيد إنهاء الحرب على غزة
  • غولان: نتنياهو باع أمن إسرائيل من أجل بقائه السياسي
  • أوروبا على المحك
  • المستشار السياسي السابق لـ”حميدتي” يكتب عن مستقبل الدعم السريع في السودان