إحباط أمريكي بسبب نتنياهو.. لماذا ترفض واشنطن إعادة احتلال قطاع غزة؟
تاريخ النشر: 9th, November 2023 GMT
أكد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، عدم قدرة "إسرائيل" على احتلال قطاع غزة مجددا بعد انتهاء العدوان، وذلك عقب تصريحات لرئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو أشار خلالها إلى عزم "تل أبيب" تولي المسؤولية الأمنية في غزة "لفترة غير محددة بعد الحرب".
وأثارت تصريحات رئيس الحكومة اليمينية المتطرفة مخاوف بشأن نوايا الاحتلال المستقبلية في قطاع غزة وسط دعوات العديد من المسؤولين الأمريكيين تشدد على ضرورة عدم المضي قدما بهذا المقترح، بحسب تقرير نشره موقع "الحرة".
والأربعاء، قال بلينكن في مؤتمر صحفي عقب اختتام اجتماع لوزراء خارجية مجموعة السبع في العاصمة اليابانية طوكيو، إن "حماس لا يمكن أن تستمر في إدارة غزة لأن ذلك سيمهد لتكرار ما حدث في السابع من تشرين الأول /أكتوبر الماضي".
وأضاف أنه "من الواضح أيضا أن إسرائيل لا يمكنها احتلال غزة".
وقبل ذلك أكد البيت الأبيض، الثلاثاء، أن الرئيس الأميركي جو بايدن لا يدعم احتلال إسرائيل لقطاع غزة بمجرد انتهاء الحرب.
وردا على سؤال حول تصريحات نتانياهو، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي، إنه سيترك لنتانياهو توضيح ما كان يعنيه بالسيطرة على غزة "لفترة غير محددة."
وفي هذا الصدد، نقلت "الحرة" عن أستاذ الشؤون الدولية بجامعة جورج واشنطن وليام لورانس، قوله إن تصريحات نتنياهو تسببت في حالة من الإحباط وعدم الرضى في الولايات المتحدة".
وأضاف لورانس أنه "عندما بدأ الصراع في غزة كان هناك أشبه ما يكون باتفاق بين الولايات المتحدة وإسرائيل بأن الأخيرة يجب أن لا تعيد احتلال غزة".
وتابع لورانس: "مع بدء الصراع كانت إسرائيل قد صرحت مرارا في العلن بأنها لن تعيد احتلال غزة، لكن تصريحات نتانياهو تشير إلى أنها ربما تراجعت عن موقفها المعلن والمتفق عليه مع الولايات المتحدة".
وبحسب أستاذ الشؤون الدولية، فإن "هذا الأمر ربما هو من تسبب في خروج بلينكن للعلن للتأكيد على أن إسرائيل يجب أن لا تعيد احتلال غزة وربما الإشارة إلى أن واشنطن ليست على وفاق مع إسرائيل في هذا الإطار".
وأشار التقرير إلى أن نتنياهو تعرض خلال الأسابيع التي تلت العدوان لانتقادات واسعة بسبب عدم تقديمه خطة واضحة لما سيحدث في قطاع غزة في حال تمكنت حكومة الاحتلال من تحقيق هدفها المعلن المتمثل في القضاء على حركة "حماس".
وفي سياق مرتبط، نقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن مسؤولين أميركيين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم، قولهم إن تصريحات نتانياهو الأخيرة "أثارت هواجس لدى إدارة بايدن، التي ترى أن إسرائيل بحاجة إلى تجنب أي اقتراح يقضي باحتلال مفتوح لغزة".
وأشارت الصحيفة إلى أن الجانب الأمريكي قد يكون توترا من السابق بشأن خطط "إسرائيل" المتعلقة بما بعد الصراع في غزة.
ونوه تقرير "الحرة" إلى أن دولة الاحتلال لا تزال غامضة بشأن مخططاتها على المدى البعيد في حال حققت أهدافها المعلنة في قطاع غزة.
وقال لورانس إن "الولايات المتحدة ترغب في أن تقوم إسرائيل بالانسحاب من غزة بأسرع وقت بعد انتهاء الحرب والقضاء على حماس وأن يقوم الفلسطينيون بحكم غزة"، بحسب التقرير.
وشدد على أن "واشنطن ستكون مع أي حل يقبل به الفلسطينيون من أهالي غزة وكذلك يحظى بموافقة حركة فتح عليه".
وأضاف أن باعتقاده " أن من يحكم غزة بعد انتهاء الصراع يجب أن لا يخرج عن السلطة الفلسطينية الموجودة حاليا أو يتم تسليمه لسلطة فلسطينية جديدة يتم إنشاؤها في غزة".
وشدد لورانس على "ضرورة أن تحظى السلطة الجديدة بقبول سكان القطاع وكذلك إسرائيل والولايات المتحدة والمجتمع الدولي وأن يتم إنشاؤها من مجموعة من التكنوقراط من أهالي غزة للحلول محل حماس"، على حد قوله.
وكان بلينكن أكد خلال المؤتمر الصحفي في طوكيو، "ضرورة وجود وحدة بالإدارة بين الضفة الغربية وقطاع غزة"، موضحا أنه "يجب أن يكون هناك دولتان تعيشان بجانب بعضهما بفرص متساوية"، وألا يتم "استخدام قطاع غزة كمنطلق للإرهاب"، بحسب تعبيره.
وفي سياق مرتبط، أشار تقرير نُشر في صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية، إلى أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ينتظر بفارغ الصبر موعد العودة الكبرى إلى قطاع غزة. وقد كشف الأحد، في رام الله، عن جزء من لعبته أمام وزير الخارجية الأمريكي، قائلا: "قطاع غزة جزء لا يتجزأ من دولة فلسطين، وسنتحمل المسؤولية كاملة في إطار الحل السياسي الشامل للضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة".
ولليوم الرابع والثلاثين على التوالي، يواصل الاحتلال عدوانه على غزة؛ في محاولة لإبادة أشكال الحياة كافة في القطاع، وتهجير سكانه قسريا، عبر تعمده استهداف المناطق والأحياء السكنية وقوافل النازحين ومزودي الخدمات الطبية.
وارتفعت حصيلة الشهداء جراء العدوان الوحشي إلى أكثر من 10569 شهيدا؛ بينهم 4324 طفلا و2823 سيدة، فضلا عن إصابة ما يزيد على الـ26 ألفا آخرين بجروح مختلفة، وفقا لأحدث أرقام وزارة الصحة في غزة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية غزة نتنياهو حماس امريكا حماس غزة نتنياهو الاحتلال الإسرائيلي سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة احتلال غزة قطاع غزة إلى أن فی غزة یجب أن
إقرأ أيضاً:
يهود دمشق: نحن سوريون ونرفض احتلال إسرائيل لأراضٍ في وطننا / شاهد
#سواليف
دمشق: يأمل آخر من تبقى في سوريا من أفراد الطائفة الموسوية (اليهودية)، التي تشتت أفرادها على يد نظام “البعث” المخلوع، في لمّ شملهم مع عائلاتهم في العاصمة دمشق، كما كانوا في السابق، مؤكدين انتماءهم الوطني لسوريا ورفضهم لأي احتلال إسرائيلي لأراضٍ من بلدهم.
دبدوب: بعض ممتلكات اليهود الذين غادروا لا تزال قائمة، لكن بعضها الآخر تم الاستيلاء عليه بطرق غير مشروعة. بعض المتورطين في الاستيلاء كانوا على صلة بالنظام، حيث زوّروا الوثائق للاستيلاء على الممتلكات
وعبر التاريخ، احتضنت سوريا العديد من الحضارات، وعاش فيها عدد كبير من اليهود. إلا أن أعدادهم بدأت بالتراجع في عهد الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد، واضطر معظمهم إلى مغادرة البلاد عام 1992، فيما صودرت ممتلكات بعضهم.
مقالات ذات صلة الحنيطي يعلن تعزيز الواجهات الحدودية بـ”قوات نوعية” 2025/03/02قبل 30 إلى 35 عامًا، كان عدد اليهود في سوريا يُقدّر بحوالي 5 آلاف نسمة، لكن هذا العدد انخفض اليوم إلى أقل من 10 أفراد، معظمهم يقطنون الأحياء القديمة في دمشق.
وبعد سقوط نظام “البعث” في 8 ديسمبر/ كانون الثاني 2024، يتطلع العديد من اليهود السوريين إلى زيارة وطنهم بعد عقود من الغياب، تمامًا كما فعل الحاخام يوسف حمرا، الذي عاد إلى دمشق في 18 فبراير/ شباط الماضي، بعد 33 عامًا من إجباره على مغادرة بلاده عام 1992.
“جزء من الشعب السوري”فريق “الأناضول” التقى بعض اليهود السوريين الذين لا يزالون يعيشون في العاصمة دمشق، حيث أكدوا أنهم جزء من النسيج الوطني السوري.
وقال زعيم الطائفة الموسوية (اليهودية) في سوريا، بحور شمطوب، إن أفراد عائلته هاجروا إلى الولايات المتحدة وإسرائيل عام 1992، ومنذ ذلك الحين يعيش بمفرده في دمشق.
وأضاف: “هذا المكان قضيت فيه طفولتي. أحب دمشق وسوريا، نحن نعيش معًا هنا دون أي تفرقة دينية. الحمد لله، الأمور جيدة، لا أواجه أي مشكلات مع أي أقلية أو طائفة، أنا جزء من الشعب السوري، والجميع يحبني كثيرًا، لهذا السبب لم أغادر”.
التحرر من ضغوط “البعث”وعن الفترة التي عاشها في ظل نظام البعث، قال شمطوب: “في السبعينيات، خلال حكم حافظ الأسد، كانت هناك قيود شديدة على اليهود. لم يكن يُسمح لنا بالسفر، أو امتلاك العقارات. في ذلك الوقت، كان يُمنع أي شخص من التحدث مع اليهود، وكانت بطاقات هويتنا تحمل كلمة “موسوي” بحروف حمراء كبيرة”.
وفق شمطوب، “خلال الثمانينيات، مُنع اليهود من مغادرة البلاد، أما في التسعينيات، فقد توصلت الولايات المتحدة إلى اتفاق مع حافظ الأسد، سُمح بموجبه لليهود الذين يرغبون في مغادرة سوريا بالخروج”.
واستطرد: “كنا مثل الطيور المحبوسة في قفص، وبمجرد فتح الباب، طار الجميع. لقد غادر العديد من اليهود تاركين منازلهم وأعمالهم، بينما تمكن آخرون من بيع ممتلكاتهم قبل الرحيل”.
وأوضح أنه “بعد الهجرة الجماعية قبل 33 عامًا، بقي في سوريا حوالي 30 يهوديًا، لكن هذا العدد انخفض اليوم إلى 7 فقط، بينهم 3 نساء”.
وعن الضغوط التي تعرضوا لها خلال حكم “البعث”، قال: “في شبابي، إذا تحدثت إلى فتاة، كانت تُستدعى للتحقيق في فرع الأمن المسمى فلسطين”.
وأضاف: “قبل 4 سنوات، اعتُقل 3 من أصدقائي (غير اليهود) لمدة 3 أشهر، فقط لأنهم تحدثوا إلينا. كان التحدث إلى الأجانب ممنوعًا، لكن الآن يمكننا التحدث إلى من نشاء. خلال عهد النظام (البعث)، كنا نعيش تحت الضغوط، ولهذا السبب غادر شبابنا البلاد”.
وأشار شمطوب إلى أن سقوط نظام “البعث” غيّر حياة الجميع، بما في ذلك حياته، وقال: “لدينا الآن حرية أكبر. يمكننا التحدث بصراحة. لم يعد هناك حواجز أمنية تعترض طريقنا، ولم يعد هناك من يراقبنا من أجهزة المخابرات. باختصار، أشعر أنني أصبحت حرًا. الأمور الآن أفضل مما كانت عليه سابقًا”.
حنين إلى الماضيشمطوب، الذي يعرفه الجميع في حي باب توما، أحد الأحياء القديمة في العاصمة السورية، قال إن الحزن يملأ منزله، وإنه ينتظر عودة أفراد العائلة إلى دمشق في أقرب وقت ممكن.
واستدرك: “لكن كيف سيعودون؟ المنازل تحتاج إلى ترميم، ولا يمكنهم ترك الولايات المتحدة والعودة إلى دمشق حيث لا يوجد ماء أو كهرباء”.
وأوضح أنه بعد تركه المدرسة، عمل في مجال الخياطة، ثم افتتح متجرًا، كما عمل لاحقًا في تجارة المجوهرات والعقارات.
وتابع: “في الماضي، كنا عائلة واحدة، نعيش معًا، نتبادل الأحاديث ونُعدّ الطعام. أما الآن فأنا وحدي، أطبخ لنفسي، وأغسل الصحون بنفسي، لقد اعتدت على هذه الحياة”.
إسرائيل لا تمثلناوعن احتلال إسرائيل لأراضٍ سورية حدودية عقب سقوط نظام “البعث”، قال شمطوب: “(إسرائيل) ستنسحب في النهاية، ما يفعلونه خطأ. لكنهم لا يستمعون لأحد، لأن الولايات المتحدة وأوروبا تدعمهم”.
ولدى سؤاله عمّا إذا كان يعتبر إسرائيل جهةً ممثلة له، أجاب: “لا، إطلاقًا، هم شيء، ونحن شيء آخر. هم إسرائيليون، ونحن سوريون”.
توقعات بزيارة عائلات يهوديةمن جانبه، قال التاجر اليهودي الدمشقي سليم دبدوب، الذي يمتلك متجرًا للقطع الأثرية في سوق الحميدية بدمشق، إنه انفصل عن عائلته عام 1992 لدى هجرتهم.
وقال دبدوب، المولود في دمشق عام 1970: “بقيت هنا لإدارة أعمالي. أسافر باستمرار بسبب العمل، وهذا يسمح لي أيضًا برؤية عائلتي في الولايات المتحدة. الحمد لله، أمورنا جيدة. لا يوجد تمييز هنا، الجميع يحب بعضهم البعض”.
وأشار دبدوب إلى أن التوقعات تزايدت بزيارة العديد من العائلات اليهودية سوريا بعد سقوط النظام، وقال: “قبل عام 1992، كان هناك حوالي 4 آلاف يهودي في دمشق. كان لدينا حاخام، وكان التجار هنا، الجميع كان هنا، لكن الجميع هاجر في ذلك العام”.
وأردف: “بعض ممتلكات اليهود الذين غادروا لا تزال قائمة، لكن بعضها الآخر تم الاستيلاء عليه بطرق غير مشروعة. بعض المتورطين في الاستيلاء كانوا على صلة بالنظام، حيث زوّروا الوثائق للاستيلاء على الممتلكات”.
“أفتقد مجتمعي”التاجر دبدوب أعرب عن أمله في إعادة فتح أماكن العبادة اليهودية، قائلاً: “لدينا كنيس هنا، وأحيانًا يأتي رئيس الطائفة ويفتحه، فيجتمع 2-3 أشخاص، لكن لا تُقام الصلوات فيه بشكل مستمر. أفتقد مجتمعي وعائلتي وإخوتي”.
شمطوب: في شبابي، إذا تحدثت إلى فتاة، كانت تُستدعى للتحقيق في فرع الأمن المسمى فلسطين
وأكد دبدوب أنه يتمتع بعلاقات جيدة مع جميع فئات المجتمع، مضيفًا: “الحمد لله، لا نشعر بالغربة هنا، نحن جميعًا إخوة”.
وأشار إلى أن بعض الزوار يبدون دهشتهم عندما يعلمون أنه يهودي، موضحًا: “في الماضي، كنا نواجه صعوبات أمنية، فقد كنا تحت المراقبة المستمرة من قبل قوات الأمن، وكان هناك خوف دائم. الحمد لله، لم يعد هناك خوف اليوم. إن شاء الله سيكون المستقبل أفضل، وسيعمّ السلام بين الشعوب”.
وختم حديثه قائلاً: “اليهود الدمشقيون الذين غادروا البلاد سعداء للغاية (لانتهاء عهد التضييق)، ويتطلعون إلى زيارة دمشق واستعادة ذكرياتهم القديمة”.
التغيرات بعد سقوط نظام “البعث”منذ عام 1967، تحتل إسرائيل معظم مساحة هضبة الجولان السورية، لكنها استغلت الوضع الجديد في سوريا بعد سقوط نظام الأسد، حيث احتلت المنطقة السورية العازلة، وأعلنت انهيار اتفاقية فض الاشتباك مع سوريا لعام 1974.
وبسطت الفصائل السورية سيطرتها على دمشق في 8 ديسمبر/ كانون الثاني 2024، منهيةً 61 عامًا من حكم “حزب البعث” الدموي، و53 سنة من سيطرة أسرة الأسد.
وتعكس تصريحات المسؤولين الإسرائيليين بشأن سوريا غضبهم من تولي الإدارة الجديدة زمام الأمور، بعد إسقاط نظام الأسد، حيث تشير تقارير إعلامية وتصريحات مسؤولين إلى أن إسرائيل لم تكن ترغب يومًا بسقوطه، وكانت تراه “لاعبًا مفيدًا”.
وما عزز هذا الاعتقاد بحالة “التعايش والتناغم” بين نظام الأسد وإسرائيل، هو إقدام الأخيرة، فور سقوط النظام، على قصف عشرات الأهداف ومخزونات الأسلحة الإستراتيجية التابعة للجيش السوري السابق، خشية وصولها إلى قوات الإدارة الجديدة.