السويداء-سانا

تجسد الفنانة التشكيلية خلود أبو عامر أي مشهد ملفت لنظرها بالرسم، بتقنية الحرق على الخشب لجعله عملاً فنياً يعكس موهبتها وذائقتها وإحساسها المرهف بالجمال وحب الحياة.

أبو عامر 44 عاماً قالت خلال حديثها لمراسل سانا في السويداء: إنها بدأت بالرسم منذ صغرها، حيث كان هوايتها وشغفها الوحيد الذي يملأ أوقات فراغها، ووجدت نفسها من خلاله، مبينة أنها تجاوزت الظروف التي لم تسمح لها بمتابعة دراستها في هذا المجال بالعمل على تنمية موهبتها وصقلها، بالاعتماد على نفسها عبر البحث والمتابعة والتواصل مع عالم الفن التشكيلي إلى أن بدأ عملها يتوسع تدريجياً، ما حقق لها ارتياحاً كبيراً.

ورغم بدايتها بالرسم التقليدي واستمرارها فيه توجهت قبل نحو ست سنوات، كما ذكرت للرسم بتقنية الحرق على الخشب، وخاصة للرسومات المتعلقة بالأشخاص كونها تجد في هذه التقنية متعة وتواصلاً روحياً مع اللوحات المنجزة وإضفاء لمسات خاصة وتشعر بأن الخشب والحرق يعطيان جمالية خاصة للوحة، ويحتاج التعامل معهما لمهارة تضاف للموهبة.

وبينت أبو عامر التي شاركت بعدد من المعارض الجماعية وأنجزت أكثر من مئتي عمل أنها تقوم بداية بتصميم الرسمة التي تريدها عبر تشكيلها أولاً بخطوط،لتقوم بعدها بحرق الشكل المنجز باستخدام جهاز (الكاوي)، حيث تمرر أداة الكي فوق الخطوط التي رسمتها بالرصاص، ليترك أثراً عليها بلونه البني بدرجات متفاوتة، مع تحكمها بدرجة الظل والنور بمهارة اليد.

وتجد ابو عامر التي تسخر وقتها وجهدها للعمل الفني أن الحرق على الخشب من الأعمال الصعبة، بسبب عدم إمكانية التراجع عن الخطأ بحرية مثل باقي أنواع الرسم، إضافة لاحتياج اللوحة الواحدة لوقت طويل وساعات عمل لإنجازها، فهو يتطلب قوة ضغط اليد عند الرسم.

طموحات تحملها أبو عامر التي تسعى دائماً للاستفادة من تجارب كبار الفنانين للمشاركة خلال الفترة القادمة بمعارض خارجية والتعريف بما لديها لأكبر عدد من متذوقي الفن، وترك بصمة في هذا المجال المحبب بالنسبة لها كما ذكرت.

وأبو عامر وفقاً للرسام والكاتب جمال رافع تملك تجربة غنية بالحرق على الخشب تحاكي الحقيقة ولديها ذائقة عالية بانتقاء المواد، وقدرة على تجسيد التصوير الواقعي ونقل الفكرة من صامتة إلى متحركة، كما أنها متقنة للرسم بالفحم والرصاص وألوان الإكريليك.

عمر الطويل

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

كلمات دلالية: أبو عامر

إقرأ أيضاً:

ترامب… صانع السلام مام مهمة صعبة

دانيال ديبيتريس

خرج جو بايدن من البيت الأبيض، ودخل دونالد ترامب، و”بدأ العصر الذهبي لأمريكا”.

كان خطاب تنصيب ترامب الثاني في هذه الظهيرة الباردة من شهر يناير، كما قد يتوقع المرء، مشبعًا بالمظالم والكلام الرنان والتهاني المخصصة لنفسه والوعود الكبيرة.

كان الخطاب بمثابة مراجعة للعشرات من الأوامر التنفيذية التي كانت جاهزة لتوقيع الرئيس بعد ساعات، بعضها، مثل إعلان حالة الطوارئ الوطنية على طول الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك، كان في صميم حملته.

تمسك ترامب بالقضايا المحلية، ولكن كان هناك العديد من موضوعات السياسة الخارجية الواسعة التي اختار تسليط الضوء عليها وأولها – أن الولايات المتحدة ستحظى بالاحترام مرة أخرى على الساحة العالمية وأن الجيش سيكون أكثر فتكًا من أي وقت مضى – هي المعيار لمعظم الرؤساء الأمريكيين، الذين يريدون جميعًا أن يُنظر إليهم على أنهم أقوياء وحاسمون خلال الأيام الأولى من رئاستهم.

البعض الآخر، مثل فرض الرسوم الجمركية على البلدان التي تمتلك فوائض تجارية هائلة وإعادة الحدود الوطنية الأمريكية إلى وضعها الطبيعي، هي بقايا أساسية من نظرة ترامب للعالم في رئاسته الأولى.

ولكن الخطاب كان متوترا إلى حد ما، فمن ناحية، تحدث ترمب عن تدشين فترة طويلة من السلام والهدوء، ولكنه من ناحية أخرى هدد باستعادة قناة بنما، ولم يذكر ما إذا كان ذلك من خلال القوة أو الدبلوماسية.

وقد أشار ترامب إلى نقطة صحيحة للغاية وهي أن الإدارات الأميركية السابقة كانت تتخبط في كثير من الأحيان في أزمات في الخارج وتخوض حروباً لم تكن في حاجة إلى خوضها، ويتفق العديد من الأميركيين مع هذا الوصف؛ فباستثناء حرب الخليج عام 1991، فإن التدخلات العسكرية الأميركية على مدى السنوات الأربع والثلاثين الماضية إما استمرت لفترة أطول مما ينبغي (أفغانستان)، أو أطلقت العنان لمشاكل إضافية (ليبيا)، أو كانت مبنية على معلومات استخباراتية زائفة وافتراضات رهيبة وغطرسة شديدة (العراق).

في أحد أكثر السطور شهرة في ذلك اليوم، ساوى ترامب بين القوة الأميركية والقوة التي لا تأتي بالمعارك التي تنتصر فيها الولايات المتحدة فحسب ولكن بالحروب التي تختار الولايات المتحدة الانسحاب منها – أو عدم خوضها على الإطلاق.

انخرط الرؤساء السابقون، بما في ذلك جورج دبليو بوش وباراك أوباما، في تفكير مماثل في بداية رئاستهم أيضًا، لكن هذا الشعور لم يترسخ حقًا، فقد استمر الأول في غزو العراق وتحويل الولايات المتحدة إلى قوة احتلال في الشرق الأوسط؛ وخرج الأخير من العراق (قبل العودة إليه عندما أسست داعش خلافتها الإقليمية) ولكنه عجل بالحرب على الإرهاب في باكستان واليمن ولكن هل سيكون حظ ترامب أفضل؟

تحدث ترامب أيضًا عن كونه “صانع سلام”. هذا رجل، بعد كل شيء، يمتلك براعة في صنع الصفقات ويعتقد اعتقادًا راسخًا أنه قادر على فعل ما لم يستطع كل أسلافه القيام به، فقد ادعى أنه هو صاحب الفضل الوحيد في إجبار بنيامين نتنياهو وحماس على التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار الذي طال انتظاره والذي رفضه كلاهما مرارًا وتكرارًا على مدار العام السابق (في وقت كتابة هذا التقرير، كان الاتفاق صامدًا في أيامه الأولى).

لا شك أن ترمب يريد توسيع اتفاقيات إبراهيم، الإنجاز الدبلوماسي المميز لولايته الأولى، من خلال إدخال إسرائيل والمملكة العربية السعودية في اتفاقية تطبيع ولم يتحدث عن الحرب في أوكرانيا لكنه لم يكن بحاجة إلى ذلك؛ حيث يستعد مساعدوه بالفعل لدفعة سلام، مما أثار استياء الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي يخشى أن تطالبه إدارة ترامب بالتنازل عن الأرض للروس والتخلي عن تطلعاته للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.

إن الأهداف شيء والواقع شيء آخر، وسوف تتطلب كل هذه البنود عملية موازنة دبلوماسية صعبة بالنسبة لترامب وقد تكون خارج متناوله، ليس لأنه غير قادر على إنجازها بل لأن القضايا نفسها صعبة بطبيعتها، فمن الصعب أن نرى اتفاق تطبيع بين إسرائيل والسعودية يحدث إذا انهار وقف إطلاق النار في غزة أو إذا استمرت الحكومة الإسرائيلية في الاعتراض على الدولة الفلسطينية (لقد أدى هجوم حماس في السابع أكتوبر إلى تقويض حل الدولتين، حيث يعارضه معظم الإسرائيليين الآن باعتباره خطرا على وجود الدولة).

إن حل الحرب في أوكرانيا سيكون الجائزة الأكبر على الإطلاق ولكنها أيضا الأكثر إثارة للصداع النصفي حيث ستكون حسابات زيلينسكي وفلاديمير بوتن في نهاية المطاف، وليس حسابات ترامب، هي الأكثر أهمية لتحديد ما إذا كان القتال سيستمر أو يتوقف أو ينتهي تماما.

أيا كانت خطط ترامب، فقد كان العالم ينتظر عودته منذ اللحظة التي حصل فيها على ترشيح الحزب الجمهوري للرئاسة، وتحاول بعض البلدان أن تحظى بحظوة ترامب.

بولندا تردد شكاوى ترامب بشأن ضعف الإنفاق الدفاعي الأوروبي، وكذلك البيروقراطيون في مقر حلف شمال الأطلسي، والمسؤولون المكسيكيون في صدد فرض قيود صارمة على الواردات الصينية وتجارة الفنتانيل على أمل أن يجنبهم ترامب التعريفات الجمركية المرتفعة، وشكلت حكومة كير ستارمر لجنة الغرض الوحيد منها هو إدارة الرئيس الأمريكي الماكر والحفاظ على العلاقة الخاصة بأفضل ما في وسعها، والدنماركيون منفتحون على مناقشة بعض التنازلات على الأقل بشأن جرينلاند، المنطقة الغنية بالطاقة التي كان ترامب مهووسًا بالحصول عليها منذ عام 2019 على الأقل.

هناك شرطي جديد في المدينة وهو نفس الشرطي القديم، وقد عادت أجندة ترامب “أمريكا أولاً”، والآن حان الوقت لتنفيذها.

المقال نشر في مجلة د سبكتايتور.

 

 

مقالات مشابهة

  • معالجة بالفرم أو الحرق.. كيف نجحت وزارة البيئة في إعادة تدوير المخلفات الطبية؟
  • السلطات السورية تمنع الرسم على الجدران في اللاذقية.. وتحذر
  • النوع: انثى ولا ذكر….. حيكتبو انثى ولا نرجسي ????
  • رسمياً… كايو سيزار هلالياً
  • 8 أطعمة غنية بالبروتين أكثر من الدجاج.. خيارات صحية ومفيدة
  • محمود صادق.. أيقونة الحركة التشكيلية الأردنية
  • الجيش الإسرائيلي ينشئ نقطة عسكرية جديدة في القنيطرة
  • ترامب… صانع السلام مام مهمة صعبة
  • في بودكاست جو روغان.. ما العلاجات التي زعم ميل غيبسون أنها شفت أصدقاءه من السرطان؟
  • من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي … لا تصفّر عدّادك