أدم فن ونغم.. يجمع لوحات فنية بأنامل الناشئة
تاريخ النشر: 9th, November 2023 GMT
استعرضت مجموعة من مدارس ولاية أدم ولمدة يومين إنتاجات طلبتها من الفنون التشكيلية في معرض حمل اسم "أدم فن ونغم"، أقيم بالتعاون مع مجلس أولياء الأمور في قاعة متعددة الأغراض بمكتب والي أدم بحضور المكرم الشيخ علي بن ناصر المحروقي، عضو مجلس الدولة، كما أقيم إلى جانب المعرض حفل لتكريم المنظمين والطلبة المشاركين في المعرض.
وشرحت شريفة بن سالم المحروقية، معلمة فنون تشكيلية بمدرسة صفية أم المؤمنين، أهمية المعرض للطلبة في تنمية مواهبهم واستلهامهم لأفكار جديدة، متأملة أن يستفيد الطلبة الآخرون من الأعمال المعروضة، وقالت إن أعمال مدرستهم جمعت بين لوحات مرسومة بالألوان المائية وبين لوحات معدة من أقمشة العقد والربط، وأخرى من الطبيعة الصامتة بألوان الباستيل سواء كان "أويل أو سوفت باستل" ولوحات أخرى من فن الفيسفساء وهو فن تجميع قطع صغيرة لإعداد لوحات كبيرة، وقالت: استخدمنا فيها الكريستال وبعضها من فن الكولاج.
وشاركت الطالبة فداء بنت أحمد الشيبانية، من مدرسة الشيماء للبنات، في المعرض بلوحات عديدة منها بالفحم، وأخرى بالألوان المائية، وعبرت عن فرحتها بمشاركتها في المعرض وقالت: اكتشفت موهبتي في الرسم منذ الصغر واستلهمت هذه الموهبة من والدتي الشغوفة بمجال الرسم، والتي كانت تمارس الرسم بشكل يومي حتى تطورت لديها الموهبة بشكل كبير، فكان والداي هما قدوتي في هذا المجال وكنت أستشيرهم عندما أواجه أي صعوبة حتى أطور من مهاراتي، وأضافت: المدرسة كان لها دور كبير أيضا من خلال المسابقات، حيث فزت بالمركز الخامس في مسابقة "أحب عمان" وكنت أول مرة أفوز بمسابقة للرسم مما جعل منها نقطة انطلاقة لي ساهمت في تطوير موهبة الرسم لدي.
وشرح الطالب المعتز بن بدر الرقمي، من مدرسة أدم للبنين، كيف أن الرسام يحتاج أن يكون لديه مخيلة واسعة، وأن يتمتع بالقدرة على محاكاة الأعمال الفنية واستلهام أفكار جديدة من لوحات أخرى، ويستطيع من خلال هذا الإلهام الإبداع في ابتكار لوحة فنية فريدة، وهنا تبرز العقبات، وقال إن المدرسة تساعد على زيادة دافعية الطلبة نحو العطاء وتنمية المواهب خاصة في المهارات الأساسية، مشيرا إلى أن المسابقة الأخيرة التي نظمها مدرس الفنون التشكيلية بالمدرسة حول رسم إعلان في يوم الاستثمار العالمي، لها دور في زيادة دافعية طلبة المدرسة للتنافس.
وشاركت الطالبة مريم بنت محمد الجنيبية، من مدرسة وادي حلفين للتعليم الأساسي، في ركن للرسم داخل المعرض، وقامت خلاله مع زميلتها برسم لوحات فنية نالت استحسان الحضور، وقالت إنها تفضل كثيرا رسم القلاع، وأغلب تركيزها على الألوان: الأحمر والبني والذهبي كونها من الألوان المفضلة لديها.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
الي إللقاء مستر لقمان
في أول يوم لي بالمدرسة الاولية جلست الي جواره لا نعرف التعارف الي ان جاء المدرس الذي ينده الأسماء فعندما قال لقمان احمد قسم السيد قال جاري نعم ولما كان الاسم غريبا على كان أول خبر رجعت به من المدرسة ان جاري اسمه لقمان… عزمته وعزمني وتعرفت على أسرته كما فعل… فكانت هذة اول صداقة لي وامضينا ستة سنوات في تلك المرحلة مع ان سنواتها الافتراضية كانت اربع لم نكن شطار ولكننا لم نكن بلداء ولكن كان هناك تسيب إداري فقد صادفنا انتقال المدرسة من مجلسية صغري الى أولية.. نجحنا في الدخول لمدرسة كاب الجداد الوسطى وما ادراك ما المدرسة الوسطى يومها… يجلس للامتحان ستمائة تلميذ فيؤخذ منهم الأربعين الأوائل فقط (برضو يا لقمان تقول لي كنا بلدا؟) ولما كان الناجحون كثر كان يسمى الداخلين في المدرسة المعنية بالفائزين كما جا عند صديق احمد
أن شاء الله يابسام
تتحقق الأحلام
وتظهر نتيجة العام
وتكون من الفائزين
في كاب الجداد الوسطى سكنا في داخلية واحدة لابل في عنبر واحد وبالطبع في فصل واحد طوال المرحلة
وهناك اكتسب لقمان لقب المستر لانه مثل دور خواجة في إحدى مقررات الجغرافيا تسمى (سبل كسب العيش في العالم) كما أنه كان مبرزا في اللغة الإنجليزية وكان استاذنا محمد حسن عجاج الموسيقار المعروف معجبا جدا بلقمان ويصف الإنشاء الانجليزية ال
(Composition) بأنها سينماء كان لقب المستر حكرا على أبناء الدفعة وبعض الأصدقاء… كنا يوما خارج أسوار المدرسة نتبادل الحفظ ومن القصائد المقررة علينا قصيدة الصباح الجديد لابي القاسم الشابي والتي جاء فيها…
لم يعد لي بقاء فوق هذي البقاع
فالوداع يا جبال الهموم
يا هضاب الأسى
يا فجاج الحجيم
لقد جرى زورقي في الخضم العظيم
فقلت للقمان ان شاء الله بعد نضع اخر ورقة في الامتحان وبعد أن نربط شنطنا اقيف في (قيفة الترعة دي) اي ضفة القناة الفرعية هذة… واقبل على المدرسة واقول ابيات الشابي دي…
نسيت الموضوع وبعد أن انتهينا من الامتحان النهائي قال لي لقمان باحلبي ما تنسى حليفتك يلا امشي على الترعة وودع المدرسة بابيات الشابي وانا بمشي معاك.. فعلا ذهبنا إلى الترعة المعنية فاستقبلت المدرسة فغلبني ترديد ابيات الشابي وبالمقابل انهمرت دموعي فقلت له يا لقمان اننا الان نودع أجمل أيام في حياتنا علما وادبا وفكرا وصداقة… أقل حاجة وانا وانت ما حانمشي مدرسة ثانوية واحدة…
وبالفعل صدق حدسي فقد كان لقمان محظوظا الذي التحق بمدرسة الخرطوم الثانوية القديمة التي تجاور داخلبات جامعة الخرطوم… البركس… أما أنا فقد وزعت في مدرسة جديدة بالجزيرة..عدة مدارس أقيمت على انقاض مدرسة وادي سيدنا العريقة التي حولها نميري الي الكلية الحربية…
ونحن في أولى ثانوي زرته في الخرطوم القديمة.. وكانت تلك اول مرة اشوف فيها الخرطوم بالليل وابيت فيها… فاخذني الي سينما الحلفايا ببحري وكانت هذة اول مرة ادخل فيها سينما وكان الفليم اسمه (شي من الخوف) بطولة السندريلا سعاد حسني وفي لقطة من الفليم كانت البطلة في المطار فسالها ضابط الجوازات من جهة القدوم فقالت من الخرطوم فهاجت السينما وماجت وهاك يا صفير َويا تصفيق فاعاد مهندس السينما المشهد ثلاثة مرات وفي كل مرة كانت حرارة الجمهور تزداد وبعد ان استمر الفليم وعم الهدؤ صاح احد الحضور وهو خارج (على الطلاق دا يومي التالت انا بجي بس عشان اسمع كلمة الخرطوم من سعاد حسني) أمانة يا الخرطوم ما كنتي… يا حليلك…
بعد الثانوي التحق لقمان بسلك التدريس وتزوج بعد عام واحد ولكننا اقنعناه وبمساعدة زوجته الكريمة ان يواصل الدراسة العليا فقد كانت درجاته في الكيمياء والانجليزي عالية جدا فالتحق بمعمل استاك وكان في أول دفعة بكالريوس فيه… ثم كان من المؤسسين الاوائل لمختبرات مستشفى سوبا الجامعي وفي مطلع الثمانيات التحق بمختبرات جامعة الملك سعود بالرياض ليمضي أكثر من نصف عمره هناك وفي الاثناء نال درجة الماجستير في علم أمراض الدم وظل هناك الي ان وافته المنية يوم أمس الخميس وسيصلي عليه اليوم الجمعة الرابع من يوليو ٢٠٢٥ وربما في هذة الساعة من كتابة هذا المقال
لقد عاش لقمان حياة مليئة بالعمل والبذل والعطاء كان بارا بأهله كريما على كل معارفه مهتما بشأن القرية كان في طليعة المتصدين للعمل العام خاصة فيما يتعلق بمستشفى القرية
رحل لقمان وقلبه يتفطر على السودان الذي كان غائبا عنه بجسده فقط.. في آخر اجازه له بالسودان ذهبت لوداعه وكان ذلك قبل الحرب الحالية بسنة فحملت معي بعض خيرات الحواشة من كركدي وعدسية وكبكبي والذي منه… فقال لي انه سوف يوزعها كلها عشان الناس ديل يعرفوا انه أرض السودان فيها المافي في الدنيا كلها.. لم اساله عن من هؤلاء الناس…
عندما اجتاح الدعامة الخرطوم والجزيرة فقد لقمان كل املاكه من عربات وامتعة وتم العبث بمنزليه في الخرطوم واللعوتة فقال لي ضاحكا تعرف يا حلبي الحاجات دي نحن اصلا ما جمعناها لروحنا فبالتالي الدعامة ديل يكونوا شفشفوها من غيرنا فالغيرنا ديل ياكلوا نارهم بطريقتهم. ونحن ناخد راحتنا وبالفعل اخذ راحته امس الخميس أثر عملية قلب مفتوح فكان يوما حزينا على كل القرية خاصة معارف لقمان وعارفي فضله.. أسرتي الصغيرة كللها الحزن اتصلت بي زوجتي الحاجة نجاة باكية معزية فموت لقمان أعاد لذاكرتها الاصدقاء الذين رحلوا فعددتهم لي فقلت لها انتي شايفا ان الدور بقي علي
زولك ولا شنو؟
اللهم لا اعتراض على حكمك… لكن اها وبعدين معاك يا سودان الجن هاهو لقمان الذي احبك يموت ويدفن بعيدا عن مضارب الاهل وها نحن نستقبل خبر رحيله وحيدين وبعدين أيضا وليس لنا الا هذا الموبايل نجتر فيه ذكرياتنا ونسكب فيه احزاننا…
صادق تعازينا لكل الاهل والمعارف عامة ولابناء لقمان الدكاترة (رانية واحمد وخولة وايمن) ولزوجته الأستاذة العظيمة الصابرة المكلومة (السرة بت حميدان) كما كان يناديها…
اللهم تقبله عندك قبولا حسنا واجعل قبره روضة من رياض الجنة واجعل البركة في ذريته والهمنا الصبر على فراقه.. ولا حولا ولا قوة الا بالله العلي العظيم
عبد اللطيف البوني
حاطب ليل/٤ يوليو ٢٠٢٥
إنضم لقناة النيلين على واتساب