تمنى المهندس أحمد سمير، وزير الصناعة والتجارة، الخميس،  أن يسفر معرض التجارة البينية الأفريقية 2023، عن إبرام المزيد الاتفاقيات والتعاقدات التي تساهم في زيادة التجارة والصناعة بين دول القارة الأفريقية.

قال سمير خلال افتتاح فعاليات النسخة الثالثة من المعرض الأفريقي للتجارة البينية (IATF2023)، إن مصر حريصة على أن تكون طرفًا رئيسيًا في كل الفعاليات التي تتم في القارة، والتي تساهم في تعزيز التعاون الاقتصادي بين جميع الدول.

تابع وزير الصناعة أن النسخة الحالية من المعرض تأتي في ظل تحديات دولية وإقليمية شديدة الصعوبة منذ وباء كورونا، والذي ما زال يلقي بظلاله على الاقتصاد العالمي بشكل عام والدول الأفريقية بشكل خاص، بالإضافة إلى الظروف الإقليمية الصعبة في ظل الأحداث التي تشهدها المنطقة حاليًا.

أوضح سمير أن ما تناقشه الدورة الحالية للمعرض تتزامن مع انتهاء الخطة العشرية الأولى من خطة التنمية القارية، والتي يستهدف تنفيذها تعزيز مكانة القارة في الاقتصاد العالمي.

تعقد النسخة الثالثة من المعرض الأفريقي للتجارة البينية (IATF2023)، في الفترة من ٩ إلى ١٥ نوفمبر ٢٠٢٣ بأرض مصر للمعارض بالقاهرة الجديدة، وينظمه البنك الأفريقي للتصدير والاستيراد «افريكسيمبنك» بالتعاون مع مفوضية الاتحاد الأفريقي وأمانة اتفاقية منطقة التجارة الحرة الأفريقية.

يمتد المعرض على مدار ٧ أيام، ويضم مشاركين من ٥٧ دولة، من مختلف القطاعات الإنتاجية والاقتصادية التي تتميز بها الدول الأفريقية وتتمتع فيها بمزايا تنافسية وقدرة على التصدير وفتح أسواق جديدة.

المصدر: بوابة الوفد

إقرأ أيضاً:

معارض الكتب.. الكلمة التي تبني وطنا

في زمن تُقاس فيه التحوّلات بالتنمية المادية، وتُقاس فيه النجاحات بعدد المشروعات والمنجزات الملموسة، هناك ما يحدث في كثير من الهدوء وبعيدا عن الضجيج وعن المؤتمرات السياسية والاقتصادية وعن تفاصيل الإنجازات اليومية، لكنه أكثر رسوخا وأبعد أثرا.. إنه بناء الوعي.

ومن بين أكثر أدوات هذا البناء فاعلية وعمقا، يمكن الحديث عن معارض الكتب، الفضاءات التي تبدو ـ للوهلة الأولى ـ أسواقا أو دكاكين للبيع، ولكنها، في عمقها الحقيقي، مؤسسات للنهضة الصامتة، وجبهات مقاومة فكرية في مواجهة التفاهة، وهيمنة الاستهلاك، وتآكل الجوهر في هذا الزمن الرقمي.

ومعرض مسقط الدولي للكتاب، الذي يفتح أبوابه اليوم في دورته التاسعة والعشرين، هو أحد تلك الحالات المجتمعية النادرة التي تراكم فيها الوعي العماني على امتداد أكثر من ثلاثة عقود، وارتسمت عبرها ملامح الأجيال التي قرأت وتناقشت واختلفت وتحاورت بين أروقته وفي قاعات فعالياته.

لقد تحول المعرض، عاما بعد عام، إلى مرآة غير مباشرة لأسئلة المجتمع الكبرى: ما الذي يشغل العمانيين؟ ما نوع المعرفة التي يبحث عنها الشباب؟ كيف تتغير اهتمامات الفئات العمرية المختلفة؟ وفي أي اتجاه تمضي أذواق المجتمع الثقافية؟ هذه الأسئلة لا تُجيب عنها استطلاعات الرأي، وهي غائبة أصلا، بقدر ما تجيب عنها عناوين الكتب التي تم بيعها، وخرائط الزحام أمام دور النشر، وحوارات الزوار في الزوايا والأجنحة.

لكن معرض مسقط الدولي للكتاب الذي يفخر به العمانيون باعتباره أحد أهم معارض الكتب في العالم العربي وباعتباره الحالة الثقافية التي تعكس حقيقة وعمق المجتمع العماني ليس تظاهرة ثقافية آنية، إنه بكثير من المعاني مختبر مجتمعي لقياس الوعي والذائقة العامة، ورصد تحوّلاتها. وفي كل دورة كان المعرض يقدم، دون أن يصرح، مؤشرا سنويا لوعي المجتمع ومسارات الحرية الثقافية عبر مستويات البيع ومستويات التلقي للكتب الفكرية والروائية والأطروحات السياسية والفكر الديني والكتاب النقدي الذي يتجاوز القوالب الجاهزة، وكذلك عبر قياس مستوى تنوع فئات المجتمع الذين يرتادون المعرض.

وما بين عشرات الملايين من الكتب التي انتقلت من أرفف الدور إلى أيدي القرّاء، كانت تتشكل سلسلة ذهبية من الوعي: قارئ يطرح سؤالا، وناشر يستجيب، وكاتب يكتب، ومجتمع ينمو. وبهذه الطريقة تبنى النهضات الثقافية والفكرية الحقيقية والعميقة بعيدا عن الشعارات الكبيرة ولكن بتراكمات صغيرة بفعل القراءة، ثم التأمل، ثم النقد الحقيقي.

وكل من آمن بالكتاب ودافع عن مكانته، وشارك في صناعته أو نشره أو قراءته، كان يضع حجرا مكينا في مسيرة بناء وعي المجتمع العُماني، ذاك الوعي الذي لا يُرى لكنه يُشعر، ويُقاس بمدى قدرة المجتمع على طرح الأسئلة بدلا من استهلاك الأجوبة الجاهزة.

ولذلك فإن الذين سيحتفلون في مركز عمان للمؤتمرات والمعارض صباح اليوم إنما يحتفلون بما صار يمثله المعرض في الوجدان الجمعي من كونه مركزا للمعرفة وساحة للحوار، وفضاء واسعا لأحلام الجميع.. وهذا الفعل أحد أهم أدوات المقاومة في زمن رقمي قاسٍ يستهلكنا أكثر مما يعلّمنا؛ ذلك أن أمة لا تحتفي بكلمة، لا تبني مستقبلا. ومعرض الكتاب ليس احتفالا بالورق، بل احتفاء بالعقل، وبما يجعلنا بشرا في عالم واسع يُصادر فينا إنسانيتنا كل يوم.

مقالات مشابهة

  • العين تستضيف النسخة الأولى لمعرض الخليج للتدريب
  • رزيق يفتتح أشغال اللجنة المتعددة القطاعات المكلفة بتحضير معرض التجارة البينية الإفريقية
  • «طرق دبي»: 43% زيادة مركبات التأجير و33% نمو الشركات
  • حسام هزاع: مشاركة مصر في سوق السفر العربية بدبي يسهم في زيادة التدفقات السياحية
  • معارض الكتب.. الكلمة التي تبني وطنا
  • «غرفة دبي» تنظم 252 اجتماعاً للأعمال في لواندا
  • المالية: الوضع الاقتصادي الراهن يفرض تسريع وتيرة التكامل الأفريقي لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة
  • بمشاركة وزير الزراعة.. ورشة عمل بتركيا حول تعزيز التجارة البينية في المنتجات ‏الزراعية
  • مركز معلومات الوزراء يوثق أجواء أقدم معرض لزهور الربيع بالشرق الأوسط
  • كوريا الجنوبية تبدي تفاؤلاً حيال محادثات التجارة مع أميركا