توصل الممثلون واستوديوهات هوليوود الكبرى، الاربعاء، إلى اتفاق ينهي إضراباً شلّ القطاع السينمائي والتلفزيوني في الولايات المتحدة لأشهر وكلّف الاقتصاد الأميركي المليارات، حسب ما أعلنته نقابة الممثلين (ساغ-أفترا).

وأوضحت النقابة في بيان، أنّ الإضراب سينتهي الخميس عقب التوصّل إلى اتفاق جديد مدته ثلاث سنوات، وتُقدّر قيمته "بأكثر من مليار دولار".

ومن المقرر أن تنشر النقابة تفاصيل الاتفاق خلال الأيام القليلة المقبلة، لكنها أكّدت أنه يتضمّن "تفاصيل مذهلة"، إذ يشير تحديداً إلى زيادة كبيرة في الحد الأدنى للأجور مع توفير ضمانات في ما يتعلق بالذكاء الاصطناعي، وإنشاء "للمرة الأولى" نظام مكافآت خاص بإعادة عرض الأعمال عبر منصات البث التدفقي.

ولكي يستأنف النجوم البارزون والعاملون في القطاع عملهم في مواقع التصوير، يُفترض أن يوافق أعضاء النقابة البالغ عددهم 160 ألفاً من ممثلين وعاملين في مجالات أخرى على الاتفاق الجديد خلال عملية تصويت، وهي خطوة يُنظر إليها على أنها إجراء شكلي.

وكانت المفاوضات بين النقابة والاستوديوهات تجري بصورة شبه يومية خلال الأسبوعين الماضيين، وغالباً ما شارك فيها الرؤساء التنفيذيون لكل من "ديزني" و"نتفليكس" و"وارنر براذرز" و"يونيفرسال".

وكانت الحاجة إلى إنهاء الإضراب ملحة، فإلى جانب قلّة من المشاهير، يعاني الممثلون العاطلون عن العمل صعوبات متزايدة لتغطية نفقاتهم.

وكانت الاستوديوهات أخّرت إصدار أفلام ضخمة مثل "دون: بارت تو" ("Dune: Part Two") والجزء المقبل من "ميشن إمبوسيبل".

ووصف تحالف منتجي الأعمال السينمائية والتلفزيونية (AMPTP) الذي مثل الاستوديوهات في المفاوضات، الاتفاق بأنه "نموذج جديد" للقطاع.

وأوضح في بيان أن الاستوديوهات "تنتظر بفارغ الصبر استئناف العمل على الإنتاجات".

ومرّ القطاع بإضراب تاريخي مزدوج، إذ عندما بدأ الممثلون إضرابهم في منتصف يوليو، كان كتاب السيناريو مضربين منذ مطلع مايو.

ولم تشهد هوليوود أزمة مماثلة منذ العام 1960.

وتُقدّر التكلفة الإجمالية المترتبة عن توقف صناعة السينما في هوليوود في الأشهر الأخيرة بما لا يقل عن ستة مليارات دولار، بحسب أحدث مراجعات للاقتصاديين.

ورحبت رئيسة بلدية لوس أنجلوس كارين باس، بـ"الاتفاق العادل"، مذكّرةً بأن الإضراب طال "ملايين الأشخاص" في البلاد.

وكان الممثلون وكتاب السيناريو يتشاركون الملاحظة نفسها، إذ باستثناء الممثلين النجوم، لم يعد معظمهم قادراً على كسب عيش لائق في عصر البث التدفقي.

وذلك لا يعود فقط إلى أن المنصات باتت تنتج مسلسلات بعدد حلقات أقل بكثير في كل موسم، مقارنة بالأعمال التي تُعرض عبر التلفزيون، ولكن أيضاً لأن نتفليكس وغيرها من المنصات خفضت بشكل كبير المبالغ التي يتلقاها الممثلون عن كل مرة يُعاد فيها عرض عمل ما.

وعلى عكس الأعمال التلفزيونية التي يمكن مكافأة الممثل عن إعادة عرضها بمبلغ يتوافق مع نسبة المشاهدين، اعتُمد في البث التدفقي مبدأ المبلغ المقطوع بغض النظر عن شعبية العمل المُعاد عرضه.

الذكاء الاصطناعي

توصلت الاستوديوهات إلى اتفاق مع كتاب السيناريو في نهاية في سبتمبر؛ ومنذ ذلك الوقت، استأنف معظمهم العمل فيما استمرّت المفاوضات مع الممثلين.

وبحسب الصحافة المتخصصة، يتضمّن الاتفاق مع الممثلين زيادة في الحد الأدنى للأجور بنحو 8 بالمئة مقارنة باتفاق سابق، مما يشكل أعلى زيادة على الرواتب تُقرّ منذ عقود، رغم أنها أقل ممّا طلبه الممثلون في الأساس.

وعلى صعيد البث التدفقي، سيتم وضع نظام مكافآت للممثلين الذين يؤدون أدواراً في مسلسلات أو أفلام ناجحة.

وكان ضبط الذكاء الاصطناعي من المسائل البارزة الأخرى في المحادثات، وتحديداً في المرحلة الأخيرة منها.

وأبدى الممثلون خشيتهم من أن تستخدم الاستوديوهات هذه التكنولوجيا لاستنساخ أصواتهم وصورهم، وتستعملها وقت تشاء من دون دفع مبالغ لهم لقاء ذلك أو حتى الحصول على موافقتهم.

المصدر: سكاي نيوز عربية

كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات البث التدفقي ديزني نتفليكس وارنر براذرز يونيفرسال هوليوود لوس أنجلوس الذكاء الاصطناعي هوليوود نجوم هوليوود أزمة هوليوود أفلام هوليوود البث التدفقي ديزني نتفليكس وارنر براذرز يونيفرسال هوليوود لوس أنجلوس الذكاء الاصطناعي أخبار أميركا

إقرأ أيضاً:

الرئيس الإيراني يعلن استعداد بلاده لاستئناف العمل بالاتفاق النووي مع الدول الأوروبية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

في ختام زيارته التي استمرت ثلاثة أيام إلى نيويورك، أعلن الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، أن المناقشات بشأن الاتفاق النووي مع الدول الأوروبية ستتم إعادة النظر فيها قريبًا. 

وقال بزشكيان للصحفيين المحليين في مطار طهران يوم الخميس: "لقد تقرر أيضًا عقد اجتماع في أوروبا. ناقشنا خطة العمل الشاملة المشتركة. لقد عبرنا عن مخاوفنا لأوروبا، وتم الاتفاق على أن وزراء الخارجية سيراجعون هذه المسألة مرة أخرى".

كما استغرق الرئيس الإيراني لحظة لإلقاء اللوم على الولايات المتحدة لـ "تمزيق" الاتفاق - مدعيًا أن معظم القادة الأوروبيين كانوا "منزعجين منه".

وكانت خطة العمل الشاملة المشتركة، التي تم توقيعها في عام 2015 بين إيران والقوى العالمية، تسعى إلى الحد من الأنشطة النووية الإيرانية مقابل تخفيف العقوبات. 

ومع ذلك، في عام 2018، انسحب الرئيس الأمريكي آنذاك دونالد ترامب من الاتفاق، مشيرًا إلى مخاوف من أنه لم يتناول برنامج الصواريخ الإيراني. 

كما بدا أن بيزيشكيان يؤكد على هدف الدولة الإيرانية في حل القضية النووية من خلال الحوار. 

وقد شهدت محاولات إحياء الاتفاق على مر السنين محادثات غير مباشرة، حيث غالبًا ما يتوسط الدبلوماسيون الأوروبيون بين المسؤولين الأميركيين والإيرانيين، على الرغم من فشل هذه الجهود إلى حد كبير. 

في أغسطس، أعلن وزير الخارجية الإيراني أن خطة العمل الشاملة المشتركة "خارج الإحياء"، قائلًا: "في ظل الحكومة الجديدة، لا ينصب تركيزنا على استعادة الاتفاق النووي ولكن على رفع العقوبات". 

وعلى الرغم من هذا، أبدى الرئيس بيزيشكيان رغبته في إعادة التواصل مع القوى الغربية، وتعهد بالعمل على إحياء الاتفاق ورفع العقوبات المفروضة بعد الانسحاب الأمريكي.

وفتح المرشد الأعلى للبلاد، علي خامنئي، الباب أمام محادثات مستقبلية في أغسطس. 

في مؤتمره الصحفي الأول في طهران، أكد بيزيشكيان أن إيران لا تسعى إلى امتلاك أسلحة نووية ولكنها تركز بدلًا من ذلك على تلبية احتياجاتها العلمية والتقنية. 

ومع ذلك، لا تزال الشكوك قائمة بشأن مستقبل الاتفاق. قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يوم الاثنين إنه لا يعتقد أن أي مقترحات جديدة يمكن أن تحيي الاتفاق النووي في المستقبل القريب. 

وفي حديثه لإذاعة فرانس إنتر، حذر ماكرون، "ما زلت حذرًا للغاية. لا أعتقد أنه ستكون هناك مقترحات جديدة الآن لإنقاذ الاتفاق النووي". 

وأضاف أن الوضع السياسي في إيران، حيث اندلعت الاحتجاجات على نطاق واسع، "غير الوضع كثيرًا" وأضعف فرص التوصل إلى اتفاق جديد. 

كما أعربت القوى الغربية عن مخاوفها بشأن آثار اليورانيوم التي عُثر عليها في ثلاثة مواقع في إيران. 

وفي الأسبوع الماضي، أكدت القوى الغربية أن من "الضروري والعاجل" أن تقدم إيران تفسيرات، ووافقت إيران على زيارة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية هذا الشهر لمعالجة هذه المخاوف. 

ومع ذلك، فإن هناك قضية أخرى لم تُحل تتعلق برفض إيران السماح لعدة مفتشين من الأمم المتحدة بالوصول إلى مواقعها النووية. 

في يونيو، أقر مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية المكون من 35 دولة قرارًا يدعو إيران إلى زيادة التعاون وإلغاء حظرها لهؤلاء المفتشين، والذي يُشار إليه تقنيًا باسم "إلغاء التصنيف". 

وعلى الرغم من ذلك، أكد رافائيل جروسي، رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في مقابلة أجريت معه مؤخرًا أن حكومة إيران رفضت رفع الحظر. 

وقال جروسي: "لن يفعلوا ذلك. وكما قلت لأحد زملائك، فقد أبحرت هذه السفينة". 

وفي الوقت نفسه، أشار المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض في يوليو إلى أن إدارة بايدن ليست مستعدة لاستئناف المفاوضات النووية مع إيران في ظل إدارتها الجديدة. 

وفي مقابلة مع صحيفة انتخاب الصادرة في طهران، أعرب خبير العلاقات الدولية رحمن قهرمانبور عن وجهة نظر دقيقة بشأن آفاق المفاوضات مع الولايات المتحدة. 

وأشار إلى أن "فرص إجراء مفاوضات مفتوحة ومباشرة وشاملة مع الولايات المتحدة ضئيلة في الوقت الحاضر، لكن هذا لا يعني أن المفاوضات لن تحدث". 

وأضاف قهرمانبور أن الجانبين يبدو أنهما اتفقا على الانخراط في مناقشات بشأن القضية النووية على مستوى أدنى، مع ظهور آمال في بيئة أكثر ملاءمة بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية.

مقالات مشابهة

  • الأمن النيابية:القوات الأمريكية لن تخرج من العراق إلا بقوة السلاح
  • بدء العمل بالشريحة الأساسية للأطباء
  • تكالة والمشري يعلنان موافقة مجلس الدولة على اتفاق المركزي
  • مجلس النواب يصوّت بالإجماع على اتفاق المركزي
  • العرفي: الاتفاق حول المناصب السيادية سيساهم في عودة إنتاج النفط وتحريك عجلة الإعمار
  • رئاسي ليبيا يشترط النصاب القانوني لاعتماد اتفاق المركزي.. هل ينجح البرلمان؟
  • الرئيس الإيراني يعلن استعداد بلاده لاستئناف العمل بالاتفاق النووي مع الدول الأوروبية
  • اتفاق المركزي.. “توجه عام” بمجلس الدولة لقبوله، فهل يمر؟
  • الصول: مجلس النواب سيعتمد اتفاق حل أزمة المصرف المركزي
  • البكوش: الاستعجال والخروج بإتفاق المركزي غير الناضج سيسبب مشاكل أكبر وحالة من الندم