الطائرة الأمريكية .. من أين أقلعت ولماذا أسقطتها صنعاء وما علاقتها بحرب غزة ؟
تاريخ النشر: 9th, November 2023 GMT
YNP / إبراهيم القانص -
أعلنت صنعاء، أمس الأربعاء، عن إسقاط طائرة أمريكية تجسسية في أجواء المياه الإقليمية اليمنية، مشيرةً إلى أن الطائرة حديثة ومتطورة.
المتحدث الرسمي باسم قوات صنعاء، العميد يحيى سريع، أعلن المتحدث الرسمي باسم قوات صنعاء العميد يحيى سريع، الأربعاء، عن إسقاط مقاتلة أمريكية في أجواء المياه اليمنية.
وقال العميد يحيى سريع في بيان: "دفاعاتنا الجوية أسقطت طائرة أمريكية من نوع MQ9 أثناء قيامها بأعمال عدائية في أجواء المياه اليمنية ضمن الدعم العسكري الأمريكي للكيان الإسرائيلي"، ولم يكشف سريع عن نوعية السلاح الذي أسقط الطائرة، لكنه أكد أن العملية تأتي في إطار ما وصفه بالحق المشروع في الدفاع عن البلاد والتصدي لكل التهديدات المعادية، مضيفاً أن تلك التهديدات لن تثنيهم عن الاستمرار في استهداف الكيان الإسرائيلي دعماً ونصرةً لمظلومية الشعب الفلسطيني، حسب تعبيره.
عملية إسقاط الطائرة الأمريكية التجسسية تأتي عقب سلسلة من الهجمات الصاروخية، نفذتها قوات صنعاء مستهدفةً مواقع عسكرية إسرائيلية، في إعلانها رسمياً التضامن الكامل مع الفلسطينيين ودخولها خط المواجهة مع الكيان الإسرائيلي منذ الأيام الأولى لمعركة "طوفان الأقصى"، التي بدأتها حركة حماس في السابع من أكتوبر ضد مواقع جيش الكيان ومستوطنات الإسرائيليين، الأمر الذي يجعل لعملية إسقاط الطائرة أبعاداً ودلالات تتعلق بمدى ما وصلت إليه قوات صنعاء من مستويات دفاعية وهجومية متقدمة، وما تزامن معها من حرص الولايات المتحدة على منع أي هجوم على إسرائيل من جهة صنعاء، باعتبار واشنطن الداعم الرسمي الأكبر لإسرائيل في حربها على قطاع غزة بفلسطين المحتلة، وفق مراقبين.
مسؤول عسكري في صنعاء، كشف أبعاداً مهمة لعملية إسقاط طائرة الاستطلاع الأمريكية المتطورة فوق أجواء المياه الإقليمية اليمنية، في سياق المعركة مع الكيان الإسرائيلي.
وقال نائب مدير دائرة التوجيه المعنوي التابعة لوزارة الدفاع في صنعاء، العميد عبدالله بن عامر، ان إسقاط طائرة أمريكية من هذا النوع المعلن عنه أمر جديد، وله أهميته الكبيرة على صعيد المعركة مع إسرائيل/ موضحاً أن الهدف من تحليق الطائرة الأمريكية التجسسية في أجواء المياه الإقليمية اليمنية رصد وتتبع الصواريخ والمسيّرات المنطلقة من اليمن باتجاه إسرائيل، مضيفاً أن إسقاط الطائرة وبالسلاح المناسب رسالة مهمة جداً يفهمها الأمريكي والإسرائيلي والأدوات العربية، في إشارة ضمنية إلى التحركات الأمريكية الساعية إلى تحشيد الفصائل اليمنية المسلحة التابعة للتحالف الذي تقوده السعودية من أجل التصعيد العسكري ضد قوات صنعاء، لمنع هجماتها ضد جيش الاحتلال تضامناً مع الفلسطينيين، وهو ما ألمحت إليه الولايات المتحدة في أكثر من مقام، لثني صنعاء عن مناهضة الكيان الإسرائيلي.
الباحث في الشؤون العسكرية، العميد عبدالله بن عامر، أشار في سلسلة تدوينات على منصة إكس، إلى أن الولايات المتحدة هي المشغل الرئيس للطائرة ولا تسمح بوصولها إلى يد أدواتها في المنطقة، لافتاً إلى أن "الأمر لا يتعلق بإسقاط طائرة، فهذا الحدث له ما بعده على صعيد النتائج المتوقعة فيما يتعلق بالعمليات العسكرية، من إطلاق وتجاوز للعوائق ووصول إلى الأهداف".
وأشار إلى أن إسقاط الطائرة التجسسية يأتي في إطار حرب تجسسية، ويثبت وجود حاملة طائرات أمريكية في البحر الأحمر وكذلك مجموعة برمائية، مضيفاً أن مسئولاً دفاعياً صرح لـ USNI News مساء الأربعاء بأن مجموعة دوايت دي أيزنهاور الحاملة للطائرات موجودة في البحر الأحمر، لكنها لم تكن قريبة من الاشتباك. وتوجد مجموعة "باتان" البرمائية الجاهزة أيضاً في البحر الأحمر ولكن في الجزء الشمالي، وفقًا لموقع USNI News Fleet Tracker.
وأوضح عامر أن حاملة الطائرات موجودة في البحر الأحمر ضمن مهمة الدفاع عن إسرائيل، وأن الاخبار الواردة من واشنطن تشير إلى أن البنتاغون لا يزال يقيّم الحادث، وأن من صرح ببعض المعلومات لوسائل الإعلام يشترط عدم الكشف عن هويته أو اسمه، مرجحاً أن ذلك يؤكد رغبة الأمريكي في عدم الكشف عن معلومات ما جرى، حتى أن الاعتراف الأمريكي اقتصر فقط على ما كشفته صنعاء.
وكانت الولايات المتحدة نفت إسقاط قوات صنعاء طائرتها التجسسية، ولم تعترف إلا بعد ما نشرت صنعاء مشاهد لعملية الإسقاط، وهو ما تحدث عنه العميد عبدالله بن عامر، ساخراً بقوله: "الأمريكي وبعد نفيه إسقاط الطائرة التجسسية، تحدث في وسائل إعلامه أن اليمن استخدم صاروخ SA6 في إسقاط طائرة MQ9 وقال إن قيمة هذه الطائرة تبلغ 32 مليون دولار، كما تحدث عن أهميتها ومكان إسقاطها"، مختتماً سخريته بالقول: "حبل الكذب الأمريكي قصير وقصير جداً".
وأكد أن الولايات المتحدة الأمريكية تلقت، أمس الأربعاء، ضربتين من اليمن، الأولى إسقاط الطائرة التجسسية، والثانية ضربة إعلامية بكشف كذبها أمام الرأي العام العالمي، كونها نفت في البداية، ثم وبعد بث المشاهد أقرت واعترفت، لافتاً إلى أن التحرك العسكري الأمريكي في هذه الأثناء مؤشر على تصعيد عسكري، مؤكداً أن التصعيد سيؤدي إلى تصعيد وردود أكبر، منوهاً بأن الحل الوحيد لتلافي توسُّع المعركة هو دفع إسرائيل إلى وقف عدوانها على غزة.
في السياق، تحدث عامر عن بعض التفاصيل المتعلقة بالطائرة الأمريكية، ملمحاً إلى أن "الطائرة كانت مرتبطة بشيء ما عرض البحر، تم قطع الاتصال- الارتباط- تم إسقاطها، وهذا يعني أن الأمريكي لن يخسر طائرة أخرى يمكن إسقاطها بالسلاح المناسب نفسه، ولهذا يمكن القول إن هناك تحييداً واضحاً لهذا السلاح الخطير، أي لهذا النوع من الطائرات، وأما بقية أدوات التجسس والرصد فلم تنجح حتى اللحظة في الوصول إلى ما يريده الأمريكي"، وتابع قائلاً: "هناك مسافات.. والأمريكي يحسب حساب الثانية والدقيقة لحماية الكيان الإسرائيلي، عامل الزمن مهم، الأمريكي يريد الوصول إلى الصواريخ والمسيرات ولا تزال في أجوائنا لأنه يخسر أكثر عندما تتجاوز منتصف البحر الأحمر، كما أنه لا يريد أن تصل الصواريخ والمسيرات ليصبح الإسرائيلي في مواجهة معها من خلال منظوماته الاعتراضية، خصوصاً أنه يدرك أن المنظومات الإسرائيلية لا يمكن أن تعمل بشكل كامل ومضمون 100% والإسرائيلي قبل أيام اعترف بذلك، في إشارة إلى صواريخ القبة الحديدية التي سقطت على مستوطنات إسرائيلية بعد فشلها في اعتراض صواريخ أطلقت من غزة.
المصدر: البوابة الإخبارية اليمنية
كلمات دلالية: الکیان الإسرائیلی الطائرة الأمریکیة الولایات المتحدة طائرة الأمریکیة فی أجواء المیاه فی البحر الأحمر إسقاط الطائرة إسقاط طائرة قوات صنعاء إلى أن
إقرأ أيضاً:
خطاب قائد الثورة.. نصر السيادة وكسر الهيمنة الأمريكية
جاء خطاب قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي في الذكرى السنوية لهروب المارينز الأمريكي من صنعاء ليؤكد على معاني النصر والسيادة الوطنية، واضعًا الأحداث في سياقها التاريخي والسياسي، مع إبراز أبعاد هذا الانتصار وتداعياته على المستوى الوطني والإقليمي.
وصف قائد الثورة انسحاب القوات الأمريكية من صنعاء بأنه «هروب مذل»، معتبرًا ذلك دليلًا على فشل المشروع الأمريكي في فرض هيمنته على اليمن. وأكد أن هذا الانسحاب لم يكن مجرد انسحاب عادي، بل كان نتيجة مباشرة لثورة 21 سبتمبر، التي أسقطت الوصاية الأجنبية وأعادت القرار السيادي إلى الشعب اليمني. موضحاً أن الاستقلال عن النفوذ الأمريكي لم يكن خياراً سياسياً فحسب، بل كان ضرورة لحفظ كرامة اليمنيين، إذ لا يمكن لأي شعب أن يكون حراً وهو تحت السيطرة الأمريكية.
كما كشف السيد الحوثي عن السياسات الأمريكية التخريبية قبل ثورة 21 سبتمبر، والتي شملت التحكم في القرار السياسي، التدخل في المؤسسات السيادية، وإضعاف البلاد عسكرياً واقتصادياً، مؤكداً أن واشنطن كانت تسعى إلى خلق الأزمات لإبقاء اليمن تحت سيطرتها، بما في ذلك الترويج للفساد الأخلاقي والانحرافات القيمية بهدف طمس الهوية الإيمانية للشعب اليمني.
كما شدد على أن أحد أهداف واشنطن كان تحويل اليمن إلى قاعدة عسكرية دائمة، ولكن صمود الشعب أسقط هذه المؤامرات، مما دفع الأمريكيين إلى الهروب من صنعاء وترك عملائهم لمواجهة مصيرهم وحدهم، وربط قائد الثورة بين ما حدث في اليمن وما يجري في بقية الدول الإسلامية والعربية..
وأشار إلى أن أمريكا تنتهج سياسات مماثلة في جميع البلدان التي تحاول السيطرة عليها.. مؤكداً أن المواجهة ليست خاصة باليمن فقط، بل هي جزء من معركة تحرير الشعوب من الهيمنة الأمريكية والصهيونية.
وفي سياق الدعم العملي لفلسطين، أكد قائد الثورة -يحفظه الله- أن صنعاء لم تكتفِ بالشعارات، بل أصبحت قوة مؤثرة في البحر الأحمر، تفرض معادلة جديدة تجعل الاحتلال الإسرائيلي ومحاصري غزة في موقف دفاعي غير مسبوق.
ولطالما كان باب المندب ممراً آمناً للأساطيل الأمريكية، لكنه أصبح اليوم رمزاً لصفعة مدوية لواشنطن وحلفائها، السفن الحربية التي كانت تسرح وتمرح في المياه اليمنية، باتت تبحث عن ممرات بديلة، وكأنها مجموعة من اللصوص المحاصرين. هذا التحول لم يكن مجرد نجاح تكتيكي، بل هو انتصار استراتيجي يعيد رسم خارطة النفوذ البحري في المنطقة.
كما أصبحت صنعاء رمزاً عالمياً للصمود والمقاومة، وعقدة نفسية للمارينز الأمريكي، بعد أن تحولت إلى مقبرة للمشاريع الاستعمارية، فمن كان يظن أن القوات الأمريكية، التي اعتادت فرض سطوتها على العواصم العربية، ستُجبر على الهروب من صنعاء تحت جنح الظلام، تمامًا كما يحدث للطغاة في نهاية المطاف؟
لم يكن الأمريكيون بحاجة إلى تقارير استخباراتية ليعرفوا أن مشروعهم في اليمن قد فشل، لكنهم تجاهلوا حقيقة أن اليمنيين لا يقبلون أن يكونوا بيادق في رقعة شطرنج استعمارية.. فماذا تبقى لهم؟ جواسيس متخفّون سرعان ما انكشفوا، ومحاولات يائسة لإعادة ترتيب الأوراق، لكنها جميعًا باءت بالفشل.
واشنطن اليوم لا تبحث عن انتصار، بل عن «خروج مشرّف»، ولكن أين الشرف في الهروب؟ كيف يمكنها أن تخرج من اليمن دون أن يتكرر سيناريو فيتنام أو أفغانستان؟ الحقيقة أن صنعاء لم تترك لهم مجالًا للمناورة.. انتهى زمن اللعب على الحبال، ولم يعد لأمريكا سوى الاعتراف بفشلها والانسحاب من المشهد دون أمل في العودة.
لقد حاولت واشنطن إخضاع صنعاء بكل الوسائل، لكنها اصطدمت بجدار من الصمود اليمني، فصنعاء ليست مجرد عاصمة سياسية، بل هي مدرسة في النضال والاستقلال. لم تُبَع، لم تُشترَ، ولم تخضع، ومن يظن أنه قادر على فرض هيمنته عليها، فليتعلّم من تجربة المارينز الأمريكي: «الهروب هو أقصى ما يمكن أن تحصل عليه عندما تواجه عاصمةً حرةً تقود مشروع استقلال الأمة».
وفي النهاية، تبقى صنعاء شامخة، ويبقى أعداؤها يبحثون عن مخرج لا وجود له.