المناطق_واس

يعود تاريخ العلاقات السعودية الأفريقية لعقود طويلة، تنوعت فيها صور الروابط والتلاقي في جوانب مختلفة، مليئة بالمواقف المشهودة سياسيًا واقتصاديًا وثقافيًا.

 

أخبار قد تهمك رئيس جمهورية ملاوي يصل الرياض وفي مقدمة مستقبليه سمو نائب أمير المنطقة 9 نوفمبر 2023 - 8:05 صباحًا

وتوثيقًا للعلاقات بين المملكة مع دول القارة الأفريقية نظرًا لأهميتها الجيوسياسية، تأسست 16 لجنة مشتركة ومجلسي تنسيق و7 مجالس أعمال، إضافة إلى إبرام أكثر من 250 اتفاقية تعاون في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتنموية.

 

وتؤدي المملكة دورًا محوريًا في مساندة الجهود الدولية والإقليمية الرامية لإرساء دعائم الأمن والاستقرار وحل النزاعات ومحاربة الجماعات الإرهابية والتطرف وتحسين القدرات الأمنية للدول الأفريقية.

 

واستشعارًا للمسؤولية تجاه الدول العربية والأفريقية، وحرصًا على مصالح شعوبها، دعم صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظه الله- الجهود الدولية والإقليمية الرامية لإرساء دعائم الأمن والاستقرار وحل النزاعات في القارة الأفريقية، مما أثمر عنها توقيع اتفاق جدة التاريخي للسلام بين إثيوبيا وإرتريا).

 

كما أثمر الدعم عن استئناف المحادثات بين طرفي النزاع في السودان، بجدة، بهدف الوصول لاتفاق سياسي يحقق الأمن، والاستقرار، والازدهار للسودان وشعبه الشقيق، حيث استضافت المملكة في جدة مايو 2023م، ممثلين عن القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم، وقد حثّت المملكة والولايات المتحدة الأمريكية الطرفين على الانخراط بجدية في المحادثات وذلك لتحقيق وقف فعال قصير المدى لإطلاق النار، والعمل على تسهيل وصول المساعدات الإنسانية الطارئة، واستعادة الخدمات الأساسية، ووضع جدول زمني لمفاوضات موسعة للوصول لوقف دائم للأعمال العدائية.

 

وحرصًا على استقرار الدول الأفريقية، أعربت المملكة عن بالغ القلق حول تطورات الأحداث الجارية في جمهورية النيجر وجمهورية الجابون، وتداعياتها على أمن القارة الأفريقية والسلام العالمي، داعية الجميع إلى تغليب صوت العقل والحكمة والمصالح الوطنية العليا، كما تؤكد حرصها الحفاظ على مصالح الشعب الليبي الشقيق وعلى مكتسباته الوطنية، وتحقيق الأمن والاستقرار والتنمية في ليبيا.

 

ولدور المملكة المحوري في دفع عجلة التنمية والاقتصاد في الدول الأفريقية، وحرصًا من رئيس مجلس الوزراء -حفظه الله- على دعم اقتصاد دول القارة الأفريقية، أطلق صندوق الاستثمارات العامة في المملكة عدداً من المشاريع والأنشطة الاستثمارية في الدول الأفريقية في قطاعات (الطاقة، والتعدين، والاتصالات، والأغذية، وغيرها) بإجمالي 15 مليار ريال سعودي، مؤكدًا حرص سموه على أهمية الاستمرار في البحث عن فرص جديدة للاستثمار في القارة الأفريقية سواء بشكل مباشر أو غير مباشر.

 

وبرز اهتمام المملكة البالغ بمستقبل القارة الأفريقية ودولها وشعوبها، من خلال مشاركة صاحب السمو ولي العهد -حفظه الله- في قمة مواجهة تحدي نقص تمويل أفريقيا التي اُقيمت في باريس 2021م.

 

وللمملكة والدول الأفريقية علاقات اقتصادية بلغ حجم تبادلها التجاري للعام 2023، (74,735) مليار ريال سعودي، مثلت الصادرات منها 53,071 مليار ريال، وشملت (منتجات معدنية، لدائن ومصنوعاتها، أسمدة، منتجات كيماوية عضوية، منتجات كيماوية غير عضوية) فيما بلغت الواردات 21,664 مليار ريال. وشملت (منتجات معدنية، نحاس ومصنوعاته، حيوانات حية، فواكه، بن وشاي وبهارات وتوابل).
ونظرًا لاهتمام المملكة الخاص بالقارة الأفريقية، بلغ إجمالي استثماراتها فيها خلال الأعوام العشر الأخيرة 49.5 مليار ريال، ووصل عدد الشركات السعودية العاملة هناك 47 شركة تعمل في مجالات (الطاقة المتجددة، والمأكولات والمشروبات، وخدمات الأعمال، والخدمات المالية، والمنتجات الاستهلاكية).

 

ودعمًا للدول الأفريقية، أسهمت جهود رئيس مجلس الوزراء -حفظه الله- خلال رئاسة المملكة لمجموعة العشرين عام 2020م في إطلاق: مبادرة مجموعة العشرين لتعليق مدفوعات خدمة الدين، ومبادرة إطار العمل المشترك لمعالجة الديون، حيث وفرت المبادرتان سيولة عاجلة لـ73 دولة من الدول الأشد فقراً من ضمنها 38 دولة أفريقية حصلت على أكثر من 5 مليارات دولار.

 

وانطلاقًا من دور المملكة الفاعل والريادي في الإسهام لتحقيق الاستدامة التنموية الشاملة، شكل دعم الصندوق السعودي للتنمية، لقارة أفريقيا، حوالي 57.06% من إجمالي نشاطه الإنمائي حول العالم، حيث قدّم منذ مزاولة نشاطه الإنمائي دعمه إلى 46 دولة نامية في قارة أفريقيا؛ من خلال تمويل (413) مشروعًا وبرنامجًا تنمويًا، لدعم القطاعات الإنمائية عبر القروض التنموية الميسّرة بقيمة إجمالية تقدّر بحوالي (40113.81) مليون ريال.

 

وتمثلت القطاعات التنموية التي يموّلها الصندوق في مشروعاته وبرامجه الإنمائية في الدول المستفيدة: النقل والاتصالات ويشمل: (الطرق والموانئ البحرية والسكك الحديدية والمطارات)، البنية الاجتماعية ويشمل (التعليم والصحة والمياه والصرف الصحي والإسكان والتنمية الحضرية)، الزراعة، الطاقة، الصناعة والتعدين، بالإضافة إلى المنظمات الدولية.

 

وفي إطار مساعداتها الإنسانية والإغاثية لدول القارة الأفريقية، نفذت المملكة بتوجيهات ومتابعة من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد -حفظهما الله- عمليات إجلاء إنسانية لـ 8455 من المواطنين، ومن رعايا الدول الشقيقة والصديقة من جمهورية السودان حفاظاً على أرواحهم من تبعات النزاع المسلح الذي يشهده السودان.

 

وانبثاقًا من دورها الإنساني، بلغت قيمة المساعدات السعودية المقدمة لـ 54 دولة في القارة الأفريقية حسب إحصاءات مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية (45,333,508,756) دولارًا، فيما بلغ عدد المشاريع المنفذة 1884 مشروعًا، تمثلت في المساعدات التنموية، والإنسانية التطوعية، والخيرية، ومساعدات إنسانية عامة.

 

وشملت المساعدات السعودية (التعليم، الصحة، الأمن الغذائي والزراعي، المياه والإصحاح البيئي، التغذية، الخدمات اللوجستية، الإيواء والمواد غير الغذائية، الأمن والحماية، التعافي المبكر، دعم وتنسيق العمليات الإنسانية، وفي قطاعات متعددة).

 

وتمثلت المساعدات في قطاعات (الصناعة والتعدين والموارد المعدنية، دعم البرامج العامة، دعم الميزانيات، النقل والتخزين، الزراعة والغابات والأسماك، المياه والإصحاح البيئي، الطاقة، التعليم، والصحة، إضافة إلى قطاعات أخرى متعددة).

 

كما قدم مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية 100 مليون دولار أمريكي لصندوق العيش والمعيشة، والذي يعمل في (أوغندا، السنغال، السودان، الصومال، موزمبيق، النيجر، بنين، بوركينا فاسو، تشاد، توغو، جزر القمر‎‎، جيبوتي، سيراليون، غامبيا، غينيا بيساو، الكاميرون، كوت ديفوار، مالي ,نيجيريا، غينيا، موريتانيا، المغرب).

 

واستكمالًا للأعمال الإغاثية والإنسانية، وجهت القيادة الرشيدة بتقديم مساعدات غذائية وإيوائية لإغاثة المتضررين من الفيضانات التي شهدتها ليبيا، وقادت المملكة خلال رئاستها لمجموعة العشرين عام 2020م، الجهود الدولية الرامية لضمان التوزيع العالمي السريع والعادل للقاحات وخاصة في الدول المنخفضة الدخل في أفريقيا من خلال إطلاق مبادرة تسريع إتاحة أدوات مكافحة فيروس كورونا، حيث كانت المملكة من أكبر الدول الداعمة والمتبرعة لهذه المبادرة.

 

وحرصًا على العلاقات الثقافية بين الجانبين ، وبناء على إحصائيات وزارة التعليم، بلغ عدد المبتعثين السعوديين والسعوديات الدارسين في الجامعات الأفريقية (3956 طالباً وطالبة)؛ فيما تستضيف 23 جامعة حكومية سعودية 2795 طالبًا وطالبة يمثلون 49 دولة أفريقية.

 

وتأكيد على العلاقات الوطيدة بين المملكة والدول الأفريقية، دعمت عدد من الدول الأفريقية طلب المملكة العربية السعودية لاستضافة معرض إكسبو في مدينة الرياض عام 2030.

 

وللحد من آثار التغير المناخي ومصادر انبعاث الغازات الأكثر تأثيراً في الغلاف الجوي، أطلق سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء-حفظه الله- عدداً من المبادرات ومنها مبادرة الشرق الأوسط الأخضر التي تشمل العديد من الدول الأفريقية وتهدف لزرع أكثر من 50 مليار شجرة وتخفيض أكثر من 10% من الانبعاثات الكربونية في العالم.

 

وتتطلع المملكة لأن تعزز (القمة السعودية الأفريقية الأولى) والتي ستعقد غدًا في الرياض، الجهود الدولية الرامية لإيجاد حلول مبتكرة تساعد دول القارة الأفريقية على استغلال ثرواتها ومقدراتها الذاتية، بما يُعظم الأثر الإيجابي لاستثمارات المملكة ومشاريعها التنموية في الدول الأفريقية على اقتصاد ومجتمعات هذه الدول، ويسهم في خفض نسبة البطالة والفقر، وتعزيز شراكة المملكة والدول العربية مع دول القارة الأفريقية.

 

وتعكس هذه الاستضافة حرص خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء – حفظهما الله – على تطوير شراكات المملكة الدولية، بما يخدم أهدافها السياسية والاقتصادية والتنموية، ويسهم في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030، حيث تسعى المملكة إلى تعزيز العلاقات مع دول القارة الأفريقية ونقلها إلى آفاق ارحب والتأسيس لشراكة مثمرة في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتنموية.

 

وتأتي هذه القمة امتداداً لاستضافة المملكة هذا العام لقمم واجتماعات وزارية مع عدد من التكتلات الدولية، منها القمة الخليجية مع دول آسيا الوسطى، والقمة الخليجية مع رابطة دول الآسيان، والاجتماع الوزاري العربي مع دول الباسفيك، أسهمت في إبراز دور المملكة القيادي على المستويين الإقليمي والدولي.

المصدر: صحيفة المناطق السعودية

كلمات دلالية: القمة السعودية الأفريقية دول القارة الأفریقیة رئیس مجلس الوزراء الدول الأفریقیة الجهود الدولیة ملیار ریال ولی العهد حفظه الله فی الدول أکثر من مع دول وحرص ا

إقرأ أيضاً:

السعودية بوصلة الاستقرار العالمي (1-3)

أصبحت المملكة بجدارة واقتدار، وجهة عالمية للتوسط في حل النزاعات بين الدول، وفي العامين الماضيين نجح قائدنا الملهم سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود – حفظه الله -، في التوصل إلى تقريب وجهات النظر مع أطراف النزاعات ، واستضاف الرئيس الأوكراني في قمة جامعة الدول العربية، وشارك في المفاوضات بشأن الحرب في السودان، وقطاع غزة، كما حافظت المملكة على علاقات فريدة ومتميزة مع روسيا، بينما فرضت الدول الغربية عقوبات عليها، وقد أعاد هذا التأكيد على الدور الذي طالما اعتبرت المملكة نفسها تلعبه، كونها زعيمة العالم الإسلامي ، وقوة مهيمنة يعمل لها ألف حساب، وحظيت الأنباء الخاصة عن دور المملكة الرائد في المساعدة على إنهاء الحروب والنزاعات الإقليمية والدولية، وتحقيق الاستقرار العالمي، على اهتمام سكان المعمورة قاطبة، وبصفة خاصة الحرب التي أنهكت الاقتصاد العالمي، وحصدت الأخضر واليابس، وعشرات الآلاف من القتلى، ألا وهي الحرب الروسية الأوكرانية، وقد عكست استضافة المملكة مباحثات أوكرانية – أمريكية، تقدير القيادتين الأمريكية والأوكرانية لجهودها، حيث تحظى بمكانة مرموقة وتقدير كبيرين لدى جميع أطراف النزاعات، ويرسخ هذا الدور نظرة العالم للمملكة على مستوى الأحداث الكبرى، كقوة إقليمية ذات تأثير عالمي ، وأضحت مملكتنا الحبيبة، قوة دبلوماسية عظمى قادرة على صناعة السلام في عالم مضطرب، ومن هنا فالحوار هو السبيل الوحيد لحل الأزمة الأوكرانية، لذا أتت زيارة الرئيس الأوكراني للمملكة في إطار جهودها للإسهام في إيجاد حل سلمي للأزمة الأوكرانية، والوصول إلى توافق حول أطر وآليات هذا الحل، من خلال الحوار، والاستفادة من علاقات المملكة المميزة مع أطراف الأزمة، الذين أكدوا دعمهم لجميع الجهود الرامية إلى حل الأزمة من خلال الحوار والطرق الدبلوماسية، بما يضمن إعادة الأمن والاستقرار، وتجنيب المدنيين التعرض للمزيد من الآثار المدمرة لهذه الحرب، وبما يكفل تلافي تداعيات، وآثار هذه الأزمة، وتجنب انعكاساتها السلبية على جميع الأصعدة، ومن ذلك أمن الطاقة، والغذاء وسلاسل الإمداد والتوريد. كل تلك العوامل، جعلت المملكة وجهة رئيسة وهامة لقادة أمريكا وروسيا وأوكرانيا، بحثاً عن حل سلمي للأزمة، الأمر الذي يعكس مكانة المملكة، وثقلها السياسي، والدور الفاعل للقيادة الرشيدة على المستويين الإقليمي والدولي.
وفي ظل هذه المعطيات، ستظل المملكة وجهة مرغوبة ومطلوبة لصناعة السلام في العالم، ومكاناً مهيئاً بامتياز لوضع حدّ للحروب والقتال والخلافات بين الدول، هي لا غيرها بين كل دول العالم، من يتفق الخصوم على اختيارها، لإحلال السلام منها وبها بالحوار والتفاهم، بعد أن عجزت آلة الحرب عن وضع نهاية للحروب.
حفظ الله قيادتنا الفذّة، وحفظ وطننا الحبيب من كل شر ومكروه، وأدام علينا نعمه، وأن تستمر بلادنا دوما محط أنظار العالم.
هنيئا لمملكتي الحبيبة هذه المكانة العالمية المرموقة ، وسنظل نردد وبكل فخر كلمات الملهم : نحن لانحلم، نحن نفكر في واقع يتحقق ـ
وللحديث بقية .

مقالات مشابهة

  • طحنون بن زايد يبحث في واشنطن تعزيز الشراكة الإماراتية الأمريكية
  • المملكة تناقش تعزيز التعاون مع جزر البهاما بالمنظمة البحرية الدولية
  • السعودية بوصلة الاستقرار العالمي (1-3)
  • وزير الشباب يشهد المؤتمر السنوي الرابع لجمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة
  • طحنون بن زايد: الإمارات وأمريكا تربطهما علاقات استراتيجية في مختلف المجالات
  • يقظة القارة العجوز.. نهاية «عائد السلام» في أوروبا وتكاليف إعادة التسليح.. الدول ذات شبكات الأمان الاجتماعي الواسعة تواجه صعوبات في مجالات الرعاية الصحية والمعاشات التقاعدية
  • متغيرات السياسات الدولية
  • مركز الملك عبد العزيز ينظم برنامج لجمع الشباب السعودي مع نظرائهم من الدول الأخرى
  • تنافس 16 فريقا في الدور الثاني بالمسابقة الثقافية الرمضانية في العوابي
  • مكتبة القاهرة تناقش تمكين المرأة في مصر عبر التاريخ والمشروعات الوطنية