RT Arabic:
2024-11-08@09:55:24 GMT

العلماء يكتشفون آثار "أول حرب حقيقية في تاريخ البشرية"

تاريخ النشر: 9th, November 2023 GMT

العلماء يكتشفون آثار 'أول حرب حقيقية في تاريخ البشرية'

اندلع نزاع مسلح واسع النطاق، شاركت فيه شعوب مختلفة في العصر الحجري، أي منذ حوالي خمسة آلاف عام.

وتوصل علماء الأنثروبولوجيا إلى هذا الاستنتاج بعد دراسة بقايا الهياكل العظمية من المدافن الجماعية في شمال غرب إسبانيا. وفقا للعلماء، كانت هذه أول حرب حقيقية في تاريخ البشرية.

تعود أقدم السجلات الخطية للنزاعات العسكرية الكبرى، مثل حرب طروادة وحروب مصر والإمبراطورية الحثية وسومر وبابل، إلى العصر البرونزي (قبل 4000-2800 سنة).

ويجد علماء الآثار أيضا أدلة على العنف المسلح في مدافن العصر الحجري. وغالبا ما أظهرت بقايا الإنسان البدائي، مثل الإنسان العاقل والنياندرتال، علامات الصدمة الخطيرة والأضرار الناجمة عن استخدام الأدوات الحجرية.

وفي العصر الحجري المبكر القديم كانت هناك اكتشافات فردية وكان يمكن وصفها بحوادث. ومنذ حوالي 15 ألف عام تغيرت الصورة بشكل جذري. ووجد العلماء في مواقع العصر الحجري القديم المتأخر، العديد من العظام البشرية مع رؤوس رمح وسهام عالقة فيها. ويبدو أنه بعد ظهور الأقواس ورماة الرماح، أصبح قتل البشر أمرا شائعا، بصفته نوعا من أنواع الصيد.

dzen.ru صورة أرشيفية

يُعتقد أن أقدم مشاهد القتال المسجلة هي رسوم صخرية للمقاتلين تم اكتشافها في منطقة (أرنهيم) في شمال أستراليا. وعمرها حوالي عشرة آلاف عام. واكتشفت رسومات في كهوف شرق إسبانيا عمرها يقدر بين أربعة آلاف إلى تسعة آلاف عام. وأظهرت تلك الرسومات بالفعل مشاهد ضخمة للمواجهة بمشاركة مائة أو أكثر من الأفراد المسلحين بالأقواس.

ومع ذلك، فحتى وقت قريب، كان علماء الأنثروبولوجيا مقتنعين باستحالة اندلاع العمليات العسكرية واسعة النطاق وطويلة الأمد في العصر الحجري قبل ظهور الدول الأولى بسبب مستوى التنظيم الاجتماعي المنخفض والموارد المحدودة، واعتقدوا أن القطع الأثرية الفنية لا تعكس سوى حلقات من اصطدامات بين المجموعات أو بين القبائل. مع ذلك، فإن الدراسة الجديدة  للعلماء الإسبان تثبت عكس هذا الاعتقاد.

في عام 1973 اكتشف الكاهن وعالم الإثنوغرافيا الإسباني خوسيه ميغيل دي باراندياران كنيسة القديس يوحنا الإنجيلي أمام البوابة اللاتينية "سان خوان أنتي بورتام لاتينام" في مقاطعة ألافا في شمال غرب البلاد. وبجانبها اكتشف مدفنا مجهولا. وفي عام 1985، قامت جرافة بتوسيع الطريق بالقرب من الكنيسة، وفتحت مدفنا آخر بالخطأ. وكان عبارة عن غرفة كاملة تحت الأرض تبلغ مساحتها حوالي 20 مترا مربعا، وهي مليئة بالهياكل العظمية البشرية.

على مدى عدة أعوام من الحفريات، انتشل علماء الآثار بقايا 338 شخصا من المقبرة، والتي حصلت على تصنيف SJAPL (مختصر لاسم الكنيسة). وقد أصيب العديد منهم بأضرار في العظام وكسور في الجماجم. وعثروا بالقرب من الهياكل العظمية، على 52 رأس سهام و64 شفرة حجرية، وفأسين حجريين (كلها مستخدمة)، وخمسة مثاقب عظمية والعديد من الزخارف الشخصية. وفقا لنتائج التحليل الكربوني اللاسلكي فإن عمر الاكتشافات يقدر بـ 5400-5000 عام.

تمت دراسة عادات الجنائز لهذه الفترة جيدا. ومن المعروف أن سكان جنوب أوروبا في مطلع العصر الحجري الحديث كانوا يدفنون موتاهم في قبور منفردة أو يحرقون الجثث. ونظرا لأن الهياكل العظمية كانت موضوعة بشكل عشوائي فوق بعضها البعض في مقبرة SJAPL فقد افترض العلماء أن هذا الموقع شهد  "مذبحة جماعية"، كما كتبوا في تقرير أولي.

لكن بعض التفاصيل، مثل الأسلحة الشخصية والمجوهرات بجانب المدفونين، بالإضافة إلى الوفرة الشديدة وتنوع الإصابات بين القتلى، لم تتناسب مع تلك الفرضية. لكن العلماء لم يواصلوا الدراسة، وتم نقل المجموعة الكاملة للعينات للتخزين إلى متحف "بيبات" في ألافا (إقليم الباسك في إسبانيا). وكان من المستحيل آنذاك الافتراض أن هذه هي مقبرة جماعية للجنود الذين قتلوا في معركة كبرى.

وبعد مرور 30 ​​عاما، قرر علماء الأنثروبولوجيا الإسبان بقيادة تيريزا فرنانديز كريسبو من جامعة "بلد الوليد" مع زملائهم البريطانيين العودة إلى الدراسة، ونشروا نتائجها في مجلة Scientific Reports، حيث قال مؤلفوها أن SJAPL تختلف عن المقابر الجماعية الأخرى المعروفة في العصر الحجري في حجمها بشكل أساسي. ولا يوجد في المقابر الجماعية المكتشفة سابقا، أكثر من 30-40 هيكلا عظميا. وتكمن التفاصيل المهمة الأخرى في العدد الكبير للغاية من الإصابات التي تم تلقيها في المعركة، وليس نتيجة لحادث أو إعدام.

في المجموع، حدد العلماء 65 إصابة عظمية غير ملتئمة و89 إصابة عظمية ملتئمة بين المدفونين. وأظهرت 23% من الرفات علامات للضرر. ومن بين الهياكل العظمية للرجال، نصفها هكذا. وهذا عدد كبير جدا بشكل لا يصدق، مع الأخذ في الاعتبار أنه وفقا للإحصاءات، فإن غالبية الإصابات تحدث عادة في جروح الأنسجة الرخوة والأعضاء الداخلية.

وإن أغلبية بقايا العظام تعود لرجال، وتشير النسبة العالية للغاية من الإصابات الناجمة عن الأسلحة العسكرية، فضلا عن الإصابات المتعددة، بما في ذلك الإصابات التي تلتئم جزئيا، تشير حسب الباحثين، بوضوح إلى أن SJAPL  عبارة عن مدفن عسكري.

لقد وجد العلماء آثارا لما لا يقل عن 41 إصابة بالسهم. وفي الوقت نفسه، تظهر على العظام الفردية علامات التقطيع. ولا يتوافق كل ذلك مع فرضية المذبحة الجماعية التي طرحت أولا.

وتسمح النتائج التي توصل إليها الباحثون بإلقاء نظرة جديدة على عمليات الدفن الجماعية الأخرى في المقابر الصخرية والكهوف والملاجئ الصخرية من نفس الفترة، والمنتشرة في جميع أنحاء شبه الجزيرة الأيبيرية وخارجها. واكتشف علماء الآثار على مساحة واسعة من المحيط الأطلسي إلى البحر الأسود، في المدافن من الألفية الرابعة إلى مطلع الألفية الثالثة قبل الميلاد، اكتشفوا عددا كبيرا بشكل غير عادي من الجماجم التي تعرضت لإصابات، غالبا ما تكون قاتلة.

وأظهرت الاختبارات الجينية أن الموتى في مقبرة SJAPL ينتمون إلى مجموعات عرقية وثقافية مختلفة. وجاء بعضهم من مناطق بعيدة، أي من وسط وجنوب أوروبا وشمال أفريقيا.

ويشير كل ذلك إلى أنه منذ أكثر من خمسة آلاف عام اندلعت حرب حقيقية في أوروبا، واستمرت، بحسب الجراح التي التأمت بين المشاركين فيها، لمدة أشهر، وربما سنوات. ولا بد أن يكون للنزاع بهذا الحجم عواقب اجتماعية واقتصادية واسعة النطاق والتأثير على جميع مجالات الحياة.

ومن الممكن ألا يكون الجوع وتدهور الظروف المعيشية نتيجة للصراع، بل سببا له علما أنه بدأ في الألفية الخامسة قبل الميلاد، ما يسمى بثورة العصر الحجري الحديث في جنوب أوروبا، أي الانتقال من نمط الزراعة الاستملاكي (الصيد وجمع الثمار) إلى نمط إنتاجي (الزراعة وتربية الماشية). ولم تنتقل هذه العملية بسلاسة إلى جميع الأقاليم، إذ أنه أثر عليها اختلاف في مستوى التنمية والتقاليد، وكان هناك صراع من أجل امتلاك الموارد الطبيعية وأفضل الأراضي.

المصدر: نوفوستي

 

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: بحوث فی العصر الحجری آلاف عام

إقرأ أيضاً:

باحث سياسي: ترامب قدم حلولا حقيقية لأزمات أمريكا

قال الكاتب والباحث السياسي دان ريني، إن فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب بالانتخابات الأمريكية كان مفاجئا بعد أن حملت توقعات استطلاعات الرأي الكثير من الأخطاء، مؤكدًا أن كافة الأمور بالانتخابات كانت غير متوقعة.

وأضاف «ريني»، خلال مداخلة عبر شاشة قناة القاهرة الإخبارية، أنه حتى نهاية الانتخابات كان هناك الكثير من استطلاعات الرأي التي تظهر تقاربًا كبيرًا بين المرشحين دونالد ترامب وكامالا هاريس، واستطلاعات أخرى كانت تميل إلى فوز هاريس.

تحديات أمريكا وتطلعات ترامب

تابع الكاتب والباحث السياسي: «ترامب قدم الكثير من البدائل الحقيقية للتحديات التي تواجه الولايات المتحدة الأمريكية، وحصل على كل الدعم من الأقليات ومن الأغلبية الأمريكية الذين يرغبون في حل كل المشكلات التي تواجه أمريكا».

وأشار إلى أن الحملة الانتخابية لكامالا هاريس كانت غامضة وحاولت أن تختلف عن توجهات الرئيس الأمريكي جو بايدن لرسم طريق خاص بها.

مقالات مشابهة

  • مشروع تأهيل الترع.. من مأوى للقوارض لتنمية حقيقية وحياة كريمة
  • مرشد سياحي: خيبر تعد أولى مناطق العالم التي اكتشف فيها قرية من العصر البرونزي
  • علماء الآثار يكتشفون بلدة عمرها 4000 عام في واحة عربية (صور)
  • القاهرة الإخبارية تعرض تقريرا عن مستقبل الذكاء الاصطناعي في أمريكا بعد عودة ترامب
  • علماء يكتشفون سر مبهر عن الطب البديل في هذه الدولة
  • علماء يكتشفون أصول أقدم نظام للكتابة في العالم
  • العثور على قبر غريب لسيدة من العصر لحديدي بالسويد
  • باحث سياسي: ترامب قدم حلولا حقيقية لأزمات أمريكا
  • نجم: الدين الصحيح السبيل لإرشاد البشرية في مواجهة تحديات العصر
  • محكمة روسية تُغرم أبل بسبب قصص حقيقية عن حرب أوكرانيا