RT Arabic:
2024-12-24@17:04:37 GMT

العلماء يكتشفون آثار "أول حرب حقيقية في تاريخ البشرية"

تاريخ النشر: 9th, November 2023 GMT

العلماء يكتشفون آثار 'أول حرب حقيقية في تاريخ البشرية'

اندلع نزاع مسلح واسع النطاق، شاركت فيه شعوب مختلفة في العصر الحجري، أي منذ حوالي خمسة آلاف عام.

وتوصل علماء الأنثروبولوجيا إلى هذا الاستنتاج بعد دراسة بقايا الهياكل العظمية من المدافن الجماعية في شمال غرب إسبانيا. وفقا للعلماء، كانت هذه أول حرب حقيقية في تاريخ البشرية.

تعود أقدم السجلات الخطية للنزاعات العسكرية الكبرى، مثل حرب طروادة وحروب مصر والإمبراطورية الحثية وسومر وبابل، إلى العصر البرونزي (قبل 4000-2800 سنة).

ويجد علماء الآثار أيضا أدلة على العنف المسلح في مدافن العصر الحجري. وغالبا ما أظهرت بقايا الإنسان البدائي، مثل الإنسان العاقل والنياندرتال، علامات الصدمة الخطيرة والأضرار الناجمة عن استخدام الأدوات الحجرية.

وفي العصر الحجري المبكر القديم كانت هناك اكتشافات فردية وكان يمكن وصفها بحوادث. ومنذ حوالي 15 ألف عام تغيرت الصورة بشكل جذري. ووجد العلماء في مواقع العصر الحجري القديم المتأخر، العديد من العظام البشرية مع رؤوس رمح وسهام عالقة فيها. ويبدو أنه بعد ظهور الأقواس ورماة الرماح، أصبح قتل البشر أمرا شائعا، بصفته نوعا من أنواع الصيد.

dzen.ru صورة أرشيفية

يُعتقد أن أقدم مشاهد القتال المسجلة هي رسوم صخرية للمقاتلين تم اكتشافها في منطقة (أرنهيم) في شمال أستراليا. وعمرها حوالي عشرة آلاف عام. واكتشفت رسومات في كهوف شرق إسبانيا عمرها يقدر بين أربعة آلاف إلى تسعة آلاف عام. وأظهرت تلك الرسومات بالفعل مشاهد ضخمة للمواجهة بمشاركة مائة أو أكثر من الأفراد المسلحين بالأقواس.

ومع ذلك، فحتى وقت قريب، كان علماء الأنثروبولوجيا مقتنعين باستحالة اندلاع العمليات العسكرية واسعة النطاق وطويلة الأمد في العصر الحجري قبل ظهور الدول الأولى بسبب مستوى التنظيم الاجتماعي المنخفض والموارد المحدودة، واعتقدوا أن القطع الأثرية الفنية لا تعكس سوى حلقات من اصطدامات بين المجموعات أو بين القبائل. مع ذلك، فإن الدراسة الجديدة  للعلماء الإسبان تثبت عكس هذا الاعتقاد.

في عام 1973 اكتشف الكاهن وعالم الإثنوغرافيا الإسباني خوسيه ميغيل دي باراندياران كنيسة القديس يوحنا الإنجيلي أمام البوابة اللاتينية "سان خوان أنتي بورتام لاتينام" في مقاطعة ألافا في شمال غرب البلاد. وبجانبها اكتشف مدفنا مجهولا. وفي عام 1985، قامت جرافة بتوسيع الطريق بالقرب من الكنيسة، وفتحت مدفنا آخر بالخطأ. وكان عبارة عن غرفة كاملة تحت الأرض تبلغ مساحتها حوالي 20 مترا مربعا، وهي مليئة بالهياكل العظمية البشرية.

على مدى عدة أعوام من الحفريات، انتشل علماء الآثار بقايا 338 شخصا من المقبرة، والتي حصلت على تصنيف SJAPL (مختصر لاسم الكنيسة). وقد أصيب العديد منهم بأضرار في العظام وكسور في الجماجم. وعثروا بالقرب من الهياكل العظمية، على 52 رأس سهام و64 شفرة حجرية، وفأسين حجريين (كلها مستخدمة)، وخمسة مثاقب عظمية والعديد من الزخارف الشخصية. وفقا لنتائج التحليل الكربوني اللاسلكي فإن عمر الاكتشافات يقدر بـ 5400-5000 عام.

تمت دراسة عادات الجنائز لهذه الفترة جيدا. ومن المعروف أن سكان جنوب أوروبا في مطلع العصر الحجري الحديث كانوا يدفنون موتاهم في قبور منفردة أو يحرقون الجثث. ونظرا لأن الهياكل العظمية كانت موضوعة بشكل عشوائي فوق بعضها البعض في مقبرة SJAPL فقد افترض العلماء أن هذا الموقع شهد  "مذبحة جماعية"، كما كتبوا في تقرير أولي.

لكن بعض التفاصيل، مثل الأسلحة الشخصية والمجوهرات بجانب المدفونين، بالإضافة إلى الوفرة الشديدة وتنوع الإصابات بين القتلى، لم تتناسب مع تلك الفرضية. لكن العلماء لم يواصلوا الدراسة، وتم نقل المجموعة الكاملة للعينات للتخزين إلى متحف "بيبات" في ألافا (إقليم الباسك في إسبانيا). وكان من المستحيل آنذاك الافتراض أن هذه هي مقبرة جماعية للجنود الذين قتلوا في معركة كبرى.

وبعد مرور 30 ​​عاما، قرر علماء الأنثروبولوجيا الإسبان بقيادة تيريزا فرنانديز كريسبو من جامعة "بلد الوليد" مع زملائهم البريطانيين العودة إلى الدراسة، ونشروا نتائجها في مجلة Scientific Reports، حيث قال مؤلفوها أن SJAPL تختلف عن المقابر الجماعية الأخرى المعروفة في العصر الحجري في حجمها بشكل أساسي. ولا يوجد في المقابر الجماعية المكتشفة سابقا، أكثر من 30-40 هيكلا عظميا. وتكمن التفاصيل المهمة الأخرى في العدد الكبير للغاية من الإصابات التي تم تلقيها في المعركة، وليس نتيجة لحادث أو إعدام.

في المجموع، حدد العلماء 65 إصابة عظمية غير ملتئمة و89 إصابة عظمية ملتئمة بين المدفونين. وأظهرت 23% من الرفات علامات للضرر. ومن بين الهياكل العظمية للرجال، نصفها هكذا. وهذا عدد كبير جدا بشكل لا يصدق، مع الأخذ في الاعتبار أنه وفقا للإحصاءات، فإن غالبية الإصابات تحدث عادة في جروح الأنسجة الرخوة والأعضاء الداخلية.

وإن أغلبية بقايا العظام تعود لرجال، وتشير النسبة العالية للغاية من الإصابات الناجمة عن الأسلحة العسكرية، فضلا عن الإصابات المتعددة، بما في ذلك الإصابات التي تلتئم جزئيا، تشير حسب الباحثين، بوضوح إلى أن SJAPL  عبارة عن مدفن عسكري.

لقد وجد العلماء آثارا لما لا يقل عن 41 إصابة بالسهم. وفي الوقت نفسه، تظهر على العظام الفردية علامات التقطيع. ولا يتوافق كل ذلك مع فرضية المذبحة الجماعية التي طرحت أولا.

وتسمح النتائج التي توصل إليها الباحثون بإلقاء نظرة جديدة على عمليات الدفن الجماعية الأخرى في المقابر الصخرية والكهوف والملاجئ الصخرية من نفس الفترة، والمنتشرة في جميع أنحاء شبه الجزيرة الأيبيرية وخارجها. واكتشف علماء الآثار على مساحة واسعة من المحيط الأطلسي إلى البحر الأسود، في المدافن من الألفية الرابعة إلى مطلع الألفية الثالثة قبل الميلاد، اكتشفوا عددا كبيرا بشكل غير عادي من الجماجم التي تعرضت لإصابات، غالبا ما تكون قاتلة.

وأظهرت الاختبارات الجينية أن الموتى في مقبرة SJAPL ينتمون إلى مجموعات عرقية وثقافية مختلفة. وجاء بعضهم من مناطق بعيدة، أي من وسط وجنوب أوروبا وشمال أفريقيا.

ويشير كل ذلك إلى أنه منذ أكثر من خمسة آلاف عام اندلعت حرب حقيقية في أوروبا، واستمرت، بحسب الجراح التي التأمت بين المشاركين فيها، لمدة أشهر، وربما سنوات. ولا بد أن يكون للنزاع بهذا الحجم عواقب اجتماعية واقتصادية واسعة النطاق والتأثير على جميع مجالات الحياة.

ومن الممكن ألا يكون الجوع وتدهور الظروف المعيشية نتيجة للصراع، بل سببا له علما أنه بدأ في الألفية الخامسة قبل الميلاد، ما يسمى بثورة العصر الحجري الحديث في جنوب أوروبا، أي الانتقال من نمط الزراعة الاستملاكي (الصيد وجمع الثمار) إلى نمط إنتاجي (الزراعة وتربية الماشية). ولم تنتقل هذه العملية بسلاسة إلى جميع الأقاليم، إذ أنه أثر عليها اختلاف في مستوى التنمية والتقاليد، وكان هناك صراع من أجل امتلاك الموارد الطبيعية وأفضل الأراضي.

المصدر: نوفوستي

 

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: بحوث فی العصر الحجری آلاف عام

إقرأ أيضاً:

7 أخطاء تجنبها أثناء ممارسة الرياضة في الجيم.. منها إطالة فترة الراحة

ممارسة الرياضة جزء أساسي من نمط الحياة الصحي للكثيرين إذ تساعد في بناء الجسم السليم والحفاظ على اللياقة البدنية والصحة النفسية، ومع إقبال كثيرين على الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية «الجيم» لممارسة الرياضة يقع بعضهم في أخطاء شائعة خلال التمرين تُقلل من فعاليته أو قد تُسبب الإصابات.

7 أخطاء أثناء ممارسة الرياضة في الجيم

ولتجنب الإصابات وتحقيق أكبر استفادة من التمارين الرياضية، نوضح في السطور التالية أبرز 7 أخطاء يجب تجنبها في الجيم، حسب ما ورد على موقع «سبوتنيك».

1- إهمال تمارين الإحماء

يُعتبر الإحماء من الخطوات الهامة جدًا قبل البدء في أي تمرين رياضي؛ فهو يُهيئ العضلات والمفاصل للمجهود البدني، ويُقلل من خطر الإصابات؛ لذا، احرص على تخصيص بضع دقائق للإحماء الخفيف قبل كل تمرين.

2- ممارسة تمارين غير متناسقة أو غير مناسبة

من الضروري اختيار التمارين التي تُناسب مستوى لياقتك وأهدافك؛ إذ إن ممارسة تمارين مُرهقة جدًا أو غير مُناسبة قد تسبب الإرهاق والإصابات؛ لذا استشر مُدربًا مُختصًا لوضع برنامج تدريبي مُناسب لك.

3- عدم أخذ قسط كافٍ من النوم

النوم الجيد ضروري لاستشفاء العضلات ونموها، وعدم الحصول على قسط كاف من النوم يُعيق عملية الاستشفاء ويُقلل من فعالية التمارين.

4- إطالة فترات الراحة بين التمارين

فترات الراحة بين المجموعات ضرورية لاستعادة الطاقة، ولكن إطالتها تُقلل من فعالية التمرين؛ لذا حاول الحفاظ على فترات راحة مُناسبة (عادةً ما بين 30 إلى 90 ثانية) للحفاظ على وتيرة التمرين.

5- عدم تناول الغذاء الكافي أو شرب كمية كافية من السوائل

التغذية السليمة وشرب الماء بكميات كافية يُعتبران من العوامل الهامة لتحقيق أفضل النتائج من التمارين لذا احرص على تناول وجبة مُتوازنة قبل وبعد التمرين، وشرب الماء بانتظام.

6- الإفراط في التدريب وعدم التعافي

التدريب المفرط يرهق الجسم ويعيق عملية الاستشفاء، مما يزيد من خطر الإصابات ويقلل من فاعلية التمارين لذا امنح جسمك وقتًا كافيًا للراحة والاستشفاء بين التمارين.

7- عدم التركيز على التقنية الصحيحة للتمرين

أداء التمارين بتقنية خاطئة لا يقلل فقط من فاعليتها، بل قد يسبب أيضًا إصابات خطيرة؛ لذا تعلَّم التقنية الصحيحة لكل تمرين من مُدرب مُختص، وركز على الأداء الصحيح بدلًا من التركيز على رفع أوزان ثقيلة جدًا.

مقالات مشابهة

  • نائب وزير الخارجية يشارك في مؤتمر رابطة علماء مصر في أمريكا وكندا
  • لقاء موسع للعلماء في الحديدة بعنوان “مسؤولية علماء اليمن في مواجهة العدوان”
  • الصحة تكشف موقف الإصابات التنفسية.. ومقارنتها بالسنوات الماضية
  • نتائج مفاجئة!.. علماء يكشفون الحد الأقصى لسرعة الدماغ البشري في معالجة الأفكار
  • علماء يكتشفون بحيرة متجمدة تكشف أسرار الماضي وتعتبر ‘كبسولة زمنية!
  • إصابة الكويتي حسن حمدان تبعده لنهاية بطولة خليجي 26
  • علماء الأزهر يكتشفون خطأً في «ميتا» متعلق «بالقرآن الكريم»
  • مسبار فضائي يلامس الشمس لأول مرة في تاريخ البشرية
  • الصحة: نسبة الإصابات بالإيدز تقل عن 1٪
  • 7 أخطاء تجنبها أثناء ممارسة الرياضة في الجيم.. منها إطالة فترة الراحة