RT Arabic:
2025-02-03@23:08:15 GMT

العلماء يكتشفون آثار "أول حرب حقيقية في تاريخ البشرية"

تاريخ النشر: 9th, November 2023 GMT

العلماء يكتشفون آثار 'أول حرب حقيقية في تاريخ البشرية'

اندلع نزاع مسلح واسع النطاق، شاركت فيه شعوب مختلفة في العصر الحجري، أي منذ حوالي خمسة آلاف عام.

وتوصل علماء الأنثروبولوجيا إلى هذا الاستنتاج بعد دراسة بقايا الهياكل العظمية من المدافن الجماعية في شمال غرب إسبانيا. وفقا للعلماء، كانت هذه أول حرب حقيقية في تاريخ البشرية.

تعود أقدم السجلات الخطية للنزاعات العسكرية الكبرى، مثل حرب طروادة وحروب مصر والإمبراطورية الحثية وسومر وبابل، إلى العصر البرونزي (قبل 4000-2800 سنة).

ويجد علماء الآثار أيضا أدلة على العنف المسلح في مدافن العصر الحجري. وغالبا ما أظهرت بقايا الإنسان البدائي، مثل الإنسان العاقل والنياندرتال، علامات الصدمة الخطيرة والأضرار الناجمة عن استخدام الأدوات الحجرية.

وفي العصر الحجري المبكر القديم كانت هناك اكتشافات فردية وكان يمكن وصفها بحوادث. ومنذ حوالي 15 ألف عام تغيرت الصورة بشكل جذري. ووجد العلماء في مواقع العصر الحجري القديم المتأخر، العديد من العظام البشرية مع رؤوس رمح وسهام عالقة فيها. ويبدو أنه بعد ظهور الأقواس ورماة الرماح، أصبح قتل البشر أمرا شائعا، بصفته نوعا من أنواع الصيد.

dzen.ru صورة أرشيفية

يُعتقد أن أقدم مشاهد القتال المسجلة هي رسوم صخرية للمقاتلين تم اكتشافها في منطقة (أرنهيم) في شمال أستراليا. وعمرها حوالي عشرة آلاف عام. واكتشفت رسومات في كهوف شرق إسبانيا عمرها يقدر بين أربعة آلاف إلى تسعة آلاف عام. وأظهرت تلك الرسومات بالفعل مشاهد ضخمة للمواجهة بمشاركة مائة أو أكثر من الأفراد المسلحين بالأقواس.

ومع ذلك، فحتى وقت قريب، كان علماء الأنثروبولوجيا مقتنعين باستحالة اندلاع العمليات العسكرية واسعة النطاق وطويلة الأمد في العصر الحجري قبل ظهور الدول الأولى بسبب مستوى التنظيم الاجتماعي المنخفض والموارد المحدودة، واعتقدوا أن القطع الأثرية الفنية لا تعكس سوى حلقات من اصطدامات بين المجموعات أو بين القبائل. مع ذلك، فإن الدراسة الجديدة  للعلماء الإسبان تثبت عكس هذا الاعتقاد.

في عام 1973 اكتشف الكاهن وعالم الإثنوغرافيا الإسباني خوسيه ميغيل دي باراندياران كنيسة القديس يوحنا الإنجيلي أمام البوابة اللاتينية "سان خوان أنتي بورتام لاتينام" في مقاطعة ألافا في شمال غرب البلاد. وبجانبها اكتشف مدفنا مجهولا. وفي عام 1985، قامت جرافة بتوسيع الطريق بالقرب من الكنيسة، وفتحت مدفنا آخر بالخطأ. وكان عبارة عن غرفة كاملة تحت الأرض تبلغ مساحتها حوالي 20 مترا مربعا، وهي مليئة بالهياكل العظمية البشرية.

على مدى عدة أعوام من الحفريات، انتشل علماء الآثار بقايا 338 شخصا من المقبرة، والتي حصلت على تصنيف SJAPL (مختصر لاسم الكنيسة). وقد أصيب العديد منهم بأضرار في العظام وكسور في الجماجم. وعثروا بالقرب من الهياكل العظمية، على 52 رأس سهام و64 شفرة حجرية، وفأسين حجريين (كلها مستخدمة)، وخمسة مثاقب عظمية والعديد من الزخارف الشخصية. وفقا لنتائج التحليل الكربوني اللاسلكي فإن عمر الاكتشافات يقدر بـ 5400-5000 عام.

تمت دراسة عادات الجنائز لهذه الفترة جيدا. ومن المعروف أن سكان جنوب أوروبا في مطلع العصر الحجري الحديث كانوا يدفنون موتاهم في قبور منفردة أو يحرقون الجثث. ونظرا لأن الهياكل العظمية كانت موضوعة بشكل عشوائي فوق بعضها البعض في مقبرة SJAPL فقد افترض العلماء أن هذا الموقع شهد  "مذبحة جماعية"، كما كتبوا في تقرير أولي.

لكن بعض التفاصيل، مثل الأسلحة الشخصية والمجوهرات بجانب المدفونين، بالإضافة إلى الوفرة الشديدة وتنوع الإصابات بين القتلى، لم تتناسب مع تلك الفرضية. لكن العلماء لم يواصلوا الدراسة، وتم نقل المجموعة الكاملة للعينات للتخزين إلى متحف "بيبات" في ألافا (إقليم الباسك في إسبانيا). وكان من المستحيل آنذاك الافتراض أن هذه هي مقبرة جماعية للجنود الذين قتلوا في معركة كبرى.

وبعد مرور 30 ​​عاما، قرر علماء الأنثروبولوجيا الإسبان بقيادة تيريزا فرنانديز كريسبو من جامعة "بلد الوليد" مع زملائهم البريطانيين العودة إلى الدراسة، ونشروا نتائجها في مجلة Scientific Reports، حيث قال مؤلفوها أن SJAPL تختلف عن المقابر الجماعية الأخرى المعروفة في العصر الحجري في حجمها بشكل أساسي. ولا يوجد في المقابر الجماعية المكتشفة سابقا، أكثر من 30-40 هيكلا عظميا. وتكمن التفاصيل المهمة الأخرى في العدد الكبير للغاية من الإصابات التي تم تلقيها في المعركة، وليس نتيجة لحادث أو إعدام.

في المجموع، حدد العلماء 65 إصابة عظمية غير ملتئمة و89 إصابة عظمية ملتئمة بين المدفونين. وأظهرت 23% من الرفات علامات للضرر. ومن بين الهياكل العظمية للرجال، نصفها هكذا. وهذا عدد كبير جدا بشكل لا يصدق، مع الأخذ في الاعتبار أنه وفقا للإحصاءات، فإن غالبية الإصابات تحدث عادة في جروح الأنسجة الرخوة والأعضاء الداخلية.

وإن أغلبية بقايا العظام تعود لرجال، وتشير النسبة العالية للغاية من الإصابات الناجمة عن الأسلحة العسكرية، فضلا عن الإصابات المتعددة، بما في ذلك الإصابات التي تلتئم جزئيا، تشير حسب الباحثين، بوضوح إلى أن SJAPL  عبارة عن مدفن عسكري.

لقد وجد العلماء آثارا لما لا يقل عن 41 إصابة بالسهم. وفي الوقت نفسه، تظهر على العظام الفردية علامات التقطيع. ولا يتوافق كل ذلك مع فرضية المذبحة الجماعية التي طرحت أولا.

وتسمح النتائج التي توصل إليها الباحثون بإلقاء نظرة جديدة على عمليات الدفن الجماعية الأخرى في المقابر الصخرية والكهوف والملاجئ الصخرية من نفس الفترة، والمنتشرة في جميع أنحاء شبه الجزيرة الأيبيرية وخارجها. واكتشف علماء الآثار على مساحة واسعة من المحيط الأطلسي إلى البحر الأسود، في المدافن من الألفية الرابعة إلى مطلع الألفية الثالثة قبل الميلاد، اكتشفوا عددا كبيرا بشكل غير عادي من الجماجم التي تعرضت لإصابات، غالبا ما تكون قاتلة.

وأظهرت الاختبارات الجينية أن الموتى في مقبرة SJAPL ينتمون إلى مجموعات عرقية وثقافية مختلفة. وجاء بعضهم من مناطق بعيدة، أي من وسط وجنوب أوروبا وشمال أفريقيا.

ويشير كل ذلك إلى أنه منذ أكثر من خمسة آلاف عام اندلعت حرب حقيقية في أوروبا، واستمرت، بحسب الجراح التي التأمت بين المشاركين فيها، لمدة أشهر، وربما سنوات. ولا بد أن يكون للنزاع بهذا الحجم عواقب اجتماعية واقتصادية واسعة النطاق والتأثير على جميع مجالات الحياة.

ومن الممكن ألا يكون الجوع وتدهور الظروف المعيشية نتيجة للصراع، بل سببا له علما أنه بدأ في الألفية الخامسة قبل الميلاد، ما يسمى بثورة العصر الحجري الحديث في جنوب أوروبا، أي الانتقال من نمط الزراعة الاستملاكي (الصيد وجمع الثمار) إلى نمط إنتاجي (الزراعة وتربية الماشية). ولم تنتقل هذه العملية بسلاسة إلى جميع الأقاليم، إذ أنه أثر عليها اختلاف في مستوى التنمية والتقاليد، وكان هناك صراع من أجل امتلاك الموارد الطبيعية وأفضل الأراضي.

المصدر: نوفوستي

 

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: بحوث فی العصر الحجری آلاف عام

إقرأ أيضاً:

دورُ الشهيد الصماد في إخماد آثار فتنة ديسمبر

محمد علي الحريشي

كان للرئيس الشهيد صالح الصماد دور بارز في إخماد الآثار السلبية الناتجة عن فتنة الـ2 من ديسمبر العفاشية في عام 2017 والتي أثارها رموز الفساد الذين فقدوا مصالحهم عقب قيام ثورة الـ 21 من سبتمبر عام 2014م.

كان للرئيس الشهيد صالح الصماد -رحمه الله- رؤية عميقة وبُعد نظر حول الأهداف الحقيقية لفتنة ديسمبر ومن يقف خلفها بالتحريض والتخطيط والتمويل والتخابر وهم تحالف العدوان وعلى رأسهم أمريكا وحكام أبو ظبي والرياض، وكان الهدف الأول من خلق فتنة الـ2 من ديسمبر هو خلخلة الوحدة الوطنية وتفكيك الجبهة الداخلية اليمنية وانهيار جبهات القتال في مختلف المواقع حتى يحقّق تحالف العدوان أهدافه في الوصول إلى العاصمة صنعاء والقضاء على ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر وتقسيم اليمن وغيرها من الأهداف التي فشل في تحقيقها عبر العدوان العسكري على مدى السنوات الأولى من بداية شن العدوان.

لم يكن رموز فتنة ديسمبر غير أدوات رخيصة حركتها المخابرات الأمريكية عبر وكيلها المخلص في المنطقة وهو نظام «آل نهيان» في أبو ظبي ونظام «آل سعود» في الرياض وهم من أغروهم ودفعوا بهم لارتكاب تلك الحماقة والخيانة التي لم يحسب لها العواقب في تدمير اليمن والقضاء على وحدته وحريته واستقلاله وتقديمه لقمة سائغة للأعداء المتربصين باليمن.

فكان للرئيس الشهيد الصماد -رحمه الله- دورٌ كبيرٌ في إطفاء نار الفتنة من قبل وقوعها بتدخله بشكل مباشر وعبر وساطات رسمية وشعبيّة لإقناع رموز الفتنة بعدم الانجرار وراء المخطّطات الأجنبية وقدم العروض المغرية والتنازلات؛ مِن أجلِ تجنيب اليمن حمام الدماء، لكن كان قرار الفتنة قد تم اتِّخاذه في عواصم العدوان ولم يكن لرموز الخيانة غير المضي في السيناريوهات المرسومة من دون نقاش، وبعد الذي جرى من حماقة وخيانة في أوقات قياسية ظهرت عبقرية الشهيد الصماد في لملمة الجراح وإعلان العفو العام وإطلاق صراح المحتجزين وجبر الضرر.

وكان للوعي الشعبي دورٌ كبيرٌ في إفشال أهداف المخطّطات الأمريكية والسعوديّة والإماراتية في تفتيت الجبهة الداخلية اليمنية، والرئيس الشهيد الصماد هو مهندس العفو العام عقب القضاء على رأس الفتنة ووقف حجر عثرة أمام تحقيق الأهداف الخبيثة لتحالف العدوان، ولذلك اتجهت بوصلة المؤامرات الأمريكية والخليجية للانتقام من دوره ومواقفه في إفشال مخطّطات فتنة ديسمبر ووضعوا مخطّطات لاغتياله والتخلص منه ليخلو لهم المجال لإعادة رسم المشهد السياسي في اليمن من جديد فخاب ظنهم وارتقى الصماد شهيدًا وتكسرت أحلام ونوايا أعداء اليمن على صخرة الوعي الشعبي اليمني.

رحم الله الرئيس الشهيد صالح الصماد الذي عرفه جميع اليمنيين بنزاهته وأخلاقه وتواضعه، وقد ختم الله حياته بأرفع وسام وهو الشهادة في سبيل الله.

مقالات مشابهة

  • دورُ الشهيد الصماد في إخماد آثار فتنة ديسمبر
  • منظمة الصحة العالمية تحذر من آثار الحرب في السودان
  • برلماني: توجيهات الرئيس بتطوير التعليم العالي قفزة حقيقية تواكب العصر
  • شكوك حول مشاركة السعيد وعمر جابر في الزمالك بمباراة الإسماعيلي
  • باحثون يكتشفون رذاذًا أنفيًا يؤخر الإصابة بمرض الزهايمر
  • بدا على جسدها آثار تعذيب.. تفاصيل جديدة عن طفلة كربلاء المعنفة
  • أول تلوث صناعي في التاريخ.. العلماء يعثرون على آثار للرصاص السام في اليونان القديمة
  • مدرب يوفنتوس: الإصابات ليست عذراً لنتائجنا السيئة
  • إلا مصر.. يا هولاكو العصر
  • باحثون يكتشفون سبب الانحناء غير العادي لسطح الأرض في العراق