القدس المحتلة-سانا

“نحنا هون طلعونا”، صرخة فلسطيني من تحت الركام في غزة، يطلقها علّ فرق الدفاع المدني والإسعاف تسمعه، وتسارع لإنقاذه من تحت أنقاض منزله الذي دمره الاحتلال الإسرائيلي، صرخة تمثل لسان حال آلاف الجرحى الذين تم إخراجهم ونقلهم إلى المستشفيات، فيما صمتت صرخات أكثر من 2550 فلسطينياً منهم 1350 طفلاً إلى الأبد تحت أطنان من الركام، لعدم تمكن فرق الإنقاذ من الوصول إليهم، جراء القصف الشديد وعدم توافر المعدات.

وفي تصريح لمرسل سانا يروي حاتم قيطة رحلة بحثه عن طفلته الرضيعة مي التي فقد أثرها جراء قصف طيران الاحتلال منزله في مخيم المغازي وسط القطاع قائلاً: لم أتوقف لحظة في البحث عنها، تنقلت بين أسرة المرضى والمصابين، وفي خيمة الشهداء التي نصبت حديثاً، وحتى في المشرحة لكن لم أجد لها أثراً، وذهبت إلى الصحفيين وسألتهم عنها وأعطيتهم مواصفاتها “بنت صغيرة عمرها ستة أشهر في أذنيها حلق وترتدي لباسا أصفر”.

وأضاف: أخرج صحفيون هواتفهم النقالة وكاميراتهم التي التقطوا فيها مشاهد لمجزرة المغازي، يفتشون في صور الأطفال، وحملقت في عشرات الصور لكن لم أجدها، موضحاً أن الكثيرين مثله يبحثون عن أبنائهم أو أقاربهم، الذين فقدوهم خلال العدوان المتواصل لليوم الـ 34 على قطاع غزة، بعضهم يجد ما يطفئ ناره، وآخرون يستمرون في السؤال والبحث.

من جهته أوضح عرفات أبو مشايخ من أهالي مخيم المغازي أن الاحتلال دمر في غارة واحدة 17 منزلاً متعددة الطوابق في المخيم، وهناك على الأقل 100 شخص تحت الأنقاض، معظمهم من النازحين بحثاً عن مكان أكثر أمناً، لكن لا مكان آمناً في غزة، بعد أن استباحها الاحتلال من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها.

أهالي القطاع يتشاركون مع فرق الإنقاذ لإخراج المصابين وانتشال جثامين الشهداء، مستخدمين وسائل بدائية نتيجة عدم توفر المعدات وتوقف جميع وسائل النقل، بسبب نفاد الوقود لدرجة أن نقل المصابين والجثامين إلى المستشفيات يتم بواسطة عربات تجرها أحصنة أو حمير، كما أن أهالي الشهداء والجرحى والمرضى، يقطعون مسافات طويلة، إما مشيا على الأقدام أو باستخدام هذه العربات للوصول إلى المستشفيات.

إبراهيم الشافعي وصل على عربة إلى مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح وسط القطاع لتسليم جثمان شهيد مجهول الهوية للطواقم الطبية وقال: عثرت عليه خلال بحثي عن جثمان شقيقي الذي فقدت أثره بعد قصف الاحتلال منزلنا قبل 13 يوماً، لكن لم أجد أخي فحملت جثة أحد الشهداء، وهناك عشرات الجثامين ملقاة في دير البلح منذ أيام.

ويوضح محمد البسيوني الذي أصيب طفله بجروح في العدوان الإسرائيلي، أنه قطع مسافات طويلة مشيا على الأقدام، من مخيم النصيرات إلى مستشفى شهداء الأقصى، للاطمئنان على طفله، مشيراً إلى أنه في بعض الأحيان يلجأ كما الكثير من أهالي القطاع، لاستخدام العربات للتنقل، في ظل توقف المركبات جراء نفاد الوقود.

حكايات موت ودمار كثيرة خلفها الاحتلال الإسرائيلي في كل مكان في قطاع غزة، حيث تتفاقم المعاناة بسبب القصف المتواصل والتجويع يوما بعد يوم، حصاد تلك المعاناة والكارثة حرمان أكثر من 2.3 مليون فلسطيني، من كل مقومات الحياة وخاصة بعد تدمير معظم المنازل، المأساة التي ستتعمق مع قرب دخول فصل الشتاء، وهم بلا غذاء ولا مأوى ولا ملابس تقيهم برده.

محمد أبو شباب

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

إقرأ أيضاً:

حصيلة الشهداء في القطاع تقترب من الـ 40 ألفا.. مجازر متتالية خلال ساعات

أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة اليوم السبت، ارتفاع حصيلة عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 39790 شهيدا، و91702 مصاب، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

وأضافت، أن الاحتلال ارتكب ثلاث مجازر ضد العائلات في قطاع غزة، أسفرت عن 40 شهيدا، و140 إصابة خلال الـ24 ساعة الماضية.

وأكدت أن آلاف الضحايا لا يزالون تحت الركام وفي الطرقات ولا تستطيع طواقم الاسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.

وارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي 3 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة وصل منها للمستشفيات 40 شهيدا و140 إصابة خلال 24 ساعة ماضية، وفقا للوزارة.

وتابعت، "لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم".

اظهار ألبوم ليست



واستشهد أكثر من 100 شخص، فيما سقط عشرات الجرحى، فجر اليوم السبت، في مجزرة جديدة ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي، في حي الدرج شرق مدينة غزة وسط القطاع، عقب استهدافه مدرسة "التابعين" التي تؤوي نازحين خلال صلاة الفجر.

واعترف جيش الاحتلال الإسرائيلي باستهداف المدرسة، زاعما أن "عناصر وقيادات من حركة حماس كانوا يوجدون فيها".

من جهته، أكّد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتكب مذبحة داخل مدرسة "التابعين" بمدينة غزة، راح ضحيتها أكثر من 100 شهيد وعشرات الإصابات.

كما أنه طالب  المجتمع الدولي والمنظمات الدولية والأممية، بالضغط على الاحتلال لوقف جريمة الإبادة الجماعية والتطهير العرقي ضد المدنيين والنازحين في قطاع غزة، ووقف شلال الدم المتدفق في قطاع غزة.



بدوره، كشف المتحدث باسم الدفاع المدني في قطاع غزة محمود بصل، السبت، أن الاحتلال الإسرائيلي استهدف 13 مركزا لإيواء النازحين في أنحاء القطاع منذ بداية آب/ أغسطس الجاري، كان آخرها استهداف مصلى داخل مدرسة في حي الدرج، أثناء قيام النازحين بصلاة الفجر.

وقال بصل في مؤتمر صحفي عقده بمدينة غزة، إن الاحتلال الإسرائيلي استهدف في مدرسة التابعين طابقين الأول كان يؤوي النساء النازحات والأطفال، والأرضي وهو عبارة عن مصلى للنازحين.

وأضاف: "مدرسة التابعين تؤوي أكثر من 6 آلاف نازح ذهبوا إليها بعد تدمير قوات الاحتلال الإسرائيلي منازلهم في أكثر من منطقة بقطاع غزة".

‏وذكر أن "الجميع فُجع بحجم المجزرة الكبيرة والمخيف، بفعل العدد الكبير من الشهداء والجرحى بينهم أطفال ونساء، وجزء منهم أشلاء وجزء آخر اشتعلت فيهم النيران في مشهد مخيف لم يراع أدنى الاعتبارات الإنسانية".

مقالات مشابهة

  • حصيلة الشهداء في القطاع تقترب من الـ40 ألفا.. مجازر متتالية خلال ساعات
  • حصيلة الشهداء في القطاع تقترب من الـ 40 ألفا.. مجازر متتالية خلال ساعات
  • استشهاد 39790 فلسطينيا منذ الهجوم الإسرائيلي على غزة
  • مجزرة جديدة: أكثر من 100 شهيد في قصف الاحتلال مدرسة في غزة
  • مقتل 125 فلسطينيا بالقصف الإسرائيلي على مدرسة “التابعين” بمدينة غزة في حصيلة غير نهائية
  • حرب الإبادة مستمرة: عشرات الشهداء والجرحى في سلسلة مجازر بغزة
  • استشهاد 15 فلسطينيا جراء غارات الاحتلال على جباليا والنصيرات والمغازي
  • الاحتلال يرتكب مجازر جديدة في غزة: عشرات الشهداء والجرحى وسط قصف مكثف على القطاع
  • 56 شهيداً وعشرات الجرحى ضحايا اليوم الـ 307 للعدوان على غزة
  • بالفيديو: عشرات الشهداء في قصف مدرستين تؤويان نازحين ومنازل في قطاع غزة