اختتام المؤتمر الدولي حول المرأة في الإسلام بجدة
تاريخ النشر: 9th, November 2023 GMT
اختتمت أمس أعمال المؤتمر الدولي حول المرأة في الإسلام "المكانة والتمكين"، الذي استضافته مدينة جدة السعودية ونظمته منظمة التعاون الإسلامي، وشهدت أيامه الثلاثة، خمس جلسات عمل ناقش خلالها وزراء ومسؤولون وعلماء ومفكرون مختلف القضايا المتعلقة بالمرأة في العالم الإسلامي.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية "واس" ، أن المشاركين في المؤتمر، أكدوا في البيان الختامي ، ضرورة العمل على زيادة الوعي والتثقيف لدى المجتمع بحقوق المرأة وضمان حصولها وممارسة حقها الكامل في التعليم والعمل وتوفير الحماية الشاملة لها، وأهمية تعزيز مشاركتها في صنع القرار في مختلف المجالات وعلى جميع المستويات، مشددين على ضرورة سن القوانين واتخاذ الإجراءات الردعية للقضاء على جميع أشكال العنف ضد المرأة والفتاة.
وشددوا على ضرورة وضع التدابير اللازمة لتعزيز ركائز وحدة الأسرة ، مؤكدين أهمية تضمين المقررات والمناهج الدراسية لمختلف المراحل التعليميَّة مكانة المرأة في الإسلام، داعين لتكثيف الجهود على المستوى الوطني، وعلى مستوى التعاون داخل منظمة التعاون الإسلامي لتجاوز العوائق والتحديات التي تعترض مشاركة المرأة ودورها في المجتمع.
وحثوا على معالجة التفاوتات بين الجنسين في العديد من القطاعات، وحثوا على مزيد من التنسيق والتعاون بين منظمة التعاون الإسلامي ودولها الأعضاء والأجهزة والمؤسسات ذات الصلة لمتابعة وتنفيذ خطة المنظمة للنهوض بالمرأة (أباو).
كما أكد المشاركون في المؤتمر أهمية إقرار القوانين لمشاركة المرأة الفاعلة في إدارة الشؤون العامة لبلدها، ودعوا لتشجيع إنشاء مؤسسات أهلية للمرأة، بهدف تعريفها بدورها في المجتمع، والارتقاء بمستواها الفكري والثقافي، حاثين على تشجيع وسائل الإعلام على العمل على تعزيز الوعي بمكانة المرأة وحقوقها التي أقرها الإسلام.
وخلال الجلسة الختامية للمؤتمر، قدمت معالي الدكتورة هلا بنت مزيد التويجري رئيس هيئة حقوق الإنسان رئيس وفد المملكة العربية السعودية، الشكر والتقدير لجميع من أسهم وشارك في إطلاق"وثيقة جدة" التي ستكون بمثابة خارطة طريق للإصلاحات التشريعية والمبادرات التنفيذية التي من شأنه مواجهة التحديات المتعلقة بحقوق المرأة في المجتمعات الإسلامية، ووضع الاستراتيجيات والخطط لتمكين المرأة وتعزيز دورها في هذه المجتمعات وإتاحة الفرصة لها للمشاركة الكاملة الفعَّالة في مختلف المجالات.
من جهته، أكد معالي حسين إبراهيم طه الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، أنَّ المنظمة ستُبقي على قضايا تمكين المرأة ضمن سلم أولوياتها، وستبادر إلى إطلاق وتبني العديد من الجهود والمبادرات التي من شأنها تحسين ظروف النساء في المجتمعات المسلمة، مشيرًا إلى أنَّ وثيقة جدة تمثل مسارًا فكريًا وعمليًا يعتمد من طرف المؤسسات التشريعية والمنظمات الحقوقية والمفكرين في الدول الأعضاء والمجتمعات المسلمة عند النظر في حقوق المرأة المسلمة.
وكانت أعمال اليوم الثاني من المؤتمر قد شهدت العديد من الجلسات وهي، جلسة "المرأة المسلمة في الإطار الخليجي والعربي والإسلامي" حيث تناولت خلالها الدكتورة هلا بنت مزيد التويجري رئيسة هيئة حقوق الإنسان بالمملكة العربية السعودية، دور مؤسسات حقوق الإنسان وهيئاتها الوطنية في مكافحة التمييز ضد المرأة في التشريعات والتطبيقات، فيما أشارت الدكتورة نورة الرشود المديرة التنفيذية للهيئة الدائمة المستقلة لحقوق الإنسان التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي إلى أنَّ المرأة على المستوى العالمي نالت الكثير من حقوقها بعد المراجعات العميقة لحقوقها في العديد من المجتمعات، وذلك بسبب عملية التحديث التي اندرجت فيها أغلب دول العالم في خلال العقود الأخيرة.
أخبار ذات صلةواستعرض السفير طارق علي بخيت الأمين العام المساعد للشؤون الإنسانية والاجتماعية والأسرة في منظمة التعاون الإسلامي حضور المرأة في قرارات المنظمة بين التشريع والتطبيق، مشددًا على أنَّ المنظمة تعتبر قضايا المرأة المسلمة من أهم القضايا على أجندات عملها.
وخلال جلسة "المرأة المسلمة في المجتمعات المعاصرة: الفرص والتحديات"، تطرَّقت هينا رباني خار وزيرة الدولة السابقة للشؤون الخارجية في باكستان، إلى حضور المرأة المسلمة في المجال الدبلوماسي، واستعرضت بعض التحديات والفرص التي تواجه المرأة المسلمة التي تتطلع للمشاركة النشطة في العمل الدبلوماسي.
فيما أكدت زهراء زمرد سلجوق مدير عام مركز البحوث الإحصائية والاقتصادية والاجتماعية والتدريب للدول الإسلامية "سيسرك”، أن العديد من البلدان الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي قطعت أشواطاً كبيرة في مسار تطوير السياسات والبرامج الوطنية لتمكين المرأة، من خلال ضمان ممارسة حقها في تلقي التعليم والحصول على فرص عمل لائقة والولوج إلى مختلف الخدمات والموارد والمشاركة في صنع القرار.
وخلال جلسة العمل الأخيرة لليوم الثاني من المؤتمر، والتي عقدت تحت عنوان "آفاق تمكين المرأة المسلمة في التعليم والعمل"، أوضحت روزا أوتونباييفا الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في أفغانستان أنَّ الأمم المتحدة تلعب دوراً محورياً في الدعوة إلى المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة، لا سيما في مجالي التعليم والعمل.
وتطرَّقت الدكتورة ميمونة الخليل الأمين العام لمجلس شؤون الأسرة في المملكة العربية السعودية إلى مسألة "المتطلبات التشريعية لتمكين المرأة في التعليم والعمل".
بدورها، أبرزت الدكتورة مهلة طالبنا مديرة مرصد المرأة في الجمهورية الإسلامية الموريتانية بعض النماذج الإيجابية لتوافق التعاليم الإسلامية مع العادات والتقاليد الاجتماعية في تكريم وتمكين المرأة.
من جانبها، أكدت بينتا جاما سيديبي المديرة التنفيذية لمجلس شؤون المرأة بجمهورية غامبيا، التزام منظمة التعاون الإسلامي بالصكوك القانونية الدولية التي تعزز حقوق جميع النساء، بما في ذلك النساء المسلمات، في مجالات مثل التعليم والعمل.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: المرأة الإسلام جدة السعودية منظمة التعاون الإسلامی المرأة المسلمة فی التعلیم والعمل حقوق الإنسان المرأة فی العدید من
إقرأ أيضاً:
انطلاق مؤتمر “المرأة السعودية في التنمية.. خطوات طموحة لمستقبل واعد” بالرياض
نظَّم المرصد الوطني للمرأة في جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن اليوم أعمال مؤتمر “المرأة السعودية في التنمية خطوات طموحة لمستقبل واعد”، الذي سلَّط الضوء على دور المرأة السعودية في بناء مستقبل مزدهر وتحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 بمشاركة عددٍ من ممثلي الجهات الرسمية، ومؤسسات المجتمع المدني، وذلك في مركز المؤتمرات والندوات بالجامعة.
وجاء انعقاد المؤتمر في نسخته الثالثة برعاية معالي وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية المهندس أحمد بن سليمان الراجحي, بهدف استعراض مؤشرات تمكين المرأة السعودية في ضوء مستهدفات الرؤية والتعريف بأهم المبادرات الوطنية لتمكين المرأة على مستوى القطاع الحكومي والقطاع الخاص والقطاع غير الربحي، وتبادل الخبرات والمعارف والتجارب الناجحة حول تمكين المرأة إضافة إلى ابتكار حلول ومبادرات جديدة لتعزيز مشاركتها في عمليات صنع القرار.
وأوضحت معالي رئيسة جامعة الأميرة نورة الدكتورة إيناس بنت سليمان العيسى خلال كلمتها في الجلسة الافتتاحية أنَّ المؤتمر الثالث للمرصد الوطني للمرأة يأتي تتويجًا لمسيرة بدأت منذ عام 2018م حملت خلالها سبع سنوات من العطاء القائم على قيم التمكين والمعرفة والريادة ارتكزت على التحليل الإحصائي والتخطيط الإستراتيجي دعمًا لمشاركة المرأة في مسيرة التنمية الوطنية.
وأكدت أهمية دور شركاء المرصد في الدعم والتمكين حتى أصبح المرصد بلغة الأرقام والمؤشرات أداة فاعلة في رسم السياسات وصناعة المستقبل، مُجسدًا الالتزام برؤية المملكة 2030 نحو مستقبل أكثر شمولية واستدامة.
واشتمل برنامج المؤتمر على 5 جلسات حوارية في إطار التأكيد على أهمية دور المرأة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة وهي “مؤشرات مشاركة المرأة السعودية في التنمية سياقات وطنية”، و”تمكين المرأة السعودية منذ إطلاق رؤية المملكة 2030 الجهود المبذولة والتقدم المحرز”، و”المرأة السعودية والابتكار الاجتماعي تمكين وتكامل”، و”المرأة والبيئة بناء مستقبل مستدام”، و”المرأة في سوق العمل دعم الشمولية والتنوع الاقتصادي”.
اقرأ أيضاًالمجتمع“وزارة النقل” تقيم حفل معايدة لمنسوبيها
وأُقيم على هامش المؤتمر معرض مُصاحب بمشاركة أكثر من 25 جهة ذات علاقة بمجال تمكين المرأة للتعريف بجهود الجهات في المجال والخدمات والمنتجات التي تُقدمها، إضافة إلى أبرز مبادراتها الرامية إلى دعم مشاركة المرأة في مختلف مسارات التنمية الاقتصادية والاجتماعية والصحية.
يذكر أنَّ مؤتمر المرصد الوطني للمرأة انعقد بنُسختين سابقتين خلال عامي 2018 و2019م مسجلًا عددًا من المخرجات والشراكات الناجحة، من بينها استمرار تعاون المراكز البحثية مع الجهات الحكومية والخاصة والقطاع غير الربحي ذات العلاقة بدور المرأة في التنمية، في شراكات تساعد على قياس إسهامات المرأة ودراسة التشريعات والأنظمة القائمة التي تدعم المرأة وتأثيرها على مستوى إسهام المرأة في التنمية.
ويأتي ذلك ضمن جهود المرصد الوطني للمرأة في الإسهام بتحقيق أهداف الخطة الإستراتيجية لجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن 2025، الرامية إلى تعزيز ريادة المرأة في مسيرة التنمية الوطنية وإبراز الدور الحضاري للمرأة.