دمشق - قضى ثلاثة مقاتلين موالين لإيران الأربعاء 8-11-2023 في ضربات إسرائيلية على مواقع تابعة لحزب الله اللبناني قرب العاصمة السورية دمشق، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. 

وقصفت إسرائيل سوريا مرات عدة في الشهر الماضي مع تصاعد التوترات الإقليمية على خلفية الحرب بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن "قُتل ثلاثة مقاتلين غير سوريين موالين لإيران في قصف إسرائيلي على مزارع ومواقع أخرى تابعة لحزب الله قرب عقربا والسيدة زينب". 

وذكر المرصد أنّ عقربا تضمّ مطاراً عسكرياً على بُعد أكثر من 10 كيلومترات من مطار دمشق الدولي.

وأضاف أنّ إسرائيل قصفت أيضا مواقع دفاع جوي سورية في السويداء بجنوب البلاد.

من جانبها، قالت وسائل إعلام رسمية سورية إنّ غارات جوية إسرائيلية أصابت مواقع عسكرية في جنوب سوريا، ما تسبّب في أضرار مادية.

ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن مصدر عسكري أنه "حوالي الساعة 22:50 من مساء اليوم نفّذ العدو الإسرائيلي عدواناً جوياً من اتجاه بعلبك بلبنان مستهدفاً بعض النقاط العسكرية في المنطقة الجنوبية، ما أدّى لوقوع بعض الخسائر المادية". 

وفي الشهر الماضي، أدّت ضربات إسرائيلية إلى خروج المطارين السوريين الرئيسيين في دمشق وحلب عن الخدمة مرّات عدة خلال أسبوعين.

وخلال أكثر من عقد من الحرب الأهلية في سوريا، شنت إسرائيل مئات الغارات الجوية على جارتها الشمالية، مستهدفة في المقام الأول مقاتلي حزب الله وقوات أخرى مدعومة من إيران بالإضافة إلى مواقع للجيش السوري.

ونادراً ما تعلّق إسرائيل على ضرباتها في سوريا، لكنّها قالت مراراً إنها لن تسمح لخصمها اللدود إيران الداعمة لحكومة الرئيس بشار الأسد، بترسيخ وتوسيع وجودها في البلد المجاور.

Your browser does not support the video tag.

المصدر: شبكة الأمة برس

إقرأ أيضاً:

النفوذ التركي وتطورات المشهد في سوريا تثير مخاوف إسرائيل

كشف المحلل العسكري الإسرائيلي البارز في صحيفة يديعوت أحرونوت، رون بن يشاي، عن مخاوف إسرائيلية متزايدة من التطورات الأخيرة في سوريا، خاصة مع تصاعد النفوذ التركي في المنطقة، وتشكيل حكومة جديدة في دمشق بقيادة أحمد الشرع.

كما أشار المقال إلى تخوف إسرائيل من إمكانية استغلال حركة المقاومة الإسلامية (حماس) للوضع الجديد في سوريا لشن هجمات على إسرائيل من منطقة الجولان المحتل.

وبدأ المقال بالإشارة إلى أحداث الساحل السوري، باعتبارها علامة تنذر بالمزيد من التهديدات، مشيرا إلى أن ما قام به "أتباع قائد هيئة تحرير الشام" قد يعكس تصاعدا في العنف الطائفي الذي قد يؤدي إلى تفكك النظام السوري.

ولا يقتصر القلق الإسرائيلي على التهديدات الداخلية في سوريا، بل يتعداها إلى مخاطر إقليمية ودولية، منها إطلاق سراح مسلحين من حركة حماس من السجون السورية.

وبحسب المقال فإن هؤلاء المسلحين، الذين كان النظام السوري سجنهم في السابق لتجنب إثارة إسرائيل، قد يعودون الآن إلى التخطيط لهجمات ضد المستوطنات الإسرائيلية في الجولان وإصبع الجليل، حيث قامت القوات الجوية الإسرائيلية مؤخرا بقصف عدة مستودعات أسلحة تابعة لهذه الجماعة في محاولة لتعطيل خططها.

إعلان النفوذ التركي

إلى جانب التهديدات المحلية، تشعر إسرائيل بقلق بالغ من النفوذ المتزايد لتركيا في سوريا.

ويقول التقرير إن تركيا، التي تدعم بعض الفصائل السورية، تحاول تعزيز وجودها العسكري والسياسي في المنطقة، ولا تنوي السيطرة الكاملة على سوريا، بل تحويلها إلى دولة تابعة من خلال إنشاء جيش سوري جديد، وإقامة قواعد عسكرية في جميع أنحاء البلاد، منها الجنوب القريب من الحدود الإسرائيلية.

ويقول بن يشاي إن إسرائيل تعتبر وجود تركيا على حدودها في الجولان تهديدا كبيرا، خاصة إذا ما اقترن ذلك بوجود جماعات مثل هيئة تحرير الشام، لأن تركيا تعتمد على دعم هذه الجماعات لتحقيق أهدافها في سوريا، لكنها في نفس الوقت تحاول الحفاظ على علاقات مع إسرائيل لتجنب تصعيد مباشر.

الانسحاب الأميركي

أحد العوامل التي تزيد أيضا من قلق إسرائيل هو احتمال انسحاب القوات الأميركية من سوريا، لأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلن سابقا نيته سحب قوات بلاده من سوريا، مدعيا أن الحرب هناك ليست شأنا أميركيا.

وقد يفتح هذا الانسحاب -وفق يشاي- الباب أمام تركيا لتعزيز نفوذها في المنطقة، خاصة في المناطق الكردية التي تدعمها الولايات المتحدة حاليا.

ويقول المحلل العسكري إن إسرائيل تحاول إقناع الإدارة الأميركية بالإبقاء على القوات الأميركية في سوريا، على الأقل حتى يستقر الوضع. ويرى أن نجاح هذه الجهود غير مضمون، خاصة في ظل التوجه العام لإدارة ترامب نحو تقليل الوجود العسكري الأميركي في الخارج.

نظام دفاعي

في مواجهة هذه التهديدات المزعومة، تعمل إسرائيل على تشكيل واقع جديد في المنطقة القريبة من حدودها مع سوريا.

ويشير المقال إلى أن تل أبيب لا تنوي احتلال سوريا، لكنها تسعى إلى إنشاء منطقة عازلة منزوعة السلاح في الجنوب السوري قرب حدودها. وستكون هذه المنطقة بمثابة حاجز يمنع الجماعات المسلحة من التحرك نحو إسرائيل.

إعلان

وقد أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس أن إسرائيل لن تسمح لمقاتلي النظام الجديد في دمشق بالتوجه جنوبا، ولن تسمح لمن أسمتهم "الجهاديين السنة" بالتجول مسلحين في منطقة الجولان السوري.

ويقول بن يشاي إن إسرائيل تعمل على إنشاء نظام دفاعي من 3 مناطق: منطقة عازلة قريبة من الحدود، ومنطقة أمنية، ومنطقة نفوذ تمتد حتى دمشق.

تشكل المنطقة العازلة، التي تم تحديدها في اتفاقيات وقف إطلاق النار لعام 1974، الخط الدفاعي الأول لإسرائيل. وتحتفظ فيها إسرائيل بوجود عسكري دائم، بما في ذلك في الجولان السوري، الذي يسمح بالمراقبة ليس فقط لما يحدث في حوض دمشق، ولكن أيضا في سهل البقاع اللبناني.

وتمتد المنطقة العازلة من قمة الجولان السوري حتى مثلث الحدود الأردنية-السورية-الإسرائيلية.

أما خارج المنطقة العازلة، فتوجد "منطقة الأمن" حيث تتمركز العديد من القرى السورية. ويدخل الجيش الإسرائيلي إلى هذه المنطقة بشكل محدود عند الحاجة، مثل تدمير مستودعات الأسلحة المتبقية أو التعامل مع وجود مسلحين مزعومين يهددون المستوطنات الحدودية في إسرائيل.

وتسمح هذه المنطقة للجيش الإسرائيلي بالمراقبة وإطلاق النار لمسافات طويلة، مما يوفر طبقة إضافية من الحماية.

ووراء منطقة الأمن، يوجد -وفق الرؤية الإسرائيلية- ما يسمى "منطقة النفوذ"، التي تحدها من الشرق طريق دمشق-السويداء (عاصمة الدروز في جبل الدروز). ويبلغ عرضها حوالي 65 كيلومترا، وتشمل تجمعات الدروز في جبل الدروز، وكذلك العرب السنة الذين يرغبون في التواصل مع إسرائيل.

وترى إسرائيل في المحافظة الدرزية منطقة شبه مستقلة تسعى للحفاظ على وضعها عندما تستقر سوريا. كما ترى في سكانها طرفا يجب أن تبقى ملتزمة تجاههم، بما في ذلك من خلال الحماية وتوفير الاحتياجات الأساسية.

إعلان العلاقة مع الدروز

ويزعم المحلل العسكري أن هذا الالتزام ينبع مما أسماه العلاقات التاريخية بين إسرائيل والطائفة الدرزية، التي تعتبر حليفا إستراتيجيا في المنطقة.

بالإضافة إلى ذلك، تفكر إسرائيل في السماح للدروز من سكان السويداء بالعمل في إسرائيل وإعالة أنفسهم، كما كان الحال في فترة الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان.

وحسب التقرير، فإن "هذه المناطق الثلاث موجودة بالفعل؛ المواقع في المنطقة العازلة تم إنشاؤها، والجيش الإسرائيلي يقوم بدوريات في منطقة الأمن، وفي منطقة النفوذ تتم علاقات بدرجات مختلفة من الكثافة. لكن في سوريا حاليا، كل شيء مفتوح، وحتى الروس قلقون ويشاركون إسرائيل مخاوفهم مؤخرا، بسبب المعارك بين النظام والعلويين في غرب سوريا".

وفيما يلفت بن يشاي إلى أن المعارك تدور بالقرب من القواعد الروسية، حيث يحاول العديد من الطائفة العلوية العثور على ملجأ فيها، فإنه يؤكد أن "إسرائيل ليس لديها أي نية للتدخل، خاصة وأن الصراع بين النظام السني في دمشق والعلويين المؤيدين للأسد في المنطقة الساحلية تطور بسبب نية العلويين التمرد على النظام الجديد في دمشق، تماما كما فعل السنة في السابق ضد عائلة الأسد العلوية".

ويختم المحلل العسكري مقاله بالإشارة إلى أن إسرائيل تراقب من الخارج، وتفرض سيطرتها بشكل رئيسي من خلال القوات الجوية، ولا تخفي رغبتها في أن تصبح سوريا فدرالية.

وفي تعليقه حول ما نُشر سابقا من أن الرئيس ترامب طرح -في محادثة مع نتنياهو- حتى إمكانية أن تسيطر إسرائيل على سوريا، فإنه يؤكد عدم رغبة إسرائيل في ذلك، ولكنه يخلص إلى أن "الدعم من ترامب يسمح لنتنياهو على الأقل بمحاولة تشكيل واقع جديد منزوع السلاح جنوب دمشق، في منطقة قريبة من الحدود مع إسرائيل".

مقالات مشابهة

  • النفوذ التركي وتطورات المشهد في سوريا تثير مخاوف إسرائيل
  • لجنة تقصي حقائق سورية: لا أحد فوق القانون وسيتم اعتقال المجرمين
  • أخبار العالم | هجوم أوكراني على موسكو.. اعتقال دوتيرتي.. وتصعيد إسرائيلي في سوريا
  • إسرائيل تستهدف مواقع أسلحة جنوب سوريا
  • إسرائيل تعلن قصف مقار عسكرية جنوبي سوريا
  • غارات إسرائيلية على مواقع عسكرية في محافظة درعا جنوب سوريا
  • سوريا.. غارات إسرائيلية تستهدف مواقع عسكرية في درعا
  • سوريا - قصف إسرائيلي يستهدف درعا
  • أحداث سورية: مقتل 973 مدنيا في مناطق الساحل منذ اندلاع الاشتباكات
  • سوريا.. دمشق تشكل لجنة للتحقيق في أحداث اللاذقية