الخليج الجديد:
2024-09-09@07:35:16 GMT

صوتٌ خارج حضن الطغيان الإسرائيلي

تاريخ النشر: 9th, November 2023 GMT

صوتٌ خارج حضن الطغيان الإسرائيلي

صوتٌ خارج حضن الطغيان الإسرائيلي

نوريت بيلد ألحنان ... فصلوها من التدريس في الكلية بزعم تأييدها "حماس".

أغلبية الإسرائيليين الذين يتفاخرون بحمل لقب "يساريين" هم ليسوا أكثر من "حمائم تُغرّد داخل السرب الصهيوني"، لا "حمائم ذات قيم عالمية".

الصنف الإسرائيلي الذي يؤيّد السلام بدوافع أخلاقية عالمية فقد بات صنفاً نادراً لا يبحثٌُ عن ملاذٍ في حضن الوطنية العمياء ولا في حالات الإجماع القومي.

انزياح اليسار الإسرائيلي عن القيم الكونية لليسار، يرسّخ أكثر فأكثر حقيقة أن هذا "اليسار" يمكن تسميتُه بأي اسم، سوى أن يُسمّى يساراً بموجب تلك المفاهيم الكونيّة.

أثار حنق طغاة إسرائيل تأكيد نوريت أن مقارنة أفعال "حماس" بالنازية ليست صحيحة فالنازية أيديولوجيا سلطة تقرّر إبادة أقليات تخضع لحكمها ونحن لسنا تحت سلطة "حماس".

* * *

سيحين لاحقاً وقت تقديم العديد من القرائن على سلوك معظم ما يُعرف بـ"اليسار الإسرائيلي" إبّان الحرب الشرسة المستمرّة منذ 7 أكتوبر على قطاع غزّة، بشراً وحيّزاً جغرافيّاً.

وهي قرائن أثبتت مُجدّداً ضمن مرّات من الصعب حصرها حُكماً سابقاً على هذا اليسار، مؤدّاه انزياحه، قبل أي شيء، عن القيم الكونية لليسار، بما يرسّخ أكثر فأكثر حقيقة أن هذا "اليسار" يمكن تسميتُه بأي اسم، سوى أن يُسمّى يساراً بموجب تلك المفاهيم الكونيّة.

وعلى مستوى العلاقة مع الفلسطينيين في الفترة الأخيرة، يمكن القول إن الخفّة التي هضم فيها "اليسار الإسرائيلي" ذرائع رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق، إيهود باراك، عندما كان رئيساً لحزب العمل (اليساري)، بشأن إخفاقه في مسار المفاوضات السوري اللبناني والمسار الفلسطيني، في عام 2000، وعقابيل ذلك كله، كانت بمنزلة أول شهادة على هشاشته.

وما اتّضح لاحقاً، وفقاً للوقائع المُجرّدة، أن أغلبية الإسرائيليين الذين يتفاخرون بحمل لقب "يساريين" هم ليسوا أكثر من "حمائم تُغرّد داخل السرب الصهيوني"، لا "حمائم ذات قيم عالمية".

ويؤيّد هؤلاء عملية السلام مع الفلسطينيين من منطلق اعتباراتٍ براغماتية تُحيل فقط إلى ما يندرج في إطار مصلحة الشعب اليهودي، مثل الميزان الديموغرافي، أو ضمان أمن إسرائيل، أو دفع ازدهارها الاقتصادي قدماً.

أما الصنف الذي يؤيّد السلام بدوافع أخلاقية عالمية فقد بات صنفاً نادراً، لا يبحثٌُ عن ملاذٍ في حضن الوطنية العمياء، ولا في حالات الإجماع القومي.

وقد يثبُت عاجلاً أن هذه الصنف النادر آخذٌ بالتضاؤل بعد هذه الحرب، إنما من دون أن يفتقد قيمة ما صدر عنه خلالها، والذي تتوقف هذه المقالة عند بعضه، لأن فيه ما يسلّط الضوء على صيرورة حالية حتى من منظوري المكان والزمان.

وبينما تتحدّث تقارير الإعلام عن حملة ترهيب وتضييق غير مسبوقة يتعرّض لها الفلسطينيون في أراضي 1948، يجدر الالتفاتُ كذلك إلى حملة موازية يتعرّض لها أفراد ذلك الصنف النادر من اليسار الإسرائيلي، ومنهم الباحثة والأكاديمية نوريت بيلد إلحنان.

وهي أنجزت دراسات عديدة في مناهج التعليم في المدارس الإسرائيلية، وظّفت في معظمها استعارة البستنة، لتناول خطاب الضحايا والسلطة في الكتب المدرسية المتداولة في إسرائيل، وكيف يعمل هذا الخطاب، بشكل منهجي، على شرعنة احتلال فلسطين. ووفقاً لتلك الأبحاث، يغرس هذا الخطاب في النفوس الخوف من الغوييم (الأغيار)، ويرسّخ مبدأ سيادة الأغلبية اليهودية، ويساهم في تشكيل الهوية الإسرائيلية القائمة على السلب والنهب.

وقد تلقّت بيلد إلحنان، بعد ساعات من بثّ رسالة في مجموعة واتساب داخلية تضمّ محاضرين في الكلية التي تدرّس فيها، رسالة في بريدها الإلكتروني تبلغها بفصلها من العمل بحجّة "الإعراب عن تأييد الأعمال الإرهابية لحماس وتبريرها".

وفي التفاصيل أن بيلد إلحنان عقّبت في تلك المجموعة على فيلم جرى نشره، وشبّه هجوم مقاتلين من الجناح العسكري لحركة حماس على مواقع عسكرية ومستوطنات محاذية لقطاع غزّة بممارسات النازية، باقتباس مقولة للفيلسوف الفرنسي سارتر، وردت في مقدّمة كتبها لأحد كتب فرانز فانون، عبر إعادة صوْغها بما يتلاءم مع سياق الاحتلال الإسرائيلي.

وجاء فيها: "بعد كل تلك الأعوام الطويلة التي كان فيها عنق المُحتَل مخنوقاً تحت أعقاب نعالك، ومُنح فجأة فرصة أن يرفع عينيه في وجه الضوء، أي نظرة تعتقد أنك كنت ستراها هناك؟" (في الأصل وردت كلمة أسود بدلاً من كلمة محتلّ). وأضافت: "هذه النظرة هي بالضبط ما شاهدناه يوم 7 أكتوبر 2023".

ولكن يبدو أن أكثر ما أثار الحنق لدى طغاة إسرائيل، كما تصفهم بيلد إلحنان، تأكيدها أن مقارنة أفعال "حماس" بأفعال النازية ليست صحيحة بتاتاً، فالأخيرة كانت أيديولوجيا سلطة تقرّر إبادة الأقليات التي تخضع لحكمها، وهذا الوضع ليس قائماً في حالتنا، لأننا لسنا تحت سلطة "حماس" قطّ.

*أنطوان شلحت كاتب وباحث في الشأن الإسرائيلي

المصدر | العربي الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: إسرائيل النازية حماس قيم قوى اليسار إيهود باراك حزب العمل

إقرأ أيضاً:

غانتس: على إسرائيل نقل تركيزها العسكري إلى لبنان وإيران

قال العضو السابق في مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس، إن الوقت حان كي تتعامل إسرائيل مع الوضع في الشمال في مواجهة حزب الله اللبناني وإيران، محذراً أن "إسرائيل تأخرت في هذا الأمر".

وأضاف غانتس،  خلال حديثه في منتدى نقاش حول الشرق الأوسط في واشنطن: أن  "حماس قصة قديمة، إن قضية إيران ووكلائها في كل أنحاء المنطقة وما يحاولون فعله هي القضية الحقيقية".

وتابع قائلاً "لدينا ما يكفي من القوات للتعامل مع غزة وأنه ينبغي علينا التركيز على ما يحدث في شمال البلاد"، مضيفاً "الساعة دقّت الشمال وفي الواقع أعتقد أننا تأخرنا في هذه النقطة".

واعتبر غانتس أن إسرائيل "ارتكبت خطأ" بإجلاء الكثير من الناس من شمال البلاد بعد هجوم حماس في 7 أكتوبر (تشرين الأول).

واضطر آلاف الإسرائيليين إلى الفرار من الشمال، في وقت يتبادل حزب الله والجيش الإسرائيلي إطلاق النار بشكل شبه يومي على الحدود الإسرائيلية اللبنانية منذ بدء الحرب في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس.

Live update: Gantz: Military focus should shift to Lebanon, Iran; ‘We are late on this’ https://t.co/6AUWU9d0uL

— ToI ALERTS (@TOIAlerts) September 9, 2024

وقال غانتس أيضاً: "في غزة، وصلنا إلى نقطة حاسمة في الحملة. يمكننا أن نفعل ما نريد في غزة"، في حين تستمر عمليات الجيش الإسرائيلي هناك في انتظار التوصل إلى اتفاق على وقف لإطلاق النار مع حماس.

وتابع غانتس "أعتقد أننا يجب أن نسعى للتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن، لكن إذا لم نتمكن من تحقيق ذلك في الأيام أو الأسابيع المقبلة، فعلينا أن نذهب إلى الشمال".

وأضاف "لا أعتقد أننا في حاجة إلى الانتظار أكثر لدينا القدرة على القيام بذلك"، بما في ذلك "من خلال ضرب لبنان إذا لزم الأمر".

مقالات مشابهة

  • غانتس: على إسرائيل نقل تركيزها العسكري إلى لبنان وإيران
  • مدير CIA يسعى لاقتراح أكثر تفصيلا بشأن غزة.. الـ10% المتبقية هي الأصعب
  • مدير CIA يسعى لاقتراح أكثر تفصيلا بشأن غزة.. 10% المتبقية هي الأصعب
  • كيف تستغل حماس "فيديوهات الرهائن" في الضغط على إسرائيل؟
  • الجيش الإسرائيلي يقصف مدرسة شمال غزة ويزعم وجود مسلحين من حماس فيها
  • عودة اليسار لا تعني مواجهة اليمين في إسرائيل
  • جيش الاحتلال الإسرائيلي يزعم استهداف مجمع لقيادة حماس في مدرسة بغزة
  • من سيدعم إسرائيل أكثر: هاريس أم ترامب؟
  • أستاذ بجامعة السوربون: «نتنياهو» تسبب بنفور أوروبا من إسرائيل
  • وثائق مزعومة تكشف خطط حماس للتعامل مع المعركة الجارية.. ماذا جاء فيها؟