الخليج الجديد:
2025-01-24@08:43:53 GMT

صوتٌ خارج حضن الطغيان الإسرائيلي

تاريخ النشر: 9th, November 2023 GMT

صوتٌ خارج حضن الطغيان الإسرائيلي

صوتٌ خارج حضن الطغيان الإسرائيلي

نوريت بيلد ألحنان ... فصلوها من التدريس في الكلية بزعم تأييدها "حماس".

أغلبية الإسرائيليين الذين يتفاخرون بحمل لقب "يساريين" هم ليسوا أكثر من "حمائم تُغرّد داخل السرب الصهيوني"، لا "حمائم ذات قيم عالمية".

الصنف الإسرائيلي الذي يؤيّد السلام بدوافع أخلاقية عالمية فقد بات صنفاً نادراً لا يبحثٌُ عن ملاذٍ في حضن الوطنية العمياء ولا في حالات الإجماع القومي.

انزياح اليسار الإسرائيلي عن القيم الكونية لليسار، يرسّخ أكثر فأكثر حقيقة أن هذا "اليسار" يمكن تسميتُه بأي اسم، سوى أن يُسمّى يساراً بموجب تلك المفاهيم الكونيّة.

أثار حنق طغاة إسرائيل تأكيد نوريت أن مقارنة أفعال "حماس" بالنازية ليست صحيحة فالنازية أيديولوجيا سلطة تقرّر إبادة أقليات تخضع لحكمها ونحن لسنا تحت سلطة "حماس".

* * *

سيحين لاحقاً وقت تقديم العديد من القرائن على سلوك معظم ما يُعرف بـ"اليسار الإسرائيلي" إبّان الحرب الشرسة المستمرّة منذ 7 أكتوبر على قطاع غزّة، بشراً وحيّزاً جغرافيّاً.

وهي قرائن أثبتت مُجدّداً ضمن مرّات من الصعب حصرها حُكماً سابقاً على هذا اليسار، مؤدّاه انزياحه، قبل أي شيء، عن القيم الكونية لليسار، بما يرسّخ أكثر فأكثر حقيقة أن هذا "اليسار" يمكن تسميتُه بأي اسم، سوى أن يُسمّى يساراً بموجب تلك المفاهيم الكونيّة.

وعلى مستوى العلاقة مع الفلسطينيين في الفترة الأخيرة، يمكن القول إن الخفّة التي هضم فيها "اليسار الإسرائيلي" ذرائع رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق، إيهود باراك، عندما كان رئيساً لحزب العمل (اليساري)، بشأن إخفاقه في مسار المفاوضات السوري اللبناني والمسار الفلسطيني، في عام 2000، وعقابيل ذلك كله، كانت بمنزلة أول شهادة على هشاشته.

وما اتّضح لاحقاً، وفقاً للوقائع المُجرّدة، أن أغلبية الإسرائيليين الذين يتفاخرون بحمل لقب "يساريين" هم ليسوا أكثر من "حمائم تُغرّد داخل السرب الصهيوني"، لا "حمائم ذات قيم عالمية".

ويؤيّد هؤلاء عملية السلام مع الفلسطينيين من منطلق اعتباراتٍ براغماتية تُحيل فقط إلى ما يندرج في إطار مصلحة الشعب اليهودي، مثل الميزان الديموغرافي، أو ضمان أمن إسرائيل، أو دفع ازدهارها الاقتصادي قدماً.

أما الصنف الذي يؤيّد السلام بدوافع أخلاقية عالمية فقد بات صنفاً نادراً، لا يبحثٌُ عن ملاذٍ في حضن الوطنية العمياء، ولا في حالات الإجماع القومي.

وقد يثبُت عاجلاً أن هذه الصنف النادر آخذٌ بالتضاؤل بعد هذه الحرب، إنما من دون أن يفتقد قيمة ما صدر عنه خلالها، والذي تتوقف هذه المقالة عند بعضه، لأن فيه ما يسلّط الضوء على صيرورة حالية حتى من منظوري المكان والزمان.

وبينما تتحدّث تقارير الإعلام عن حملة ترهيب وتضييق غير مسبوقة يتعرّض لها الفلسطينيون في أراضي 1948، يجدر الالتفاتُ كذلك إلى حملة موازية يتعرّض لها أفراد ذلك الصنف النادر من اليسار الإسرائيلي، ومنهم الباحثة والأكاديمية نوريت بيلد إلحنان.

وهي أنجزت دراسات عديدة في مناهج التعليم في المدارس الإسرائيلية، وظّفت في معظمها استعارة البستنة، لتناول خطاب الضحايا والسلطة في الكتب المدرسية المتداولة في إسرائيل، وكيف يعمل هذا الخطاب، بشكل منهجي، على شرعنة احتلال فلسطين. ووفقاً لتلك الأبحاث، يغرس هذا الخطاب في النفوس الخوف من الغوييم (الأغيار)، ويرسّخ مبدأ سيادة الأغلبية اليهودية، ويساهم في تشكيل الهوية الإسرائيلية القائمة على السلب والنهب.

وقد تلقّت بيلد إلحنان، بعد ساعات من بثّ رسالة في مجموعة واتساب داخلية تضمّ محاضرين في الكلية التي تدرّس فيها، رسالة في بريدها الإلكتروني تبلغها بفصلها من العمل بحجّة "الإعراب عن تأييد الأعمال الإرهابية لحماس وتبريرها".

وفي التفاصيل أن بيلد إلحنان عقّبت في تلك المجموعة على فيلم جرى نشره، وشبّه هجوم مقاتلين من الجناح العسكري لحركة حماس على مواقع عسكرية ومستوطنات محاذية لقطاع غزّة بممارسات النازية، باقتباس مقولة للفيلسوف الفرنسي سارتر، وردت في مقدّمة كتبها لأحد كتب فرانز فانون، عبر إعادة صوْغها بما يتلاءم مع سياق الاحتلال الإسرائيلي.

وجاء فيها: "بعد كل تلك الأعوام الطويلة التي كان فيها عنق المُحتَل مخنوقاً تحت أعقاب نعالك، ومُنح فجأة فرصة أن يرفع عينيه في وجه الضوء، أي نظرة تعتقد أنك كنت ستراها هناك؟" (في الأصل وردت كلمة أسود بدلاً من كلمة محتلّ). وأضافت: "هذه النظرة هي بالضبط ما شاهدناه يوم 7 أكتوبر 2023".

ولكن يبدو أن أكثر ما أثار الحنق لدى طغاة إسرائيل، كما تصفهم بيلد إلحنان، تأكيدها أن مقارنة أفعال "حماس" بأفعال النازية ليست صحيحة بتاتاً، فالأخيرة كانت أيديولوجيا سلطة تقرّر إبادة الأقليات التي تخضع لحكمها، وهذا الوضع ليس قائماً في حالتنا، لأننا لسنا تحت سلطة "حماس" قطّ.

*أنطوان شلحت كاتب وباحث في الشأن الإسرائيلي

المصدر | العربي الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: إسرائيل النازية حماس قيم قوى اليسار إيهود باراك حزب العمل

إقرأ أيضاً:

كان : إسرائيل تشترط الإفراج عن أسيرة لعودة النازحين

قالت هيئة البث الإسرائيلية ( كان 11) مساء اليوم الخميس 23 يناير 2025 ، إنه في حال لم تفرج حركة حماس عن الأسيرة أربيل يهود يوم السبت المقبل كما ينص اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ، فإنه لن يتم السماح بعودة النازحين الى شمال قطاع غزة.

وبحسب القناة فإنه من المقرر أن يتسلم رئيس الموساد أسماء النساء المختطفات اللواتي سيتم الإفراج عنهن السبت من رئيس وزراء قطر غدا.

وأضافت :" في إسرائيل من المتوقع أن يتم الإعلان عن الأسماء في فترة ما بعد الظهر أو المساء (..) وتشير التقديرات إلى أن بعض المختطفين المفرج عنهم كانوا بمثابة دروع بشرية لمسؤولي حماس الكبار أثناء فترة أسرهم".

وأوضحت القناة أن التقديرات في إسرائيل أن حماس لن تقدم يوم السبت قائمة كاملة بكل أسماء المختطفين الذين ستفرج عنهم وإنما ستحدد عدد الأحياء والأموات فقط وبهذا لن تعرف عوائل المختطفين أي منهم حي وميت.


 

ومساء الخميس قال زاهر جبارين رئيس حركة حماس في الضفة الغربية ، إن اتفاق وقف إطلاق النار مضى عليه 4 أيام ، وأن حركته ستسلم غدا أسماء 4 أسرى لدى المقاومة حسب الاتفاق ، لكي يسلموا أسماء الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم ، وغدا نسلم الأسماء وبعد غد يكون التنفيذ.

وأضاف جبارين خلال لقاء مع التلفزيون العربي :" فور تسليم الأسرى في اليوم السابع يسمح لأهلنا وشعبنا بالتنقل بحرية من الشمال للجنوب ومن الجنوب للشمال، وهناك خرائط في البداية ومراحل، حتى يتم إزالة كل العوائق من محور نتساريم".

وتابع القيادي في حماس :" ضمن الاتفاق سيكون هناك تفتيش للمركبات سيكون من خلال ومراقبة إخواننا المصريين والقطريين".

وقال :" نحن شددنا بشكل واضح وصريح على أن معبر رفح هو شأن فلسطيني مصري، والاتفاق على ذلك وتفصيلاته مع الإخوة في مصر، وهو شأن فلسطيني مصري، وفي الأيام القادمة سيعلن عن آلية تشغيل معبر رفح".

وأردف جبارين :" فور تسليم الأسرى في اليوم السابع يسمح لأهلنا وشعبنا بالتنقل بحرية من الشمال للجنوب ومن الجنوب للشمال، وهناك خرائط في البداية ومراحل، حتى يتم إزالة كل العوائق من محور نتساريم".

وأوضح أنه وضمن الاتفاق سيكون هناك تفتيش للمركبات سيكون من خلال ومراقبة إخواننا المصريين والقطريين.

وقال القيادي في حماس:" نحن شددنا بشكل واضح وصريح على أن معبر رفح هو شأن فلسطيني مصري، والاتفاق على ذلك وتفصيلاته مع الإخوة في مصر، وهو شأن فلسطيني مصري، وفي الأيام القادمة سيعلن عن آلية تشغيل معبر رفح".

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية رئيسا الأركان والشاباك: مستعدون لسلسلة عمليات ستنقل جنين لموضع آخر يديعوت: هذا ما أظهرته الوثائق الإسرائيلية ليلة 7 أكتوبر تفاصيل أول مكالمة بين نتنياهو ووزير الخارجية الأميركي الجديد الأكثر قراءة صفقة غزة - بن غفير يهدد بالاستقالة ولابيد يرد سعر صرف الدولار والدينار مقابل الشيكل اليوم الجمعة 17 يناير انخفاض درجات الحرارة - أحوال طقس فلسطين اليوم قبل يومين من دخول الهدنة - عشرات الشهداء والإصابات في قطاع غزة عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • قيادي في “حماس”: سيُفرج عن أكثر من 1700 أسير فلسطيني ضمن الصفقة
  • كان : إسرائيل تشترط الإفراج عن أسيرة لعودة النازحين
  • روبيو: دعم إسرائيل أولوية قصوى
  • بعد أكثر من عام.. الحوثيون يفرجون عن طاقم سفينة “غالاكسي ليدر”
  • اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وغزة معلّق بخيط رفيع
  • الصفدي يتحدث عن غزة بدون مليشيات مسلحة.. كيف علقت حماس؟
  • «الاحتلال الإسرائيلي» يواصل اقتحام مخيم جنين نحو أكثر من 16 ساعة
  • إسرائيل تستهدف أكثر من 10 فلسطينيين في جنين
  • استشهاد وإصابة أكثر من 50 فلسطينيًا في عدوان الاحتلال الإسرائيلي على جنين لليوم الثاني على التوالي
  • أوجه الشبه والاختلاف بين غزة ولبنان في نظر إسرائيل