استثمارات خليجية متزايدة تستهدف سوق العقارات المصرى
تاريخ النشر: 9th, November 2023 GMT
يبدو أن السوق العقارى المصرى بات جاذبًا للغاية للاستثمارات الخليجية بفضل رخص أسعار المنتجات العقارية، مقارنة بأسعار العملات الخليجية إلى الجنيه المصرى وبرامج السداد المرنة التى تقدمها شركات التطوير العقارى، التى تقترب من تقديم التمويل لأمد يقترب من 8 سنوات.
ورصدت «عقارات الوفد» توجها خليجيا لاقتناء المنتجات العقارية لدواعٍ استثمارية، سواء كان هذا التوجه على مستوى الأفراد من ذوى الملاءات المالية أو على مستوى الشركات المتخصصة عقاريًا.
وضمن هذا الإطار قدر تقرير «الوجهة مصر» الافتتاحى لشركة الاستشارات العقارية العالمية نايت فرانك.. أن 94% من المستثمرين فى دول مجلس التعاون الخليجى الذين يمتلكون أكثر من مليون دولار كأصول استثمارية يرعبون فى شراء عقارات فى مصر، وبنسبة 56% منهم يخططون للقيام بذلك خلال العام الحالى.
وأشار التقرير إلى أنه فى السنوات الأخيرة، أصبحت مصر نقطة محورية للاستثمارات من دول مجلس التعاون الخليجى. ففى عام 2022 وحده، تم ضخ استثمارات كبيرة فى البلاد، بما فى ذلك استثمار بقيمة 10 مليارات دولار أمريكى فى الموانئ من دولة الإمارات العربية المتحدة، واستثمار بقيمة 300 مليون دولار أمريكى من الشركة القابضة المصرية الكويتية، واستثمار بقيمة 15 مليار دولار أمريكى من صندوق الاستثمارات العامة فى المملكة العربية السعودية..
واستمر هذا التوجه حتى عام 2023 حيث قامت شركة سكاى الإماراتية للعقارات باستثمار مليار دولار أمريكى، إضافة إلى ذلك، قامت الشركة القابضة المصرية الكويتية باستثمار 170 مليون دولار هذا العام، لتؤكد هذه الالتزامات المالية القوية جاذبية مصر المتزايدة كوجهة استثمار مفضلة لدى المستثمرين المؤسسين من دول مجلس التعاون الخليجى، الذين قاموا بتخصيص مبالغ مالية تصل إلى 118 مليار دولار أمريكى للاستثمار فى العقارات والبنى التحتية بين عامى 2021 و 2023.
ولفهم كيف يترجم هذا الاهتمام السيادى والمؤسسى فى مصر إلى المستثمرين الأفراد، أجرت نايت فرانك استطلاعًا بالتعاون مع يوجوف شمل 258 مستثمرًا من دول مجلس التعاون الخليجى لفهم تطلعاتهم ومواقفهم تجاه الاستثمار فى مصر، وتراوح صافى ثروات المشاركين فى الاستطلاع من 100 ألف دولار أمريكى إلى أكثر من مليون دولار أمريكى.
تشير نايت فرانك إلى أن 16% من الناتج المحلى الإجمالى لمصر يعتمد على الأنشطة العقارية والإنشاءات، ما يجعل القطاع ذا أهمية خاصة إلى جانب النفط والغاز (24% من الناتج المحلى الإجمالي) والسياحة والضيافة (12% من الناتج المحلى الإجمالي)، تزامنًا مع الخروج من فترة التحديات الاقتصادية التى واجهها العالم.
وأوضح فيصل دورانى، الشريك ورئيس قسم الأبحاث فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: «ربما ليس من المستغرب أن يكون القطاع السكنى هو القطاع المفضل لدى مستثمرى دول مجلس التعاون الخليجى، حيث يحرص 68% منهم على شراء منزل فى مصر، ويعتبر هذا السوق تجربة مُجرّبة بالنسبة للعديد منهم، حيث يمتلك 60٪ من مستثمرى دول مجلس التعاون الخليجى على الأقل منزلًا واحدًا فى مصر».
«ورأى التقرير أن 72% ممن شملهم الاستطلاع يركزون على شراء منزل ثانٍ أو شراء منزل لقضاء العطلات فى مصر، متوقعًا أن يقوم 49% منهم بالمعاملات خلال الأشهر الـ 12 القادمة».
وفيما يتعلق بالمناطق المستهدفة عمومًا، فقد تم تصنيف القاهرة الكبرى، بما فى ذلك القاهرة الجديدة ووسط القاهرة ومدينة الشيخ زايد والعاصمة الإدارية الجديدة، كأفضل مناطق تجذب اهتمام المستثمرين من دول مجلس التعاون الخليجى بنسبة 73%، بينما يُعتبر الساحل الشمالى هدفًا رئيسيًا للمستثمرين السعوديين بنسبة 41٪ والمستثمرين القطريين بنسبة 41% أيضًا.
واعتبر دوراني: «عندما يتعلق الأمر بالمواقع الأكثر شعبية لمنازل العطلات، فإن الساحل الشمالى هو الوجهة المفضلة للسعوديين بنسبة (41%)، والقطريين بنسبة (41%) والإماراتيين بنسبة (37%)، فى حين تحتل منطقة شرم الشيخ المرتبة الأولى فى قوائم تفضيلات العمانيين بنسبة 27٪ والبحرينيين بنسبة 27٪. بالنسبة للإماراتيين والذين يمتلكون المحافظ المالية الأكبر، حيث يبلغ متوسط الإنفاق المخطط له 1.6 مليون دولار أمريكي؛ ومع ذلك، فإن المعروض من المنازل الفاخرة التى تتراوح أسعارها بين 1-3 ملايين دولار أمريكى نادر، وهو ما يمثل حوالى 5٪ من إجمالى المخزون وفقًا لتقديراتنا».
وأشارت نايت فرانك أيضًا إلى الاختلافات فى دوافع الشراء، حيث يحرص الإماراتيون أكثر على الشراء لأسباب استثمارية (43%)، بينما يبحث معظم القطريين (55%) عن منزل لقضاء العطلات، ومن ناحية أخرى، يركز العُمانيون (47%) على شراء العقارات بغرض التأجير.
وقالت زينب عادل، الشريكة ومديرة مكتب مصر: «يعد سوق المنازل الثانية فى مصر محط أنظار مستثمرى دول مجلس التعاون الخليجى، لا سيما فى ظل نقص المعروض إلى حد كبير. على سبيل المثال، تتيح الوحدات السكنية ذات العلامة التجارية للمستثمرين إمكانية الوصول إلى نمط حياة معين، مع ميزات إضافية تتمثل فى الارتباط بعلامة تجارية فاخرة وبالطبع إدارة العقارات بمستوى عالمى. ويحرص 35٪ من مستثمرى مجلس التعاون الخليجى على تأجير منازلهم عندما لا يتم استخدامها لأغراض شخصية، ما يؤكد أهمية هذا القطاع».
«علاوة على ذلك، وبأسعار تبدأ من حوالى 300 ألف دولار أمريكى، يمثل السوق السكنى ذو العلامة التجارية فى مصر قيمة ممتازة، بالمقارنة مع المواقع العالمية الكبرى الأخرى».
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: دولار أمريكى الإمارات العربية المتحدة
إقرأ أيضاً:
مليار دولار استثمارات .. رئيس الوزراء يشهد توقيع مذكرة تفاهم لتوسيع عمليات كونسنتركس Concentrix العالمية في مصر
شهد اليوم الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، مراسم توقيع مذكرة تفاهم بين هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات (إيتيدا) وشركة "كونسنتركس Concentrix" الأمريكية الرائدة عالمياً في مجال تقديم خدمات التعهيد والأعمال ومراكز الاتصال، وذلك بحضور الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، و كريستوفر كالدويل، الرئيس التنفيذي لشركة كونسنتركس العالمية.
تستهدف مذكرة التفاهم التوسع في عمليات الشركة بمصر من خلال ضخ استثمارات بالسوق المصرية، بنحو مليار دولار، تساهم في توفير 16 ألف فرصة عمل جديدة؛ ليصل إجمالي عدد العاملين بالشركة إلى 35 ألف موظف بنهاية عام 2028.
وقع مذكرة التفاهم المهندس أحمد الظاهر، الرئيس التنفيذي لهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات (إيتيدا)، و عمرو صبحي، رئيس شركة كونسنتركس مصر.
وتنص مذكرة التفاهم على تعزيز التعاون بين الطرفين لدعم توسع أعمال شركة "كونسنتركس مصر" في مجال خدمات التعهيد المُوجهة للتصدير، حيث تتضمن خطط الشركة التوسعية في السوق المصرية، التي تستهدف زيادة عدد العاملين بمراكزها في مصر، وهذا التوسع للشركة من شأنه أن يضعها ضمن كبرى الشركات العالمية العاملة في مصر من حيث عدد العاملين، وفُرص العمل التي توفرها، بما يدعم استراتيجية الدولة الهادفة إلى ايجاد فرص عمل مستدامة للشباب في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
اعتبر الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، أن اهتمام شركة كونسنتركس، ذات المكانة العالمية في مجال التكنولوجيا وخدمات التعهيد، بالتوسع في أعمالها بمصر عبر ضخ استثمارات جديدة وزيادة أعداد العاملين بها؛ يعكس مكانة مصر المتميزة كمركز عالمي لخدمات التعهيد، والتي ترسخت خلال الفترة الأخيرة نتيجة لنجاح جهود الدولة في توفير بيئة مواتية لنمو أعمال الشركات العالمية العاملة بمجال التعهيد، والاستثمار في المهارات الرقمية لإعداد المتخصصين المؤهلين لتصدير الخدمات الرقمية بلغات مُتعددة وبتكلفة تنافسية.
وأكد الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أن هذا التوسع هو الأكبر من نوعه في تاريخ صناعة التعهيد في مصر، ويسهم في توفير الآلاف من فرص العمل للشباب، كما أنه يعزز من تنافسية قطاع التعهيد المصري على المستوى العالمي؛ موضحاً أن صناعة التعهيد تتميز بكونها إحدى الركائز لتحقيق التنمية الاقتصادية بمصر، حيث تسهم في خلق فرص عمل متنوعة وكثيفة للشباب المصري، مع زيادة عائدات الصادرات الرقمية.
من جانبه، قال المهندس أحمد الظاهر، الرئيس التنفيذي لـ "إيتيدا": "إن توقيع مذكرة التفاهم مع شركة كونسنتركس، التي تُعد واحدة من أكبر خمس شركات عالميًا في مجال خدمات التعهيد، يُمثل شهادة قوية على ثقة الشركات العالمية في المقومات التنافسية التي توفرها مصر، ويُعزز من مكانتها كوجهة رائدة في هذا القطاع الحيوي".
أضاف: "تمثل رحلة نمو شركة كونسنتركس في مصر انعكاسًا واضحًا لهذه المزايا التنافسية؛ فقد بدأت الشركة أعمالها عام 2009 بعدد 150 موظفًا فقط، واستطاعت بفضل توافر الكفاءات المؤهلة والتعدد اللغوي، وتكلفة التشغيل التنافسية، والدعم الحكومي المتميز، أن تنمو بشكل ملحوظ خلال السنوات الأربع الأخيرة، لتضم اليوم 19 ألف موظف، لافتاً إلى أن انتشار مراكز الشركة في المحافظات، يعكس قوة البنية التحتية الرقمية المتميزة ووفرة المهارات في مصر، مما يساهم في تعزيز قدرة الشركات العالمية على النمو والتوسع."
ولفت "الظاهر" إلى أن مصر تحظى بمكانة مرموقة عالمياً باعتبارها أحد أهم المواقع الرائدة في صناعة التعهيد ومركزًا محوريًا لتقديم الخدمات العابرة للحدود لمختلف الأسواق، حيث تركز الحكومة على الاستثمار في العنصر البشرى باعتباره حجر الزاوية لهذه الصناعة، منوهاً إلى الدور المحوري الذي تقوم به "إيتيدا" في هذا الإطار عبر تنفيذ برامج تدريبية مُتخصصة لتنمية المهارات الرقمية واللغوية والشخصية للشباب، بالإضافة إلى الترويج للمقومات المصرية عالميًا؛ وتقديم الدعم اللوجيستي للمستثمرين، حيث تسهم هذه الجهود في جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية وتوفير فرص عمل متنوعة، ودفع عجلة الاقتصاد القومي بما يساهم في تحقيق التنمية المستدامة.
وأعرب كريستوفر كالدويل، الرئيس التنفيذي لشركة كونسنتركس العالمية، عن تقديره للدعم المستمر الذي تقدمه القيادة والحكومة المصرية لقطاع التعهيد، مشددًا على دوره المحوري في دفع عجلة نمو قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في مصر، كما أشاد بوفرة المواهب الشابة الماهرة وطاقات وحيوية الشباب المصري، إلى جانب ما تتمتع به مصر من أمن واستقرار واقتصاد مرن.
وأضاف كالدويل: "اختيارنا لمصر كمركز للأعمال وللخدمات العالمية يعكس ثقتنا في موقعها الاستراتيجي وإمكاناتها الكبيرة، وهذا التوسع يؤكد التزامنا بتطوير الكوادر المصرية، وتعزيز وجودنا في الأسواق المحلية والعالمية، وترسيخ دور مصر المتنامي في صناعة التعهيد العالمية".
كما أعرب عمرو صبحي، رئيس شركة كونسنتركس مصر عن سعادته بتوقيع الاتفاقية مع "إيتيدا" وثقته في تحقيق خطة التوسع لشركة Concentrix Egypt، مشيراً إلى أن الشركة تعمل في مصر منذ عام 2009، وتتميز بأن 95% من موظفيها هم خريجو كليات في تخصصات متنوعة مثل الألسن، والتجارة، وإدارة الأعمال، والهندسة، والصيدلة، ولديها الآن 11 مركزًا في كل من القاهرة، والجيزة، والإسكندرية، ومدينة الغردقة، حيث تركز أنشطتها على تصدير خدمات الدعم الفني وخدمة العملاء لعملاء عالميين في مختلف الأسواق، كما تخطط الشركة لتعزيز وجودها في هذه المراكز، إلى جانب التوسع في مدينة المنصورة، مما يعكس التزامها بتطوير عملياتها وزيادة صادراتها من خدمات التعهيد.
وأضاف أن شركة "كونسنتركس مصر" تتميز بتقديم خدمات عالية الجودة بـ 12 لغة مختلفة من بينها الإنجليزية، والفرنسية، والألمانية، والإيطالية، والإسبانية، مما يعكس قدرتها على تلبية احتياجات عملائها العالميين في مختلف الأسواق، حيث تقدم الشركة خدمات متكاملة انطلاقًا من مراكزها في مصر، لعملائها بجميع المناطق الرئيسية حول العالم وهي: أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا، وأمريكا الشمالية، وكندا، وأمريكا الجنوبية، وتشمل هذه الخدمات مجموعة متنوعة من القطاعات، مثل التجارة الإلكترونية، والاتصالات، والسياحة، والتكنولوجيا، والبنوك، والتكنولوجيا المالية، والرعاية الصحية، والإعلام، والنقل.
يذكر أن شركة كونسنتركس Concentrix Corporation (NASDAQ: CNXC) من الشركات الأمريكية الرائدة في خدمات العملاء القائمة على التكنولوجيا، وتم انشاؤها عام 2003 في ولاية كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية، وتعد واحدة من أكبر 5 شركات في العالم في مجال تعهيد العمليات التجارية، وهي شركة مُدرجة في بورصة ناسداك منذ عام 2020، ولديها انتشار عالمي حيث تتواجد في 70 دولة عبر 6 قارات، ويعمل بها نحو 440 ألف موظف على مستوى العالم، كما بلغت إيراداتها نحو 9,6 مليار دولار أمريكي عام 2024.