الخليج الجديد:
2024-07-06@13:15:53 GMT

عبيد أفيخاي أدرعي

تاريخ النشر: 9th, November 2023 GMT

عبيد أفيخاي أدرعي

عبيد أفيخاي أدرعي

كشفت أحداث غزّة المتصهينين وأسقطت أقنعة مهترئة وحقيقتهم الغارقة في عبودية الصهاينة ووحل التطبيع. ولعل هذا من أهم ثمار 7 أكتوبر المجيد.

نجح المتصهينون العرب مؤقتا باحتلال مساحة مميزة لهم في الوجدان العربي العام عبر نقاشاتٍ عامة حول الأفكار الشائكة المتعلقة بالمقاومة الفلسطينية في غزّة.

كشفت غزّة أدعياء الليبرالية ومثقفي الغفلة والمنادين بحقوق الإنسان الذي يحبّهم ويحبّونه فقط. إنسانهم الأوروبي الأبيض الذي يرى بعينٍ أهدافه وحسب.

خدعوا الجماهير باعتبارهم مثقّفين أحرارا، وعاشوا دورا رسموه لأنفسهم أمام الناس دون أن يكشفوا ما يفعلونه من وراء الكواليس. ولكنهم سقطوا في اختبار غزّة البسيط.

ظلّت فلسطين الحرّة المستقلة حلما كبيرا في قلوب جماهير العرب والعالم، حتى وهم يختلفون في كل ما دون ذلك وكان هذا الهدف يكفي لوحدتهم في أي أزمة وجودية تمرّ بها القضية.

* * *

.. وآية غزّة الكبرى أنها كاشفة.

كشفت غزّة أدعياء الليبرالية ومثقفي الغفلة والمنادين بحقوق الإنسان الذي يحبّهم ويحبّونه فقط. إنسانهم الأوروبي الأبيض الذي لا يرى إلا بعينٍ واحدة، هي العين المصوّبة باتجاه أهدافه هو وحسب.

في أحداث غزّة أخيرا، والتي ما زلنا نعايشها عن قرب وعن بعد، عادت هذه المدينة الأسطورية الصامدة لتمارس هوايتها الأثيرة؛ الكشف عن المنافقين المدّعين الذين صدّعوا رؤوسنا بحكايات الحرّية والسلام وحقوق الإنسان، وغيرها من مصطلحاتٍ اتّخذوا منها شعاراتٍ لاختراق عوالم لا ينبغي أن يعيشوها.

خدعوا الجماهير في كتاباتهم وأحاديثهم باعتبارهم مثقّفين أحرارا، وعاشوا الدور الذي رسموه لأنفسهم أمام الجماهير من دون أن يكشفوا عما يفعلونه من وراء الكواليس. ولكنهم سقطوا في اختبار غزّة البسيط.

سقطوا، لأن الدور هذه المرّة بدا أكبر من إمكاناتهم على التمثيل، وأوسع من مقاساتهم الضئيلة. سقطوا وسقطت أقنعتهم البرّاقة مع سقوط أول مستوطنةٍ سقطت بيد المقاومة الباسلة صباح 7 أكتوبر/ تشرين الأول، فبانت سوءاتهم لنكتشف قبح الوجوه وسود القلوب، ولنعرف الحقيقة التي كانوا يخبئونها بطلاقة ألسنتهم وبيان لغاتهم.

لقد كشفتهم غزّة من دون أن تقصد ذلك، فهي لا تراهم أصلا، ولم تضعهم يوما في حسبانها، وهي تتقدّم نحو هدفها المقدّس إلى قلب فلسطين حرّة مستقلة. لكنها كشفتهم، مصادفةً وبعفوية الروح المقاومة.

كشفتهم للذين وقعوا، من دون أن يدروا في شباك دعاياتهم، وفخ أكاذيبهم طويلا، فصدّقوا ما يقولونه، وهو ما جعلهم ينفرون من فكرة المقاومة في غزّة، بل وفي فلسطين كلها، وينتقدون الأسلوب من دون أن يقتربوا من الهدف.

ظلّت فلسطين الحرّة المستقلة حلما كبيرا دائما في قلوب الجماهير العربية، وكل جماهيرها في العالم، حتى وهم يختلفون في كل ما دون ذلك وما قبله وربما ما بعده. وكان هذا الهدف يكفي لوحدتهم في أي أزمة وجودية تمرّ بها القضية...

حدث هذا كثيرا من دون أن يثير القلق. وكان الاختلاف الذي تبدّى بين الأحزاب والتيارات والتوجّهات والقوى السياسية وبين الكتّاب والشعراء والصحافيين ورسّامي الكاريكاتير والفنانين والناس أجمعين أوضح من أن يُنكره أحد، وأصحّ من أن يسعى إلى إخفائه أحدٌ آخر. الاختلافات تحت سماء القضية هو ما حافظ على سموّها في كل منعطفاتها التاريخية المؤلمة.

اختلف الأمر في السنوات الأخيرة، وتحديدا منذ عادت الروح الى قطار التطبيع الذي توقّف منذ منتصف التسعينيات تقريبا، إثر الفشل تلو الفشل في مخرجاته، وتحقّق وعود القائمين عليه، فكانت أوضح النتائج ظهور طبقة المتصهينين العرب علنا، ربما لأول مرّة في تاريخ القضية.

وبحججٍ وتسمياتٍ مختلفة مضوا في مهمتهم الحقيقية للتشكيك بكل ما يمتّ للمقاومة وأساليبها المختلفة وتجلياتها المتنوّعة وأطيافها في الفضاء الفلسطيني العام، بهدف شيطنة الفلسطينيين وتحقير مقاومتهم والسخرية من دماء أطفالهم والإمعان في تمجيد المحتل الصهيوني، إلى درجة الانسحاق تحت حذاء هذا المحتلّ برخصٍ تبدّى في اللغة والصوت وأسلوب الحديث الذليل.

أعرف أن كثيرين من الناس يشاركونهم الأسئلة الشائكة بحسن نية. ولكن، في النقاط الزمنية المفصلية التي نعيشها لا مجال لحسني النيّات، ذلك أن عبيد أفيخاي أدرعي العرب يستفيدون من وجودهم النادر لإضفاء نوع من الموضوعية المزيّفة على هذا النوع من النقاشات، وصولا إلى الوقوع في فخّ التصهين القميء بغباء.

لقد نجح المتصهينون العرب، في السابق، باحتلال مساحة مميزة لهم في الوجدان العربي العام عبر نقاشاتٍ عامة حول الأفكار الشائكة المتعلقة بالمقاومة الفلسطينية في شقّها الموجود في غزّة، قبل أن تكشفهم أحداث غزّة وتسقط أقنعتهم المهترئة، عن حقيقتهم الغارقة في عبودية الصهاينة ووحل التطبيع. ولعل هذا من أهم ثمار 7 أكتوبر المجيد.

*سعدية مفرح كاتبة صحفية وشاعرة كويتية

المصدر | العربي الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: فلسطين الليبرالية الجماهير 7 أكتوبر المقاومة الفلسطينية غزة من دون أن

إقرأ أيضاً:

شيخ الأزهر من ماليزيا: مأساة فلسطين هي مأساة العرب والمسلمين والعالم الحر وهي جريمة إبادة جماعية

قال فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، رئيس مجلس حكماء المسلمين، خلال كلمته التي ألقاها في مؤسسة دار القرآن جاكيم بالعاصمة الماليزية كوالالمبور، إنه لا يمكن لمتحدث في هذا الاجتماع القرآني المهيب أن ينصرف دون أن يتوقف عند مأساة شعب فلسطين، بل مأساة الشعبين: العربي والإسلامي، بل مأساة العالم الحر في قارات الدنيا كلها شرقا وغربا، والتي تمثلت في جريمة الإبادة الجماعية، وتجاوزت بشاعتها كل الحدود، وإنه لا يسعنا في هذا المقام إلا أن نسأل الله -سبحانه وتعالى- ونتوسل إليه بحرمة كتابه الكريم أن يمن على هذا الشعب المرابط بالفرج القريب والنصر المبين، ليستقيم بزوال الظلم والعدوان ميزان العدالة، لا في أرضهم المحتلة فحسب، ولكن ليقوم هذا الميران في العالم أجمع.

وبين فضيلته أن القرآن، نزل ليعلن احترام الإنسان، ويؤكد تكريمه وتفضيله على سائر المخلوقات، ويفتح أمامه آفاق العلم وأبواب المعرفة بلا حدود، ويدفعه دفعًا للتفكير والنظر والبحث والتأمل، بعدما حرر فيه عقله من أغلال الجهل والجمود والتقليد، والاتباع الأعمى بغير حجة ولا دليل، مضيفا أن القرآن قد أعلن حرية المرأة، وأعاد لها كرامتها وإنسانيتها وحقوقها التي صادرتها عليها أنظمة المجتمعات في ذلكم الوقت، ولازالت تصادرها عليها حتى يوم الناس هذا.

وأوضح شيخ الأزهر خلال كلمته أن القرآن جاء بفلسفة جديدة للحكم تقوم على العدل والمساواة والشورى والديمواقراطية الرشيدة ومَنع الاستبداد وتحريم مظالم العباد، مشيرا إلى أن القرآن نزل بالكثير حول شئون المجتمعات والعلاقات الدولية، وفي أمر العقوبات وفي الأسرة، وفي الشأن العام، وغير ذلك، بجانب ما جاء فيه حول العقيدةِ والعبادةِ والمعاملاتِ بتنوعاتها، والغيبيات والدار الآخرة.

وأضاف شيخ الأزهر أن هذا الكتاب الفرقان بين الحق والباطل لا يزال يتعرض للحملات المضلِّلة في عصرِنا هذا، من بعض أقلام ينتمي أصحابها إلى الإسلام، ممن يؤمنون بالمذاهب الأدبية النقدية في الغرب، وبخاصة ما يسمى بالهيرمينوطيقا، لافتا أن تلك المذاهب تقوم على قواعد من صنع هؤلاء، ومنها إلغاءِ كل حقيقة دينية فوقية، والتمسك بالذاتية الإنسانية كمصدر أوحد للمعرفة، وأن الإنسان وحده قادر على أن يمتلك الحقيقة، وهو وحده معيار الحق والباطل ومقياس كل حقيقة، ولا توجد سلطة تعلو عليه أو على العالم، ولكم أن تتساءلوا عن مصير نص إلهي كنص القرآن الكريم -بأبدياته وثوابته وغيبياته- إذا ما تناولته القراءة الحداثية بهذا المبضع الذي لا يفرق بين إله وإنسان، ولا بين غيب وشهادة.. ولا بين مقدس ومدنس.. ألا يطلب من المسلمين آنذاك أن ينفضوا أيديهم من هذا الكتاب الذي لم يعد في منظور هذه القراءة وحيا إلهيا صالحا لكل زمان ومكان؟!.

وشدد فضيلته على أن طبيعة التلازم بين القرآن والسنة بحسبانه: مؤسسا لشرعيتها، ولحجيتها ومرجعيتها في حياة المسلمين وتشريعاتهم، تقتضي الإشارة إلى أمر قديم متجدد، وهو هذه الصيحات التي دأبت على التشكيك في قيمة السنة النبوية، وأنكرت ثبوتها وحجيتها، وأهدرت قيمتها التشريعية في الإسلام، وانتهت إلى أن القرآن وحده هو مصدر التشريع، ولا مصدر سواه، ضاربة عرض الحائط بما أجمع عليه المسلمون من ضرورة بقاء السنة إلى جوار القرآن جنبا إلى جنب، وإلا ضاع ثلاثة أرباع الدين.. وأن سلخ القرآن عن السنة يفتح أبواب العبث على مصاريعها بآيات هذا القرآن وأحكامه وتشريعاته.

اقرأ أيضاًشيخ الأزهر يزور مؤسسة دار القرآن في العاصمة الماليزية

شيخ الأزهر من ماليزيا: وسطية الإسلام الحل الأنجع لمكافحة ظاهرة الجرأة على التكفير والتبديع

شيخ الأزهر يتوجَّه إلى العاصمة الماليزية كوالالمبور في جولة جديدة لجنوب شرق آسيا

مقالات مشابهة

  • الصحراوي قمعون: القضية الفلسطينية وحروب التضليل
  • البرلمان العربي يؤكد استمراره في دعم القضية الفلسطينية بالمحافل الدولية
  • اليوتوبر الأمريكي سبيد يتعرض لاعتداء جماعي في النرويج(فيديو)
  • شيخ الأزهر من ماليزيا: مأساة فلسطين هي مأساة العرب والمسلمين والعالم الحر وهي جريمة إبادة جماعية
  • شيخ الأزهر: مأساة فلسطين هي مأساة العرب والمسلمين والعالم الحر
  • جلسة حوارية تناقش القيم الفكرية والأدبية لفلسطين
  • "رسائل الشيخ دراز" يأسر الجماهير بسينما زاوية
  • المخرج هاني أبو أسعد: لم يعد ممكنا الحديث عن فلسطين في هوليود بعد 7 أكتوبر
  • مخرج فلسطيني: لم يعد ممكنا الحديث عن فلسطين في هوليوود بعد 7 أكتوبر
  • مخرج فلسطيني: لم يعد يمكن الحديث عن فلسطين في هوليوود عقب 7 أكتوبر