الخليج الجديد:
2025-04-07@00:28:53 GMT

عبيد أفيخاي أدرعي

تاريخ النشر: 9th, November 2023 GMT

عبيد أفيخاي أدرعي

عبيد أفيخاي أدرعي

كشفت أحداث غزّة المتصهينين وأسقطت أقنعة مهترئة وحقيقتهم الغارقة في عبودية الصهاينة ووحل التطبيع. ولعل هذا من أهم ثمار 7 أكتوبر المجيد.

نجح المتصهينون العرب مؤقتا باحتلال مساحة مميزة لهم في الوجدان العربي العام عبر نقاشاتٍ عامة حول الأفكار الشائكة المتعلقة بالمقاومة الفلسطينية في غزّة.

كشفت غزّة أدعياء الليبرالية ومثقفي الغفلة والمنادين بحقوق الإنسان الذي يحبّهم ويحبّونه فقط. إنسانهم الأوروبي الأبيض الذي يرى بعينٍ أهدافه وحسب.

خدعوا الجماهير باعتبارهم مثقّفين أحرارا، وعاشوا دورا رسموه لأنفسهم أمام الناس دون أن يكشفوا ما يفعلونه من وراء الكواليس. ولكنهم سقطوا في اختبار غزّة البسيط.

ظلّت فلسطين الحرّة المستقلة حلما كبيرا في قلوب جماهير العرب والعالم، حتى وهم يختلفون في كل ما دون ذلك وكان هذا الهدف يكفي لوحدتهم في أي أزمة وجودية تمرّ بها القضية.

* * *

.. وآية غزّة الكبرى أنها كاشفة.

كشفت غزّة أدعياء الليبرالية ومثقفي الغفلة والمنادين بحقوق الإنسان الذي يحبّهم ويحبّونه فقط. إنسانهم الأوروبي الأبيض الذي لا يرى إلا بعينٍ واحدة، هي العين المصوّبة باتجاه أهدافه هو وحسب.

في أحداث غزّة أخيرا، والتي ما زلنا نعايشها عن قرب وعن بعد، عادت هذه المدينة الأسطورية الصامدة لتمارس هوايتها الأثيرة؛ الكشف عن المنافقين المدّعين الذين صدّعوا رؤوسنا بحكايات الحرّية والسلام وحقوق الإنسان، وغيرها من مصطلحاتٍ اتّخذوا منها شعاراتٍ لاختراق عوالم لا ينبغي أن يعيشوها.

خدعوا الجماهير في كتاباتهم وأحاديثهم باعتبارهم مثقّفين أحرارا، وعاشوا الدور الذي رسموه لأنفسهم أمام الجماهير من دون أن يكشفوا عما يفعلونه من وراء الكواليس. ولكنهم سقطوا في اختبار غزّة البسيط.

سقطوا، لأن الدور هذه المرّة بدا أكبر من إمكاناتهم على التمثيل، وأوسع من مقاساتهم الضئيلة. سقطوا وسقطت أقنعتهم البرّاقة مع سقوط أول مستوطنةٍ سقطت بيد المقاومة الباسلة صباح 7 أكتوبر/ تشرين الأول، فبانت سوءاتهم لنكتشف قبح الوجوه وسود القلوب، ولنعرف الحقيقة التي كانوا يخبئونها بطلاقة ألسنتهم وبيان لغاتهم.

لقد كشفتهم غزّة من دون أن تقصد ذلك، فهي لا تراهم أصلا، ولم تضعهم يوما في حسبانها، وهي تتقدّم نحو هدفها المقدّس إلى قلب فلسطين حرّة مستقلة. لكنها كشفتهم، مصادفةً وبعفوية الروح المقاومة.

كشفتهم للذين وقعوا، من دون أن يدروا في شباك دعاياتهم، وفخ أكاذيبهم طويلا، فصدّقوا ما يقولونه، وهو ما جعلهم ينفرون من فكرة المقاومة في غزّة، بل وفي فلسطين كلها، وينتقدون الأسلوب من دون أن يقتربوا من الهدف.

ظلّت فلسطين الحرّة المستقلة حلما كبيرا دائما في قلوب الجماهير العربية، وكل جماهيرها في العالم، حتى وهم يختلفون في كل ما دون ذلك وما قبله وربما ما بعده. وكان هذا الهدف يكفي لوحدتهم في أي أزمة وجودية تمرّ بها القضية...

حدث هذا كثيرا من دون أن يثير القلق. وكان الاختلاف الذي تبدّى بين الأحزاب والتيارات والتوجّهات والقوى السياسية وبين الكتّاب والشعراء والصحافيين ورسّامي الكاريكاتير والفنانين والناس أجمعين أوضح من أن يُنكره أحد، وأصحّ من أن يسعى إلى إخفائه أحدٌ آخر. الاختلافات تحت سماء القضية هو ما حافظ على سموّها في كل منعطفاتها التاريخية المؤلمة.

اختلف الأمر في السنوات الأخيرة، وتحديدا منذ عادت الروح الى قطار التطبيع الذي توقّف منذ منتصف التسعينيات تقريبا، إثر الفشل تلو الفشل في مخرجاته، وتحقّق وعود القائمين عليه، فكانت أوضح النتائج ظهور طبقة المتصهينين العرب علنا، ربما لأول مرّة في تاريخ القضية.

وبحججٍ وتسمياتٍ مختلفة مضوا في مهمتهم الحقيقية للتشكيك بكل ما يمتّ للمقاومة وأساليبها المختلفة وتجلياتها المتنوّعة وأطيافها في الفضاء الفلسطيني العام، بهدف شيطنة الفلسطينيين وتحقير مقاومتهم والسخرية من دماء أطفالهم والإمعان في تمجيد المحتل الصهيوني، إلى درجة الانسحاق تحت حذاء هذا المحتلّ برخصٍ تبدّى في اللغة والصوت وأسلوب الحديث الذليل.

أعرف أن كثيرين من الناس يشاركونهم الأسئلة الشائكة بحسن نية. ولكن، في النقاط الزمنية المفصلية التي نعيشها لا مجال لحسني النيّات، ذلك أن عبيد أفيخاي أدرعي العرب يستفيدون من وجودهم النادر لإضفاء نوع من الموضوعية المزيّفة على هذا النوع من النقاشات، وصولا إلى الوقوع في فخّ التصهين القميء بغباء.

لقد نجح المتصهينون العرب، في السابق، باحتلال مساحة مميزة لهم في الوجدان العربي العام عبر نقاشاتٍ عامة حول الأفكار الشائكة المتعلقة بالمقاومة الفلسطينية في شقّها الموجود في غزّة، قبل أن تكشفهم أحداث غزّة وتسقط أقنعتهم المهترئة، عن حقيقتهم الغارقة في عبودية الصهاينة ووحل التطبيع. ولعل هذا من أهم ثمار 7 أكتوبر المجيد.

*سعدية مفرح كاتبة صحفية وشاعرة كويتية

المصدر | العربي الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: فلسطين الليبرالية الجماهير 7 أكتوبر المقاومة الفلسطينية غزة من دون أن

إقرأ أيضاً:

مخرج الغاوي: ردود أفعال الجماهير كانت جيدة

أكد المخرج محمد العدل، مخرج مسلسل "الغاوي"، أنه تم التحضير لمشاهد “الحمام في المسلسل، وتواجدنا في أماكن بها  ”غيات الحمام"، خاصة أن الفنان احمد مكى لديه اهتمام كبير بـ الحمام".

مسلسل الغاوي الحلقة 14.. أحمد مكي يضع خطة لاقتحام فيلا الخواجةمسلسل الغاوي حلقة 13.. أحمد مكي يعترف بحبه لعائشة بن أحمد

وقال محمد العدل، خلال مداخلة هاتفية لبرنامج "العيد فرحة" المذاع عبر فضائية دي أم سي"، أن ردود أفعال الجماهير كانت جيدة، مما تعد مؤشر على نجاح العمل، مؤكدا أن التحدي الذي واجهته هو تغيير أسلوب الفنان احمد مكي في العمل".

استمتعت بالتجربة

وتابع المخرج محمد العدل، أنه لاول مرة يقوم الفنان احمد مكي بتقديم مسلسل شعبي وهو نوع لم يقدمه من قبل  واجتهدنا كثيرا في العمل واستمتعت بالتجربة مع الفنان احمد مكي.

مقالات مشابهة

  • نجم الزمالك السابق: الجماهير هي من تصنع القيمة الحقيقية لأي لاعب
  • الحوثيون يعلنون سقوط قتلى وجرحى جراء غارات أمريكية على صنعاء
  • ردود أفعال الجماهير بعد تعادل الأهلي مع الاتحاد
  • "يونيسيف": الأطفال الضحايا في غزة فاقوا ذويهم بأي نزاع آخر بالعالم
  • شركة طيران تعلن عودتها إلى العمل بشارع عبيد ختم في الخرطوم
  • خالد جلال: الزمالك يحتاج لبعض الصفقات..وعلى الجماهير دعم بيسيرو
  • عيد محور المقاومة الذي لا يشبه الأعياد
  • كأس دبي العالمي.. 385 ألف درهم جوائز ترشيحات الجماهير
  • العجمة: في ديربي الهلال والنصر واحد من المدربين سيواجه جحيم الجماهير.. فيديو
  • مخرج الغاوي: ردود أفعال الجماهير كانت جيدة