تمر علينا اليوم الخميس الموافق نوفمبر ذكري مرور 105عاما علي انتهاء الحرب العالمية الأولى بالهدنة التي وقعتها ألمانيا مع قوات الحلفاء. حيث انتهت الحرب في6 نوفمبر عام 1918.
• هدنة كومبين الأولى:

هدنة كومبين الأولي  أو هدنة الحادي عشر من نوفمبر عام 1918 هي هدنة وقع عليها الحلفاء والإمبراطورية الألمانية في لو فرانكبور قرب كومبيين لإنهاء عمليات القتال البرية والبحرية والجوية خلال الحرب العالمية الأولى.

وافقت كلّ من بلغاريا والدولة العثمانية والإمبراطورية النمساوية المجرية على توقيع هدن سابقة.

و تعرف هذه الهدنة باسم هدنة كومبين الأولى تيمنا بالمكان الذي جرى فيه توقيع الهدنة على يد الجنرال الفرنسي فرديناند فوش في تمام الساعة الـ 5 و45 دقيقة صباحا، وسرى مفعولها في تمام الساعة الـ 11 صباحًا بتوقيت باريس في الحادي عشر من شهر نوفمبر عام 1918، فأدت إلى انتصار الحلفاء وهزيمة ألمانيا، لكن الأخيرة لم تعلن استسلامها رسميا.
و كتب القائد الأعلى للحلفاء الجنرال فرديناند فوش معظم شروط الهدنة، وشملت وقف العمليات العدوانية وانسحاب القوات الألمانية لما وراء نهر الراين واحتلال الحلفاء للراينلاند ونقاط الانطلاق الواقعة في أقصى الشرق، والحفاظ على البنية التحتية وتسليم الطائرات والسفن الحربية والعتاد العسكري، وإطلاق سراح سجناء الحرب والمعتقلين المدنيين التابعين لدول الحلفاء، وتقديم تعويضات الحرب، وعدم إطلاق سراح السجناء الألمان وعدم إرخاء قيود الحصار البحري على ألمانيا. أنهت الهدنة الاقتتال على الجبهة الغربية، لكنها مدت ثلاث مرات حتى وقعت معاهدة فرساي في الثامن والعشرين من شهر يونيو عام 1919، وسرى مفعولها في العاشر من شهر يناير عام 1920.
• استمر القتال حتى الساعة 11، وقُتل في الأيوم الأخير من الحرب 2738 رجل.

خلفية الحرب:
• في التاسع والعشرين من شهر سبمتبر عام 1918، بعثت القيادة العليا للجيش الألماني، المتمركزة في مقر الجيش الإمبراطوري في سبا ضمن بلجيكا المحتلة، رسالةً إلى القيصر فيلهلم الثاني والمستشار الإمبراطوري الكونت غيورغ فون هيرتلينغ، أخبرهما فيها أن الوضع العسكري الذي ستواجهه ألمانيا ميؤوس منه. ادعى الجنرال وضابط المؤن إريش لودندورف أنه لا يضمن صمود جبهته لأكثر من ساعتين، خشية اختراق الحلفاء على الأرجح، ونادى برفع طلب إلى الحلفاء من أجل إيقاف إطلاق النار على الفور. بالإضافة لما سبق، نصح لودندورف بقبول المطالب الأساسية للرئيس الأمريكي وودرو ويلسون (مبادئ ويلسون الأربعة عشر)، والتي تشمل تغيير الحكومة الإمبراطورية ووضعها على أساس ديموقراطي، أملًا بجعل شروط السلام أفضل لصالح ألمانيا. منحه ذلك القدرة على الحفاظ على ماء وجه الجيش الإمبراطوري الألماني، وتحميل الأحزاب الديموقراطية والبرلمان مسؤولية الاستسلام وعواقبه بشكل عادل. عبّر لودندورف عن آرائه لضباط طاقمه في الأول من شهر أكتوبر.


•و في الثالث من شهر أكتوبر عام 1918، عيّطن الأمير الليبرالي ماكس فون بادن مستشارًا لألمانيا (رئيس وزراء)، فحلّ محل غيورغ فون هيرتلينغ من أجل خوض مفاوضات الهدنة،و عقب محادثات طويلة مع القيصر وتقييم الوضعين السياسي والعسكري في الرايخ، أرسلت الحكومة الألمانية بحلول الخامس من أكتوبر عام 1918 رسالة إلى الرئيس ويلسون لمفاوضة أحكام الهدنة على أساس خطاب ويلسون الأخير وإعلانه السابق «المبادئ الأربعة عشر». في الرسائل التالية التي تبادلها الرجلان،  بدا أن تلميحات ويلسون «فشلت في إيصال فكرة مفادها ضرورة تخلي القيصر عن العرش باعتبارها شرطًا أساسيًا للسلام. لم يكن رجال الدولة والمسؤولين في الرايخ جاهزين للتفكير في هكذا احتمال مهول».

 وضع ويلسون شروطًا لبدء المفاوضات، فطالب بانسحاب ألمانيا من كافة الأراضي المحتلة وإيقاف نشاط الغواصات وتخلي القيصر عن العرش، وكتب في الثالث والعشرين من أكتوبر: «إذا اضطرت حكومة الولايات المتحدة إلى التعامل مع أسياد الحرب وأوتوقراطيي الملكية في ألمانيا اليوم، أو إذا كان من المرجح أن تتعامل معهم لاحقًا فيما يتعلق بالالتزامات الدولية للإمبراطورية الألمانية، فعلى الحكومة الأمريكية ألا تطالب بمفاوضات سلام، بل بالاستسلام».
• في أواخر شهر أكتوبر عام 1918، أعلن لودندورف –بشكل مفاجئ– أن شروط الحلفاء غير مقبولة. طالب هذه المرة باستكمال الحرب التي أعلنها خاسرة قبل شهر واحد فقط. لكن الجنود الألمان طالبوا بالعودة إلى وطنهم. كان من شبه المستحيل رفع جاهزية الجنود الألمان لخوض معركة جديدة، وكانت عمليات الانشقاق عن الجيش في ازدياد. أصرت الحكومة الإمبراطورية على مسارها وعيّنت فيلهلم غرونر محلّ لودندورف. في الخامس من شهر نوفمبر، اتفق الحلفاء على خوض مفاوضات لإبرام هدنة مع الألمان، وطالبوا هذه المرة بدفع تعويضات الحرب.
• وصلت الرسالة الأخيرة من الرئيس ويلسون إلى برلين في السادس من شهر نوفمبر عام 1918. في اليوم ذاته، غادرت البعثة الألمانية فرنسا بقيادة ماتياس إرتسبرغر.
• برزت عقبة أخرى أكبر ساهمت في تأخير توقيع الهدنة لـ 5 أسابيع، وأدت إلى تدهور اجتماعي في أوروبا، وتمثلت هذه العقبة بإعلان الحكومات الفرنسية والبريطانية والإيطالية عدم رغبتها بقبول «المبادئ الأربعة عشر» ووعود الرئيس ويلسون اللاحقة. اعتقدت الحكومات السابقة أن نزع السلاح الذي اقترحه ويلسون سيقتصر فقط على قوى المركز. برزت تناقضات أخرى في مشاريع ومخططات ما بعد الحرب، لم تشمل التطبيق الدائم لمبدأ حق تقرير المصير.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الحرب العالمية الأولى الدولة العثمانية نهر الراين انسحاب القوات مفاوضات سلام

إقرأ أيضاً:

موقع عبري: الحوثيون لا يمكن ردعهم.. الجماعة التي تتحدى الولايات المتحدة وتتحدى العالم

قال موقع أخباري إسرائيلي إن المتمردين اليمنيين يهددون إسرائيل والاستقرار العالمي، ويشلون التجارة في البحر الأحمر على الرغم من الضربات التي تقودها الولايات المتحدة.

 

وذكر موقع "واي نت نيوز" في تقرير ترجمة للعربية "الموقع بوست" إن كبار المسؤولين الأميركيين يعبرون عن "صدمتهم" إزاء أسلحتهم المتقدمة، مما يثير مخاوف من زيادة الدعم الإيراني.

 

وأكد التقرير العبري أن عودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد تشير إلى موقف أميركي أكثر صرامة.

 

وحسب التقرير فلإنه في واحدة من أخطر الحوادث للقوات الأميركية في الشرق الأوسط منذ اندلاع الحرب في غزة، أسقطت سفينة حربية أميركية عن طريق الخطأ طائرة مقاتلة من طراز إف/إيه-18 تابعة للبحرية الأميركية فوق البحر الأحمر خلال عطلة نهاية الأسبوع. وتزامن الحادث مع غارات جوية أميركية استهدفت مواقع للحوثيين في العاصمة اليمنية صنعاء.

 

وذكر أن الطيارين قد قفزوا من الطائرة بسلام وتم إنقاذهما، في حين أعلن المتمردون الحوثيون بسرعة مسؤوليتهم عن إسقاط الطائرة. ومع ذلك، لم يوضح البنتاغون ما إذا كانت النيران الصديقة مرتبطة بشكل مباشر بالقتال الجاري ضد المجموعة المدعومة من إيران.

 

"تؤكد هذه الحلقة على التحدي الأوسع الذي يفرضه وكلاء إيران، ليس فقط على إسرائيل ولكن أيضًا على الولايات المتحدة والمجتمع الدولي"، حسب الموقع الاسرائيلي.

 

وأكد أن هجمات الحوثيين تضع إدارة بايدن في موقف صعب، لأنها تتزامن مع الجهود الأمريكية للتوسط لإنهاء الحرب الأهلية في اليمن والصراع السعودي الحوثي. فشلت تلك الحرب، التي قتلت عشرات الآلاف من المدنيين في الغارات الجوية السعودية، في هزيمة الميليشيات المتحالفة مع إيران.

 

وفق التقرير فإنه مع استمرار التوترات المرتفعة، قد تنمو احتمالات تكثيف العمل من جانب الولايات المتحدة وحلفائها، خاصة مع عودة الرئيس المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض الشهر المقبل.

 

وقال "ومع ذلك، أصبحت قدرة التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة على ردع الحوثيين موضع تساؤل بعد أن أظهروا مرونة في مواجهة سنوات من الضربات الجوية السعودية المتواصلة، متجاهلين في كثير من الأحيان المعاناة الشديدة للمدنيين اليمنيين. يعيش ثلثا سكان اليمن تحت سيطرة الحوثيين".

 

وتوقع بن يشاي أن يرفع ترامب القيود التشغيلية التي فرضها بايدن على القوات الأميركية في اليمن، مما يمهد الطريق لحملة أميركية إسرائيلية منسقة لتحييد التهديد الحوثي.

 

وقد تتضمن هذه الاستراتيجية استهداف قيادة الحوثيين وتدمير صواريخهم الباليستية وطائراتهم بدون طيار وأنظمة الإطلاق ومرافق الإنتاج الخاصة بهم - وهي الإجراءات التي قال بن يشاي إنها ستعكس العمليات الإسرائيلية الناجحة ضد الأصول الاستراتيجية لحزب الله في لبنان وقدرات نظام الأسد في سوريا. ومن المرجح أن تتطلب إسرائيل تعاونًا كبيرًا من القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM) والأسطول الخامس للبحرية الأمريكية، الذي يعمل في المنطقة بحاملات الطائرات ومدمرات الصواريخ وغيرها من الأصول. إن المسافة الجغرافية والتحديات الاستخباراتية تجعل العمل الإسرائيلي الأحادي الجانب غير محتمل.

 

وزعم بن يشاي أن الجهد المنسق يمكن أن يمنع الحوثيين من المزيد من زعزعة استقرار النظام العالمي والاقتصاد. وأشار إلى أنه في حين أن الحوثيين لا يردعون عن الضربات على البنية التحتية لدولتهم، فإن قطع رأس القيادة والهجمات الدقيقة على قدراتهم العسكرية يمكن أن يغير التوازن.

 


مقالات مشابهة

  • دمشق تفتح ذراعيها لاستقبال حياة جديدة رغم الدمار
  • طولكرم - 5 شهداء وقصف متكرر
  • إبطال بطاقات الائتمان في تركيا التي تستخدم هذه الكلمات والأرقام في كلمات المرور
  • قوات الاحتلال تعتقل عددا من المواطنين بالضفة
  • موقع عبري: الحوثيون لا يمكن ردعهم.. الجماعة التي تتحدى الولايات المتحدة وتتحدى العالم
  • ثروت الخرباوي: مصر مستهدفة منذ الحرب العالمية الثانية
  • اهتزاز صورة "حامية الحلفاء".. هذا ما كلفته سوريا لروسيا
  • الصحة العالمية: معظم الخدمات الصحية في غزة تعرضت للتدمير
  • ترامب يريد منع الحرب العالمية الثالثة وحماية سماء أمريكا بـقبة حديدية
  • كارثة غير مدروسة.. بوتين يحذر من اندلاع الحرب العالمية الثالثة