طوفان الأقصى.. جمال حمدان يكشف إسرائيل خرجت من رحم الاستعمار.. أمريكا سرطان العالم.. رضوى عاشور تعرض قضية التهجير من الطنطورية.. محمود درويش يطلق كلمات صارخة بوجه الاحتلال
تاريخ النشر: 9th, November 2023 GMT
جمال حمدان: إسرائيل خرجت من رحم الاستعمار.. والوحدة العربية أمل فلسطين في التحرير..
الصهيونات اليوم أكبر خطر على وجه الأرض ضد العالم العربي
تحرير فلسطين يبدأ من وحدة الأمة العريية
المؤرخ جمال حمدان
مر شهر على أحداث غزة منذ أن بدأت حركة طوفان الأقصى التي أقدمت عليها المقاومة الفلسطينية يوم 7 من أكتوبر من الشهر الماضي وما زال المدنيون الفلسطينيون في غزة يعانون قسوة الاحتلال الصهيوني الغاشم دون رحمة، وقد أغلقت في وجوههم كل الطرق للمساندة والمساعدة بكل الأوجه في محاولة لقمع الفلسطينيين وتهجيرهم من أراضيهم بكل الطرق وهو الأمر المحال أن يتم إطلاقا.
الدكتور والمؤرخ الراحل جمال حمدان تحدث عن القضية الفلسطينية فكان يرى أن الخطر الصهيوني لا يستهدف الأرض المقدسة فحسب، حتى أن تهديدها وخطرها لا يقف عن حد العالم العربي فقط إنما يتسع دائرته ليتعدى العالم الإسلامي كله، فإسرائيل وحلفاؤها تسعى وبكل قوة من قديم الأزل وحتى وقتنا الحاضر تهدد العالم العربي في العلن والخفاء فالصهيونات اليوم هي أكبر خطر على وجه الأرض التي تواجه العالم العربي، وتحرير فلسطين هو وحدة العالم العربي، والعكس صحيح فوحدة العالم العربي هو تحرير فلسطين.
هناك عدة حقائق لابد ألا يغفل عنها الجميع عند النظر إلى القضية الفلسطينية كما يوضح الدكتور جمال حمدان في كتابه "فلسطين أولا"، وهو أن القومية العربية، وتحرير فلسطين قضيتان متكاملتان ويتواكبان بحيث يمكن أن يسير كل منهما جنبا إلى جنب فليس بينهما بالضرورة أولويات أو أسبقيات إلا أنه لو سبقت الوحدة القومية لكان ذلك أفضل وأشد فائدة بصورة مباشرة في تحرير الأرض الفلسطينية. إن هذه الحرب تكشف أننا لا نحارب إسرائيل وحدها ولا حتى الاستعمار خلفها لكن يضاف إليهما الرجعية العربية معهما على حد سواء فإسرائيل هي إسرائيل ومن وراءها الاستعمار ومن أمامها الرجعية العربية، فإن كانت إسرائيل هي قلب العدو، فالاستعمار هو جناحه الأيمن، والرجعية هي جناحه الأيسر، فلابد أن نكون صادقين مع أنفسنا كما قال الراحل جمال عبدالناصر " أن الوطن العربي إذا كان لا يتسع للعرب وإسرائيل فقد آن لنا أن ندرك أن الوطن العربي لم يعد يتسع للتقدمية والرجعية ولن تزول إسرائيل حتى تزول الرجعية". إن إسرائيل ولدت في حجر الاستعمار ومن رحمه خرجت، فهو الذي خلقها وغذّاها وهو الآن الذي يحميها من الزوال، فإسرائيل نبت شيطاني اصطناعي يعيش تحت صوبة زجاجية، بل مسخ يتنفس في مناخ مفتعل تحت خيمة أو أكسجين دائمة ويحيا على عمليات الدم التي لا تنقطع، وفي المقابل نجد أن الاستعمار الغربي هو الطبيب المداوي الذي يقدم كل الإسعافات ووسائل الإنقاذ بأثمان بخيسة في أغلب الأحيان ليقوم هذا التشويه الخلقي، فلو انتزعت هذه الصوبة أو الخيمة من إسرائيل لماتت وزالت إلى الأبد وتنهار من الداخل في المناخ الطبيعي للعالم العربي، لكن الاستعمار الغربي يحاول مع كل مرة بكل وسيلة إلى عدم انتزاعها أو زوالها، فهو حارسها الشرس المتربص لأي أحد يحاول ذلك.
العالم الغربي والصهيونية
القدسيبين جمال حمدان أن العالم الغربي والصهيونية بالتحديد حققت وجودها بوضع العالم أمام الأمر الواقع في فلسطين، وإذا كان العالم العربي يرفض ذلك الأمر الواقع الظالم الباغي فإن من واجبنا أن نحاربه بنفس السلاح، وهذا يكون بفرض التحرير على أرض فلسطين طريق وضع العالم إزاء الأمر الواقع آخذين في الاعتبار أن نكون منتبهين إلى أننا علينا ألا نهتم بلغة التهديد المتكررة بتدمير إسرائيل أو إلقائها في البحر فذلك سيعكس الرأي العام العالمي ويستغله العدو لينقلب الحق باطلا ويمثل دور المضطهد ويستجدي التعاطف، ولذلك وجب علينا أن نحول دعايتنا من الدفاع إلى الهجوم بالضغط على إسرائيل وفرض الرأي العام لنا، فالسبيل الوحيد للقضاء على الوجود الإسرائيلي هو الوحدة العربية التي تضربه، فإسرائيل كلما رأت تقدما ملموسا وجادا بين العرب وبعضهم وشعرت أن هناك خطوات جادة في سبيل الوحدة العربية وتوحيد كلمتهم تضربها لأنها تعرف جيدا أن ذلك يؤدي إلى هلاكها.
أمريكا سرطان العالم المعاصر
يرى الدكتور جمال حمدان أن الرأسمالية الأمريكية قد قطعت شوطا رهيبا نحو الفاشية المبطنة، بعد أن سيطرت عليها إله وآلهة الحرب فتحولت أمريكا إلى أيدي عصابات رعاة البقر إلى لعنة العالم الجديد وتتار الغرب، بل شبهها البعض بأنها سرطان العالم المعاصر، أما إسرائيل المجرمة المباشرة فهي قاعدة أمريكا العسكرية كسائر القواعد إلا إذا كسر البغي والطغيان الأمريكي الحاقد المتعطش للقوة والدماء.
امريكاإن أمريكا كما يقول جمال حمدان ظلت محتفظة بقواعدها العسكرية التي تطوق العرب من كل الجوانب وبأساطيها سنوات طوال منذ الحرب العالمية الثانية دون أن تستخدم إطلاقا إلا ضد العرب، وعلى هذا لابد أن يدرك العرب تماما أن الصراع مع أمريكا صراع حياة أو موت ومقتل إسرائيل يكمن في مواجهة أمريكا، فالهدف الرئيسي لها هو السيطرة على العالم وإخضاعه لنفوذها لخلق أول إمبراطورية كوكبية في التاريخ وإن يكون بشكل غير مباشر الاستعمار الجديد. أن ذلك الذي يحدث في غزو حاليا يفسر ما قاله الدكتور جمال حمدان في التواطؤ الأمريكي لما يجري الآن، ويبين عداء وكراهية وحقد أمريكا الواضح منذ سنين للعرب بأكمله بل إنها حرب سرية معنا فأمريكا هي إسرائيل والعكس صحيح بل يمكن أن نتصور أنها أكثر صهيونة من إسرائيل ذاتها، وإلا فلماذا حماية أمريكا لبقاء إسرائيل إنما هي مجرد خط في مخطط وجزء من كل.
وقد تنبأ جمال حمدان بأن إسرائيل ستملأ الدنيا ضجيجا بانتصار جديد لها وتتظاهر في ادعاءاتها القوى المادية في الغرب إذلالا للعرب وتحطيما لأسطورة القوة المصرية أو العربية، لكن بغير حد أنها تمارس خداع الذات مرة أخرى ولولا التواطؤ من جانب الاستعمار لسحقت قوة إسرائيل الذاتية سحقا لا على أرض سيناء وإنما على أرض فلسطين المحتلة حتى تل أبيب.
صورة ارشيفيةكتاب وأدباء قاوموا الغزو الصهيوني بالإبداع والمواقف الشجاعة
صدى الكلمة في مواجهة العدو الغاشم.. ناجي العلي رمز القضية الفلسطينية.. رضوى عاشور تعرض قضية التهجير من الطنطورية.. كلمات صارخة من محمود درويش في وجه الاحتلال
لا شك أن التاريخ الأدبي مليء بالروايات والأشعار التي قاومت الغزو الصهيوني ليس بالسلاح إنما بالكلمة التي كانت سهاما حادة في قلوب الاسرائليين، الأمر الذي يدلل على أن الكلمة لها تأثير بالغ في الرد على تقوم به اسرائيل والجيش الصهيوني على فلسطين فتعد سلاحا كبيرا ودفاعا قويا عن القضية الفلسطينية، وكان لها صدى كبير في المجتمع .
الروائي غسان كنفانيالروائى الفلسطينى الكبير غسان كنفانى كان له باع كبير في الدفاع عن القضية الفلسطينية، وهذا كان واضحا جدا سواء كان بشكل مباشر أو غير مباشر في الأعمال الأدبية التي كتبها ففي روايته "رجال فى الشمس"، وصف كنفانى تأثيرات النكبة عام ١٩٤٨ على الشعب الفلسطيني، تناول فيها عددا من الشخصيات، ومنهم رجل فقد كل ما يملك عقب الحرب ليعيش فى المخيمات، ولكنه لم يجرؤ على التفكير فى المخيمات، والآخر الذى ارتبط ببلده ويحلم بعودة ما كان، لكنه لا يعرف كيف يمكن أن تحدث هذه العودة بعد ضياع كل شيء وشاب آخر تطارده السلطات بسبب نشاطه السياسي، ولا ينسى أحد كلمته الشهيرة "لماذا لم يطرقوا جدران الخزان؟ والتى صورت موت ثلاثة أشخاص داخل خزان سيارة دون محاولة للمقاومة، بين فيها كنفانى روح الفلسطينيين وكيف كانوا يجدون صعوبة فى مقاومة العدو الصهيوني".
كما يعتبر الرسام الكاريكاتيري ناجي العلي واحدا من أهم الفنانين الفلسطينيين الذين عبروا عن القضية الفلسطينية من خلال فنه، أثر بشكل كبير في التعبير عن الشعب الفلسطيني ومعاناته، فمن خلال لوحاته رسم وقدم للعالم العديد من الشخصيات الكاريكاتيرية المهمة التي أثرت في وجدان العالم بل كانت سببا في وفاته، ومن هذه الشخصيات المهمة شخصية "حنظلة" التي ابتدعها من خلال لوحاته.
شخصية " حنظلة" الخيالية أصبحت واقعا حيا عند العالم فهي تمثل صبيا في العاشرة من عمره أدار ظهره في سنوات ما بعد حرب 1973، وعقد يديه خلف ظهره ليكون رمزا للفلسطيني المعذب والقوي في نفس الوقت، فهو شاهد على الأحداث في بلاده ولا يخشى الموت في سبيل تحرير بلاده
يقول ناجي العلي عن هذه الشخصية: "إن حنظلة هو بمثابة الأيقونة التي تمثل الانهزام والضعف في الأنظمة العربية".
إن ناجي العلي هو رمز للقضية الفلسطينية، تم اغتياله في 22 يوليو عام 1987 بعدما أطلق شاب النار عليه، ليصاب أسفل عينه اليمنى ويظل في غيبوبة حتى التاسع والعشرين من أغسطس من نفس العام لتكون ريشته سلاحا لاذعا في صدور الاحتلال الصهيوني وتبقى شخصية حنظلة حية إلى الأبد.
قضية التهجير وكلمات صارخة من محمود درويش
الكاتبة رضوى عاشورونجد أيضا الروائية رضوى عاشور عبرت عن القضية الفلسطينية، من خلال روايتها رواية" الطنطورية" التي تناولت فيها الهجوم الذي تعرضت خلاله قرية الطنطورية الواقعة على الساحل الفلسطيني جنوب حيفا بفلسطين لهجوم عنيف من العدو الصهيوني، فتقدم في هذه الرواية قصة حياة عائلة عاشت تجربة التهجير من قريتها لنجد رقية الطنطورية التى عانت وتحملت فقدان والدها وشقيقها وتزوجت فى المنفى، حتى إنها يوم زواجها تغنت ببعض الأبيات “قولوا لامه تفرح وتتهنا/ وترش الوسايد بالعطر والحنا والفرح إلنا والعرسان تتهنا/ والدار دارى والبيوت بيوتي/واحنا يا عدوى موتي".
الشاعر محمود درويشووصف الشاعر محمود درويش ما يحدث في فلسطسن من خلال كلماته الرنانة والثائرة في قصائده وأشعاره التي دونها فيقول: أيها المارون بين الكلمات العابرة /منكم السيف ومنا دمنا /منكم الفولاذ والنار ومنا لحمنا منكم دبابة أخرى/ ومنا حجر منكم قنبلة الغاز- ومنا المطر/ وعلينا ما عليكم من سماء وهواء /فخذوا حصتكم من دمنا وانصرفوا / وادخلوا حفل عشاء راقص/ وانصرفوا وعلينا، نحن، أن نحرس ورد الشهداء.
وكتب المسرحى السورى سعد الله ونوس مسرحيته الشهيرة "طقوس الإشارات والتحولات" أورد فيها شخصية فخرى البارودى الذى يعتبر واحدا من أشهر شخصيات المقاومة ضد الاستعمار الفرنسى فى سوريا وتروى القصة أن خلافا قد نشب بين نقيب الإشراف ومفتى الشام أيام الوالى راشد باشا وتجاوز المفتى الخلاف الشخصى ومد يد العون للنقيب حين أوقع به قائد الدرك وقبض عليه فهذه الحكاية بنى عليها الكاتب قصته، وكانت نكسة ١٩٦٧ بمثابة الطعنة المسددة لشخص ونوس عن قصد، إصابته بحزن شديد خاصة أنه تلقى النبأ وهو بعيد عن وطنه وبين شوارع باريس فكتب مسرحيته الشهيرة "حفلة سمر من أجل خمسة حزيران"ثم مسرحية"عندما يلعب الرجال".
الشاعر السورى نزار قباني، كانت أشعاره رافضة الاحتلال الصهيونى وبكلماته كان دفاعا قويا عن القضية الفلسطينية فكتب: إذا خسرنا الحرب لا غرابة لأننا ندخلها/بكلِ ما يملك الشرقى من مواهبِ الخطابة/بالعنتريات التى ما قتلت ذبابة لأننا ندخلها/ بمنطق الطبلة والربابة/ السر فى مأساتنا/ صراخنا أضخم من أصواتنا/ وسيفنا أطول من قاماتنا.
جمع شتات الشعوب العربية
الشاعر ابراهيم طوقانبينما نجد ان الشاعر الراحل إبراهيم طوقان هو الذي جمع شتات الشعوب العربية حول القضية بقوة الكلمة فقد كتب قصيدته المشهورة "موطني" التى أصبحت النشيد الرسمى لفلسطين موطني.. موطني../ الجلال والجمال والسناء والبهاء /فى رباك... فى رباك / والحياة والنجاة والهناء والرجاء/ فى هواك... فى هواك / هل أراك... هل أراك../سالما منعما وغانما مكرما؟/ هل أراك موطني.. موطني.. موطنى / الشباب لن يكل همه أن يستقل أو يبيد... فى علاك / تبلغ السماك؟... تبلغ السماك؟ /موطني....
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: جمال حمدان إسرائيل الاستعمار الوحدة العربية فلسطين العالم العربي طوفان الأقصى المقاومة الفلسطينية تحرير فلسطين عن القضیة الفلسطینیة العالم العربی محمود درویش ناجی العلی جمال حمدان من خلال
إقرأ أيضاً:
كيف كانت الدراما العربية تتفاعل مع قضية فلسطين سابقا؟
تخلوا الأعمال التلفزيونية العربية، التي تعرض خلال شهر رمضان الحالي، من ذكر القضية الفلسطينية تقريبا، وذلك رغم تعرض قطاع غزة لحرب إبادة غير مسبوقة امتدت على طول موسمين من الإصدارات والمنتجات العربية.
وحل رمضان الماضي في شهر آذار/ مارس 2024، عندما كانت الإبادة في شهرها الخامس، ولم يتضمن سوى ذكر بسيط ضمن حلقات معدودة لبعض الإنتاجات التي تحدثت عن حب فلسطين أو ضرورة دعم مقاطعة المنتجات التي تدعم الاحتلال الإسرائيلي.
ولم يكن هذا الحال في الإنتاجات العربية التي صدرت خلال العقد الأول من الألفية الجديدة، حيث تم تخصيص حلقات كاملة وأحيانا مسلسلات للحديث عن القضية الفلسطينية والجرائم الإسرائيلية.
طاش ما طاش
سلط أهم إنتاج درامي سعودي الضوء على القضية الفلسطينية، وهو مسلسل "طاش ما طاش"، الذي أنتج في 2002 حلقة باسم "خضار الشرق" تتحدث عن القضية الفلسطينية، وذلك منذ الانتداب البريطاني حتى انتفاضة الأقصى، وتقدم أبرز المحطات التاريخية بطريقة كوميدية وساخرة ورمزية.
تبدأ الحلقة بتقديم شخصية "أبو شنب" التي تمثل الاحتلال الإسرائيلي، وشخصية "داوود" الذي يمثل الولايات المتحدة، ويعمل على إشغال الدول العربية بأمور لا يعرفونها ولم ترد عليهم، بينما يذهب الأول لاحتلال فلسطين، ورمزيته هنا "بسطة زهرة للخضار".
بعدما تمكن "داوود" من إلهاء "ناصر" و"سليمان" وزميله ودعوته لهم إلى منزله من أجل التعرف على "الكيوي" و"الكاكا"، وذهاب شخصية "عبد الرحمن" إلى القهوة، يستغل أبو شنب هذه الحالة ويعتدي بالضرب على زهرة ويسيطر على موقعها في "السوق"، ثم يقول إنه قام بشراء المكان من "زهرة".
يعود جيران زهرة ليجدوا "أبو شنب" الفظ يسيطر على مكان "زهرة"، وهم غير مقتنعين أنه قد يكون قام بشراء المكان الذي لم يعرض يوما للبيع، ثم يجدون جارتهم بنفسها وهي في حالة صحية متردية وآثار الضرب عليها.
وتبدأ رحلة محاولة إعادة حق "زهرة" باللجوء إلى الشرطة التي تمثل هيئة انتداب عسكري أجنبي ويقدم دورها نفس ممثل شخصية "أبو شنب"، وذلك بعد اتفاق جميع جيران زهرة على استبعاد حل "التدخل بالقوة"، وبحسب الحلقة يخضع هذا الانتداب لتأثير اللوبيات والجهات الداعمة لـ "إسرائيل".
تفشل الخطة الأولى باعتبار أن هذه الأمور ليست من اختصاص الشرطة بل من اختصاص مدير البلدية، الذي يقدم دوره أيضا "أبو شنب"، ويرد عليهم أن الصكوك والوثائق التاريخية التي عنده تثبت حق "أبو شنب" في مكان زهرة في السوق.
يلوم جيران "زهرة" أنفسهم ويبدأون باتهام بعضهم البعض بالجبن والخوف بينما "أبو شنب" يجلس في مكانه الجديد ويبدأ بممارسة أعماله بشكل طبيعي، ليتم الاتفاق على "وضع خطة" من أجل معالجة القضية بشكل جذري.
ويعرف بهذا المخطط "داوود" الذي يسارع إلى تحذير "أبو شنب" الذي يتجهز بالسلاح من أجل الدفاع عن موقعه الذي سرقه من زهرة، وبالفعل ينجح في ذلك بل يحصل أيضا على حق "ناصر"، في إشارة كما يبدو إلى أحداث حرب النكسة عام 1967.
وعقب ذلك يتدخل "داوود" كوسيط ويقترح إجراء مفاوضات مع "أبو شنب"، ويظهر مصطلح حل كل مشكلة على حدة، وتبدأ إغراءات تفريق الأصدقاء والجيران.
يضع "أبو شنب" شروطه خلال المفاوضات، وأبرزها "إغلاق الباب الذي يأتي من جهة ناصر بشكل نهائي"، ثم يعود حق "ناصر"، وتعود "زهرة" للعمل في مبسطها تحت إمرة "أبو شنب".
تنتهي الحلقة بسيطرة "أبو شنب" على السوق، وبيدأ بجلب أقربائه للعمل معه، بينما يستمر "داوود" بتنظيم حفلات لإلهاء باقي الدول، و"زهرة" تطرد من السوق نهائيا.
النهاية
مسلسل مصري جرى إنتاجه عام 2020، وهو من نوع الخيال العلمي من بطولة يوسف الشريف وإخراج ياسر سامي، وتدور أحداثه في عام 2120، حيث يواجه العالم تطورات تكنولوجية هائلة، ويتناول تأثير الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا على مستقبل البشرية.
وتعرض الحلقة الأولى من المسلسل مشهدا يُظهر انهيار "إسرائيل" واختفاءها من الوجود، وذلك في درس تعليمي يُعطى للأطفال، حيث يقول المعلم إن "حرب تحرير القدس" أدت إلى تفكك "إسرائيل" بعد مرور 100 عام على تأسيسها (أي في عام 2048)، وإن اليهود انتشروا في دول مختلفة حول العالم.
والمشهد أثار غضب الاحتلال، حيث أصدرت وزارة الخارجية الإسرائيلية بيانًا اعتبرت فيه أن المسلسل "غير مقبول" و"معادٍ لإسرائيل"، كما نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" تقريرًا يهاجم المسلسل، معبرة عن استيائها من الفكرة التي تروج لاختفاء "إسرائيل".
حرب تحرير القدس
مسلسل النهايه #اسرائيل pic.twitter.com/aHOWTsgXNe — ابراهيم فهد النعيم (@ibrahem1992fahd) May 17, 2020
ورغم أن المسلسل لم يركز على "إسرائيل" كموضوع أساسي، لكنه استعرض مستقبلا خياليا يصور كيف قد يكون تحرير القدس جزءًا من التغيرات العالمية الكبرى، وكان هذا الطرح غير مسبوق في الدراما العربية، خاصة أن الأعمال التي تناولت "إسرائيل" سابقًا كانت غالبًا تركز على الحروب أو الصراع الاستخباراتي، بينما قدم "النهاية" رؤية مستقبلية لنهاية الاحتلال الإسرائيلي.
الفصول الأربعة
تناول المسلسل السوري الشهير القضية الفلسطينية وأحداث الانتفاضة الثانية التي انطلقت عام 2000، من خلال حلقة جاءت بعنوان "بنت وصبي"، وتبدأ على مشهد من نشرة أخبار تتحدث عن انتفاضة الأقصى وجرائم الاحتلال.
وما يثير انتباه شخصية "نارا" (تؤدي دورها روعة السعدي)، إلى جانب تعاطفها مع الشعب الفلسطيني، هو الحديث عن مجلس الأمن والأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية ومنظمة اليونسيف والمنازعات الدولية.
ومع أحداث الحلقة، تكثر أسئلة "نارا" لوالدها المحامي عادل (جمال سليمان)، ويزداد اهتمامها بالقضايا الحقوقية، ينعكس ذلك على شخصيتها وتعاملها مع صديقاتها في المدرسة، وقرارها التخصص في القانون الدولي؛ من أجل العمل ضمن محكمة العدل الدولية.
ومع اهتمام "نارا" بمتابعة الأخبار بشكل يومي تتحول الأسئلة إلى جوهر القضية الفلسطينية وفهم مبدأ المواجهة، لكنها تستغرب من عدم قدرة العرب على تحرير فلسطين، رغم عددهم الكبير ومواردهم النفطية الوفيرة.
وتتجه الأسئلة بعد ذلك إلى دور جامعة الدول العربية وتفاصيلها، وعن سبب عدم وجود محكمة العدل العربية ضمن الجامعة، أسوة بالأمم المتحدة، ومن ثم إلى الاستغراب من كل المواثيق الدولية، واحتكار حق النقد "الفيتو" على الدول الخمس الكبرى.
تتساءل "نارا" عن سبب تجاهل "إسرائيل" لقرارات الشرعية الدولية، وعن سبب سكوت العالم عن هذه الانتهاكات الدولية؟ ليرد عليها والدها أنها عندما تكبر سوف تجد أجوبة لكل هذه الأسئلة، لتقول مستغربة: "المشكلة في فلسطين سوف تبقى حتى أكبر؟".
ونتيجة ذلك، تصل "نارا" إلى استنتاج إلى أن كل المنظمات الدولية والإقليمية والعقائدية وغيرها، "ليس لها أي فائدة أو طعم مقابل الحجر"، وأن دراسة القانون الدولي غير مفيدة مقابل حمل الأحجار مع أطفال فلسطين، وهو ما تسبب في مشادة مع والدها.
وتتأخر "نارا" بالعودة إلى البيت بعد المدرسة؛ بهدف زيارة سفير اليونيسف الإقليمي، ليظن والدها وعائلة أمها المتوفاة بأنها ذهبت إلى فلسطين، وبالفعل تلتقي بسفير اليونسيف (دريد لحام)، وتشرح له كيف أن والدها يمنعها من الحديث بحرية عن قضية فلسطين، ثم يصطحبها إلى عائلتها القلقة على سلامتها.
وجاءت هذه الحلقة من المسلسل الذي أخرجه الراحل حاتم علي، في أيار/ مايو 2001، بعد أيام فقط من استشهاد الرضيعة إيمان حجو، في أحضان أمّها سوزان، أمام بيت عائلتها في محافظة خان يونس جنوب قطاع غزة.
مارايا
جاء في جزء مسلسل مرايا السوري الشهير "مرايا 99" بعنوان "سوسو السفاح" (ياسر العظمة)، وهي أيضا من إخراج حاتم علي، وتعرض رمزيات حول القضية الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي والدول العربية.
وشخصية سوسو هي لـ"قبضاي" جبان يخاف من أي شيء، خصوصا زوجته، لكنه بارع جدّا في التمثيل، ويستغل صوته المرتفع وعيونه المخيفة في صناعة هيبة وهمية له في نظر الآخرين.
ويمارس "سوسو" الداعية على "قباضايات القهوة"، ويستغل احترامهم المبالغ به للقوة، وينجح في إرهابهم وتخويفهم.
وخلال أحداث الحلقة، يلوم "القبضايات والأزقردية" بعضهم لعدم قدرتهم على الرد على "سوسو"، ثم يبتكرون التبريرات لخوفهم منه.
ويحاول شاهر (محمد قنوع) أو "شوشو" كما يسخر منه رواد القهوة، إثبات قوته، وأنه يستحق المكانة والاحترام، يكتشف حيلة "سوسو" وجبنه وخوفه، ذلك يلحق بـ "سوسو" ويختبر جبنه وخوفه، بل يعمل على إهانته وتهديده، لكن سوسو لديه المزيد من الألاعيب والحيل.
ويصر شاهر على مواجهة "سوسو" داخل القهوة، وبالفعل يأتي سوسو قويّا ومهابا كالعادة، ويمارس حيلته على الجميع، ويعمل على إيقاع "شوشو" في قبضة باقي "أقوياء" القهوة.
الاجتياح
مسلسل من إنتاج المركز العربي للإنتاج الإعلامي الأردني في عام 2007، وهو من إخراج شوقي الماجري، وسيناريو رياض سيف، ويصور معاناة الشعب الفلسطيني خلال اجتياح الضفة الغربية ومجزرة جنين سنة 2002.
ويتناول العمل الأحداث التي ترافقت مع إعادة احتلال الضفة الغربية عام 2002، من حصار لرئيس السلطة الفلسطينية الراحل ياسر عرفات، وحصار كنيسة المهد في بيت لحم، ومجزرة جنين.
وفي تصريح سابق له، أكد المنتج عدنان عواملة أن 80 بالمئة من مجريات المسلسل حقيقية وتمثل عملا وثائقيا، وكاتب العمل استمع إلى شهادات من أناس عايشوا الاجتياح، ومن ثم كانت الرواية واقعية بنسبة كبيرة".
وأحجمت معظم الفضائيات العربية حينها عن بث المسلسل، بحجة تضمن أحداثه قصة حب بين مصطفى الفلسطيني المطارد ويائيل الفتاة اليهودية، وهي نقطة تعرض المسلسل للانتقاد بسببها.
انتو شو جايبكو ؟ شو بدكو ؟ انا هون بيتي .. #مصطفى#منذر_رياحنه #شوقي_الماجري
مسلسل #الاجتياح pic.twitter.com/ImqZC2LDmV — monther rayahneh (@RayahnehMonther) August 11, 2024
وعن ذلك قال عواملة؛ إنه "حال لم تكن القصة واقعية بالمطلق، فقد تترك للكاتب مساحة للتشويق، وقد تكون تلك القصة جاءت من هذا المنطلق، لتؤكد أن الفلسطيني لا يبحث عن الإرهاب والموت، بل تعني له الحياة الكثير".
وحصل المسلسل جائزة "إيمي" المعادلة لجائزة الأوسكار، إلا أنها تمنح للمسلسلات والبرامج التلفزيونية المختلفة، وهو ما أحدث مفاجأة متفوقا على أكثر من 500 عمل تلفزيوني عالمي.
وبعد هذه الجائزة، لفتت قوة العمل انتباه صناع السينما والدراما الغربيين، الذين أبدوا إعجابهم بأداء الممثلين القوي، واستغرابهم لهذا الكم الهائل من المعلومات والواقع الذي يخفى عنهم.
ويأتي هذا بعدما امتنعت قنوات عربية بارزة عن عرضه، وهي ذاتها التي ذهبت إلى عرض مسلسلات تروج التطبيع وتحسن صورة الاحتلال عالميا في السنوات الأخيرة، فضلا عن عقد شراكات مع جهات إسرائيلية.
على هلسيرة تنسوش تحضروا مسلسل الاجتياح.
أفضل مسلسل عربي انعمل بالتاريخ بدون اي مبالغة.
المسلسل كان من المفترض انه ينعرض عMbc لكن زي ملتويت الاصلية بتقول عن التطبيع، انسحبت من بثه و ضله سنة مرمي لحتى منعرض على شبكة LBC و ياخد جائزة Emmy لافضل مسلسل عالمي طويل. https://t.co/7CBxN8Tr2n pic.twitter.com/W3qrKqPo84 — Yeezoz المتهكم ¥ (@izzwhatitizzz) June 7, 2021
أعمال أخرى
يعد مسلسل التغريبة الفلسطينية من أبرز وأهم الأعمال التي تناولت القضية الفلسطينية بعمق، يروي المسلسل مأساة الشعب الفلسطيني منذ النكبة عام 1948 وحتى الشتات، مع تسليط الضوء على معاناة العائلات الفلسطينية.
وجاء المسلسل بتأليف من وليد سيف، وإخراج الراحل حاتم علي، وجرى حذف حلقاته من منصة "شاهد" التابعة لشبكة "إم بي سي" السعودية في تشرين الأول/ أكتوبر 2020، وبعد توقيع دول خليجية لـ"إتفاقيات أبراهام" للتطبيع مع الاحتلال، إلا أن حملة كبيرة أجبرت المنصة على إعادة الحلقات.
العالم كله تآمر علينا |
بدل ما تِتلقّح تحت عمودك خيمتك، اخلعه واطلع فيه..
خذ حقك فيه بالمليحة ولاّ بالعاطلة..
تقوليش بصير ولاّ بصيرش...إذا "إسرائيل" قامت كل إشي بصير..
(التغريبة الفلسطينية) pic.twitter.com/iLdYm0GtU5 — The Palestinian Archive الأرشيف الفلسطيني (@palestinian_the) November 18, 2023
أما فيلم رجال تحت الشمس الصادر عام 1970، فهو مقتبس عن رواية غسان كنفاني، ويروي قصة ثلاثة فلسطينيين يحاولون عبور الحدود بحثا عن حياة أفضل، لكنهم يواجهون مصيرا مأساويا، وكان العمل دراميا بارزا في السينما السورية، وأُلهمت منه مسلسلات لاحقة.
وحصل الفيلم على الجائزة الفضية في مهرجان قرطاج في العام ذاته، وشارك في تمثيله يوسف حنا، وعاطفة الخالدي، وأخرجه محمد شاهين.
وفي عام 2020، صدر مسلسل حارس القدس، الذي يحكي سيرة المطران هيلاريون كابوتشي، وهو من إنتاج المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي، وإخراج باسل الخطيب، وبطولة الممثل السوري رشيد عساف.
يروي المسلسل سيرة المطران هيلاريون كابوتشي، الذي كان من أبرز المدافعين عن القضية الفلسطينية، ويسلط الضوء على دوره في مقاومة الاحتلال.