العواقب المناخية تحدد السبب الرئيسي لجفاف العراق وتحذر من هذا الامر
تاريخ النشر: 9th, November 2023 GMT
السومرية نيوز – دوليات
اعلنت مجموعة من علماء المناخ، إن التغير المناخي الناجم عن استهلاك الوقود الأحفوري هو السبب الرئيسي لـ”الجفاف الشديد” في إيران والعراق وسوريا، وحذروا من أن مواسم الجفاف ستشتد وتصبح أكثر دواماً جنبا إلى جنب مع ظاهرة الاحتباس الحراري. وقالت مجموعة “العواقب المناخية العالمية”، وهي مجموعة دولية من الباحثين تدرس تأثير الأحداث المناخية الشديدة، إن الاحتباس الحراري الناجم عن الإنسان أدى إلى زيادة حالات الجفاف.
وبحسبهم فإن احتمال الجفاف في سوريا والعراق أعلى بـ 25 مرة وفي إيران بـ 16 مرة عما كان عليه من قبل.
وأضافت هذه المجموعة العلمية في جزء من بيانها: “إن التغيرات المناخية نتيجة للأفعال البشرية زادت من شدة الجفاف إلى درجة أنه لو حدثت نفس الحالات في درجة حرارة أكثر برودة بمقدار 1.2 درجة مئوية، لم يكن هناك جفافاً.”
ويشير البيان إلى أن نقاط الضعف الناجمة عن سنوات من الحرب والأزمات في هذه البلدان قد قللت من قدرة الناس على التعامل مع الجفاف، ونتيجة لذلك، يمكن أن يؤدي الجفاف إلى “أزمة إنسانية”.
أجرت هذه المجموعة أبحاثها في الفترة ما بين يوليو 2020 ويونيو 2023 (من صيف 2019 إلى صيف 2022) في منطقتين حيث كانت عواقب الجفاف أكثر حدة. منطقة واحدة هي إيران والمنطقة الأخرى هي حوض نهري دجلة والفرات اللذين يمران عبر سوريا والعراق.
وأضافت مجموعة “العواقب المناخية العالمية” في جزء آخر من بيانها أنه بناء على مؤشرات المركز الأمريكي لرصد الجفاف، فإن المنطقتين تصنفان حاليا على أنهما “جفاف شديد”.
وقال فريدريك أوتو، أحد منظمي هذا البحث والأستاذ في إمبريال كوليدج في لندن: “بعد هطول أمطار كافية وحصاد جيد للمنتجات الزراعية في عام 2019، في السنوات الثلاث الماضية، انخفض معدل هطول الأمطار وارتفاع درجات الحرارة في المنطقة “أثرت أثراً قوياً على زراعة المنتجات الزراعية والحصول على مياه الشرب”.
كما دعا محمد رحيمي، الأستاذ بجامعة سمنان وأحد منظمي هذا البحث، إلى تحسين إدارة الموارد في اجتماع افتراضي. وقال: “إن كمية الأمطار في هذه المناطق كانت دائما منخفضة وهذا الوضع شبه طبيعي بالنسبة للمنطقة. لكن ارتفاع درجة الحرارة عامل جديد.”
وبحسب رحيمي، فإن ارتفاع درجة الحرارة سيؤدي إلى تبخر المزيد من المياه السطحية في المنطقة. وأضاف: “نتوقع أن يزداد تبخر المياه السطحية ونتح الأنسجة النباتية في المنطقة. ولذلك فأنا لست متفائلاً بالمستقبل”.
وفي العراق، الذي يعد أحد أكبر منتجي النفط في العالم، وفي الدولة السورية التي مزقتها الحرب، أصبحت العواقب الضارة لتغير المناخ والجفاف على الأجزاء الأكثر ضعفا في هذين المجتمعين أكثر وضوحا من ذي قبل.
وفي السنوات الأخيرة، انخفض حجم إنتاج المنتجات الزراعية، وخاصة القمح، في العراق وسوريا بشكل ملحوظ. كما أدى انخفاض مياه الأنهار وتلوث مياهها إلى تقليل كمية الأسماك التي يتم صيدها.
وبحسب بحث مجموعة “العواقب المناخية العالمية”، فإنه حتى صيف العام الماضي، اضطر نحو مليوني شخص يعيشون في المناطق الريفية في سوريا إلى الهجرة بسبب الجفاف. وفي إيران، أدى نقص الموارد المائية إلى ارتفاع أسعار المنتجات الغذائية، وفي بعض الحالات، إلى التوتر مع الدول المجاورة.
كما أن التوتر بشأن الموارد المائية في العراق واضح تماما أيضا، فقد أعلنت الأمم المتحدة في تقريرها الأخير أن 20% من سكان البلاد البالغ عددهم 43 مليون نسمة يواجهون انعدام الأمن المائي.
وهناك عوامل أخرى، مثل أساليب الري غير الفعالة، وتآكل مرافق معالجة المياه، والنمو السكاني السريع، هي عوامل فعالة أيضًا في تفاقم أزمة المياه. بالإضافة إلى ذلك، في أوقات الحرب والنزاعات المسلحة، تتعرض مرافق إمدادات المياه أيضًا للهجوم مثل البنى التحتية المدنية الأخرى.
وتضيف مجموعة “عواقب المناخ العالمية” في بيانها: “لم تعد حالات الجفاف الطويلة كما حدث في السنوات الأخيرة ظاهرة نادرة، ومن المتوقع حدوثها مرة واحدة كل عقد في سوريا والعراق ومرتين كل عقد في إيران”.
وحذر محمد رحيمي أيضاً قائلاً: “مع كل درجة من درجات الحرارة، ستصبح سوريا والعراق وإيران أماكن أكثر صعوبة للعيش فيها”.
المصدر: السومرية العراقية
كلمات دلالية: سوریا والعراق فی إیران
إقرأ أيضاً:
الأمطار في العراق: أمل عابر أم تحذير من التغيرات المناخية؟
نوفمبر 5, 2024آخر تحديث: نوفمبر 5, 2024
المستقلة/- تشير خرائط الطقس إلى استمرار فرص هطول الأمطار في العراق اليوم الثلاثاء، رغم أنها ليست شاملة، حيث تتوزع الأمطار الخفيفة على 11 محافظة. ولكن مع اقتراب موعد جفاف شبه كامل في الأيام المقبلة، يبقى السؤال الأهم: هل تعكس هذه الأمطار علامات إيجابية تجاه التغيرات المناخية، أم هي مجرد نقطة عابرة في مسار قاسي يهدد مستقبل البلاد؟
التقارير الجوية تشير إلى حالة من عدم الاستقرار الجوي ستستمر في مناطق الشمال وأقصى الجنوب خلال الـ 24 ساعة القادمة، مدفوعة برطوبة مدارية محدودة. ومن المتوقع أن تشمل الأمطار الرعدية دهوك وأربيل والسليمانية ومناطق أخرى، مثل كركوك، مما يعطي أملاً في تخفيف حدة الجفاف الذي يعاني منه العديد من المناطق.
لكن، كما هو الحال مع كل شيء في العراق، يبقى الواقع أكثر تعقيدًا. الأمطار التي تأتي بشكل عشوائي وغير منتظم قد لا تكون كافية لتلبية احتياجات الزراعة والمياه في البلاد. وفي حين تشير توقعات الطقس إلى احتمالية تجدد الأمطار يوم الأربعاء، تتزايد المخاوف من أن هذه الأمطار قد لا تكون كافية لمواجهة أزمة المياه التي تضرب البلاد بشكل متزايد بسبب التغيرات المناخية.
اعتاد العراقيون على الانخفاض الطفيف في درجات الحرارة، ولكن التغيرات المناخية الناجمة عن النشاط البشري وضغوط التنمية تثير جدلاً واسعًا. فهل نحن أمام أزمة مناخية حقيقية تتطلب تحركًا فوريًا؟ يجب أن يكون لنا موقف من هذه التغيرات، ويجب على الحكومة أن تتخذ خطوات جادة نحو إدارة الموارد المائية بشكل مستدام.
تدعو هذه الظروف إلى تأمل عميق حول كيفية تعامل العراق مع مسألة التغير المناخي. فبينما يحتفل البعض بنزول الأمطار، يعيش آخرون في خوف من جفاف محتمل أو فشل محاصيل. من الضروري أن نتذكر أن الأمطار ليست حلاً سحريًا، بل هي دعوة إلى العمل.
في النهاية، فإن الأمطار التي قد تُعتبر بمثابة بشارة للخريف، تظل غير كافية أمام التحديات المناخية العميقة. على المجتمع العراقي بكافة فئاته، من الحكومة إلى المواطن العادي، أن يتحملوا مسؤوليتهم في مواجهة التغيرات المناخية وإيجاد حلول فعالة لضمان مستقبل أفضل لأرضهم ومياههم.