منظمة الصحة العالمية تحذر من تضاعف معدلات انتشار الأوبئة في غزة
تاريخ النشر: 9th, November 2023 GMT
حذرت منظمة الصحة العالمية -اليوم الخميس- من خطورة الانتشار السريع للأمراض المعدية في قطاع غزة، في ظل تصاعد العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وقالت المنظمة العالمية في بيان إن استمرار ارتفاع عدد الوفيات والإصابات في غزة والزحام الشديد في الملاجئ وتعطل النظام الصحي وشبكات المياه والصرف الصحي يضاعف معدلات انتشار الأوبئة، وقد بدأت بعض الاتجاهات المقلقة في الظهور فعلا.
وأوضح بيان منظمة الصحة العالمية أن نقص الوقود أدى إلى إغلاق محطات تحلية المياه، مما زاد خطر انتشار العدوى البكتيرية -مثل الإسهال- زيادة كبيرة مع شرب المياه الملوثة، كما أدى نقص الوقود أيضا إلى تعطيل جميع أعمال جمع النفايات الصلبة، مما هيأ بيئة مواتية للانتشار السريع واسع النطاق للحشرات والقوارض التي يمكن أن تنقل الأمراض أو تكون وسيطا لها.
وأوضح البيان أن هذا الوضع مقلق، خاصة لما يقارب 1.5 مليون نازح في شتى أنحاء غزة، ولا سيما من يعيشون في ملاجئ شديدة الزحام لا تتوافر فيها فرص استخدام مرافق النظافة الشخصية والمياه المأمونة، مما يزيد خطر انتقال الأمراض المعدية.
وأشار البيان إلى أن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) ومنظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة في غزة تعمل على توسيع نطاق نظام مرن، لترصد الأمراض في العديد من هذه الملاجئ والمرافق الصحية، وقد رصد هذا النظام اتجاهات حالية للمرض تبعث على القلق البالغ.
وذكر البيان أنه مع توقف أعمال التطعيم الروتيني ونقص الأدوية اللازمة لعلاج الأمراض السارية يزداد خطر انتشار الأمراض بسرعة، وذلك الخطر يتفاقم لأن تغطية نظام ترصّد الأمراض -بما في ذلك قدرات الكشف المبكر عن الأمراض ومواجهتها- غير كاملة، كما أن محدودية الاتصال بالإنترنت وعمل شبكة الهاتف يزيدان القيود على قدرتنا على الكشف المبكر عن الفاشيات المحتملة ومواجهتها بفعالية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الصحة العالمیة
إقرأ أيضاً:
وزير الصحة الأمريكي يتعهد باكتشاف علاج لمرض التوحد خلال عام
أعلن وزير الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكي، روبرت كينيدي جونيور، أن مئات العلماء في الولايات المتحدة سيشرعون في إجراء أبحاث مكثفة تهدف إلى تحديد الأسباب الكامنة وراء الإصابة بمرض التوحد، مشيرا إلى أن نتائج هذه الجهود البحثية من المتوقع أن تكتمل بحلول شهر أيلول/سبتمبر المقبل.
وجاء إعلان كينيدي، المعروف بانتقاداته المستمرة للقاحات وترويجه لنظريات مثيرة للجدل حول تسبب اللقاحات في إعاقات نمو الأطفال، خلال اجتماع وزاري متلفز عُرض خلاله على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ملامح خطة البحث الجديدة.
وخلال الاجتماع، أبدى ترامب اهتمامه بالمسألة، مشيرا إلى احتمالية وجود صلة بين اللقاحات وارتفاع معدلات تشخيص التوحد، رغم أن الدراسات العلمية الممتدة على مدار عقود أكدت عدم وجود علاقة بين الأمرين.
وقال ترامب: "لا بد أن هناك سببًا غير طبيعي لذلك... ربما توقفنا عن تناول شيء ما، أو بدأنا في تناول شيء ما، أو ربما يتعلق الأمر باللقاحات. هناك شيء ما يسبب ذلك بالفعل".
ولم يوضح كينيدي تفاصيل دقيقة بشأن طبيعة الدراسة أو الجهات العلمية المشاركة فيها، الأمر الذي أثار تساؤلات في الأوساط العلمية والطبية.
وفي هذا السياق، أعربت المتحدثة باسم جمعية التوحد الأمريكية، كريستين روث، عن قلقها من استبعاد المنظمات المتخصصة من هذه المبادرة البحثية، مؤكدة أن "النهج الذي يتبعه كينيدي يثير مخاوف كبيرة، لأنه يعيد إلى الواجهة نظريات سبق أن تم تفنيدها علميًا".
وكان كل من كينيدي وترامب قد أبديا قلقا حيال تزايد معدلات تشخيص التوحد في البلاد، وهي زيادة تعود، بحسب الخبراء، إلى تطور أدوات الفحص وتحسن الخدمات، إضافة إلى توسيع تعريف التوحد ليشمل طيفًا واسعًا من الحالات بدرجات متفاوتة.
كما ساهم الوعي المتزايد والدعوة الحقوقية في تشخيص المزيد من الحالات، لا سيما في أوساط العائلات من أصول إفريقية ولاتينية.
ورغم الإصرار من قبل بعض المناهضين للقاحات، وفي مقدمتهم كينيدي، على ربط اللقاحات بمرض التوحد، فإن هذه المزاعم تستند إلى دراسة واحدة نشرت عام 1998 ثم تم سحبها لاحقا، ولم يتم العثور على أي دليل علمي يربط اللقاحات بالتوحد في العقود التالية.
وكانت دراسات متعددة، شملت مقارنة بين أطفال تلقوا اللقاحات وآخرين لم يتلقوها، أظهرت عدم وجود فروق في معدلات الإصابة.
وأوكل كينيدي قيادة المشروع البحثي الجديد إلى ديفيد غير، المعروف بآرائه المؤيدة لنظرية الربط بين اللقاحات والتوحد، رغم أن سلطات ولاية ماريلاند كانت قد اتهمته بممارسة الطب دون ترخيص.
ويُعرف التوحد بأنه اضطراب في النمو العصبي ناتج عن اختلافات في الدماغ، ويظهر في طيف واسع من الأعراض، أبرزها صعوبات في التواصل، والمهارات الاجتماعية، والسلوكيات المتكررة.
وتشير الأبحاث الحديثة، خصوصًا تلك التي أُجريت على التوائم، إلى أن للعوامل الوراثية دورًا كبيرًا في الإصابة بالتوحد، في حين لم يُحدد أي عامل بيئي وحيد كسبب مباشر للاضطراب.
وتستثمر المعاهد الوطنية للصحة أكثر من 300 مليون دولار سنويًا في أبحاث التوحد، حيث تدرس عدة عوامل محتملة، من بينها التعرض المبكر للمبيدات وتلوث الهواء، والولادة المبكرة، وانخفاض الوزن عند الولادة، وبعض الحالات الصحية للأمهات، فضلًا عن عمر الأبوين عند الإنجاب.
وتشير التقديرات إلى أن نحو 5.4 مليون بالغ في الولايات المتحدة، أي ما يعادل 2.2% من السكان، يعانون من اضطراب طيف التوحد، الذي تتفاوت شدته من حالة إلى أخرى، لكنه غالبًا ما يؤثر على قدرة الأفراد على التكيف مع التغيرات في الروتين اليومي.