إسرائيل تواجه معركة شاقة في مدينة غزة
تاريخ النشر: 9th, November 2023 GMT
من الممكن أن تستغرق إسرائيل أشهراً لبسط سيطرتها الكاملة على مدينة غزة، معقل حماس الذي يطوقه الجنود والمدرعات، في الوقت الذي يضغطون للقضاء على المقاتلين المنتشرين في ساحة المعركة.
السيطرة على مدينة غزة قد لا تعني انتهاء القتال
وكتب براد دريس في مجلة "ذا هيل" الأمريكية، أن إسرائيل سبق أن حذرت من أن القتال سيكون ضارياً في الوقت الذي تسعى إلى السيطرة على المدينة شارعاً شارعاً وإلحاق الهزيمة بمقاتلي "حماس" الذين يختبئون بين المدنيين أو في شبكة واسعة من الأنفاق تحت الأرض.
وفيما يحتمل أن تسقط المدينة في غضون شهر، تتحرك إسرائيل ببطء شديد في الوقت الذي تستكمل قواتها تطويق غزة.. وحضت الولايات المتحدة، الداعم الرئيسي لإسرائيل في الحرب، الجيش على التقليل من الإصابات بين المدنيين، بينما لا تزال حماس تحتجز أكثر من 200 رهينة، وكان هذان عاملان فرضا وتيرة الخطوات المتخذة حتى الآن.
ولفت الكاتب إلى أن ضمان التدمير الكامل للبنى التحتية العسكرية لحماس، سيشكل تحدياً أكبر.
Israel faces a daunting fight in Gaza City https://t.co/jYh1U3krDV pic.twitter.com/2kI23pX4w5
— The Hill (@thehill) November 8, 2023وقال مدير الأبحاث في منتدى الشرق الأوسط جوناثان سباير، إن مثل هذه العملية "ستسغرق وقتاً وجهداً، وإرسال جنود إلى الأرض، كما أنها قد تكبد خسائر مهمة".
ولفت دريس إلى أن التحديات العسكرية في المدينة هائلة، لكن إسرائيل تواجه أيضاً ضغطاً دبلوماسياً متصاعداً لإنهاء الحرب، في الوقت الذي تستمر الاحتجاجات في أنحاء العالم داعية إلى وقف النار.
وفي الولايات المتحدة، تحض إدارة الرئيس جو بايدن ومجموعة من النواب الديموقراطيين إسرائيل على الموافقة على "وقفة إنسانية" في القتال، من أجل السماح بوصول مزيد من المساعدات إلى غزة، وبإقامة ممر آمن للمدنيين للخروج من المناطق المحاصرة.
وأوقفت إسرائيل حروباً في الماضي-بما فيها نزاعان ضد "حزب الله" في عامي 1996 و2006- قبل أن تحقق أهدافها العسكرية، بسبب الضغوط السياسية والدبلوماسية.
وقال سباير إن "الساعة الديبلوماسية تدق.. فهل الدعم الأمريكي للعملية سيصمد لفترة كافية من الوقت كي تستمكل إسرائيل نشاطاتها؟".
جبهة اليسارورأى رئيس المؤسسة اليهودية للأمن القومي الأمريكي مايكل ماكوفسكي، أنه كلما طالت الحرب، زادت الانشقاقات على جبهة اليسار وفي صفوف التقدميين بالولايات المتحدة.
ومدينة غزة هي العقبة الأساسية التالية التي يتعين على إسرائيل تخطيها، حيث تنتشر الألغام والتحصينات ومخابئ حماس.. كما أن حماس منغمسة بين السكان المدنيين، مع الاعتقاد بأنها تتخذ مستشفى الشفاء كقاعدة أساسية.
"Israel faces a daunting fight in Gaza City" https://t.co/0l15A8LQdw
Time is on the Palestinians' side because "Israel has pulled out of previous wars — including conflicts with Lebanese militant group Hezbollah in 1996 and 2006 — before completing its military objectives, due…
وقال أستاذ الأمن القومي في جامعة "نيوهافن" هوارد ستوفر، إنه يتوقع أن تواصل إسرائيل الإطباق على مدينة غزة، كي تشطرها إلى قسمين.. وأضاف أنه "بعد ذلك فإن قواتها ستستمر في تقسيم المدينة إلى مربعات أصغر وأصغر.. ومن ثم سيتعين عليها القتال (في المرحلة التالية) من باب إلى باب، ومن منزل إلى منزل، وأن تحاول الوصول إلى المقاتلين الذين لا يزالون متواجدين هناك". ولفت إلى أن حماس ستتمسك "بكل أفضليات" الوجود في الأنفاق.. بينما المقاتلون الفلسطينيون لا يلبسون زياً عسكرياً، ويندمجون بين السكان المدنيين، وقال:"إنها في الواقع تشكل مأزقاً للقوات الإسرائيلية.. لقد أمضوا 50 يوماً (في المدينة) عام 2014 ولم يسيطروا عليها".
وبحسب جنرال المارينز المتقاعد جون بارانكو الذي يدرس الآن في كلية الحرب البحرية، فإنه في حرب المدن "كل مبنى هو حصن محتمل، من الممكن أن يشن منه العدو كميناً"، كما أن العبوات الناسفة يمكن زرعها في كل مكان.
حرب عصاباتوحتى السيطرة على مدينة غزة قد لا تعني انتهاء القتال، الذي يمكن أن يستمر على شكل حرب عصابات.
ويقول مدير برنامج الدراسات العسكرية والأمنية في معهد واشنطن مايكل إيزنتادت، إن الأمر سيستغرق أشهراً لتدمير ورش التصنيع العسكري التي تستخدمها حماس.
وبحسب المحللين فإن ثمة مزيداً من القواعد لحماس يتعين على إسرائيل التحرك نحوها في المرحلة المقبلة بما فيها جنوب غزة، الذي يمكن أن يكون مخادعاً نظراً إلى عدد السكان المدنيين هناك.
وسبق للرئيس بايدن أن حذر إسرائيل من أن إعادة احتلال غزة سيشكل "خطأ كبيراً"، لكن القضاء على حماس "يشكل ضرورة".
ومع ذلك، فإن المدير السابق لوكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية ديفيد بيترايوس، قال أمام معهد كارنيغي للسلام الدولي إن إسرائيل قد لا يكون أمامها خيار آخر.. وأضاف: "سيكون الأمر تحدياً هائلاً جداً، لكنني أخشى أن يكون لا مفر منه.. سيتعين عليك البقاء قريباً جداً، ولا يمكنك فعل ذلك من إسرائيل".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل على مدینة غزة فی الوقت الذی
إقرأ أيضاً:
القدس للدراسات يكشف خطة إسرائيل لتحويل حماس إلى طرف متعنت في التفاوض
قال الدكتور أحمد رفيق عوض، رئيس مركز القدس للدراسات، إن جميع التسريبات التي تخرج عن صفقة التفاوض وتبادل الأسرى والمحتجزين تأتي من الجانب الإسرائيلي، وبالتالي ليس بالضرورة أن تكون دقيقة، وبالتالي قد لا يكون هدفها نشر المعلومات الموجودة بها، بل إظهار حركة حماس بصورة المتعنت «وشيطنتها» أمام المؤيدين لها والوسطاء والإدارة الأمريكية، وبالتالي يسهل توجيه الضربات لها «أي الهجمات على الفلسطينيين في قطاع غزة».
وأضاف «عوض»، خلال حواره عبر فضائية القاهرة الإخبارية، أن إسرائيل تتبع تكنيك محدد منذ أكثر من عام،ويتمثل في نشر أجواء التفاؤل وتسرب بعض المعلومات وتظهر استعدادها بإتمام الصفقة ولكن حماس ترفض، وبالتالي تتحول حماس طيلة الوقت إلى الطرف المتعنت والرافض.
وتابع، أن نتيناهو يدرك كيفية التعامل مع الإدارة الأمريكية، إذ يتقدم بمقترح بشأن صفقة التفاوض، والتي تقابل بالرفض من حماس، وبالتالي يتخلص نتنياهو من الضغوط الأمريكية.