إندونيسيا.. مسارات متعددة في طريق دحر الإرهاب
تاريخ النشر: 9th, November 2023 GMT
تواجه إندونيسيا تحديات كبيرة فى مواجهة التطرف العنيف والإرهاب، ففى السنوات الأخيرة، شهدت البلاد عدة هجمات استهدفت مصالح حكومية وأجنبية ودور عبادة، وأودت تلك الهجمات بحياة العشرات.
أسباب نشاط الإرهاب
ولا يمكن تحديد سبب واحد للإرهاب فى إندونيسيا، بل نتيجة تفاعل عوامل مختلفة، منها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدينية، وعلى رأس تلك العوامل أن إندونيسيا كانت مستعمرة هولندية حتى عام ١٩٤٥، ثم شهدت حروبًا أهلية وانفصالية وانقلابات عسكرية وانتهاكات لحقوق الإنسان، خلقت جوًّا من الصراع والظلم والانقسام فى المجتمع، وأثرت على هوية البلاد وثقافتها، ومن ثم استخدمت بعض المجموعات المسلحة العنف كوسيلة للتعبير عن مطالبها السياسية أو الدينية أو الإثنية، مثل حركة آتشية ومنظمة بابوا الحرة.
وتضم إندونيسيا تنوعًا دينيًا، ففيها مسلمون ومسيحيون وهندوس وبوذيون، ومعظم المسلمين يتبعون مذهبًا معتدلًا أو تقليديًّا، لكن هناك أقلية تؤمن بفكر متشدد أو سلفي، وبعض هذه المجموعات تستخدم التطرف كغطاء لأجندات سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية، وتستغل الفقر والجهل والإحباط لجذب أتباع جدد.
كما أن بعض هذه المجموعات ترتبط بشبكات إرهابية دولية، مثل تنظيمى "القاعدة" أو "داعش"، وتستقبل دعمًا ماديًّا أو لوجستيًّا أو فكريًّا.
موجات الإرهاب فى إندونيسيا
شهدت إندونيسيا عدة موجات من الإرهاب فى تاريخها الحديث، تختلف فى أسبابها وأهدافها وطرقها، ففى سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، نشطت حركة دار الإسلام، التى كانت تسعى لإقامة دولة إسلامية فى إندونيسيا، ونفذت هذه الحركة عدة هجمات على المؤسسات الحكومية والأمنية، خاصة فى جزيرة جاوة، إلا أن تلك الحركة تفككت بعد اعتقال أو مقتل معظم قادتها.
وفى تسعينيات القرن الماضي، ظهرت جماعة "جماعة إسلامية"، والتى كانت ترتبط بشبكة تنظيم القاعدة، ونفذت الجماعة عدة هجمات على المصالح الأجنبية والغربية، خاصة بعد أحداث ١١ سبتمبر ٢٠٠١ فى الولايات المتحدة، وأشهر تلك الهجمات تفجير بالى عام ٢٠٠٢، الذى أودى بحياة ٢٠٢ شخص، معظمهم من السائحين، إلا أن هذه الجماعة تضاءلت بعد حملات أمنية مكثفة ضدها.
وفى مطلع القرن الحالي، ظهرت جماعات جديدة مثل جماعة أنصار الدولة، التى كانت تستقطب أفرادًا من جيل جديد من المتشددين، ونفذت عدة هجمات على المؤسسات الدينية والأمنية.
تأثيرات الإرهاب
وللإرهاب فى إندونيسيا آثارًا سلبية على مختلف المستويات، فالإرهاب يهدد الأمن والاستقرار، ويزعزع ثقة المواطنين بالدولة والقانون، ويتطلب استخدام موارد كبيرة لمكافحته والتصدى له، مثل القوات الأمنية والمخابراتية والقضائية، والإرهاب يزيد من حالات العنف والتطرف فى المجتمع، ويخلق جوًّا من التوتر والخوف.
كما أن النشاط الإرهابى يضر بالاقتصاد، ويقلل فرص التنمية والاستثمار، ويؤثر على قطاعات حيوية مثل السياحة والتجارة والصناعة، ويخفض من مستوى المعيشة والدخل، ويزيد من التكاليف المالية للحكومة والقطاع الخاص، مثل التأمين والأمن والإغاثة. ويشكل الإرهاب تحديًا للديمقراطية، ويحاول تقويض مبادئها وقيمها، مستغلال التعددية والحرية لبث رسائل التطرف والكراهية، وكذلك يضغط على الحكومة لاتخاذ إجراءات استثنائية أو قاسية قد تؤثر على حقوق وحريات المواطنين، وأيضًا يزعزع ثقة المواطنين بالمؤسسات الديمقراطية والسياسية.
تعامل السلطات مع العنف
وتتبع السلطات فى إندونيسيا استراتيجية شاملة لمكافحة الإرهاب، تشمل: الجانب الأمني؛ حيث تستخدم قوات الأمن لضبط وتفكيك خلايا وشبكات المجموعات الإرهابية، وتطبيق القانون والعدالة على المتورطين فى الهجمات، وكذلك تتعاون مع دول ومنظمات دولية أخرى فى مجال تبادل المعلومات والخبرات والتدريب والتجهيز، كما تحرص على احترام حقوق الإنسان والقانون الدولى فى عملياتها الأمنية.
وتستخدم أيضًا برامج التعليم والتوعية والإعلام لنشر قيم السلام والتسامح والحوار بين مختلف فئات ومكونات المجتمع، كما تستخدم برامج التنمية والتشغيل والإصلاح لتحسين ظروف المعيشة والحد من الفقر والإحباط، وكذلك تستخدم برامج التأهيل والإعادة لإعادة دمج المتشددين السابقين فى المجتمع.
وعلى المسار الديني، تستخدم الحكومة الاندونيسية برامج الحوار والفتوى والإفتاء لمواجهة فكر المجموعات الإرهابية، وتأكيد مبادئ الإسلام المعتدل والوسطي، وتستخدم برامج التدريب والإشراف لتطوير كفاءة ومهارة العلماء والأئمة والخطباء، كذلك تستخدم برامج التعاون والشراكة لتعزيز دور المؤسسات الدينية فى مكافحة الإرهاب.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: اندونيسيا عدة هجمات
إقرأ أيضاً:
الإعمار: مشروع جسر أبي نواس شهد تطبيق تقنيات تستخدم لأول مرة
الاقتصاد نيوز - بغداد
أعلنت وزارة الإعمار والإسكان والبلديات العامة، الأربعاء، اعتماد تقنيات حديثة تستخدم لأول مرة في العراق ضمن مشروع إنشاء الجسر المرتبط بمشاريع فك الاختناقات في شارع أبي نواس، فيما أكدت وجود خطة لإنشاء خمسة جسور عابرة لنهر دجلة.
وقال المتحدث باسم الوزارة نبيل الصفار، في تصريح أوردته وكالة الأنباء الرسمية، واطلعت عليه "الاقتصاد نيوز"، إن "مشروع تطوير شارع أبي نواس يُعد من المشاريع الكبرى، ويشمل عدة فقرات تمتد من حديقة شهداء الكرادة وصولًا إلى طريق القادسية السريع وساحة النسور، بطول إجمالي يبلغ 7720 مترًا"، مبينًا، أن "الوزارة تسعى إلى إكمال جميع فقرات المشروع خلال العام الحالي".
وأضاف، أن "الجسر الجديد الجاري إنشاؤه ضمن المشروع يُنفذ باستخدام تقنيات حديثة تُعتمد لأول مرة في العراق، أبرزها نظام (العربة المتحركة)، الذي يسهم في تقليل عدد الدعامات داخل نهر دجلة، بفضل اعتماد فضاءات طويلة تصل إلى 85 مترًا، الأمر الذي يُسرع وتيرة الإنجاز ويُقلل التحديات الإنشائية في البيئة النهرية"، مشيرًا إلى، أن "جسر الجادرية الثاني يُعد جزءًا من مشروع تطوير شارع أبي نواس، وقد تم اعتباره مكونًا متكاملًا مع الشارع؛ لكونهما يقعان ضمن نفس المحور الإنشائي".
وأكد الصفار، أن "الكوادر الهندسية التابعة لدائرة الطرق والجسور تواصل العمل بوتيرة متسارعة دون معرقلات تُذكر"، موضحًا، أن "الوزارة افتتحت أجزاء كبيرة من مشاريع الحزمتين الأولى والثانية، حيث تم إنجاز 9 مشاريع من أصل 13، ويجري العمل حاليًا على استكمال أربعة مشاريع أخرى تشمل: ساحة النسور، مشروع الطوبجي – شالجية، مشروع السريدات، ومشروع المصافي".
وبيّن، أن "مشاريع ساحة الطلائع، جسر الطوبجي، وجسر غزة لم تُفتتح بعد، لكنها مدرجة ضمن الخطة التنفيذية الجارية"، لافتًا إلى، أن "خطة الوزارة تتضمن إنشاء خمسة جسور عابرة لنهر دجلة ضمن الحزمتين الأولى والثانية، وهي: جسر الجادرية الثاني، جسر غزة، جسر الصرافية الثاني، إضافة إلى جسرين موازيين للجسر المعلق ضمن مشروع ربط الطابقين، فضلًا عن مشروع جسر الكريعات وهذه الجسور من شأنها ربط محاور النقل الحيوية في بغداد".
وفي ما يخص مجسر البيجية، أكد الصفار أن "نسبة الإنجاز بلغت أكثر من 85%، موضحًا أن المشروع يربط ساحة الطلائع بشارع مطار المثنى ويتضمن إنشاء جسرين بطول إجمالي يصل إلى 4 كيلومترات، ما يسهم في إيجاد محور نقل جديد داخل العاصمة ويُخفف الزخم المروري عن شارعي دمشق والزوراء".
وأضاف، أن "الوزارة تعمل على إدخال تقنيات متطورة في مشاريعها، وفق أعلى المواصفات العالمية؛ بهدف تقديم حلول استراتيجية مستدامة تُسهم في تطوير البنى التحتية وتخفيف الاختناقات المرورية في العاصمة بغداد".
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام