كيف انعكست توترات مالي على الأوضاع في دول الساحل؟
تاريخ النشر: 9th, November 2023 GMT
تشهد منطقة الساحل الأفريقى اضطرابات داخلية متزايدة، بسبب الانقلابات العسكرية التى مرت بها عدة دول فى المنطقة، بالإضافة إلى التصاعد الملحوظ فى النشاط الإرهابي.
وتشكل الخطوات التصعيدية الراهنة من قبل حركات الأزواد للتمرد على الحكومة المركزية فى مالى نقطة تحول، ولها انعكاسات مباشرة على تفاقم الأوضاع الأمنية فى الساحل الإفريقي، إذ أعلنت هذه الحركات منذ أيام قليلة، سيطرتها على قاعدة عسكرية جديدة للجيش فى شمال مالي، لتشكل بذلك القاعدة الخامسة التى تسيطر عليها فى شمال مالي.
تكتل إقليمى جديد
يؤكد الباحث فى الشأن الدولي، أحمد العناني، فى تصريح لـ«المرجع»، أن هذه التحركات قد تؤدى إلى تكتل إقليمى جديد، قابل للتوسع، يكون ركيزة لتوازنات إقليمية ودولية جديدة فى هذه المنطقة، مشيرًا إلى أنه بالتزامن مع بدء انسحاب قوات بعثة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار فى مالي، حيث سيطر الطوارق على ٥ قواعد عسكرية فى شمال مالي، هى "بامبا" و"ليري" و"ديورا" و"بوريم"، بالإضافة لـ"تاوسا"، حيث تشكل تنسيقية حركات الأزو تحالفًا لجماعات الطوارق والقوميين العرب بشمال مالي، الذين طالما اشتكوا من تعرضهم للإهمال من الحكومة المركزية فى باماكو.
وأضاف أن التوترات بين الحكومة المركزية فى باماكو وحركات الأزواد فى شمال مالى كانت قد اشتعلت بالفعل منذ نهاية العام ٢٠٢٢.
وشهدت وتيرة الصراع اتجاهًا تصاعديًّا بشكل مطرد منذ أغسطس ٢٠٢٣، بالتزامن مع بدء انسحاب قوات حفظ السلام الأممية من قواعدها فى هذه المنطقة، إذ بدأت حركات الطوارق فى شن هجمات متزايدة على القواعد العسكرية للقوات الحكومية، فى الوقت الذى رصدت فيه بعض التقارير الغربية دفع باماكو بتعزيزات عسكرية تجاه الشمال لصد الهجمات المستمرة للطوارق، وهو ما أسفر عن اشتباكات حادة بين الطرفين خلال الأسابيع الأخيرة.
تراجع مقصود للدعم الغربي
وأكد الباحث فى الشأن الدولي، وجود تراجع مقصود للدعم الغربى لجهود مكافحة الإرهاب فى منطقة الساحل، من خلال تقليص الدعم المقدم لجيوش هذه الدول، ردًا على التقارب الراهن للسلطات الانقلابية فى هذه الدول مع روسيا، الأمر الذى ينذر بتفاقم حالة عدم الاستقرار فى منطقة الساحل الإفريقي، واتساع نطاق التهديدات الإرهابية، مع عدم استبعاد حدوث تصدعات داخلية فى هياكل المؤسسات العسكرية لتلك الدول حال حدوث فشل كبير فى جهود مكافحة الإرهاب.
وتوقع أن يتم تفعيل اتفاقية الدفاع المُشترك لتحالف الساحل الجديد، فى إطار تصاعد التوترات فى شمال ووسط مالي، وأن تدفع النيجر وبوركينا فاسو بقواتهما لدعم القوات المالية لمحاولة احتواء تمرد حركات الأزواد، وصد أى تقدم محتمل للمجموعات الإرهابية، وهو ما سيشكل بداية تفعيل اتفاقية الدفاع المشتركة التى وقعتها الدول الثلاث، واختبارًا لمدى التماسك والقدرة الفعلية لهذا التحالف الجديد، الذى يتوقع أن يشهد دعمًا واسعًا من قبل روسيا ومجموعة فاجنر، لكن فى المقابل يمكن أن يتحول المشهد إلى حرب بالوكالة حال عمدت فرنسا نحو دعم فعلى ومتزايد لحركات الأزواد.
كما حذر من احتمالية تمدد النزعة الانفصالية لدى مناطق الطوارق، والتى تمتد فى شمال مالى والنيجر وبوركينا فاسو، وكذا فى جنوب الجزائر وجنوب غرب ليبيا، مؤكدًا أنه فى حالة تصاعد الحرب بين القوات الحكومية فى مالى وحركات الأزواد من الطوارق، يمكن أن يؤدى ذلك إلى تمدد ثورة الطوارق فى هذه الدول، ولا سيما أن ثمة تطلعات تاريخية للطوارق تستهدف تشكيل دولة موحدة لهم تجمع مناطق انتشارهم.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الانقلابات العسكرية الأوضاع في مالي تجمع دول الساحل شمال مالی فى شمال فى هذه
إقرأ أيضاً:
محافظ شمال سيناء: زيارة الرئيس الفرنسي هدفها دعم جهود مصر في وقف إطلاق النار
أكد اللواء الدكتور خالد مجاور، محافظ شمال سيناء، أن إعلان قصر الإليزيه قبل إقلاع طائرة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، من باريس بأن هدف الزيارة هو دعم جهود مصر في وقف إطلاق النار وبدء إعادة الإعمار، يعكس وجود توافق واضح في الرؤى بين مصر وفرنسا منذ البداية.
وقال مجاور، خلال مداخلة مع الإعلامية مارينا المصري، ببرنامج «مطروح للنقاش»، المذاع على قناة «القاهرة الإخبارية»: «عندما تكون المعلومات مستمدة من غرف مغلقة يختلف الأمر تمامًا عن رؤية الواقع عن قرب، وهذا ما لمسته في معظم زيارات المسؤولين الأجانب لشمال سيناء، إذ تتغير وجهات نظرهم كثيرًا بعد مشاهدة الواقع والاطلاع على حجم التحديات التي تواجهها الدولة المصرية، سواء من الناحية السياسية أو الاقتصادية».
وأشار إلى أن «ماكرون»، خلال زيارته، بدا متأثرًا للغاية بما رآه على الأرض، مضيفا: «كنت قريبًا من الرئيسين السيسي وماكرون خلال الجولة، ولاحظت بدقة لغة جسد الرئيس الفرنسي وتعاطفه الكبير من خلال الأسئلة التي طرحها، والتي عكست اهتمامًا بالغًا بالوضع الإنساني القائم».
وأوضح المحافظ أن الوفد الرئاسي توجه بعد ذلك إلى مخازن الهلال الأحمر المصري، حيث تم تقديم عرض تفصيلي حول آلية إدارة المساعدات الإغاثية، والصعوبات اللوجستية التي تواجهها مصر، لا سيما في فترات إغلاق معبر رفح، مؤكداً أن ماكرون أبدى اهتمامًا بالغًا وطرح أسئلة دقيقة حول تفاصيل العمليات، ثم تفقد أيضًا مخازن الأدوية.
وأكد اللواء الدكتور خالد مجاور، أن فرنسا تعد من الدول العظمى التي تمتلك ثقلا سياسيا كبيرا على المستوى الإقليمي والدولي، كونها واحدة من الدول الخمس ذات الحق في الفيتو في مجلس الأمن الدولي، ولها تأثير واسع على الاتحاد الأوروبي، مضيفًا أن فرنسا كانت دائمًا تتبنى سياسة مستقلة نوعًا ما عن بعض الدول الغربية الكبرى مثل الولايات المتحدة وبريطانيا، ما يمنحها دورًا مؤثرا في مجريات الأحداث العالمية.
وأشار إلى أن كل دولة تسعى إلى تحقيق مصالحها باستخدام الأدوات المتاحة لها، وأن فرنسا بفضل إمكاناتها السياسية والاقتصادية الكبيرة تستطيع أن تلعب دورًا محوريًا في الأزمة الحالية، معربًا عن أمله في أن تسهم فرنسا والاتحاد الأوروبي في إنهاء النزاع ووقف إطلاق النار في غزة، مما يمهد الطريق لدخول المساعدات الإنسانية وإعادة الإعمار في المنطقة.
وتابع مجاور قائلا: «الوضع داخل غزة في غاية الصعوبة، ونتمنى أن تتوقف العمليات العسكرية ليتمكن الجميع من بدء عملية إعادة الإعمار وتقديم الدعم الإنساني اللازم».
وفيما يتعلق بحجم المساعدات المنتظرة، أشار إلى أنه وفقًا للاتفاق فإن عددًا من الشاحنات التي تحمل المساعدات الإنسانية كانت من قبل تدخل غزة يوميًا، بما يشمل المواد الغذائية، بالإضافة إلى مساعدات طبية، إيواء، الوقود، وغيرها من المواد الضرورية، موضحًا أن أكثر من 90% من هذه المساعدات هي مساعدات مصرية خالصة، باستثناء بعض المواد الغذائية التي تأتي من الأمم المتحدة.
وأشار إلى أنه تم استقبال سفينة إماراتية وأخرى تركية، لكن المساعدات من قبل تلك الدول كانت محدودة، في حين أن الغالبية العظمى من المساعدات كانت مصرية، مضيفًا أنه لم تتقدم أي دولة لاستقبال المصابين أو علاجهم، باستثناء المستشفى الإماراتي العائم الذي يقع في العريش.
وفي ختام الزيارة، شارك ماكرون في مؤتمر موسع حضرته بعض المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة واليونيسف، واستمر وقتًا طويلاً وشمل نقاشات موسعة وأسئلة تفصيلية، الأمر الذي يؤكد، بحسب مجاور، أن ماكرون أراد أن يُثبت للعالم أن الرؤية المصرية دقيقة وواقعية، وهو ما عكسه بنفسه من خلال مشاهداته الميدانية وتصريحاته الداعمة.
اقرأ أيضاً«محافظ شمال سيناء»: تسكين 411 أسرة في مدينة رفح الجديدة.. والتنمية مستمرة ولا للتهجير
محافظ شمال سيناء ينفى شائعات تجهيز رفح المصرية لاستقبال الفلسطينيين
وزير التعليم ومحافظ شمال سيناء فى زيارة لمدرسة غانم شبانة الابتدائية بمدينة بئر العبد