العدوان الإسرائيلي «وقود جديد» للتنظيمات الإرهابية
تاريخ النشر: 9th, November 2023 GMT
مما لا شك فيه أن العدوان الإسرائيلى على غزة، سيكون له تأثيرات غاية فى الخطورة على السلام والأمن العالمي، إذ تسهم هذه الانتهاكات فى زيادة نشاط الجماعات الإرهابية بعدة طرق، حيث تخلق بيئة من الإحباط والاستياء لدى الشعب الفلسطيني، بسبب الاستيطان والقتل والاعتقال التعسفي، ما قد يؤدى فى نهاية المطاف إلى تبنى العنف كطريقة لإظهار الغضب والتعبير عن المقاومة.
التطرف كرد فعل
فى حين توفر الدعم والغطاء الأخلاقى للجماعات الإرهابية، من خلال زيادة التعاطف معها، إذ أن هذه الانتهاكات تسهل من مهمة التنظيمات المتطرفة، فى تجنيد أعضاء جدد نظرًا لموقف الغرب الداعم والمساند لجرائم المحتل الإسرائيلى كل ذلك من شأنه أن يحول العالم إلى بؤرة مشتعلة من الصراع والعمليات الإرهابية. لذا من المتوقع أن يؤدى العدوان الإسرائيلى على غزة، فى زيادة نشاط الذئاب المنفردة، إذ يوفر لهم بيئة مواتية للتجنيد والتحريض. يمكن أن يؤدى الصراع إلى زيادة التطرف والعدوان بين الأفراد، مما يجعلهم أكثر عرضة للانضمام إلى الجماعات الإرهابية أو ارتكاب أعمال عنف من تلقاء أنفسهم.
طرق الإرهاب
يمكن أن يحدث هذا التأثير من خلال عدة طرق:
التحريض: يمكن أن تستخدم الجماعات الإرهابية الصراع فى غزة للتحريض على الكراهية والعنف ضد أهداف معينة.
التجنيد: يمكن أن تستغل الجماعات الإرهابية الصراع فى غزة لتجنيد أفراد جدد، يمكن أن يشعر الأفراد الذين يعانون من الغضب أو الإحباط بسبب الصراع بأنهم ليس لديهم خيار سوى الانضمام إلى الجماعات الإرهابية.
الإلهام: يمكن أن يلهم الصراع فى غزة الأفراد على ارتكاب أعمال عنف من تلقاء أنفسهم، ويمكن أن يشعر الأفراد الذين يرون العنف فى غزة بأنهم بحاجة إلى اتخاذ إجراء من تلقاء أنفسهم للدفاع عن القضية التى يؤمنون بها.
هناك أدلة على أن الصراع فى غزة كان له بالفعل تأثير على الذئاب المنفردة، على سبيل المثال، فى عام ٢٠٢٣، ارتكب رجل فرنسى طعنًا فى مدرس فرنسى لأسباب إسلامية. ادعى الرجل أنه كان مستوحى من الصراع فى غزة.
من المهم أن نتذكر أن الذئاب المنفردة هم أفراد متطرفون يمكن أن يأتوا من أى خلفية.
وبحسب المراقبين، استغلت الجماعات المتطرفة فى بعض تمركزاتها بدول العالم، أزمة غزة، عبر رفع رايات الجهات وأنه فريضة على كل مسلم، مما قد ينتج عنه ارتفاع معدلات التجنيد فى الجماعات الجهادية فى تلك الفترة بفعل شحن المشاعر، خاصة فى ظل تكرار عرض المشاهد الإنسانية المأسوية فى غزة، كما أنه من المحتمل أن تؤدى الاستجابة إلى دعوة الجهاد بالمال إلى تزايد حصيلة التبرعات التى ستكون تحت أيدى هذه التنظيمات، فضلًا عن التحريض ضد الحكومات والأنظمة العربية لتنفيذ أجندات خاصة.
كما أكد المراقبون أن هذه الانتهاكات تخلق حالة طائفية ملتهبة قد ينتج عنها وقوع حوادث فى مناطق مختلفة من العالم سواء ذات أغلبية أو أقلية مسلمة، وضعف الموقف الفلسطينى فى المطالبة بحقه فى محاسبة إسرائيل عن جرائم الإبادة الجماعية أمام المؤسسات الدولية، بالإضافة إلى ارتفاع وتيرة تداول الرواية الدينية لدى الجانب الإسرائيلى ومطالبته بتحقيقها مما يدخل الصراع فى دائرة مغلقة.
تجنيد الشباب
فى حين يرتفع معدل تجنيد الشباب فى الجماعات المتطرفة توظيفًا للأحداث وصناعة مظلومية دينية بتصوير المسألة بأنها حرب ضد الإسلام والمسلمين، وذلك يؤدى إلى ارتكاب سلوكيات أو جرائم مبررة بروايات دينية مثل التترس بالمدنيين الفلسطينيين واحتجاز المدنيين الإسرائيليين، وفى نفس الوقت تلك السلوكيات مجرمة دوليًّا مما سيؤدى إلى خسارة مزدوجة لصالح الفلسطينيين وقضيتهم العادلة أمام المجتمع الدولي.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: العدوان على غزة الاحتلال الإسرائيلي الجماعات الإرهابیة الصراع فى غزة
إقرأ أيضاً:
العدوان الإسرائيلي على جنين يدخل يومه الـ11
دينا محمود (رام الله، لندن)
أخبار ذات صلة غزة.. جولة جديدة من تبادل الأسرى والرهائن اليوم «الصحة العالمية»: 14 ألف شخص بحاجة للإجلاء الطبي من غزةيواصل الجيش الإسرائيلي عدوانه على مدينة جنين ومخيمها لليوم الـ11 على التوالي، وسط تدمير واسع للممتلكات العامة والخاصة، وللبنية التحتية.
وأسفر العدوان حتى الآن عن مقتل 19 فلسطينياً بينهم طفلة، وإصابة 50 آخرين على الأقل، وحملة اعتقالات واسعة، كما هدمت القوات الإسرائيلية نحو 100 منزل وأحرقت منازل أخرى، خاصة في مخيم جنين.
وتتواصل عمليات الحرق والنسف والتجريف لمنازل وممتلكات الفلسطينيين في حارات المخيم وداخل أحيائه، بالتزامن مع دفع إسرائيل بتعزيزات عسكرية جديدة إلى المدينة والمخيم مدعومة بالجرافات.
ووسط تواصل الجهود للحفاظ على تماسك وقف إطلاق النار الساري في قطاع غزة، تتصاعد التحذيرات من مغبة استمرار التصعيد العسكري في الضفة الغربية.
وشدد محللون وخبراء، على أن العملية الإسرائيلية في جنين توحي بأن حرباً أخرى قد اندلعت في شمالي الضفة، بعد أيام قليلة من صمت المدافع في قطاع غزة.
كما تثير عملية جنين مخاوف من تأثيراتها السلبية المحتملة، على الهدنة الهشة في غزة، والتي يُخشى من انهيارها، خاصة مع اقتراب الوصول إلى المرحلتين الثانية والثالثة منها، بما تتضمنه من بدء التطرق إلى قضايا حساسة وشائكة. وحذر الخبراء من أن نطاق العمليات العسكرية الإسرائيلية في جنين وكثافتها، يُنذران بأن تتحول الضفة الغربية، إلى ساحة لصراع دموي جديد، بدلاً من أن يقود استمرار وقف إطلاق النار في غزة، إلى تهدئة التوترات المتصاعدة، منذ السابع من أكتوبر 2023، بما شمله ذلك من اندلاع مواجهات على جبهات متعددة.
وأشاروا إلى أن إطلاق العنان لهذه العمليات، بعد ثلاثة أيام فقط من بدء سريان الهدنة في غزة، لم يمنح الفلسطينيين الوقت الكافي، لالتقاط الأنفاس بعد الحرب المدمرة التي نشبت في القطاع لأكثر من عام، وحولته إلى منطقة مدمرة بشكل كامل تقريباً.
وفي حين قال مراقبون، إن مشاهد السكان الفارين من مخيم جنين، المُقام منذ عام 1953 ويبلغ عدد قاطنيه قرابة 27 ألف نسمة، تبدو مشابهة لما رُصِدَ في غزة طيلة شهور الحرب، وإن على نطاق أكثر محدودية، أعرب مسؤولون أمميون عن قلقهم، إزاء إمكانية استهداف المدنيين العزل، الذين يحاولون الفرار من المخيم.
من جهتها، شددت منظمات غير حكومية، على أن ذلك المخيم يشهد في هذه الفترة، أصعب أيامه منذ إنشائه، وسط تحذيرات من أن ما يحدث في جنين، والذي توقعت مصادر أمنية إسرائيلية في تصريحات لصحيفة «إندبندنت» البريطانية الإلكترونية أن يستمر لأشهر، يلقي بظلاله على الوضع في مناطق أخرى من الضفة، التي شهدت في الفترة الأخيرة، تصاعداً في أعمال العنف، والهجمات التي يشنها المستوطنون على قرى وبلدات فلسطينية.