حماد صبح دخلت العملية العسكرية الإسرائيلية العدوانية على جنين يومها الثاني، وما زالت المقاومة صامدة، ومنع صمودها العدو من اقتحام المخيم رغم قوته الكبيرة، 150 عربة عسكرية ، وطائرات استطلاع وطائرات مسيرة، وما لم يكشف عنه من وسائله القتالية الأخرى . وفي رعب قواته من المقاومة، اتخذ المدنيين دروعا بشرية للانتقال من مكان إلى آخر، وفي إحدى الحالات احتجز جنوده 11 طفلا مع أمهاتهم في بناية ليأمنوا إطلاق المقاومة النار عليهم .

وابتهج نتنياهو بالعملية التي لم تنته حتى الآن فقال إن المعادلة تغيرت، وإن إسرائيل ستضرب “الإرهاب” أينما كان ملمحا إلى حزب الله وربما إلى إيران. ولا ندري ما التغير الذي حدث في معادلة صراع إسرائيل مع المقاومة. إسرائيل لم تكف منذ أن وجدت عن العدوان على الشعب الفلسطيني وعلى المحيط العربي الذي غرست فيه. وانحسار دور هذا المحيط في الصراع معها بعد اتفاقات الصلح والتطبيع أخلى الساحة لتفردها بالعدوان على الشعب الفلسطيني الذي ساق له الله _ عز وجل _ سندا جديد مجسدا في  حزب الله وفي إيران. فهي ، إسرائيل ، تسير على ذات المتوالية من العدوان متى استطاعت إليه سبيلا ، وتنجحر ساكنة  متى خافت سوء عاقبته . وفي مسيرة عدوانها الطويلة على الشعب الفلسطيني لم تدرك حقيقة واضحة تسطع   أمام عينيها الرمداوين ووعيها المشوه الملوث بدخان الأوهام وغبارها . الحقيقة هي أنها تحارب شعبا في أرضه لا جيشا وراء  الحدود تنتهي الحرب معه بحال أو بأخرى .  ومنبع غياب إدراكها لهذه الحقيقة الكبرى أنها ، إسرائيل ، لم تتحرر من وطأة الكذبة الخرافية  عن خلو فلسطين من شعب آخر ، وتابعت مسارها في ضلالها بوهم أن يختفي الفلسطينيون من وطنهم ، وأغراها به نجاحها في إبعاد جزء منهم في حرب 1948 خارج فلسطين . وعقب انتصارها في حرب 1967 رغبت في إعادة شيء من ذلك النجاح ، وأخفقت لتغير الأحوال فلسطينيا وعالميا .وما زلنا نسمع من عناصر الحكومة الجديدة من يراوده شيطان وهم إخلاء الفلسطينيين من وطنهم ، وهم في هذه المراودة يعبرون عن كل الإسرائيليين . في النهاية لافرق بين متطرفهم ومعتدلهم ، وعاقلهم ومجنونهم ، كلهم متطرفون وكلهم مجانين عصابيون ، وكلهم يمضون في ذات السبيل التي اختطتها لهم أوهام الحركة الصهيونية الاستيطانية . ويغويهم بالمضي فيها تفوقهم العسكري المطلق على الفلسطينيين، واحتضان أميركا لعدوانهم عليهم ، والتخلي الكامل للدول العربية عن الفلسطينيين، وتخطى كثير منها التخلي إلى التعاون معها ضدهم .وتظل الحقيقة الفلسطينية البشرية في فلسطين أكبر من القوة العسكرية الإسرائيلية ، وأكبر من احتضان أميركا لها ، وأكبر من مأساة التخلي العربي عن الفلسطينيين والتعاون معها ضدهم . هذا صراع وجودي ستحسمه لصالح الفلسطينيين قوتهم البشرية في وطنهم التي تفوق القوة البشرية الإسرائيلية بمليوني نسمة . في سبعينات القرن الماضي تباهى شارون على الأميركيين بأن الإسرائيليين نجحوا في غزة نجاحا لم ينجحوه في فيتنام !  قضوا على المقاومة في غزة ، ولم يقضِ الأميركيون على المقاومة الفيتنامية ! طبعا تجاهل كليا الفرق العظيم بين المكانين ، وفي النهاية كان هو من أجبرته ضربات المقاومة على اتخاذ قرار الانسحاب من غزة . وما حدث في غزة قد يحدث في الضفة ، وتاليا في كل فلسطين . وعلى الإسرائيليين أن يصحوا ويسألوا ذاتهم  ما دلالة أن يهاجموا قوة مقاومة فلسطينية صغيرة بدائية السلاح قليلته بكل هذه القوة الهائلة ؟! وما دلالات تصاعد المقاومة الفلسطينية ضدهم دون أي تراجع ؟! في عدوان يونيو 1982 الذي استهدفت فيه إسرائيل المقاومة الفلسطينية في  لبنان ؛ تألفت قوة الهجوم الإسرائيلية من أربعة آلاف آلية عسكرية ، وحين علم ضابط فرنسي في اليونيفيل بهذا العدد قال إن فرنسا لا تملك مثله ، وفي النهاية انقطع دابر إسرائيل عسكريا في لبنان بعد ظهور حزب الله وتنامي قوته العسكرية . القوة العسكرية وحدها لا تصنع حقوقا وشرعية من العدم ، وهذا ما تعجز إسرائيل عن إدراكه . إنها في فلسطين تحارب شعبا يملك وحده الحق والشرعية فيها ، ولا تحارب جيشا وراء  الحدود تنهي معه الحرب بحال من الأحوال . كاتب فلسطيني

المصدر: رأي اليوم

إقرأ أيضاً:

نقابة الصحفيين الفلسطينيين تدين استهداف إسرائيل مخيم النصيرات

أدانت نقابة الصحفيين الفلسطينيين، مجزرة الاحتلال الإسرائيلي التي ارتكبها فجر اليوم الخميس، وراح ضحيتها خمسة صحفيين باستهداف سيارة بث أمام مستشفى العودة في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.

وأوضحت النقابة، في بيان نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، اليوم، بأن هذه الجريمة تأتي في سياق سلسلة من الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة ضد الصحفيين الفلسطينيين، والتي تستهدف الإعلاميين في كل وقت ومكان، في محاولة لطمس الحقيقة وتضييق الخناق على حرية التعبير.

وأشارت النقابة، إلى أن أكثر من 190 صحفيًا وعاملًا في مجال الإعلام استشهدوا منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ما يعكس حجم الاستهداف الممنهج الذي يتعرض له الصحفيون الفلسطينيون كما لفتت إلى أن هذا الاستهداف المتواصل يعد جريمة حرب وفقًا للمواثيق الدولية، ويشكل انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان وحرية الصحافة.

وعبرت النقابة، عن إدانتها واستنكارها الشديد لهذه الجريمة، مؤكدة أن استهداف الصحفيين هو انتهاك صارخ للقوانين الدولية والإنسانية، ويعد جريمة حرب تضاف إلى سلسلة جرائم الاحتلال التي تستهدف الصحفيين والعاملين في مجال الإعلام بشكل ممنهج وطالبت، المجتمع الدولي وكل المنظمات المعنية بحقوق الإنسان بتوفير حماية عاجلة للصحفيين الفلسطينيين، واتخاذ خطوات عملية لوقف هذه الجرائم بحقهم، كما دعت المؤسسات الإعلامية الدولية إلى تسليط الضوء على معاناة الصحفيين الفلسطينيين وضمان عدم إفلات الاحتلال من العقاب.

وأكدت النقابة، أن الصحافة الفلسطينية ستظل تؤدي رسالتها بكل إصرار وعزيمة، رغم محاولات الاحتلال المستمرة لوقفها أو تهديدها.

اقرأ أيضاًمصر تعرب عن تعازيها لأذربيجان في حادث تحطم طائرة ركاب

ممثل الصحة العالمية يشيد بسيطرة حكومة «رواندا» على تفشي فيروس ماربورج

رئيس العربية للتصنيع يفتتح مشروع نانومان إيجيبت الشرق الأوسط بمصنع صقر للصناعات المتطورة

مقالات مشابهة

  • نقابة الصحفيين الفلسطينيين تدين استهداف إسرائيل مخيم النصيرات
  • تحليل عبري: هل تحارب إسرائيل الحوثيين أم دولة اليمن.. وما الصعوبات التي تواجه السعودية والإمارات؟ (ترجمة خاصة)
  • انعكاسات أزمة تقييد القضاء في إسرائيل على الفلسطينيين
  • الصمادي: صيد الثعابين تظهر أن المقاومة تستنزف قوات النخبة الإسرائيلية
  • صور فضائية تكشف عمليات الهدم والتحصينات العسكرية الإسرائيلية بشمال غزة
  • حماس: مقاومة طولكرم أثبتت أنها عصية على الانكسار
  • خبير إستراتيجي: إسرائيل تقسم غزة بخطة "الجنرالات" العسكرية
  • من دير ياسين إلى غزة.. آلة القتل الإسرائيلية مستمرة بحق الفلسطينيين
  • واشنطن بوست: إسرائيل تهدم شمال غزة وتجبر آلاف الفلسطينيين على الفرار
  • الحرس الثوري: دعم جبهة المقاومة اللبنانية ومواصلة تعزيز القوة العسكرية الإيرانية