وجه رئيس مجلس العلاقات العربية والدولية محمد الصقر رسالة إلى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أشار فيها إلى أن «التطورات الخطيرة تتطلب استجابة فلسطينية نوعية تتجاوز سلبيات الماضي»، موضحاً أن «الاعتراف العربي والدولي بكم كممثل شرعي للشعب الفلسطيني يؤهلكم للدعوة لتوافق وطني يتصدى للوصاية الأجنبية».
وقال الصقر في رسالته: "إنَّ المرحلة الخطيرة والعصيبة والمفصلية التي تمر بها القضية الفلسطينية حالياً، وما تتعرّض له كل من غزة والضفة الغربية في فلسطين من عدوان همجي وبربري واستئصالي تشنّه حكومة اليمين الفاشي والعنصري الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني بكل مكوناته ومؤسساته وبنيته التحتية، وفي غزة تحديداً، بغرض فرض نكبة جديدة عليه عبر التهجير القسري.

ويحصل ذلك في ظلّ دعم وتشجيع وحماية من المجتمع الدولي، وعلى مدى عقود مديدة على انتهاكات إسرائيل للقرارات والقوانين الدولية ذات الصلة لهذه القضية المحقة. إنَّ هذه التطورات الخطيرة تستوجب- بل وتفرض بالضرورة- استجابة فلسطينية نوعية ومسؤولة ترقى لمستوى الكارثة المروعة التي يعاني منها الفلسطينيون الآن في غزة والضفة الغربية.
إنَّ هذه الاستجابة يجب أن تتجاوز سلبيات الماضي وخلافاته وأخطائه وخطاياه، وأن تفتح المجال لكل فئات الشعب الفلسطيني للاتحاد سوية في جبهة عريضة وموحدة وواسعة الأطياف والتوجهات تحظى بالشرعية والتمثيل الحقيقي للقضية الفلسطينية، كما وتحظى بدعم واحتضان عربي، بما يُمكنها من التصدي لمشروع هذه النكبة الجديدة التي تُعَدّ وتُخطط لها إسرائيل المدعومة دولياً، وهي نكبة محتملة توازي- إنْ لم تتجاوز بكثير- النكبة الكبرى التي حلت بالشعب الفلسطيني والمنطقة قبل 75 عاماً، والتي حملت معها تداعيات مدمرة عليه وعلى دول وشعوب المنطقة العربية، وكذلك على الاستقرار والسلم في هذه المنطقة والعالم طوال العقود الثمانية الماضية.
سيادة الرئيس،
إنَّ الاعتراف العربي والدولي بقيادتكم لمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني، وبالنظر إلى المسؤولية السياسية والقانونية والتاريخية التي تترتب على هذه التحديات الخطيرة التي تعصف بمنطقتنا وأمتنا، تؤهلكم للدعوة لتوافق وطني حول رؤية سياسية موحدة تتصدى لمحاولات فرض الوصاية الأجنبية على القرار الوطني الفلسطيني وبالتالي تحول دون الانفراد بتحديد مصير ومستقبل وشكل التسويات السياسية المطروحة للقضية الفلسطينية عبر تغييب التمثيل الفلسطيني الحقيقي الموحد، أو التذرع بعدم وجوده بسبب التشرذم والانقسام في المواقف والتوجهات والولاءات لدى المنظمات الفلسطينية المختلفة. كذلك أيضاً للحؤول دون تغييب الدور العربي الذي يضمن الحفاظ على عروبة هذه القضية، ويسهم في صيانتها ويحرص على عدالتها وإنسانيتها.
سيادة الرئيس،
إننا في مجلس العلاقات العربية والدولية والذي يضم نخبة كبيرة من المفكرين السياسيين ورجال الدولة العرب السابقين لنأمل ونتطلع لدور قيادي من سيادتكم يتوج نضال الشعب الفلسطيني وكفاحه وتضحياته الأسطورية بنصر سياسي يحفظ حق الشعب الفلسطيني بدولة مستقلة وذات سيادة وعاصمتها القدس، وبما يكفل له الأمن والاستقرار والرخاء والمكانة الرفيعة، والعيش الكريم التي استحقها ويستحقها إن شاء الله.
وتفضلوا سيادتكم بقبول أطيب التمنيات بنصر عزيز قريب".

المصدر: الراي

كلمات دلالية: الشعب الفلسطینی

إقرأ أيضاً:

صحف خليجية: حل القضية الفلسطينية مفتاح بناء السلام بالمنطقة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أكدت صحف خليجية صادرة صباح، اليوم الاثنين، أن مفتاح الأمن والاستقرار في المنطقة هو السلام العادل وحل القضية الفلسطينية، وفقا لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لكافة الأراضي العربية، لأن القوة لا تلغي الحق، مشيرة إلى أن وقف القتال في غزة هو الأمر الرئيسي بل هو الجزء الأكبر من بناء السلام. 


وأوضحت صحيفة (الرياض) السعودية - في افتتاحيتها تحت عنوان"المقاعد الفارغة"- أن مناخ السلام العالمي تقهقر وتراجع مهزومًا إلى الوراء ورفض التقدم في مجال غابت فيه الحيادية بكل مفاهيمها.. لافتة إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال خطابه بالدورة الـ79 للجمعية العامة في الأمم المتحدة، لم يكن مسموعًا وسط انسحاب وفود دبلوماسية، وهي نتيجة حتمية لأن إسرائيل لا تؤمن بالتعايش السلمي، ولم تسعَ يومًا إلى السلام، وبذلت كل سبل القتل الوحشي وفق خطر التصعيد المتواصل، وباعتماد استراتيجية نتنياهو المفعمة بالتهديد المستمر، وسياسة الانتقام الشامل مع التقدم في أسلحة الحرب.
وذكرت الصحيفة "أنه لا شك أن إسرائيل تسعى للمصالحة التاريخية التي تحلم بها من خلال تحقيق إقامة علاقات طبيعية، لكن ذلك الحلم بات بعيدًا للغاية".
وأضافت أن المملكة العربية السعودية أوضحت ضرورة تحمل المجتمع الدولي مسؤولياته تجاه المخاطر، التي يشهدها عالمنا اليوم، بتأكيد وزير خارجيتها على أن الأزمات المتفاقمة؛ إنما هي بسبب تراخي الجهود الدولية الفاعلة، والانتقائية في تطبيق القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، والاكتفاء بإدارة تلك الأزمات دون إيجاد حلول عملية لمعالجتها، وقد أسفر ذلك عن توسع دائرة العنف والصراعات، وتهديد مبادئ الشرعية الدولية والمثال الصارخ في ذلك، الجرائم الإسرائيلية الشنيعة المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني الشقيق، ما يحتم العمل المشترك والجاد على الحلول السلمية طويلة الأمد للأزمات الراهنة، وتوفر الأمن والنماء إقليميًا ودوليًا.
من جانبها، ذكرت صحيفة (الشرق) القطرية - في افتتاحيتها تحت عنوان /السلام مفتاح الاستقرار والقوة لا تلغي الحق/ - "لا تزال تداعيات حرب الإبادة الجماعية التي يواصل الكيان الإسرائيلي شنها على قطاع غزة منذ أكتوبر من العام الماضي، وتأثيرها على كامل منطقة الشرق الأوسط يتمدد، فيما تتزايد احتمالات نشوب حرب إقليمية واسعة كل يوم، حيث تتدحرج كرة النار ساعة بعد ساعة لتصل المزيد من المناطق، وآخرها الغارات الاسرائيلية الجديدة التي شهدتها محافظة الحديدة اليمنية، واستهدفت خزانات للنفط ومحطة كهرباء مدينة الحديدة، وعددا من الأهداف الأخرى".
وأشارت الصحيفة إلى أن دولة قطر ظلت تحذر منذ اليوم الأول للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، من مخاطر توسع الصراع إذا لم تتوقف الحرب الوحشية على غزة، بل إن دولة قطر لا تزال رغم كل الظروف والتعقيدات والتحديات الجسيمة ومحاولات العرقلة، تضطلع مع شركائها بجهود الوساطة سعيا منها لوقف العدوان على غزة.
وأكدت على ضرورة وجود حراك دولي وعربي فاعل لدعم كل الجهود المبذولة لإنهاء العدوان على قطاع غزة، والوقف الفوري لإطلاق النار والتصعيد العسكري على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، والحفاظ على استقرار لبنان، واحترام سيادته، وحماية المدنيين وضبط النفس، وتجنب الانخراط في النزاعات الإقليمية، والحيلولة دون اتساع دائرة النزاع في المنطقة.
بدورها، قالت صحيفة (الوطن) القطرية - في افتتاحيتها تحت عنوان /تقاعس دولي /- إن العدوان الإسرائيلي الحالي ليس الأول، وهو لن يكون الأخير بطبيعة الحال، ما لم يتم التوصل إلى حل عادل وشامل لهذا الصراع، عبر اتخاذ الخطوات اللازمة لتفعيل حل الدولتين، وفقا لقرارات الشرعية الدولية، وهذه مسؤولية المجتمع الدولي اليوم، يتعين النهوض بها بعيدا عن الحسابات السياسية الضيقة، التي حالت حتى الآن دون تحقيق هذا الهدف.
وأضافت أن الأحداث والتطورات التي تشهدها المنطقة بفعل الاعتداءات الإسرائيلية الواسعة، التي أحالت غزة إلى ركام، بعد قتل عشرات آلاف الأبرياء من أهلها، والاعتداء الواسع الذي يتعرض له لبنان، تؤكد على الحاجة إلى خطوات ملموسة من جانب المجتمع الدولي لإعطاء الفلسطينيين الأمل في أن مشروع الدولة المستقلة لم يمت، وأن حل الدولتين ليس مجرد خطاب بلا مضمون.

مقالات مشابهة

  • القضية الفلسطينية.. بين هوية النضال ومخاطر الانسحاب
  • «يونيفيل»: رغم التطورات الخطيرة في لبنان لا تزال قوات حفظ السلام في مواقعها
  • اجتماع هيئة رئاسة مجلس الوزراء يؤكد على دعم القضية الفلسطينية ومواجهة العدوان الإسرائيلي
  • في مكتب السوداني.. ائتلاف ادارة الدولة يناقش التطورات الخطيرة في الشرق الأوسط
  • بنسعيد لوزير الإعلام الفلسطيني: المغرب يوصل صوت الشعب الفلسطيني إلى العالم
  • صحف خليجية: حل القضية الفلسطينية مفتاح بناء السلام بالمنطقة
  • ذكرى استشهاد محمد الدرة: رمز معاناة الشعب الفلسطيني
  • “هل المفروض نقلق؟”.. السيسي يوجه رسالة للمصريين في ظل “التطورات الخطيرة بالمنطقة”
  • الرئاسة الفلسطينية: لا مستقبل آمن بالمنطقة دون حل القضية الفلسطينية  
  • لشكر: خطاب القضية الفلسطينية يجب أن يكون عقلانيا وكفى من مخاطبة النخاع الشوكي بالحماس وباللاءات التي تسقط!