قد تهدد حياتك رغم مظهرها الصحي.. 8 أنواع من الأغذية فائقة المعالجة
تاريخ النشر: 4th, July 2023 GMT
ظلت "الأغذية فائقة المعالجة" تُعامل سنوات على أنها مجرد "أطعمة تحتوي على نسبة عالية من السكر والملح والدهون". حتى عدّها الخبراء أطعمة "غير صحية" في عام 2009، وربط بحث نُشر عام 2019 "بينها وبين الموت المبكر وسوء الصحة".
والأغذية فائقة المعالجة هي الأطعمة والمشروبات التي تتعرّض لتغييرات كبيرة باستخدام طرق ومواد كيميائية، وعبر إضافة مكونات لا تستخدم في طرق الطبخ التقليدية عادةً.
ومع ذلك، هيمنت الأغذية فائقة المعالجة على أرفف المتاجر حول العالم، حتى شكلت في الولايات المتحدة 60% مما يأكله البالغون، و70% مما يأكله الأطفال، وذلك حتى عام 2018. وأصبحت نحو 42% من غذاء الأستراليين، و50% من غذاء الكنديين، وأكثر من نصف السعرات الحرارية التي يستهلكها الناس في المملكة المتحدة.
وبعد مراجعة 43 دراسة، توصل العلماء في عام 2020 إلى أدلة على أن هذه الأغذية تضر صحة الإنسان من خلال رفع معدلات الإصابة بأمراض القلب والسكري والسمنة والاكتئاب.
كما أظهرت مراجعة شاملة -نُشرت آخر عام 2022- أنها قد تهدد "صحة الكوكب" عبر التلوث البلاستيكي والإفراط في استخدام الطاقة والأراضي، وفقدان التنوع البيولوجي؛ ما اضطر بعض البلدان -مثل البرازيل وبلجيكا وأوروغواي- لإصدار إرشادات غذائية تحث الأشخاص صراحة على عدم تناول الأغذية فائقة المعالجة، وفقا لصحيفة "ذي واشنطن بوست" (The Washington Post) الأميركية.
الأغذية فائقة المعالجة قد تهدد صحة الكوكب عبر التلوث البلاستيكي (شترستوك) تصنيف الأغذية حسب مستوى معالجتهاوفقا لنظام "نوفا" (NOVA) الذي اعتمدته منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة لتصنيف الأغذية بناء على مقدار المعالجة التي تخضع لها، تنقسم الأغذية إلى 4 مجموعات:
الأغذية غير المعالجة: وتشمل جميع الأغذية الطازجة، وتلك التي لم تتعرض لعمليات تصنيع. الأغذية المعالجة بالحد الأدنى من العمليات: كالتنظيف والتقطيع، والتبريد والتجفيف والتعبئة والتغليف، من دون مكونات مضافة أو تغيير في خصائصها الغذائية الأصلية، وتشمل الفواكه والخضراوات والأسماك المجمدة والحليب المبستر والحبوب والمكسرات والتوابل والأعشاب المجففة. الأغذية المصنعة: التي تحتوي عادة على مكونين أو 3 مثل التونة المعلبة بالزيت أو اللحوم المدخنة. الأغذية فائقة المعالجة: التي يتم إنتاجها بتقنيات صناعية، وتشمل العصائر والشوكولاتة والمشروبات الغازية والآيس كريم والشوربة المعبأة والبطاطس المقلية والوجبات المجمدة. يصنف المنتج الذي يحتوي على أكثر من 5 مكونات ضمن الأغذية فائقة المعالجة (شترستوك) كيفية التعرف على الأغذية فائقة المعالجةقد يكون من الصعب تحديد الأغذية فائقة المعالجة؛ إذ إن تصنيعها يتم عبر طرق معالجة صناعية تشمل التعديل الكيميائي والقولبة والهدرجة؛ وتستخدم مكونات لا تُوجد عادة في خزانة المطبخ المنزلي؛ وهو ما لا تذكره الشركات المنتجة على الملصق.
ترى أستاذة الطب الوقائي في جامعة نافارا الإسبانية مايرا بيس-راستوللو أن "المنتج الذي يحتوي على أكثر من 5 مكونات يكون من الأغذية فائقة المعالجة".
ويرى خبراء من كلية الصحة بجامعة ديكين الأسترالية أن "قائمة مكونات السلعة هي أفضل وسيلة لمعرفة الأغذية فائقة المعالجة"، ويقولون إن هناك نوعين من هذه المكونات:
المواد الغذائية الصناعية: وتشتمل على نسخ مُعالجة من البروتين والألياف، مثل مسحوق مصل اللبن أو الإينولين؛ أو كربوهيدرات معالجة بشكل مكثف، مثل مالتوديكسترين؛ أو شراب الفركتوز أو الجلوكوز، والزيوت المهدرجة. الإضافات التجميلية: وهي الألوان والنكهات المستخدمة لتحسين ملمس الأغذية أو طعمها أو لونها -وقد تُصنف بعضها على أنها مواد طبيعية- ومن بينها المُحليات منزوعة السعرات الحرارية، ومُحسّنات النكهة، والمُكثفات والمستحلبات التي تجعل الأغذية جذابة ولذيذة بشكل لا يقاوم، "مما يسهم في الإفراط في استهلاكها". (على سبيل المثال، تضاعف استهلاك المراهقين من المشروبات الغازية في الولايات المتحدة على مدى 3 عقود. وزاد استهلاك البرازيليين من المشروبات الغازية بأكثر من 400% في 3 عقود أيضا). من الصعب تحديد الأغذية فائقة المعالجة إذ يتم تصنيعها عبر طرق معالجة تشمل التعديل الكيميائي والقولبة والهدرجة (شترستوك) أطعمة قد لا ندرك أنها فائقة المعالجةهناك أطعمة قد نعدّها عادية وصحية وهي فائقة المعالجة، وفقا لخبراء جامعة ديكين؛ مثل:
حبوب الإفطار: فالعديد من حبوب ومشروبات الإفطار -باستثناء الشوفان- التي يتم تسويقها بوصفها صحية تخضع لمعالجة فائقة، وقد تحتوي على المالتوديكسترين، والبروتينات والألياف المعالجة، والألوان. ألواح البروتين: وهي من المنتجات المُحاطة بالدعاية الصحية، رغم أن معظمها فائقة المعالجة، وتحتوي على ألياف وبروتينات معالجة وسكريات معدلة صناعيا، ومُحليات منزوعة السعرات الحرارية. بدائل الألبان (الحليب النباتي): حيث تحتوي العديد من بدائل الألبان على مستحلبات وعلكة نباتية ونكهات؛ (بعض أنواع حليب الصويا تحتوي على الماء وفول الصويا والزيت والملح فقط). الخبز المُصنّع: تحتوي بعض أنواع الخبز المُعبأ أو المقطع إلى شرائح ومغلف بالبلاستيك على "مُستحلبات ونشا معدل صناعيا وصمغ نباتي"؛ وهو ما ينطبق على الحلويات والبسكويت والفطائر والكعك. الزبادي: غالبا ما يحتوي الزبادي ذو النكهات على مواد مضافة "مثل المُكثِّفات أو المُحليات أو النكهات منزوعة السعرات الحرارية"؛ لذا ينصح الخبراء بالزبادي العادي. التتبيلات والصلصات: تحتوي المعكرونة والصلصات الجاهزة والفاصوليا المطبوخة والحساء المعلب عادة على مكونات مثل مكثفات ومحسنات النكهة والألوان؛ مما يجعل من الأفضل صُنع الصلصات في المنزل، بمكونات مثل الطماطم المعلبة المُعالجة بالحد الأدنى، والخضراوات والثوم والأعشاب. النقانق ومنتجات اللحوم المصنعة: فقد تحتوي على مستحلبات ونشويات معدلة ومكثفات وألياف مضافة، مما يجعلها فائقة المعالجة. والأفضل اختيار بدائل مثل اللحوم المشوية أو الدجاج. المارغرين: حيث يتم صنع السمن النباتي والألبان الصلبة بهدرجة الزيوت النباتية، وإضافة مستحلبات وألوان تجعلها طعاما فائق المعالجة. على عكس الزبدة الطبيعية التي تتكون من القشدة وبعض الملح. كيف نتعامل مع الأغذية فائقة المعالجة؟رغم أنه من الصعب تجنب الأغذية فائقة المعالجة تماما، لكن هذا لا يمنع من محاولة اختيار الأغذية الأقل معالجة قدر الإمكان، ضمن "طريقة لاتباع نظام غذائي أكثر صحة واستدامة"، وفقا لنصائح الخبراء؛ وذلك لأننا عندما نستهلك طعاما عالي المعالجة فإنه "يحل محل طعام طازج ومغذ" في نظامنا الغذائي.
ومع أن بعض أنواع الأغذية فائقة المعالجة "قد تبدو أكثر صحة" أحيانا، أو تحتوي على مكونات صناعية أو نسبة سكر أقل؛ "فإن هذا لا يعني أنها أقل ضررا على صحتنا".
لذا، فإن أفضل نصيحة يقدمها العلماء للوقاية من الأمراض وتعزيز الرفاهية هي "تجنب المنتجات فائقة المعالجة، أو تقليل استهلاكها على الأقل".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: أکثر من
إقرأ أيضاً:
كيف تختار شريك حياتك؟
جابر حسين العُماني ***
jaber.alomani14@gmail.com
يُعد اختيار شريك الحياة من أهم قرارات الحياة التي ينبغي الالتفات اليها بصورة خاصة، لأنها تتطلب البحث الجاد والدقيق والمدروس لمن يريد تكوين حياة زوجية ناجحة، لذا ينصح الخبراء كل من يرغبون في الزواج الاطلاع على المعلومات والنصائح العلمية التي تساعد على اتخاذ القرار الصائب في اختيار شريك الحياة، والاختيار الدقيق في حد ذاته يُسهم في بناء حياة زوجية مستقرة ومتناغمة بين الشريكين، بينما قد يؤدي الاختيار غير الدقيق إلى الكثير من الاضطرابات النفسية، وعدم التوافق بين الطرفين، وزيادة حدة الصراعات، وفشل الحياة الزوجية، لأنه لم يُبنَ على حسن الاختيار.
يجب على الراغبين في الزواج فهم النصائح الذهبية الأساسية لاختيار شريك الحياة وذلك لضمان نجاح الاختيار، فما تلك النصائح التي تضمن لمن أراد الزواج اختيارًا سليمًا وموفقًا لشريك الحياة؟!
النصيحة الأولى: ضرورة التأنّي والتريث في عملية اختيار شريك الحياة من اجل حياة زوجية أفضل، فإن اختيار شريك الحياة يُعد قرارًا بالغ الأهمية، وله أثرٌ عظيم وحاسم في بناء الحياة الزوجية، بينما التسرّع في اتخاذ قرار اختيار شريك الحياة للزواج دون دراسةٍ وافيةٍ ودقيقة قد يؤدي إلى الانفصال المبكر، بينما يُعزز التأنّي والتروّي والتفكير العميق في عملية الاختيار إلى زيادة فرص التوافق بين الزوجين، بل ويُسهم في بناء حياة زوجية مستقرة، وآمنة، وسعيدة، ومستمرة. النصيحة الثانية: ينبغي اختيار شريك الحياة بدقة وعناية فائقة، بناءً على رغبة الشخص نفسه، فاختيار الزوج أو الزوجة قرار شخصيّ بحت، يتحمّل صاحبه مسؤولية نتائجه القادمة، ولا يحقّ للأهل أو الجيران أو الأصدقاء إجباره على اتخاذ قرار معين. وقد ورد عن الإمام أبي عبد الله الصادق عليه السلام أنه قال: "تَزَوَّجِ اَلَّتِي هَوِيتَ وَدَعِ اَلَّتِي هَوِيَ أَبَوَاكَ"، ردًا على رجلٍ أراد الزواج بامرأةٍ رفضها أبوه. لذا، على الشاب والشابة اختيار شريك حياتهما بحرية تامة، دون ضغوط أو إكراه من أحد. ولا يعني هذا ترك الاستشارة، فاستشارة الحكماء والمتخصصين في كيفية الاختيار الصائب أمرٌ في غاية الأهمية. النصيحة الثالثة: يُنصح باختيار شريك الحياة الذي يتوافق مع القيم والمبادئ والعادات والتقاليد الانسانية والدينية. فالتشارك في القيم والمبادئ يُعدّ في حد ذاته عاملًا أساسيًا لبناء علاقة زوجية ناجحة، بينما الاختلافات في تلك القيم تشكل تحديات كبيرة على المدى البعيد. لذا، يُفضل اختيار شريك حياة يتناغم معك أخلاقيًا ودينيًا وإنسانيًا، بما يُسهم في بناء حياة زوجية مستقرة وسعيدة خالية من المنغصات الحياتية. النصيحة الرابعة: من الضروري جدًا التأكد والتحقق والتدقيق من سلامة الشريك جسديًا ونفسيًا وذلك قبل الارتباط به. ويُعد ذلك من العوامل التي يجب مراعاتها بدقة وتمعن عند اختيار شريك الحياة، لما لذلك من تأثير كبير على جودة الحياة الزوجية، وقد يُسهم ذلك في حدوث الكثير من المشاكل الزوجية في حياة الزوجين مستقبلًا لذا، يُنصح باختيار شريك الحياة الذي يتمتع بكامل الصحة النفسية والجسدية قبل الزواج. النصيحة الخامسة: اختر شريك الحياة الذي يتحمل المسؤولية، وتجنب من لا يتحمل أدنى مسؤولية، فمشروع الزواج عالمٌ واسع يتطلب الكثير من التعاون في إدارة الحياة الزوجية بمختلف أركانها وظروفها، لذا لا تنجح الحياة الزوجية إلا باختيار شريك حياة واعٍ يستطيع تحمل أعباء الحياة الزوجية وإدارتها بشكل سليم وحكيم. النصيحة السادسة: تجنّب البحث عن الكمال المبالغ في شريك الحياة، لا تركز على إيجاد الشريك الخالي من العيوب، فالكمال المطلق لله وحده لا شريك له. وعليك التركيز على اختيار الشخص الذي يتقبّل نقائصك وهفواتك، ويسعى دائمًا لبناء حياة زوجية متوازنة بينك وبينه، قائمة على المحبة والمودة والاستقرار والاطمئنان.وأخيرًا.. عند اختيار شريك الحياة، ينبغي التركيز على أهم العوامل التي تضمن السعادة والاستقرار الزوجي في الحياة، ألا وهما "الدين" و"الأخلاق الحميدة"، فقد حثّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على ذلك بقوله: "إِذَا جَاءَكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَأَمَانَتَهُ يَخْطُبُ إِلَيْكُمْ فَزَوِّجُوهُ إِلاَّ تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي اَلْأَرْضِ وَفَسَادٌ عَرِيضٌ".
** عضو الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء
رابط مختصر