موقع أميركي: مصدر تمويل فاغنر الحقيقي ليس الألماس ولا الذهب
تاريخ النشر: 4th, July 2023 GMT
علق موقع "فوكس" (VOX) الإخباري على العقوبات التي فرضتها وزارة الخزانة الأميركية الثلاثاء الماضي على أنشطة تعدين الذهب والألماس المرتبطة بمجموعة المرتزقة الروسية فاغنر في مالي وجمهورية أفريقيا الوسطى بعد أن حاول مؤسسها يفغيني بريغوجين تنظيم تمرد في روسيا قبل أيام.
وأفاد تقرير الموقع الأميركي بأن شركات تعدين الذهب والألماس، بالإضافة إلى شركة توزيع مقرها الإمارات وشركة روسية يقول مكتب مراقبة الأصول الأجنبية (أوفاك) التابع لوزارة الخزانة إنها متورطة في المخطط، تعمل على إثراء بعض أعضاء فاغنر والمتعاونين معهم في روسيا والبلدان الأفريقية حيث لديهم موطئ قدم.
وأردف أن المبلغ الذي تكسبه المجموعة من أنشطة التعدين غير المشروعة لا يكاد يذكر مقارنة بتمويلها الكبير من الحكومة الروسية.
ورغم أن الحكومة الروسية ليست الكيان الوحيد الذي يمول فاغنر وقادتها، فإن كل المؤشرات تبين أنها إلى، حد بعيد، الضامن الأساسي لذلك التمويل.
وأي شيء آخر، سواء كان الألماس أو الذهب أو النفط أو النيكل أو الغاز، هو مجرد قطرة في بحر، أو "مصروف جيب"، كما يقول بافيل لوزين، المحلل العسكري الروسي في برنامج المرونة الديمقراطية في مركز تحليل السياسة الأوروبية.
الحكومة الروسية ليست الكيان الوحيد الذي يمول فاغنر وقادتها، إلا أن كل المؤشرات تكشف أنها، إلى حد بعيد، الضامن الأساسي لذلك التمويل.
وأشار الموقع إلى أن امتيازات فاغنر لاستخراج المعادن في مالي وجمهورية أفريقيا الوسطى ليست واضحة تماما.
مستقبل غير مؤكدووفقا لبيان أوفاك يوم الثلاثاء، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على شركة "ميداس ريسورسس سارلو" (Midas Ressources SARLU)، وهي شركة مقرها جمهورية أفريقيا الوسطى مرتبطة ببريغوجين تتحكم في "امتيازات التعدين القائمة على أراضي جمهورية أفريقيا الوسطى وتراخيص استخراجها".
علاوة على ذلك، فإن الشركة "جنبا إلى جنب الشركات الأخرى المرتبطة ببريغوجين العاملة في جمهورية أفريقيا الوسطى، هي مفتاح تمويل عمليات فاغنر في جمهورية أفريقيا الوسطى وخارجها".
وتابع التقرير أن شركة "ديامفيل ساو" (Diamville SAU)، وهي شركة أخرى مقرها أفريقيا الوسطى ومرتبطة ببريغوجين، تقوم بشحن المواد الخام إلى شركة التجارة العامة للموارد الصناعية في دبي، بالإضافة إلى شركات أخرى في أوروبا والإمارات، والتي وفقا للبيان، سلمت عائدات المواد المكتسبة بطرق غير مشروعة لروسيا وبريغوجين.
ووفقا لتقرير صدر يونيو/حزيران الماضي عن "ذا سانتري" (The Sentry)، وهي مجموعة استقصائية وسياسية تعمل على تعطيل الشبكات التي تستفيد من الصراع، فقد استولت فاغنر على عديد من المناجم الأكثر إنتاجية في جمهورية أفريقيا الوسطى، بما في ذلك منجم الذهب في نداسيما، مما أدى إلى ترويع المدنيين في المناطق التي تم الاستيلاء عليها.
وخلص تقرير فوكس إلى أن شركات أخرى مرتبطة ببريغوجين تعمل أيضا في جمهورية أفريقيا الوسطى، ولكن حتى الآن، تعد هذه الكيانات مفيدة أساسا لمشروع الاستيلاء على الدولة أكثر من كونها مصادر للتمويل، لافتا إلى أن مستقبل فاغنر غير مؤكد، ومع ذلك تظل أهداف السياسة الخارجية لروسيا كما هي، ومن المرجح أن تستمر موسكو في استخدام القوات العميلة مثل فاغنر لتحقيق مآربها في أفريقيا، وفقا لموقع فوكس.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
مواقف دول الجوار من حرب السودان (2)
مواقف دول الجوار من حرب السودان (2)
____________________________________
ثالثاً : تشاد
=======
تشاد تجاور السودان من الناحية الغربية و تمتد الحدود بينهما لأكثر من 1400 كيلومتر ، و توجد في البلدين قبائل مشتركة كثيرة أبرزها : الزغاوة ، المحاميد ، السلامات ، أولاد راشد ، التنجر ، الفلاتة ، البني هلبة ، الداجو ، الوداي ، الخزام ، و غيرها !!
بحكم هذا الجوار و التداخل و تحركات القبائل المشتركة فإن الحدود بين البلدين تعتبر حدود مفتوحة خاصة و أنه لا توجد بينها حواجز و موانع طبيعية ، و بسبب هذا الوضع فقد انطلقت معظم قوى المعارضة التشادية التي نجحت في استلام السلطة من مناطق عمقها القبلي و الإجتماعي في دارفور ، و كانت آخرها قوات (جبهة الإنقاذ الوطنية) بقيادة إدريس ديبي و التي نجحت فى الإطاحة بحكومة الرئيس (حسين حبري) بدعم من ليبيا و السودان في ديسمبر 1990 .
و قد استمر (ديبي) في الحكم حتى مقتله في العشرين من أبريل 2021 متأثراً بإصابته في اشتباكات مع قوات المعارضة شمالي تشاد .
في العام 2006 قامت قوات (الجبهة المتحدة للتغيير الديمقراطي) في تشاد بقيادة محمد نور عبد الكريم بهجوم مباغت علي العاصمة أنجمينا و كادت أن تستلم القصر الرئاسي قبل أن تتراجع بسبب خلافات نشبت بين الفصائل السياسية المكونة للجبهة ، الحكومة التشادية من جانبها إتهمت السودان بأنه يقف وراء الهجوم و محاولة تغيير نظام الحكم .
و من جانب آخر فإن تشاد ظلت تمثل عمقاً لحركات التمرد المسلحة خاصة تلك التي تنتمي إلى قبيلة آلزغاوة ، و ظلت كذلك تقدم لها الدعم العسكري و اللوجستي ، و قد إتهم السودان تشاد بأنها كانت تقف وراء عملية الذراع الطويل التي قامت بها قوات حركة العدل و المساواة و استطاعت أن تصل فيها حتى أمدرمان في مايو 2008 .
تحركات المعارضات المسلحة بين البلدين و الإتهامات المتبادلة ظلت تمثل عنصر شد في العلاقات بينهما خاصة و أنهما يجاوران ليبيا المضطربة و أن بعض الفصائل المعارضة فيهما متورطة في الصراع الليبي ، و تتلقى الدعم من الجهات الليبية التي تقاتل إلى جانبها !!
عندما بدأت حرب السودان الأخيرة بعد تمرد المليشيا كان الموقف التشادي في البداية متحفظاً بل و أقرب إلى المساند للحكومة الشرعية و الجيش لأن تشاد تدرك تماماً بأن أمن السودان من أمنها و استقراره من إستقرارها .
و لكن فجأة و بعد زيارة قام بها محمد إدريس ديبي إلى أبوظبي في يونيو 2023 (بعد أقل من شهرين من إندلاع التمرد و الحرب) و وقع خلال زيارته هذه إتفاقية تعاون عسكري بين البلدين و تلقى دعماً مالياً مباشراً بمبلغ مليار و نصف دولار تغير الموقف التشادي إلى موقف داعم للمليشيا ، و تمثل ذلك الدعم في الآتي :
١/ منح الإمارات حق تشغيل مطار أم جرس في شرق البلاد و التي بدورها حولته إلى قاعدة جوية لإمداد المليشيا بالسلاح والذخائر و العتاد (مقابل إيجار تتلقاه) !!
٢/ سمحت بتجنيد عشرات الآلاف من مواطنيها للإنخراط في القتال مع قوات المليشيا !!
٣/ فتحت حدودها لمرور المرتزقة الذين يتدفقون من عدة بلدان أفريقية للإلتحاق بصفوف المليشيا !!
٤/ سمحت بدخول المسروقات و المنهوبات من سيارات و ممتلكات و أموال الشعب السوداني إلى أراضيها و سمحت بمرور بعضها إلى بعض دول غرب أفريقيا !!
٥/ في الأشهر الأخيرة و دعماً للمليشيا للإستيلاء على الفاشر سمحت بإطلاق الصواريخ و الطائرات المسيرة من داخل أراضيها كما كشفت ذلك الجهات السودانية !!
٦/ آوت و ما تزال تؤوي قيادات المليشيا المتمردة و تسمح لهم باستخدام أراضيها و مطاراتها في التنقل من و إلى السودان !!
الموقف التشادي الداعم للمليشيا تأثر بفرنسا التي تشارك الإمارات في الحرب على السودان بغية تحقيق هدفها الإستراتيجي المتمثل في البحث عن وطن بديل لعربان الشتات المنتشرين في مستعمراتها القديمة أو التخلص منهم في محرقة الحرب حيث أنهم باتوا يشكلون خطراً على مصالحها مع صعود تأثيرهم السياسي !!
السودان من جانبه و بعد توفر كل الأدلة و الإثباتات المادية و التقارير الأممية التي تثبت تورط تشاد في الحرب تقدم بشكوى رسمية ضدها إلى مجلس الأمن و تبادل معها طرد الدبلوماسيين !!
إستمرار الدور السالب للجارة تشاد و دعمها للمليشيا ربما يدفع السودان لتطبيق مبدأ (التعامل بالمثل) !!
رابعاً : أفريقيا الوسطى
==============
تقع أفريقيا الوسطى في الجنوب الغربي للسودان و يبلغ طول الحدود بينهما حوالي 174 كيلومتر .
و تعتبر أفريقيا الوسطى من البلدان التي لها تأريخ طويل مع الإضطرابات و عدم الإستقرار و قد بدأت فيها الحرب الأهلية منذ العام 2003 عندما استولى الجنرال (بوزيزيه) على السلطة بدعم من تشاد و السودان ، فتمرد عليه في العام 2004 (إتحاد القوى الديمقراطية من أجل الوحدة) في شمال شرق البلاد بقيادة (ميشيل جوتوديا) و الذي نجح في إستلام السلطة في مارس 2013 ثم ما لبثت أن تحولت الأوضاع فيها إلى حرب أهلية مدمرة تفاقمت بصورة كبيرة في الفترة بين عامي 2012 ـ 2014 ، ثم شهدت البلاد فترات إنتقالية أجريت بعدها إنتخابات فاز بها الرئيس الحالي (فوستان آرشانج) في مارس 2016 و الذي فاز بدورة أخرى في 2020 .
أفريقيا الوسطى من مستعمرات فرنسا التي ما تزال تتمتع فيها بسيطرة و نفوذ كبير رغم توجهات الرئيس الحالي الذي انفتح على روسيا و منحها إمتيازات للتعدين كانت تديرها شركة فاغنر الأمنية و التي تقوم أيضاً بحماية النظام الحاكم .
الأوضاع الهشة في أفريقيا الوسطى و تأثير (فاغنر) و الإمارات بالإضافة إلى وجود مليشيا (د . س) المتمردة التي كانت مسئولة عن تأمين الحدود و وجود بعض المجموعات (المستعربة) في حدودها الشرقية جعلها تصبح واحدة من دول الجوار الداعمة للمليشيا في حربها ضد الدولة السودانية !!
و قد أصبحت منطقة (أم دافوق) الحدود مركزاً كبيراً لتجميع المرتزقة من عدة دول أفريقية و تدريبهم و إعدادهم ثم الدفع بهم للإلتحاق بصفوف المليشيا و ما يزال هذا العمل السالب مستمراً حتى اليوم برضا حكومة أفريقيا الوسطى و تحت مرأى و مسمع فرنسا و في الأشهر الأخيرة إنسحبت منه (فاغنر) ربما بإيعاز من الحكومة الروسية !!
يبدو أن السودان أيضاً سيضطر للتعامل مع حكومة أفريقيا الوسطى بمبدأ (المعاملة بالمثل) !!
#كتابات_حاج_ماجد_سوار
21 ديسمبر 2024