بعد الصبر جبر.. حكاية أم يوسف مع إعداد الكشري والأرز بلبن وتوزيعهما بالتروسيكل
تاريخ النشر: 9th, November 2023 GMT
"سيدة الكشري" أو أم يوسف التي أصبحت تريند السوشيال ميديا بعد انتشار صور لها وهي تحمل شنطتها محملة بعلب الكشري والأرز بلبن البيتي اللذان تصنعهما بنفسها، وتجوب شوارع وحارات داخل القاهرة لتبيع العلب لأصحاب الورش والحرف والمارة في الطرقات بحثا عن الرزق الحلال.
“كشري بيتي بـ12 جنيه العلبة، دوقه حتى لو ممعاكش”، هكذا تنادي أم يوسف دومًا، ومن التاسعة صباحًا، تصنع الكشرى البيتي، وتعبئه في علب، وتحمله لتبيعه للمارة بحثًا عن الرزق الحلال.
"بصحى من النوم أجهز الكشري من أول المكرونة والبصل، بعدها بعمل الصلصة وآخر حاجة الأرز، عشان يفضل محافظ على سخونته، في الأول كنت بشيله في شنطة على ضهري، وأبيع في شوارع وحارات داخل القاهرة".
كشفت السيدة هيام الجندي، المعروفة باسم أم يوسف "سيدة الكشري بالقاهرة"، والتي تبلغ من العمر 43 عاماً، لـ “صدى البلد”، أن زوجها توفي وهي في سن 32 عاما، وصارت أرملة
تحمل على عاتقها ثلاثة أطفال، رفضت أن تستسلم لظروفها المعيشية الصعبة بعد وفاة زوجها، بل واجهت قدرها بكل حكمة واقتدار وارتدت ثوب المثابرة والكفاح لكسب لقمة العيش الحلال لتغطى احتياجاتها هى وأولادها.
تحملت المشقة والتعب من خلال تجولها على قدميها حاملة على كتفيها علب الكشرى، بعد أن قامت بتصنيعه فى منزلها وتعبئته وبيعه بشوارع فيصل بمحافظة الجيزة الذى كان مقر مسكنها.
وأضافت أنها واصلت عملها وهى تترقب بكل حرص وخوف من نظرات الناس لها فى الشارع وكيفية التعامل معهم ومدى نجاح ذلك من فشله.
قصة كفاح ونموذج مشرف لسيدة لم يثنها عن تحقيق طموحها وهدفها لكسب لقمة العيش مجتمعنا الشرقى بعاداته وتقاليده.
واستكملت أم يوسف: "أنا كل يوم بعد صلاة العشاء بدعي دعاء سمعته من حد "كريمٌ رسولُ اللهِ واللهُ أكرمُ فهل فقيرٌ بين الكريمينِ يُحرمُ" بدعيه علشان نفسي أعمل عمرة".
وتابعت "سيدة الكشرى": "بصحى من النوم أجهز الكشري، بعمل ماية المكرونة الأول وأجهز البصل علشان بياخد وقت وبعدها الصلصة وآخر حاجة الأرز علشان يبقى سخن، وبعدين أحطهم في شنطة على ضهري والكيس في إيدي فيهم علب الكشري البيتي وأتجول أبيع في شوارع وحارات داخل القاهرة بحثا عن الرزق الحلال".
وأوضحت "أم يوسف": "أول ما نزلت الشارع كان بيحصل لي مضايقات وكانت الناس بتمشيني من الشارع ومش بتخليني أبيع ومكنش حد بيشتري مني، بس دلوقتي اتعرفت لدرجة إن الناس بتبعت لي فلوس أعمل كشري وأنزل أوزعه في الشارع على الغلابة، وده خلاني مبسوطة اوي بحب الناس ليا، اتعرفت".
سيدة الكشري حققت جزءا من حلمها، بشراء تروسيكل، تحمل فيه الطعام والأرز باللبن وتتجول في شوارع "القاهرة" بدلا من الشنطة التي كانت تحملها على ظهرها، ويعمل معاها إخوتها في البيع وخدمة التوصيل.
"بعد الصبر جبر " مقولة طالما لازمت هيام الجندي، الشهيرة بـ أم يوسف" في حياتها، ليكافئها القدر بتروسكيل لبيع الكشري كهدية من مبادرة حياة كريمة، بعد أن كانت تتجول في الشوارع لبيع الأكل البيتي على قدميها، في رحلة طويلة تبدأها من الصباح، لم تنضب فيها ملامحها من علامات الرضا والسعادة، وهي تبيع في مختلف المناطق، خاصةً حلوان، لتتمكن من الوفاء باحتياجات عائلتها، وتوفير قوت يومها، والإنفاق عليها.
ذات يوم تابعها الجبر بعد صبرها، لترسل لها مبادرة حياة كريمة دعوة، وتعطيها ميدالية بطلة حياة كريمة، لحبها للخير ومساعدة الجميع، وتفاجئها بمنحها "تروسكيل"، لإزالة عناء حمل الكشري عنها، لتبيع العشرات من العلب: "ربنا أكرمني بالتروسكيل، كنت بنزل بعشر علب في الأول، دلوقتي الحمد لله بوصل لـ40، ربنا يبارك في الرزق، لأن دايمًا عندي رضا من الله، وأتمنى أن أعيش مستورة، وأعمل عمرة وأفتح محل طبعًا، لأن نفسي أساعد كل الناس تاكل حتى لو مش معاهم تمن الأكل".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الرزق الحلال الرضا التروسيكل تريند السوشيال ميديا قصة كفاح أم یوسف
إقرأ أيضاً:
رمضان عبد المعز: الرضا سر السعادة والله لا يقدر لعباده إلا الخير
قال الشيخ رمضان عبد المعز، الداعية الإسلامي، إن من أعظم نعم الله على عباده هي "الرضا"، مؤكداً أن العبد يجب أن يكون راضيًا عن شرع الله وأقداره، حتى ينال رضا الله سبحانه وتعالى.
وأضاف الشيخ رمضان عبد المعز، خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "dmc"، اليوم الاثنين: "الرضا ليس مجرد قبول لما نحب، بل قبول لما لم نكن نتمنى حدوثه، لأن ما يأتي من الله هو خير دائم، حتى وإن كان في الظاهر يشق علينا."
وأشار إلى أهمية الرضا في حياة المسلم وكيف أنه يجب أن يلتزم بشرع الله في جميع الأوقات، قائلاً: "شرع الله يجب أن يُؤخذ كاملاً، لا نختار منه ما يناسبنا ونترك ما لا يعجبنا. القرآن الكريم والسنة النبوية ليسا جزئين يمكن الاختيار بينهما، بل يجب الالتزام بهما كاملاً."
وتطرق الشيخ رمضان إلى كيفية تعامل المسلم مع الأقدار، سواء كانت سعيدة أو مؤلمة، مشيرًا إلى قصة السيدة أم سلمة رضي الله عنها حين فقدت زوجها أبو سلمة رضي الله عنه، موضحا أنه عندما فقدت أم سلمة زوجها، كان قلبها مليئًا بالحزن، ولكنها صبرت ورضيت بما قدره الله، ودعت بالدعاء الذي علمها النبي صلى الله عليه وسلم: 'اللهم اجرني في مصيبتي واخلفني خيرًا منها'، وبعد فترة، عوضها الله بخير من أبي سلمة، وهو النبي صلى الله عليه وسلم.
وأوضح أن الرضا عن أقدار الله يتطلب الصبر، خصوصًا في اللحظات الصعبة التي قد لا يتقبلها البعض بسهولة، مشيرًا إلى أن الصبر في البداية عند تلقي المصيبة هو من أصعب الأمور، لكن مع مرور الوقت يأتي الرضا عن القدر وتظهر بركات الصبر والرضا.
وأضاف: "ربنا يختبرنا في الدنيا، ولكن في النهاية، العبد الذي يصبر ويرضى سيجد عند الله ما لا عين رأت ولا أذن سمعت."
واختتم قائلاً: "الرضا هو سر السعادة الحقيقية، فالله لا يقدر لعباده إلا الخير، وإذا علم المسلم أن ما يقدره الله له هو الخير، سيعيش في سلام داخلي ويشعر بالطمأنينة في قلبه."