أثارت الأنباء الواردة عن إخفاق لقاء رئيس مجلس النواب الليبي، عقيلة صالح ورئيس مجلس الدولة، محمد تكالة في حسم النقاط الخلافية بخصوص قوانين الانتخابات وخطوة تشكيل حكومة جديدة تساؤلات حول تداعيات الأمر على المشهد العام خاصة العملية الانتخابية.

والتقى عقيلة وتكالة الأربعاء في العاصمة المصرية "القاهرة" من أجل مناقشة ملف القوانين الانتخابية وملاحظات مجلس الدولة عليها وكذلك ملف المناصب السيادية وتشكيل حكومة جديدة إلا أن اللقاء اكتفى فقط بلقاء تعارف دون التطرق لأي ملف خلافي.



فهل فشل اللقاء في مناقشة وحلحلة النقاط العالقة بين الرئيسين؟ أم هو بداية للقاءات عدة خاصة في ملف الحكومة والقوانين الانتخابية؟

"تمهيد وكسر جليد"
من جهته، قال عضو المجلس الأعلى للدولة والمشارك في لقاء القاهرة، عثمان عابد إن "رئيسا المجلسين التقيا صباح الأربعاء في إحدى مقرات مؤسسة مصرية سيادية وكان اللقاء تمهيديا ومحاولة لكسر الجليد بين الرئيسين كونه لم يحدث أي لقاءات سابقة بينهما".

وأكد في تصريحات خص بها "عربي21" أن "اللقاء كان إيجابيا كبداية وتم الاتفاق فيه على أن تكون اللقاءات القادمة بين لجان المجلسين لحسم أي خلاف أو اتفاق، أي أنها بادرة وخطوة جيدة حتى لو لم يتم مناقشة أي ملف، كسر الجليد بين الطرفين هو خطوة جيدة وتمهيدية للقاءات قادمة"، وفق قوله.


"لقاء تحت ضغوط دولية"
في حين قال وزير التخطيط الليبي السابق ونائب رئيس حزب العمل الحالي، عيسى التويجر إن "رئيس المجلس الأعلى للدولة قد فاز على أساس برنامج انتخابي معارض للتقارب مع عقيلة صالح ورافض للقوانين التي تم التوصل إليها في المغرب من قبل لجنة 6+6 علاوة على معارضته لتشكيل حكومة جديدة وهو داعم لاستمرار حكومة الدبيبة".

وأوضح في تصريحاته لـ"عربي21" أنه "نظرا لكون اللقاء هو الأول بين الطرفين فالمتوقع منه ليس الوصول إلى اتفاق بل هو لتبادل الآراء والتعارف وقد يكون نتاج ضغوط دولية، ولا أعتقد بوجود إملاءات مصرية وتبقى الاحتمالات مفتوحة حول التوجه نحو تشكيل حكومة جديدة بعد صدور القوانين ونشرها في الجريدة الرسمية"، وفق قوله.

وتابع: "لكن هناك تساؤل وهو هل سيصل الأمر إلى مزيد من الضغوط واستغلال الانقسام الحاصل في المجلس الأعلى للدولة لإعلان مواقف قد تؤدي إلى شق صف مجلس الدولة"، بحسب تعبيره.

"عودة الانسداد السياسي"
في حين قالت عضو هيئة الدستور الليبي، نادية عمران إن "فشل اللقاء هو نتيجة متوقعة فلا يمكن حدوث أي تطور أو توافق بين رئاسة المجلسين فقد سبق هذا اللقاء العديد من اللقاءات الفاشلة رغم الضخ الإعلامي الذي رافقها فطالما لم تتم حلحلة النقاط العالقة والأساسية والتى تتركز في ضرورة احترام نصوص الإعلان الدستوري والاتفاق السياسي وإكمال المسار الدستوري وعدم العبث به".

وأوضحت لـ"عربي21" أن "حالة الجمود السياسي ستستمر وأسبابها معروفة ولن يكون الحل عبر المجلسين، لكن البعثة الأممية مازالت تتحايل لتدوير الأزمة وهى مدركة تماما أنه مهما تعددت اللقاءات فلن ينجم عنها حلول أو انفراجات"، وفق تقديرها.

وحول الدور المصري في اللقاء، قالت: "الإملاءات المصرية حاضرة في المشهد الليبي بقوة منذ سنوات ولم تتوقف ولن يكون هناك تطور في المشهد عبر هذه الأجسام، لكن من المتوقع أن تكون هناك تطورات قادمة قد تزيد المشهد تعقيدا"، كما قالت.


"خطوة إيجابية"
الصحفي الليبي، محمد الصريط قال من جانبه إن "اللقاء في حد ذاته هو خطوة أولى وتمهيدية لعقد سلسلة لقاءات ستعقد مستقبلا، وأراد عقيلة صالح استثمار بيان مجلس الأمن الأخير والذي دعا فيه إلى تكوين حكومة موحدة لتقود الانتخابات وهذا ما يتوافق مع رؤية عقيلة ومعسكره السياسي".

وأضاف: "دولة مصر تدرك أن اللقاء لن يحقق نتائج سريعة، ولعل لقاء تكالة بالدبيبة قبل المجيء لمصر هي رسالة أنهما إلى الآن هم في صف واحد، وبالتالي يجب أن تتغير بعض القواعد ومصر تدرك ذلك، أما تكالة فهو يريد أن يوصل رسالة مفادها أنهم في مجلس الدولة ليسوا ضد قوانين الانتخابات لكنهم ضد انفراد البرلمان بتعديلها وهذه المعايير أو المعطيات هي أهم ملف يحمله تكالة للقاهرة"، بحسب قوله لـ"عربي21".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية عقيلة تكالة القوانين الانتخابية ليبيا عقيلة القوانين الانتخابية تكالة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حکومة جدیدة مجلس الدولة

إقرأ أيضاً:

هل يُنتخب رئيس للجمهورية قبل نهاية حرب إسرائيل على لبنان وغزة؟

قد تكون مشكلة بعض اللبنانيين أنهم لا يرون الأمور على حقيقتها، بل يسعون دائمًا إلى إظهار أنفسهم على أنهم دائمًا ضحية "الحروب الكونية" عليهم. وما ينطبق اليوم على هذا الجزء من النسيج اللبناني سيكون متطابقًا غدًا أو بعده من الجزء الآخر. وهكذا يتساوى الجميع في تسجيل النقاط السلبية وفي إضاعة الفرص الضائعة، وقد يدخلون في هذا المجال قبل غيرهم في كتاب "غينيس". ولأن اللبنانيين بارعون في تقطيع الوقت وهدر الفرص السانحة لا يزال الفراغ "محتلًا" الكرسي الرئاسي في بعبدا. ولأنهم لا يرون في كثير من الأحيان أبعد من أنوفهم نراهم يقعون في مطبّات هوائية مفتعلة، أو يغرقون في "شبر مي".   ففي الوقت الذي يستمر العدو الإسرائيلي في دك لبنان، بطوله وعرضه، بوابل من صواريخ حقده، يحلو للبعض أن يضعوا أمام أعينهم براقع تحجب عنهم الرؤية الصحيحة. وهذا ما يجعلهم مصابين بـ "عمى الألوان"، فلا يرون حقيقة ما يشاهدون، بل يجهدون في التفتيش عمّا يبرر ما يحجب عنهم الرؤية السليمة، ويحاولون أن يكابروا أو أن يلتفوا حول الحقيقة فلا يرون فيها سوى القشور الظاهرية من دون تكليف أنفسهم عناء التفتيش عن خلفية الأمور، والذهاب إلى الجوهر، وترك الشكليات والمظاهر، لأن المضمون هو أهم بكثير من القشور. ولو كانت النيات صافية لكان الذين لم يبهرهم سوى الشكليات غاصوا في المضمون لأنه هو الأساس، وتركوا الباقي للصبية والمراهقين.   ولئلا نبقى ندور حول الموضوع الأساسي تحايلًا نسأل الذين رأوا في "اللقاء الثلاثي" في عين التينة، والذي ضم الرئيسين نجيب ميقاتي ونبيه بري ووليد جنبلاط، أنه استغيب المكّون المسيحي، وهو شريك أساسي في تحمّل مسؤولية الإنقاذ: هل كان أي قيادي مسيحي سيلبي الدعوة إلى هكذا لقاء في حال وُجهت إليه. فلماذا يُلام من سعى إلى هذا اللقاء، وهو الداعي دائمًا إلى عقد لقاء إنقاذي يجمع بين جميع اللبنانيين للتوافق أقّله على كيفية الخروج من هذه الكارثة التي يمرّ بها كل لبنان، وليس فئة واحدة دون غيرها، وترك المواضيع الخلافية والمحاسبات إلى ما بعد انتخاب رئيس لقيادة البلاد نحو ميناء الخلاص؟   فلو كان المقصود من "لقاء عين التينة" تظهير المشهد الطائفي لما رأينا الرئيس ميقاتي في بكركي، ولما سمعناه يتكلم بلغة رجل الدولة، ويدعو إلى التلاقي قبل أن يسقط الهيكل على رؤوس الجميع. ولما كنا شاهدنا وفد "اللقاء الديمقراطي" في بكفيا وفي معراب وفي البترون.   ولكن ما يطمئن إلى أن الشكليات لم تعد بذي أهمية بعدما وضعت النقاط على الحروف هو ما سمعه رئيس الحكومة من البطريرك الماروني، وما نقله النائب وائل بو فاعور عن كل من رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع ومن رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" النائب سامي الجميل، ومن رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل، من كلام إيجابي، وخلاصته ضرورة الإسراع في تفعيل الخطوات الخارجية لوقف العدوان الإسرائيلي، والاستثمار الجيد في الخطوات الانقاذية للخروج من دوامة الانهيار، وذلك عن طريق انتخاب رئيس جديد للجمهورية، خصوصًا أن "الثنائي الشيعي"، من خلال الرئيس بري، تبنى خيار الذهاب إلى رئيس توافقي، بعدما وافق أيضاً على وقف النار في لبنان، بمعزل عما يجري في غزة.   وإذا كانت مسألة وقف النار ولجم العدوان الإجرامي تبقى من مسؤولية الدول العشر الكبرى، فإن خطوات انتخاب رئيس للجمهورية تبقى من صميم المسؤولية الوطنية للأطراف السياسية، المعنية بإنقاذ البلاد من دوامة الانهيارات والإحباطات المتتالية، ومواجهة تداعيات العدوان الإسرائيلي الإجرامي على لبنان.
ويبقى السؤال: هل يُنتخب رئيس للجمهورية بمعزل عن حربي لبنان وغزة، وقبل أن يوضع حد لآلة القتل الاسرائيلية؟   المصدر: خاص لبنان24

مقالات مشابهة

  • هل يُنتخب رئيس للجمهورية قبل نهاية حرب إسرائيل على لبنان وغزة؟
  • ريال مدريد مُتهم بـ «طردين» في لقاء ليس طرفاً فيه!
  • لقاء عام لشباب إيبارشية أبو قرقاص
  • أمن العاصمة يصدر بياناً هاماً بخصوص لقاء “سوسطارة” والبيض
  • أمن العاصمة يصدر بيانا هاما بخصوص لقاء “سوسطارة” والبيض
  • بحضور النويري وتكالة.. المشري يشارك في احتفالية السفارة الألمانية بمناسبة إحياء “يوم الوحدة الألماني”
  • لقاء عين التينة: لا مكان للاصطفاف السياسي أو لجبهة إسلامية
  • «بوجواري» يلتقي رئيس مجلس إدارة مجلس التعاون الليبي التركي «DIEK»
  • بلدية بنغازي تبحث تعزيز التعاون مع مجلس التعاون الليبي التركي
  • رئيس مجلس الشيوخ يحيل عددًا من القوانين للجان المختصة والبت فيها