لا أحب الدخول في معركة الفنانين الحالية بين مؤيد أو معارض لما يحدث بينهما ولكن أعود بهدوء إلى الماضي لرجال الفن الأصيل ومواقفهم الوطنية وكيف تحول فنهم لشعاع نور يضئ الطريق المظلم في ذلك الوقت من خلال تجسيد روح الوطن وأزماته بالتعبير عن الفن.
فأتذكر عبد الحليم يحكي قصة الثورة في أغانيه ويعبر عنها في أغاني السد وأهلا بالمعارك ثم يقود الأمة بعد النكسة بعدى النهار والمسيح والبندقية ويعيش مع الشعب المصري فرحته بصباح الخير يا سينا ليصبح مؤرخ لتاريخ الوطن بأغانيه أما سيدة الغناء العربي أم كلثوم التي انطلقت تقيم الحفلات وتجمع التبرعات لصالح المجهود الحربي فقد نالت احترام العالم كله بوقوفها مع وطنها بفنها ولا يجب أن ننسي زحف مطربي وممثلي مصر صباح 6 أكتوبر فور اندلاع الحرب للمشاركة في التعبير عن الوطن بداخل مبني الاذاعة والتليفزيون فكانت أعظم الكلمات والألحان والأغاني خلال هذه الفترة والتي عبرت بصدق عن انتصارات الامة العربية ومصر هؤلاء كانوا الفنانين الذين عبروا عنا وقت الأزمات والشدائد وقفوا مع مصر وداخل خندقها بإيمان راسخ أن الفن يبني الأوطان ويدعم الشعوب من خلال أداء مميز راقي فأغنية فدائي لعبد الحليم كانت الحافز لجموع الشباب للتطوع ودخول الجيش لمواجهة الأعداء.
الفن المعبر عن الواقع يزرع الأمل ويعلو بشأن الأمم، لسنا ضد الفن لكنني كنت اتمني أن نجد عمل واحد أو أغنية تعبر عما يحدث حاليا في عالمنا من انتهاكات وقتل ودمار من تشريد شعب واغتيال أمة وموت آلاف الأطفال والنساء والشيوخ الأبرياء أفضل للفنانين المصريين أن يتركوا خلافاتهم وأن يتحدوا بفنهم ليعبروا عن ألم أمتهم.
لقد عادت أغاني عبد الحليم وأم كلثوم وعبد الوهاب وفريد الأطرش وفيروز وغيرهم من جديد ترن في أسماعنا بعد أن غاب الفن المصري الجميل في ظل تناحر أضاع دور وأهمية الفن للتصدي لقضايا الوطن والذي يفترض أنه المعبر عنها، مرة ثانية للفنانين في مصر تذكروا أن هناك من قاد الأمة بفنه المحترم وأغانيه الوطنية وأفلامه السينمائية التي عبرت عن أمة كانت في نكسة أيقظها صوت بندقية حليم وشجاعة أم كلثوم وروعة من جلسوا يدافعون عن ممر مصر في أروع مشهد يكتب بفيلم أغنية على الممر هؤلاء الأبطال ربما لم يقتلهم رصاص العدو وإنما قد يغتالهم ضياع الفن وتراجع الفنانين.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: قوات الاحتلال قطاع غزة اسرائيل الاحتلال الاسرائيلي حركة حماس الكيان الصهيوني المقاومة الفلسطينية قصف غزة العدوان الاسرائيلي تهجير الفلسطينيين مخطط اسرائيل مجزرة جباليا
إقرأ أيضاً:
ما سر خلاف الجيش السوداني و«الدعم السريع» حول معبر «أدري»؟
أعلنت الحكومة السودانية التي تتخذ من مدينة بورتسودان الساحلية عاصمة مؤقتة، الاستجابة لمطلب تمديد فتح معبر «أدري» الحدودي مع دولة تشاد، لتسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلى المستحقين، وتنسيق عمل المعبر بالتعاون مع المنظمات الدولية ووكالات الأمم المتحدة العاملة في المجال الإنساني.
لكن المعبر الحدودي الحيوي الواقع بين ولاية غرب دارفور السودانية، ومدينة أدري التشادية التي يحمل المعبر اسمها، تسيطر عليه فعلياً قوات «الدعم السريع» التي تحارب الجيش، وهو واحد من 3 معابر على الحدود السودانية - التشادية التي يبلغ طولها 1400 كيلومتر من جهة الغرب.
وقال رئيس «مجلس السيادة السوداني» الانتقالي وقائد الجيش، الفريق أول عبد الفتاح البرهان في تغريدة على حسابه في منصة «إكس»، الأربعاء، إن حكومة السودان «قررت وبناءً على توصية الملتقى الثاني للاستجابة الإنسانية واللجنة العليا للشؤون الإنسانية، تمديد فتح معبر أدري بدءاً من 15 نوفمبر (تشرين الثاني) 2024».
الماضي، على فتح معبر «أدري» لمدة ثلاثة أشهر تنتهي الجمعة، استجابة لاتفاق سوداني - أممي، بهدف تسهيل دخول حركة الإمدادات الإنسانية للبلاد التي يواجه نحو نصف سكانها نذر مجاعة ناتجة عن الحرب.
مهم للبلدين
وفي المقابل أثار قرار فتح المعبر حفيظة قوات «الدعم السريع» التي تسيطر على المعبر، ووصف مستشار قائد القوات تطبيق القرار بـ«المزايدة السياسية»، وعدّه «مناورة سياسية» للتغطية على رفض قائد الجيش للمفاوضات التي كانت تجري في جنيف آنذاك، كما عدّه «عطاءً ممن لا يملك»، استناداً على أن المعبر يقع تحت سيطرة قواته.
ويُمثل معبر أدري رابطاً اقتصادياً وثقافياً بين تشاد وإقليم دارفور السوداني، وتعتمد عليه التجارة الثنائية بين البلدين، لكون تشاد «دولة مغلقة» من دون شواطئ بحرية، كما تعتمد عليه حركة السكان والقبائل المشتركة بين البلدين، ويلعب موقعه الجغرافي دوراً مهماً في تسهيل عمليات نقل المساعدات الإنسانية، وهو المعبر الوحيد الآمن بين البلدين.
سبب أزمة المعبر
وتعقدت قضية معبر أدري بسبب الاتهامات التي وجهتها الحكومة السودانية باستمرار، بأنه يمثل ممراً لنقل الأسلحة والإمداد اللوجيستي لقوات «الدعم السريع» من تشاد التي تتهمها بالضلوع في مساندة قوات «الدعم السريع»، لكن الأخيرة ترد بأن الحدود بين تشاد ودارفور مفتوحة وتقع تحت سيطرتها، ولا تحتاج لاستخدام «أدري» إن كانت مزاعم الجيش السوداني صحيحة.
ومع ذلك تتمسك قوات «الدعم السريع» بإدخال المساعدات عبر معبر أدري على الحدود مع تشاد، بينما ترى الحكومة أن هناك معابر أخرى، عبر الحدود مع مصر وعبر جنوب السودان، إضافة إلى معابر أخرى عبر الحدود مع تشاد نفسها، لكنها رضخت للضغوط الدولية والإقليمية، رغم شكوكها القوية حول استخدامه لأغراض غير إنسانية.
وتطلّب فتح المعبر في أغسطس الماضي، وفقاً للاتفاق مع الأمم المتحدة، إنشاء «آلية مشتركة» لتسهيل إجراءات مراقبة المنقولات، وتسريع منح أذونات المرور لقوافل المساعدات الإنسانية.
الشرق الأوسط: