رأي اليوم:
2025-04-22@13:01:25 GMT

لعنة الميليشيات تطارد الحكومات.. السودان مثالا

تاريخ النشر: 4th, July 2023 GMT

لعنة الميليشيات تطارد الحكومات.. السودان مثالا

 

الدكتور عديل الشرمان حالما تشكلت، وأينما تأسست، حلّ معها الخراب وانتشر الفساد والدمار، وسلبت من الحكومات السيطرة على القرار، وتسابق الأعداء والطامعين في النفوذ ومصادر الثروة لكسب موالاتها بالمال أحيانا، وبالوعود بالوصول إلى السلطة أحيانا أخرى، تتمسكن حتى تتمكن، تتودد وتتقرب من السلطات الرسمية حتى إذا اشتد ساعدها وتضخمت قوتها انقلبت عليها، ثم تتحول إلى قوة تفوق قوة الدولة وجيشها تسليحا وربما تنظيما.

الميليشيات أو الجماعات المسلحة بعضها مأجور مرتزق، ومعظمها قوات منفلتة غير منضبطة، لا عهد لها، ولا تمتلك عقيدة قتالية أخلاقية، ولا تخضع لبروتوكولات رسمية أو اتفاقيات دولية، تحكمها المصالح ومصادر التمويل، غالبا ما تستعين بتشكيلها الحكومات الفاشلة الضعيفة التي تحاول التشبث بالسلطة لأداء أدوار ومهام قتالية في مناطق النزاع وبأسلوب العصابات المسلحة، بعضها يدّعي محاربة الارهاب، وباسمه تمارس أقسى أنواع القمع والعنف والارهاب بحق المواطنين، وخارج حدود الدولة، حيث تبدأ العمل بموازاة الدولة، ثم تسعى إلى أن تبقى مستقلة عنها، ثم تتمرد عليها. الميليشيات بعضها صنيعة الأنظمة والحكومات، وبعضها الآخر نشأ بالصدفة وفي ظروف خاصة وفي أوقات الفوضى والاضطراب والفراغ السياسي والعسكري، مصادر التمويل لديها خفية أحيانا، ومشبوهة أحيانا أخرى، تتحكم بمصادر الثروة، والموارد المحلية في مناطق سيطرتها، وتتخذ من التجارة غير المشروعة طريقا للوصول إلى المال، بعضها يمتهن السطو والخطف وتجارة المخدرات والبشر والتهريب، والتنقيب عن الذهب والمعادن النفيسة. ست عواصم عربية آخرها السودان غارقة في ظلام الميلشيات، حتى باتت لعنة تطارد الحكومات، وتقض مضاجعها، وتحسب لها ألف حساب، وتحول بينها وبين اتخاذ القرار، وتمتلك القدرة على شلّ أي تحرك وتقدم لا يخدم مصالحها ولا يلتقي مع مصالح مموليها. عندما تدرك الدول تعاظم قوة ونفوذ الميليشيات، وتدرك خطورتها على الأمن الوطني، وهيبة الدولة، وغالبا ما يحدث ذلك بعد فوات الأوان، تبدأ مرحلة جديدة من الصراع في محاولة لتفكيك الميليشيات واستيعابها في أجهزة الدولة العسكرية كما حدث في السودان، فيحدث الصراع المسلح، وتصبح التكلفة باهضة الثمن، وتتطلب الكثير من الدم والأنفس والجهد والمال، وقد تؤدي إلى انهيار الدول وتمزقها ودخولها في ظلام دامس يستمر عقود من الزمن قبل أن تتعافى. ميليشيا قوات الدعم السريع (الجنجويد سابقا) والتي امتدت أياديها إلى اليمن وليبيا تضاعف عددها من 4 الاف عند بداية التشكيل إلى 100 ألف عند سقوط نظام البشير، لذا لن تتخلى عن مكاسبها وأطماعها، ولن يكون سهلا على الحكومة السودانية تجفيف منابعها الداخلية والخارجية، فهي كالكثير من الميليشيات أداة بيد قوى كبرى اقليمية وخارجية تسعى من خلالها إلى إشاعة الفوضى والاضطراب للسيطرة على مصادر الثروة والتحكم بمصير السودان. برأيي لا يمكن وبكل أسف وأسى لغير الحل والحسم العسكري أن يحدث فرقا في الحالة السودانية، وأي اتفاق بين الطرفين سيعيد السودان إلى المربع الأول، كما أن أية محاولة لدمج الميليشيات في مؤسسات الدولة سيعمل على افسادها (مؤسسات الدولة)، فلا يمكن خلط زمرة دم مع أخرى من نوع مختلف، مما يضع السودان وغيرها من الدول ذات الحالة نفسها أمام تحديات معقدة ومصيرية. كاتب اردني

المصدر: رأي اليوم

إقرأ أيضاً:

مهرجان للطهي في موريشيوس.. العين تشبع قبل البطن أحيانا

موريشيوس – عندما يجتمع بعض كبار الطهاة في أوروبا مع طهاة شباب في مجموعة فنادق كونستانس في كل من موريشيوس وسيشل والمالديف في مهرجان دولي للطهي على مدى 9 أيام، فإن الرهان يكون هو التنافس على بلوغ أعلى معايير الطعام الفاخر، سواء في الحلويات او الشوكولاتة والقهوة، فضلا عن التنافس على فن تنسيق طاولات الطعام، وقد تنافس الجميع على نيل جوائز خمس مسابقات جرت أطوارها في فندقي "كونستانس بيل ما بلاج" و"كونستانس برانس موريس" في جزيرة موريشيوس.

وأول ما يلفت أنظار الحاضرين في مهرجان كونستانس للطهي في نسخته الثامنة عشرة، والذي أقيم بين 20 و29 مارس 2025، هو تفنن الفرق المشاركة -والتي كانت مزيج بين طهاة أوروبيين مشهورين وطهاة صاعدين في فنادق كونستانس- في تقديم أطباق هي أقرب للوحات فنية تسر الناظرين، إذ تمتزج الألوان والأشكال في أطباق تستخدم فيه مكونات غذائية محلية من موريشيوس -ذات المناخ الإستوائي- مثل القشريات والبهارات.

ويتم تحويل هذه المواد الأولية إلى أطباق مبتكرة على يد طهاة عالميين حائزين على نجمات ميشلان المرموقة في عالم تصنيف المطاعم والفنادق، إلى جانب طهاة من فنادق كونستانس تم اختيارهم بعد تصفيات داخلية في فروعها بكل من موريشيوس وسيشل والمالديف.

جانب من الأطباق المتنافسة في إحدى جوائز مهرجان كونستانس (الجزيرة)

ومن أهم الجوانب في مثل هذه المهرجانات أن الطهاة الشباب الصاعدين في فنادق كونستانس كانت لهم فرصة لا تتاح إلا للقليل من زملائهم في المهنة للعمل عن قرب مع طهاة عالميين، والاستفادة من خبراتهم وطرق الطهي التي يعملون بها.

جوائز متعددة وفرق مختلطة

وكان التنافس على جائزة "ريجيس ماكرون" بين ست فرق يتكون كل منهما من طاهٍ أوروبي حائز على نجمة ميشلان وطاهٍ من فنادق كونستانس، والهدف هو إعداد طبقين الأول مكون من روبيان وفاكهة البابايا وتمر هندي، والثاني حساء سمك مع البطاطا الحلوة، وكانت الغلبة في هذه المسابقة للطاهي السويدي ماركوس دالين رفقة سي ثو كياو تون، وهو أحد طهاة فندق كونستانس في جزيرة سيشل.

إعلان

وأما جائزة "دوتز" فجرى فيه التباري بين 6 طهاة معروفين من السويد وبريطانيا وإيطاليا وفرنسا والنمسا، وآلت للشيف الفرنسي لويس جاشيت من فرنسا.

حكام جوائز المهرجان يأخذون وقتهم في تذوق الأطباق بتأني قبل إعطاء تقييماتهم وفق معايير فن الطهي (الجزيرة)

وفي جائزة "بيير هيرميه" كان التنافس على مستويين، الأول كان على أفضل حلويات، والثاني على أفضل عمل فني مصنوع من شكولاته رفيعة قدمتها شركة "فالرونا" الفرنسية المتخصصة في الشكولاته التي يفضلها الطهاة.

وفي مسابقة أفضل الحلويات تفوق الفريق المكون من مارك ريفيير (فرنسا)، وفيراناكومار ماثوراي كونستانس هالافيلي (المالديف) بالمرتبة الأولى، وفي مسابقة أحسن قطعة فنية بالشوكولاته تفوق شيف الحلويات الفرنسي ألكسندر جيلي.

تقاسم المعرفة ومهارات الطهي

ويقول مدير فندق كونستانس بيل ما بلاج "غيرت بوشتلر" في تصريح للجزيرة نت إن الهدف الأكبر لمهرجان كونستانس هو "تقاسم المعرفة في مجال ثقافة الطعام والطهي من خلال العمل المشترك حيث يشارك طهاة مرموقين من دول أوروبية رفقة طهاة من منتجعات كونستانس".

وأضاف بوشتلر أن المهرجان جمع بين التنافس على أعلى معايير الطهي وبين تعلم أشياء جديدة في هذا المجال.

غيرت بوشتلر: مهرجان كونستانس جمع بين التنافس على أعلى معايير الطهي وبين تعلم أشياء جديدة (الجزيرة)

وحسب المتحدث نفسه فإن التراكم والتنافس وفق معايير عالمية والذي يتحقق من خلال الدورات المتعاقبة لمهرجان كونستانس "يستفيد منه في نهاية المطاف نزلاء فنادق كونستانس الذين يستطيعوا الحكم على الأطباق التي يتناولونها في مطاعم الفنادق".

واعتبر مدير "كونستانس بيل ما بلاج" أنه من مؤشرات التطور الذي شهده المهرجان نوعية الشركات المعروفة المشاركة فيه على مستوى الرعاة، هذه الشركات وفرت للمتنافسين في المهرجان أدوات الطهي وأيضا المواد الخام المستخدمة في تحضير الأطباق.

إعلان

ومن مؤشرات المكانة التي أصبح يحتلها مهرجان كونستانس للطهي في موريشيوس -وفق غيرت بوشتلر- أن عددا متزايدا من فنادق الجزيرة تحرص على حضور منافسات المهرجان للاطلاع على تنافس من الطراز الرفيع في فن الطهي.

جائزة فن تنسيق الطاولات

وقد خصص أحد أيام مهرجان كونستانس للطهي لمسابقة فن تنسيق طاولات الطعام، وكان التنافس فيها حصريا على نذل (جمع نادل) وشيفات فنادق كونستانس في الدول الجزر الثلاث (موريسيوش وسيشل والمالديف)، وتفوق في هذه المسابقة يافيش رامتوهول من كونستانس بيل ماري بلاج (موريشيوس).

نادل ضمن المتنافسين على جائزة فن تنسيق الطاولات (فنادق كونستانس)

وفي هذه المسابقة -كما باقي المسابقات المدرجة في المهرجان- كانت لجنة الحكام مكونة من 6 أعضاء من كبار الطهاة في أوروبا ومن خبراء في مجال الطبخ والإتيكيت ومقدمي برامج طبخ حسب نوعية المسابقة.

وأما المسابقة الخامسة ضمن المهرجان واسمها "كونستانس كافيه غورماند"، فكان المطلوب فيها من 4 من طهاة الحلويات المتنافسين -وكلهم من فنادق كونستانس- تقديم إبداعات تمزج بين الحلوى مع القهوة الفاخرة، وتفوق فيها أنيس موثيان (كونستانس بيل ماري بلاج في موريشيوس).

أحد الأطباق المتنافسة في مسابقة "كونستانس كافيه غورماند" (فنادق كونستانس) مسابقة أطباق موريشيوس

وإلى جانب هذه المسابقات الرئيسية في مهرجان الطهي، كان للأطباق المحلية في موريشيوس نصيب من التباري، وذلك من خلال التنافس على إعداد كعكة بالفلفل الحار وتفوق فيها ديشا تشوكوري، إضافة إلى مسابقة إعداد كعك الموز وفازت فيها ميلينا موتيان.

وبخصوص مسابقة الأطباق المحلية في موريشيوس، قال الشيف الفرنسي باتريك بيرترون وهو عضو لجنة التحكيم في المسابقة في تصريح للجزيرة نت إنه من المعايير المعتمدة في التقييم حجم الطبق والنكهة الأولى التي تفوح منه وفضلا عن مدى تناسب مقادير مكونات الطبق ودرجة حرارته التي ينبغي أن تكون مناسبة.

ويضيف الشيف مارك ريفيير (بطل العالم في الحلويات للعام 2017) للجزيرة إن يتم الحكم على الأطباق المتنافسة بناء على عدة مستويات، أولها شكل الطبق بحيث يكون جذابا ويثير شهية الناظر، وثانيا يتم استخدام حاسة الشم لمعرفة النكهة، وبعد ذلك يتم أخذ قطعة من الطبق لكي يتم الاطلاع على المكونات وسهولة القطع ومدى تماسك وتناسق المكونات الداخلية.

عدد من الطهاة المنحدرين  من جزر موريشيوس وسيشل والمالديف وقد توجوا بختام المهرجان (فنادق كونستانس)

ولم يقتصر مهرجان كونستانس على مسابقات الطهي، بل تضمن حصصا تدريبية في الطبخ قدمها طهاة أوروبيون حائزون على نجمات ميشلان، وكان لعشاق الطعام الفاخر فرصة لحضور وجبات عشاء أعدها بعض أمهرة الشيفات الأوروبيين.

إعلان

مقالات مشابهة

  • رجي: الحكومة تعمل على إعادة تعزيز علاقات لبنان مع كل الدول الشقيقة
  • قزيط: لا أحد يواجه الميليشيات سوى جمهور المدرجات
  • أحيانا أتناول الطعام أو أشرب الشاي أثناء قراءة القرآن.. فهل هذا جائز؟
  • السودان.. تاريخ المسارات الخاطئة والحروب الخاسرة
  • د. فرانسيس دينق سياسي مُنحاز وليس مُراقب أو مُحلّل!
  • “أسبوع دبي للذكاء الاصطناعي” يعزز شراكة الحكومات وشركات التكنولوجيا لتصميم مستقبل القطاع
  • احذروا المطب يا عرب!
  • برلمان موريتانيا يعلن موقفه من الصراع في السودان
  • مهرجان للطهي في موريشيوس.. العين تشبع قبل البطن أحيانا
  • صراع دول الإقليم حول موارد و موقع السودان